27-11-2024 06:44 AM بتوقيت القدس المحتلة

إيران.. بين الإعجاب والتوجس

إيران.. بين الإعجاب والتوجس

ولن تكوني الاولى ولا الاخيرة التي سيحذرونك من القدوم الى ايران وهذا التخويف من ايران والتشيع للأسف موجود رغم اننا في القرن الواحد والعشرين، ولا انسى ضيفا ابدى استغرابه من وجود سيارات في ايران

خرمشاد مكرماً الزميلةلطالما أثارت إيران اهتمام المواطن العربي، بقينا كعرب ولعقود طويلة نتارجح بين الاعجاب والتوجس، من هذا البلد. فالاعجاب ينطلق لما تقدمه طهران من دعم لما تسمى بحركات التحرر، ووقوفها في وجه الغرب، وتوجس ينطلق من طموحات سياسية وعرقية وطائفية، تثير الهلع والنفور.

 سميرة فريمش - طهران

وبهذا المنطلق ذهبت الى طهران لاول مرة برفقة وفد نسائي كويتي بدعوة من المستشارية الثقافية الايرانية بالكويت لاكتشف امرا اخر ولتتغير وجهة نظري العربية لبلد كبير بتاريخه وعريق بحضارته ومتحد لواقع فرض عليه من قبل الغرب بعقوبات اقتصادية تجاوزها بكل ارادة وقوة وباصرار شعبه الطموح والمثقف والواعي لما يدور حوله.

ايران التي رأيتها عن قرب بعيون عربية لم تكن ايران التي تخيلتها وقرأت عنها وتابعت سياستها الخارجية في دول المنطقة، حيث كنت انظر لايران ولوقت قريب واحدة من أكثر المواضيع إثارة للجدل في العالم العربي على مختلف المستويات الرسمية والشعبية وحتى النخبوي منه.

فهذه النظرة التوجسية من ايران الدولة راجعة إلى عاملين أساسيين يتمثّلان في الطريقة التي تقدّم فيها طهران نفسها للمنطقة من جهة، والطريقة التي ينظر من خلالها العرب إلى إيران انطلاقا من هذه المعطيات من جهة أخرى. رغم ان المتابع لتوجهات الرأي العام العربي تجاه إيران يدرك حقا أن النظرة إلى طهران ليست موحدة ولم تعد كذلك، فهي مختلفة ومتنوعة ومتعددة على مختلف المستويات.

فرحلتي الى طهران اولا ثم الى مدينة مشهد ثانيا غيرت مفاهيم كثيرة فبمجرد وصولي الى مطارها الدولي واستقبال د. صبية لنا بباقات من الورود بألوان متنوعة ما بين الاحمر والزهري والازرق شعرت بدفء كبير تجاه شعب قدم نفسه للاخر بطرق مختلفة ومن هنا بدات انظر الى ايران بعيون عربية تختلف عن نظرة سابقة رغم قربي من الدبلوماسية الايرانية.

حاولت اثناء وجودي في طهران ان تكون رؤيتي ثقافية فقط الا انني لم استطع بل توسعت في الامر لتشمل رؤيتي الجانب السياسي، خصوصا ان زيارتي توافقت مع الاتفاق الذي وقعته ايران مع مجموعة الـ 5 + 1 بخصوص برنامجها النووي كما توافق وجودي هناك مع مؤتمر استضافته ايران لمجموعة ايكو حيث تواجد العديد من وزراء خارجية الدول الاعضاء وعلى رأسهم وزير خارجية تركيا ناهيك عن زيارة وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة عبدالله بن زايد في سابقة هامة واختتمت بزيارة لرئيس وزراء سورية.

طهران التي تعد من أكبر المدن وأكثرها سكاناً في العالم اصبحت مسرحا سياسيا هاما فطهران التي كانت عبارة عن قرية تقع جنوب مرتفعات البرز، اصبحت الان الاهم في الرؤية السياسية والدبلوماسية العالمية فقد استطاعت خلال السنوات الماضية الحد من صورتها السلبية لدى العرب عبر عدد من السياسات التي ترتبط بأجندتها في المنطقة.

