27-11-2024 06:46 AM بتوقيت القدس المحتلة

"الياقوت" كتاب قصصي إشترك الأطفال بتحريره

صدر حديثاً كتاب "الياقوت"عن "جمعية المجد للفنون" الإنسانية الخيرية التي تهتم برعاية الأطفال الموهوبين فنياَ وأدبياً من ذوي الإحتياجات الخاصة والأيتام وأصحاب الظروف الخاصة .

 

 


كتاب الياقوت  صدر حديثاً  كتاب "الياقوت"عن "جمعية المجد للفنون" الإنسانية الخيرية التي تهتم برعاية الأطفال الموهوبين فنياَ وأدبياً من ذوي الإحتياجات الخاصة والأيتام وأصحاب الظروف الخاصة .

والكتاب موجه للأطفال بأعمار بين 12-17 سنة. هذه الفئة العمرية الحرجة في حياة كل فرد وفيها ومنها تبدأ شخصية الإنسان بالتبلور والتكوين لذا فالإهتمام بهذه الفئات العمرية ضروري جداً لبناء المستقبل.

في لقاء مع رئيس الجمعية  الفنانة التشكيلية اللبنانية مـجـد رمضان قالت لموقعنا "إن الكتاب هو أحد أنشطة جمعيتنا الإنسانية بجانب الأنشطة الأخرى الهادفة لرعاية الأطفال الموهوبين مثل ورشات العمل الفني التي أقمناها في لبنان ودول أخرى ومناطق ذات فقر مدقع في الهند وغيرها لأننا نعتبر ساحة عملنا مفتوحة ولا حدود جغرافية لنا ونحط الرحال حيث نجد أطفالاً بحاجة للمساعدة".

الياقوت يتكون من جزأين يحويان خمسة عشر قصة .
الفنانة مجد رمضان مع الأطفال الجزء الأول منه  يحتوي على سبع قصص تربوية وإجتماعية هادفة بإسلوب توجيهي غير مباشر تهتم بشوؤن وحياة الطفل لتجعله يستنبط العبرة والدرس ويتخذ القرار الصائب في مسيرته.  وتتناول هذه القصص شؤون (البيئة ، الإدخار والتوفير، التعاون والعمل الجماعي ، الرغبة والقدرة ، إستثمار الوقت ، معالجة بعض الحالات النفسية التي يعاني منها الفتى كالتوحد والخجل). خذ مثلاً قصة البنت السعيدة حيث نرى شقيقتين إحداهما مبذرة والأخرى متعقلة بالإنفاق وكيف أن الصغرى غيرت من طبيعة أختها الأكبر منها لتجعلها تكون مقتصدة وتنفق بعقلانية.

 ومثال آخر عن التعاون وإستثمار الوقت حيث نلاحظ في قصة " طيور الفينيق" أن ثلاثة أصدقاء جلسوا ليفكروا بكيفية إستثمار وقتهم خلال إجازة الصيف المدرسية وقد شاركتهم في ذلك شقيقة أحدهم فتوصلوا للقيام بعمل جماعي إستطاعوا من خلاله إشراك أبناء مدينتهم في تطويرها حتى إن عملهم أجبر أجهزة الدولة في المدينة أن تشاركهم العمل وتدعمهم. قصة أخرى وهي "العزيمة" إذ نقرأ أن طالباً فقيرٌ رافق أبناء الأغنياء للدراسة في أوروبا لخدمتهم هم فشلوا دراسياً لكنه واصل دراسته بتفوق رغم معاناته معهم ليصبح طبيبٌ أختصاصياً..!

وفي مجال الرغبة والقدرة نجد في قصة "الطموح" إذ نجد واقعنا توجد الكثير من العوائل تجبر الأبناء على إختيار تخصص لاقدرة للفتى عليه او لا رغبة له فيه مع وجود المقدرة ، كأن وكما في القصة يفرض الأب على إبنه دراسة الطب في حين أن رغبة الإبن غير ذلك مما أدى لخسارة الإبن الكثير ولكن بعد إن أيقن الأب بأن المقدرة وحدها غير كافية مالم ترافقها الرغبة نجده يوافق على رغبة إبنه بعد إن فشل سنتين متتاليتن  في تحقيق رغبة أبيه ليعود من جديد ليدرس مايرغب ونراه قد تفوق على الجميع.. وهكذا نرى ونقرأ بقية القصص مثل " قصة حنان وقصة بنت الجيران" فكلها عبر ودروس.

