قبل أربعة أيام من نهاية العام 2013 ضرب العنف لبنان مستهدفاً شخصية سياسية بعد تفجيرات راح ضحيتها خلال الاشهر الماضية مئات المواطنين بين شهداء وجرحى.
حسين ملاح
قبل أربعة أيام من نهاية العام 2013 ضرب العنف لبنان مستهدفاً شخصية سياسية بعد تفجيرات راح ضحيتها خلال الاشهر الماضية مئات المواطنين بين شهداء وجرحى.
صباح يوم الجمعة في السابع والعشرين من شهر كانون اول/ديسمبر قضى محمد شطح وزير المالية السابق ومستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تفجير وسط بيروت. جريمة أحيت مخاوف اللبنانيين جميعاً من امكانية دخول بلادهم في دوامة عنف في ظل الكباش الدولي والاقليمي التي تشهده منطقة الشرق الاوسط وبالاخص في سورية.
الجريمة التي أجمع اللبنانيون على ادانتها وجدت فيها قوى سياسية فرصة لإعادة بعث الحياة في مشروع بدأ يترنح في أكثر من منطقة بينها لبنان.
ففريق الرابع عشر من آذار وكعادته منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري سارع الى توجيه الاتهام الى سورية ومعه حزب الله دون اي دليل وتناوبت شخصيات من هذا الفريق على إتهام دمشق والحزب حتى قبل ان تكتمل التحقيقات الامنية التي قد تأتي بما لا تشتهيه سفن فريق 14 اذار ورعاته الاقليميين في ضوء ما كشفته معلومات نشرتها صحيفة السفير اللبنانية.
السؤال الذي يطرح في هذا الوقت: من المستفيد من جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح...؟؟
للإجابة على هذا السؤال يقتضي النظر في التطورات الحاصلة على الساحة اللبنانية وتحديداً مع تلويح رئيس الجمهورية ميشال سليمان باللجوء الى حكومة أمر واقع تحت مسمى الحيادية وسط تشجيع وترحيب من فريق الرابع عشر من آذار.
هذه الخطوة التي قد تدخل البلاد في المحظور كما ترى قوى الثامن من آذار ، حيث تعتبر ان الحكومة الافضل لمنع انهيار البلاد والتصدي الى المشاكل الامنية والاقتصادية تقتضي حكومة وحدة على مستوى الوطن لا حكومة حيادية لا حول لها ولا قوة تضم شخصيات حيادية لا تتمتع بالغطاء السياسي. طبعاً يأتي هذا التحذير بمعزل عن مناقشة دستورية حكومة الامر الواقع في حال تم التأليف.
ويتساءل مدير مركز الارتكاز الاعلامي الكاتب والمحلل السياسي سالم زهران لموقع المنار عن مدى ارتباط جريمة الاغتيال بفرض حكومة امر واقع ومنع حزب الله من الرد على هكذا خطوة.
اما الامر الاكثر أهمية من وجهة نظر زهران هو ما كشفته صحيفة السفير من معطيات تشير الى تورط جماعة فتح الاسلام في جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح.
ويقول زهران ان "هذه الاشارات أي تورط فتح الاسلام في الجريمة، توجه الاتهامات الى الجهة المقابلة وليس الى فريق 8 آذار كما يفعل فريق 14 آذار ، خاصة وان فتح الاسلام متهمة بالمشاركة بشكل مباشر او غير مباشر في تفجيري الرويس وبئر العبد الذين وقعا الصيف الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت".
أما عن التوظيف السياسي يستشهد زهران بالعديد من التحذيرات السياسية والاعلامية التي صدرت مؤخراً ، واشارت الى امكانية "تسخين المشهد السياسي اللبناني قبيل بدء عمل المحكمة الدولية المتوقع الشهر المقبل"، ويتساءل زهران عن سرّ توقيت جريمة اغتيال شطح قبل ايام من بدء عمل المحكمة الدولية ، مستشهدا "بالتفجيرات التي ضربت لبنان في السنوات الماضية والتي طالت شخصيات سياسية وكانت تسبق كل خطوة تتم على طريق التسريع في اقرار المحكمة وتمويلها".
اذا كالمعتاد فإن سيل الاتهامات التي وجهها فريق الرابع عشر من آذار ضد سورية وحزب الله يكشف عن استغلال رخيص لدماء الابرياء لتوظيفه في الخلافات السياسية ، بينما اكتفى هذا الفريق بعبارات التنديد في التفجيرات التي ضربت الضاحية الجنوبية والبقاع ، داعياً الى التمسك بالوحدة...فعلاً انها سخرية القدر.