فايران الدولة لم تنشأ بقرار دولي فرضته أجندة دولية بقوة السلاح على العرب رغما عن إرادتهم، بل كانت جارة للعرب منذ آلاف السنين، وهي جارة لهم الآن وستظل كذلك في المستقبل. لا تستند على دعم خارجي في وجودها الضارب في عمق ثقافة وتراث المنطقة، ولا هي الدولة الهابطة بالمظلات على جغرافيا وتأريخ المنطقة، بل كياناً مؤسساً ورافداً أساسياً من روافد ثقافتها، لذا اثر الايرانيون المنظمون للرحلة ان تبدا من عنصر هام في مجتمعهم وهو المراة القوية والمثقفة التي تحتل مناصب عليا في الدولة فخصصوا لها حدائق خاصة بها حيث ان الـــعـــاصـــمـــة الإيرانية طهران وبعض الــمــدن الــثــانــويــة تشهد ظهور الحدائق الخاصة بالنسا الـــلـــواتـــي يــجــدن فيها فسحة تسمح لهنّ بنزع الحجاب وممارسة الرياضة، حيث ان هذا المشروع الرائع يعد خــطــوة أولـــى على طريق الألف ميل نحو تبدل وضع المرأة الإيرانية.

فنساء طهران يبدان بخلع حجابهن وراتداء ملابس الرياضة في مكان عام يخلو من العنصر الرجالي فحتى مركز الحراسة بالحديقة من النساء، (...) مشهد غير مألوف إطلاقا في إيران حيث النسا يلتزمن على نحو دقيق بالحجاب والملابس التي تغطي كل أجسادهن، فقد افتتحت بلدية طهران منذ خمس سنوات في شمال العاصمة متنزها خاصا بالنسا يحمل اســم «جنة الأمــهــات»، يفتح طيلة أيام الأسبوع ويغلق يوم الجمعة، ويزخر، بالنباتات والأشجار مسور بسياج حديدي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار ويحجب انظار الفضوليين. فهو بالنسبة للنساء، مكان جيد للترويح عن النفس وارتدا الملابس التي يرِون فقد رأيت فيه أفضل ما يمكن أن يقام لمرأة في دولة إسلامية لاسيما ان المكان يشعر المرأة بالأمان في المتنزه الذي تتألف جميع فرق التنظيف والحراسة فيه من النسا، فيما يبقى الحراس الرجال خارج الحرم.

وخلافا للأماكن الأخرى التي تخصص فترات للنسا مثل أحواض السباحة والنوادي الرياضية وقاعات الحفلات الموسيقية، لا يفرض على الزوار ترك آلات التصوير والهواتف النقالة عند المدخل. فهذا المشروع الضخم زرع شعورا لدى المرأة بانها حرة وتحظى باهتمام كبير من قبل الدولة التي يكاد يشكل نصف سكانها من النساء.

 تأتي النسوة الى هنا للالتقاء والتمتع والحديث والتثقيف حيث توجد لديهن مكتبة خاصة باشراف نسائي تنهل المرأة من خلالها من العلوم ما شاءت وتطمح في ان تكون اجهزة الكمبيوتر الموجودة داخل المكتبة مزودة بالانترنت وهذا مشروع قد يتحقق في المستقبل القريب. كانت هذه اول زيارة لنا في برنامج مكثف حمل معلم طهران الثقافية والعلمية.

الوفد الكويتي النسائي في طهرانفعند انتهاء الزيارة لجنة الامهات توجهنا الى رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية حيث القتينا رئيس الرابطة السيد د. محمد باقر خرمشاد العارف بلغتنا العربية حيث كان الحوار ممتعا ومفيدا اطلعنا خرمشاد على دور الرابطة فقال: «تمثل الرابطة وزارة الخارجية الثقافية في الجمهورية الاسلامية ولها اكثر من ثمانين ممثلة في دول العالم، ومهمتها الاساسية التعريف بالحضارة الاسلامية الايرانية، واقامة العلاقات ليس مع الدول فقط بل ومع النخب الثقافية والادبية الفاعلة، وهذا ما يسمى حاليا بـ (الدبلوماسية العامة) وتقوم بعمل الدبلوماسية الثقافية عن الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن أوضح المهام التي قمنا بها هي اقامة (الاسابيع الثقافية، المهرجانات، اسابيع الافلام، الندوات الشعرية، الندوات المتخصصة...)».

 واضاف: «وكون الجمهورية الايرانية هي ثمرة للثورة الاسلامية الكبرى التي انتصرت في اوائل العام 1979، والكثير من الخبراء والمتخصصين يصفون هذه الثورة بالثورة الثقافية وجاءت من اجل الثقافة، لذلك نهتم بالتعامل بعلاقاتنا الثقافية مع دول العالم، لما لدينا من ارتباط وثيق بالثقافة حول العالم».