الطفلة زينب سعدون إحدى الأطفال المشاركات في الكتابوماذا عن القسم الثاني من الياقوت؟ تقول الفنانة مجد : "إيماناً منا بأن الطفل هو أعظم فنان وأديب في العالم لأنه يُعبر عن أحاسيسه ومكنوناته بصدق وعفوية وبكل براءة إقترحتُ على الدكتور الركابي رئيس اللجنة المشرفة على الياقوت أن نمنح الفرصة للأطفال بالإشتراك في تحرير الياقوت وقد رحب بالفكرة وتبناها. وللحقيقة في البداية كنتُ متخوفة من ذلك لكن ثقتي بالدكتور الركابي وإمكانياته التربوية والأدبية جعلتني أطمأن.. لقد كانت النتيجة مذهلة وإيجابية ووصلتنا نصوص قصص ولوحات رسم جعلتنا نطير فرحاً . لمسنا من خلالها من قصص مدى الوعي عند الأطفال وبما يعانيه المجتمع فتراوحت قصصهم بين ( حب الوطن  والدفاع عنه ، تماسك الأسرة ، التعاون وعمل الخير، السعي نحو العيش بسلام والتعايش مع كافة مكونات المجتمع بمحبة ووئام ، تحدي الإعاقة وغيرها..) خذ مثلاً قصة السباق التي إسمها "الدراجة الهوائية والكرسي المتحرك" نرى صديقين أحدهما تعرض لحادث أقعدة على كرسي متحرك لكن إرادته ورغبته بالتغلب على معاناته جعلته يتحدى صديقه ويبدأ بالتسابق معه هو على كرسيه المتحرك مع صديقه الذي يركب دراجة هوائية لينتهي به المطاف بطلاً على مستوى البلد لا بل يمثله في المحافل الدولية..

لنقرأ في قصة "حتى في أحلامي" نجد أن المعاناة والخوف والموت أمور راسخة في ذهن الطفلة الكاتبة حتى في منامها .. وفي  قصة  "موقف إنساني" هنا نجد صورة المواطنة تتجلى بأعلى قيمها وهو حب الإنسان لأخيه الإنسان بعيداً عن أي صفة او تسمية وهي تحمل في طياتها مايصبو له الأطفال من رغبة في العيش الرغيد بسلام أسوة بأطفال العالم.. وفي قصة "الصقر" نجد الروح الوطنية الوثابة حاضرة عند الأطفال وإنهم ليس بأطفال بل كبار بأعمالهم..!

وتوجهنا بالسؤال عبر الهاتف للأديب والتربوي الدكتور إسماعيل الركابي مستشار جمعية المجد للفنون والمشرف المسؤول عن الكتاب لنسأله.. بماذا يتميز الـيــاقــوت؟ وهل أنت راضٍ عن هذا الإنجاز؟

فأجاب"الـيـاقـوت هو ثاني أفضل الأحجار الكريمة ويوازي الماس لذا إخترنا لكتابنا القصصي إسم الياقوت وقدمناه على طبقٍ من ماسٍ تعلوه الرياحين هدية للأطفال ولأولياء أمورهم. ياقوتنا متميز من الغلاف للغلاف.! فيه كل ما يسر القارىء سواء كان من الأطفال او ذويهم . في كلمة الياقوت نرى نقطتا حرف القاف هما ياقوتتان أرجوانيتان! الغلاف لوحة تعبر عن التكاتف والتعاون شارك برسمها الأطفال مع الفنانة رمضان رئيس الجمعية في ورشة عمل فنية أقمناها لرعاية الأطفال".

وأضاف"مايُميز الياقوت أنه جهد ذاتي دونما أي دعم خارجي ويميزه أيضاً إشتراك الأطفال بتحريره فقد خرجنا عن النمطية السائدة بالكتابة للأطفال . وحسب مقترح الفنانة مجد ركنا عشر قصص رئيسية جانباً وإعتمدنا قصص الأطفال! وهذه وحسب معلوماتي هي ميزة في كتب الأطفال لم يسبقنا إليها أحد من قبل  بذات الأسلوب والنهج على الأقل في اللغات الأربع التي أجيدها!

وميزة أخرى هي أن القصص رافقتها لوحات فنية رائعة ومعبرة بريشة البراعم والقصص الرئيسية رافقتها لوحات بريشة الفنانة مجد.. ومن ميزاته مشاركة أطفال من خمسة أقطار عربية فيه.! ومايميزة أكثر أنه مفيد للكبار والصغار معاً وإن الإسلوب الذي إتبعناه هو إسلوب تربوي غير مباشر ينمي قابليات الطفل والقارىء على إستنباط العبر والدروس بطريقة مشوقة..إنه من الواقع المعاش معالجة أساليب وحالات سلبية في حياتنا وحالات أخرى تصلح أن تكون نموذجاً سليماً يُقتدى بها..وميزة مهمة أخرى هو إضافة جديدة لمكتبة الطفل العربية".

وأردف الركابي قائلا"أما عن الرضا فأقول إن الكمال لله وحده وفوق كل ذي علمٍ عليم.. نعم أنا راضٍ عمّا قدمناه ومسرور جداً فقد إكتشفنا مواهب فنية وطاقات أدبية واعدة أنا على يقين بأن سيكون لها مستقبلاً باهراً "فنياً وأدبياً" وسيحفز الأطفال الآخرين على تنمية قدراتهم وإكتشاف مواهبهم. ونطمح لتكرار التجربة بشكل أوسع وتكون سلسلة "ياقوتيه" لاسيما تحت أيدينا نتاج فني وأدبي كثير لأطفال عديدين".

 وتابع"سعادتنا كبيرة بأن الكثيرين من أولياء أمور الأطفال يتصلون بنا شاكرين ومشجعين لعملنا وعارضين نتاج أطفالهم علينا إذا لم يكن للنشر فلتقييمه. ونروم خوض التجربة بلغات أخرى بالإضافة للغة الضاد. وهنا أتمنى على كل أسرة وولي أمر طفل أن يقتني نسخة من الياقوت كما يقتني المجوهرات في بيته.! فلنقرأ لأننا أمةُ  "إقــرأ"..!ومن الله التوفيق".