إيران ستغزو الخليج العربي وستعمد الى «هدم الكعبة»، ولذلك سيتوجه الجيش الاردني الى الجنوب ويحرر هذه المناطق ثم يتجه لـ«فتح» إيران بمساعدة الأميركيين والغرب».
مع اقتراب نهاية السنة يكثر عمل البصارين والمنجمين وتبدأ المنافسة بين وسائل الإعلام ودور النشر للتسابق على ترويج التوقعات. المشكلة ليست في نجومية العرافين بل في استعداد الناس للاستماع الى خرافات متناقضة، ما يؤكد تراجع الوعي العلمي والثقافة العقلانية. مع العلم ان الغرب طوّر ما يسمى بعلم المستقبل الذي يستند على درس الاحتمالات والتوقعات ضمن هوامش محددة ومنضبطة.
وهل تعلم أنه في باريس في العام 1983 عقد مؤتمر دولي عن التبصير والتنجيم. وكانت المفاجأة اكبر عندما تبين أن الرئيس فرنسوا ميتران الاشتراكي وريث عصر التنوير يستشير برّاجته كل صباح في قصر الرئاسة الاليزيه.
ويمكن سرد أحداث أخرى على مفكرة هذا العام الحافل، ومعها انطلق العنان للتفسيرات والتوقعات هي اقرب الى الخيال العلمي، منها على سبيل المثال السيناريو التالي: الصين وروسيا مشغولتان بالتمردات الداخلية. الآخرون مشغولون بانتخاباتهم. وهنا ستبدأ «الفوضى الخلاقة» الحقيقية والتي كان «الخريف العربي» مجرد مقدمة دموية صغيرة لها، وتبدأ حرب عالمية مصغرة تقودها اميركا للسيطرة على مصادر الطاقة الجديدة، والتخلص من أعدائها التقليديين.
وهناك توقعات طريفة لهذا العام ومنها الغريب ومنها المستهجَن:
1- عودة الخلافة
قال «الشيخ السلفي» ياسين العجلوني إن الملك الأردن عبدالله الثاني سيتجه بجيشه إلى سوريا لتخليص شعبها.
إيران ستغزو الخليج العربي وستعمد الى «هدم الكعبة»، ولذلك سيتوجه الجيش الاردني الى الجنوب ويحرر هذه المناطق ثم يتجه لـ«فتح» إيران بمساعدة الأميركيين والغرب». وشدد على أن هذا الأمر سيحصل إما هذا العام أو العام المقبل. وأكد أن «اسرائيل» ستستغل انشغال الملك عبد الله بفتح إيران فتعمد الى هدم الأقصى وإقامة الهيكل الثالث وعندها «سيتوجه الملك لفتح فلسطين وتحريرها من اليهود».
وقال العجلوني في مقطع مصور: «نبشر الأمة الإسلامية بأننا نقترب من موعد قيام الخلافة. الجيوش التي ستفتح فلسطين ستجتمع على تولية عبدالله هذه الخلافة، لتكون خلافة هاشمية».
2- المسيح المنتظر في "التوارة"
وهي مقولة تبناها كتاب «التوراة» مفادها أن المسيح سيعود إلى الظهور في آخر الزمان، ويرى كبير الحاخامات الإسرائيليين اسحاق قدوري (105 أعوام)، ذو التأثير الواسع والملقب بكبير الحركة الصوفية الإسرائيلية أن «المسيح المنتظر يوشك على الظهور في الأرض المقدسة، وفي الوقت المناسب الذي يأذن به الرب»، داعياً إلى «التعجيل بهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث على أنقاضه»، كما أن الكوارث الطبيعية تتربص بالعالم، لذلك لا بد من عودة كل اليهود المنتشرين إلى إسرائيل لضمان خلاصهم.
وكان قدوري، الملهم لحركة «شاس» في إسرائيل ، قال استناداً إلى حسابات دينية يهودية إن حرب «يأجوج ومأجوج» قد بدأت من الحرب الأميركية على أفغانستان وتستمر وخلالها يظهر المسيح المنتظر.
3- الـ«هرمجدون»
يقول الصحافي الفرنسي جان كلود موريس في مستهل كتابه لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه: كان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية البالية، وهو مهووس بالتنجيم والغيبيات، وتحضير الأرواح، وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة .
وكشف الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في حديث مسجل له مع مؤلف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأميركي، قائلاً: «تلقيتُ من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع العام 2003، فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي الى القوات المتحالفة ضد العراق، مبرراً ذلك بتدمير آخر أوكار «يأجوج ومأجوج»، مدعياً أنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل القديمة، وأصرّ على الاشتراك معه في حملته الحربية، التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة، ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس، الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل».
قال بوش لشيراك: إن الحرب تستهدف القضاء على يأجوج ومأجوج، اللذين يعملان على تشكيل جيش إسلامي من المتطرفين في الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب، ثم قال له حرفياً: «أنه تلقى وحياً من السماء لإعلان الحرب على العراق، لأن يأجوج ومأجوج انبعثا من جديد في العراق، وهو في طريقه إلى مطاردتهما، لأنهما ينويان تدمير الغرب المسيحي».
ثم يتابع المؤلف: إن الطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش، هي الطائفة الأكثر تطرفاً في تفسير العهد القديم (التوراة)، وتتمحور معتقداتها حول ما يُسمى بالمنازلة الخرافية الكبرى، ويطلقون عليها اصطلاح الهرمجدون.
المقال للزميل في جريدة السفير، سركيس أبو زيد ، تمّ اقتطاع مقاطع منه.