 واستطرد قائلا: «وبحكم مواد الدستور التي كفلت للمرأة حقوقها فهي تخرج عن كونها شيئاً جامدا او اداة عمل تستخدم لإشاعة روح الاستهلاك او الاستغلال الاقتصادي، وتعقد العزم على تربية الانسان المؤمن وتشارك الرجل في بناء المجتمع».  واعتبر خرمشاد في معرض حديثه عن المرأة والدور الذي لعبته وتلعبه، ان: «الثورة الايرانية حدثت وانتصرت بالمظاهرات التي تشاطرها النساء والرجال، لإسقاط نظام الشاه شاه البائن دون اللجوء للسلاح، ولأنها كانت موجودة منذ البداية فستستمر معنا».

 واكد باقر أن نسبة النساء الجامعيات تتجاوز الـ 50%، متابعا: «فهناك نسبة كبيرة من الأطباء من نساء، وهذا الأمر ظاهر للعيان بمجرد مطالعة اللافتات الخاصة بالعيادات فسنجد أن اغلبها لنساء، وهؤلاء حصلن على شهاداتهن العليا من جامعات ايرانية ودرسن باللغة الفارسية، كما ان الكادر العلمي الجامعي يتضمن ما يقارب من 35% من النساء اللواتي يعملن في التدريس».

 واردف: «وفي مجال السياسة هناك نشاط لافت وعدد لا بأس به من نواب مجلس الشورى الاسلامي، اما المجال الاجتماعي فوجودهن خارق للعادة، وعدد منظمات المجتمع المدني التي تفعل فيه النساء كبير، فلا يوجد مجال في الجمهورية الاسلامية الايرانية خالٍ من المرأة الفاعلة».

 واكمل: «هناك حراك جديد للحركة النسوية في الجمهورية لتقدم النساء في المجال الديني والفقهي وتقدمهن لمرحلة الجهاد وستعطي ثمراتها في المستقبل، وستكون من اهم نتائج هذا الحراك خروج فقيهات بإمكانهن استخراج الحقوق الاساسية التي اولها الاسلام للمرأة واشاعة هذه الحقوق والمطالبة بها».  واستشهد خرمشاد في حديثه لتأكيد على فاعلية واهمية دورها في المجتمع بقوله: «احد الباحثين الفرنسيين يعتقد ان الحركة النسائية ستبدأ من ايران».  وقال خرمشاد ممازحا الحاضرات بعد كل الحقوق والمكاسب التي استطاعت المرأة تحقيقها اعتقد أننا بدأنا كرجال بالتفكير بإقامة جمعيات تعنى بحقوق الرجل.

الوفد الكويتي النسائي في طهران واشار الى ان البشرية واجهت حربين عالميتين في القارة الاوروبية حاربت وقتل فيها الملايين واليوم نراهم مجتمعين في اتحاد اوروبي، بينما نحن في عالمنا الاسلامي بدأنا نستمع الى اصوات تتحدث عن فروق بين السنة والشيعة، ويستغل البعض هذه الامور من اجل تقسيم بلداننا، مع اننا نجتمع في (اللغة، الدين، العادات...).

 وفي ختام حديثه، قال: اتذكر هنا احد زملائنا الذي استشهد في بيروت سماحة الشيخ ابراهيم الانصاري مستشار السفارة الايرانية في بيروت -رحمه الله- تواجد معنا في الاسبوع الثقافي الذي اقيم في دولة الكويت في العام الماضي، وكان يعتبر نصف كويتي كونه عاش فيها منذ ان كان في الحادية عشرة من عمره، وكان شخصية خلوقة وفقدانه كان امر صعب علينا.  وقال: «وللأسف اننا نواجه اليوم مشكلة التطرف والتكفير وعلينا جميعا السعي لمواجهة هذا التطرف الفكري، وفي نهاية حوارنا لم استطع اقناعه برأي وهذه مشكلة اساسية تعاني منها مجتمعاتنا الاسلامية».

(هذا التقدم في التكنولوجيا النووية هو بفضل الاربعة ملايين ونصف المليون ايراني الذين يتعلمون في مختلف المجالات العلمية ولم نعتمد فيها على الغرب الرأي صححت المعلومة واشارات للدور الذي لعبه العلماء الصينيين والروس فأكد خرمشاد ان الدور كان بسيط وقليل للغاية، وهنا قال ان الاجهزة الموجودة لدينا نظام تشغيلها مختلف عن الموجودة في روسيا والصين وكانت هناك حادثة ان الخبراء قالوا اثناء فحصهم للأجهزة كانت تنفجر، والايرانيون صنعوها وهي تدور حول محور موجود بشكل سريع جدا وسأل احد الغربيين بصورة خفيه لماذا تنفجر وقلنا له احيانا تنفجر واحيانا اخرى لا.

وقال احد المفتشين لاحد علمائنا بشكل خفي ان عليه ان يرتدي قفازات في يديه وعرف العلماء ان هذه الاجهزة جدا حساسة وعند لمسها دون قفازات تنفجر وهذا يدل على ان العلماء الايرانيين صنعوا الاجهزة وتعلموا من خلال التجربة، وفي محادثات الخمسة زائد واحد الروس موجودون وعندنا وقود مخصب بنسبة 20% وعندما اوشك الوقود على النفاذ طالبنا منهم ان يعطونا منه عندما عرفوا حاجتنا له تحججوا وطلبوا امورا معينة وعندها قلنا لهم اذا كنتم لم تعطونا فسنصنعه بنا وقالوا اذهبوا واستهزأوا صنعوا وبالفعل قمنا بهذا تحت اعين كاميراتهم الموجودة، وقالوا اننا لن نستطيع اجتياز المرحلة الاخرى بعد التخصيب كون هذا الامر قاصرا على دولتين او ثلاث في العالم ولكن الدكتور شهرياري عالم فيزياء - استطاع عمل هذا واستشهد بأحد شوارع ايران)

وقال: 35 عاما وما يقارب من 300 الف شهيد ولم يكن الامر بهذا الشكل اننا كنا نريد ان نكون دولة نووية ورحبوا بنا، وحتى الانجازات الفضائية واجهنا مشاكل مع الروس وارسلنا عندهم صواريخ لإرسالها من هناك ومرت عشر سنوات دون ارسالها. ولن تكوني الاولى ولا الاخيرة التي سيحذرونك من القدوم الى ايران وهذا التخويف من ايران والتشيع للأسف موجود رغم اننا في القرن الواحد والعشرين، ولا انسى احد الضيوف الذي ابدى استغرابه من وجود سيارات في ايران».

الوفد الكويتي النسائي في طهرانكما تلا هذه المحاضرة وبعد تناول وجبة الغذاء برابطة الثقافة ندوة حوارية ادراتها د. صديقة حجازي مدير عام الشؤون النسائية والشؤون الاسرية في رابطة الثقافة والعلاقات الانسانية: التي اكدت على ان «دور المرأة اساسي في المجتمعات التي تؤثر فيها، وهناك مهمة كبيرة تقع على عاتقها وهي خلق الثقافة ونقلها الى الأولاد، ونحن بإمكاننا ان من خلال الرابطة ان ننسق لتربية الاولاد لتعميق الثقافة في المجتمع ولا يسعون لتخريبها».

واضافت: الامام الخميني كان يقول «ان صلاح او فساد المجتمع مرتبط بالمرأة»، وهذا دليل على دورها الاساسي الذي تلعبه ونقل الثقافة بين المجتمعات المختلفة، ولتحقق المرأة هذا الدور الاساسي لابد من استخدام مجموعة من السبل والمجالات بإقامة الاسابيع الثقافية المشتركة بين النساء في ايران ومختلف الدول خصوصا دول الجوار والدول الإسلامية، لإيماننا بأن النساء في مختلف دول العالم يمتلكن تجارب يمكن تبادلها.

وتابعت كلامها: نحن نعرف بأن الكتب والمؤلفات التي ترجمت من اللغة العربية الى الفارسية هي قليلة جدا واعلن اننا على استعداد لإطلاق مشروع يتعلق بترجمة الكتب للاستفادة منها، ولهذا اقترح بعمل اسبوع للصداقة بين النساء في الكويت والجمهورية الاسلامية الايرانية، ما سيوفر فرصة مناسبة للاطلاع على تجارب النساء في البلدين.

ومن جانبها قالت د. الهيان -نائبة في البرلمان الايراني لدورتين وتعمل الان في وزارة الخارجية الايرانية- «اتذكر عندما كنت نائبة في البرلمان زارنا قبل عامين جاسم الخرافي الرئيس الأسبق لمجلس الأمة الكويتي وكانت اول كلماته لنا عن الدور الفاعل والنشاط الذي تتمتع به المرأة الكويتية على اكثر من صعيد».  واضافت: «نحن نعرف ان الكويت تتميز عن غيرها بالديموقراطية وسيادة الشعب على شؤونه، وهذا يساعد كثيرا النساء الكويتيات على التقدم والتطور وخاصة النخب العلمية».

التقدم الذي حققته المرأة الايرانية المسلمة، وكان المنعطف انتصار الثورة الاسلامية، وخلال السنوات الخمسة والثلاثين استطاعت المرأة تحقيق الكثير من التقدم والتطور، خاصة في الاستفادة من آراء الامام الخميني الراحل، واستنادا الى اراء الامام -رحمه الله- كان يقول ان المرأة يجب ان تلعب دورا في مصير ومقدرات الدولة.

وتابعت: خلال عملنا في مجلس الشورى التقينا مع اعضاء في الكونغرس الاميركي، وسمعنا منهم ان هناك مليونا من الاميركيات ضحية عصابات الاتجار بالبشر، واعلنوا امامنا انهم قلقون من تفتت الاسرة في اميركا، وانهم يدعمون اسسا لترابط الاسرة وهذا ما يؤكد عليه الاسلام،

وذكرت انه ومن خلال تعاون بين بلدينا في ظل العلاقات الجيدة السائدة بين البلدين نستطيع ان نعكس الصورة الصحيحة عن المرأة المسلمة، واكدت انه يجب ان نكون حذرين من التيارات خاصة التي تثير الفتن بين السنة والشيعة وهي موجودة في مختلف الدول وقد تكون موجودة في الكويت، ويجب ان نكون حذرين منها حتى لا نحقق اهداف الاعداء ونبقى متحدين ولا نفرق صفوفنا، وهنا اذكر الشهيد الانصاري الذي اغتيل من هذه التيارات التي لا تريد الخير لامتنا.

وقالت: الثورة الاسلامية جاءت لتعطي الصورة الصحيحة عن المرأة المسلمة التي لها دور في مجتمعها وفي اسرتها، «وجود المرأة في الحكومات المتعاقبة وكذلك في البرلمان، وايضا مساعدات لرئيس الجمهورية الاسلامية يعتبر منصبها اعلى من الوزير وتصوت على القرارات، لا يوجد تخصيص مقاعد للنساء والامر يحتكم الى الانتخاب، والمجلس الحالي يضم 13 سيدة من اصل 290 عضوا في البرلمان، بالإضافة الى مختلف المناصب الادارية الاخرى تتواجد فيها المرأة وتتقلد المناصب، وكل الوزارات بها مستشارة لشؤون المرأة ايضا، واعداد النساء في المجالس البلدية بالآلاف.

اما ملاليريه مساعد الشؤون العربية والافريقية في رابطة الثقافية والعلاقات الانسانية فكانت مداخلتها عن ان «المرأة في مفهوم الاسلام لا تفكر فقط في نفسها وحقوقها، بل يجب ان يكون دورها مؤثراً وكبيراً في دور الخطوط العامة للمجتمع، وهذه النظرة التكاملية تؤدي الى رفع المجتمعات الاسلامية وكل المستضعفين في الارض»، مضيفة «ان تشكل الحركات الساعية والنادية للعدالة، تعتبر من اهم نتائج العولمة لنشر الوعي وانتشار مفاهيم لنشر عدالة تكون متزامنة مع الحركات التحررية والساعية لها، والدورة مسلمة ممكن ان تلعب دورا مصيريا ومتقدما على باقي افراد المجتمع كما هي الحال، كما حدث في الثورة الاسلامية».

وقالت «النساء المتعلمات بإمكانهن تحقيق الاهداف الاسلامية الاصيلة ومقارعة الظلم وارشاد ناس نحو الصلاح والخير، وبإمكان المرأة المسلمة ان توفر الظروف التي تمكنها من لعب الدور الاساسي فالمرأة في مختلف المجتمعات لا يكفي ان تنادي فقط بحقوقها وحسب، بل تسعى لتحقيق اهداف أعلى، كالتكامل في المجتمع، واشاعة العدل وهذه الامور اذا تحققت ستتحقق حقوق المرأة». ومن خلال تأسيس المراكز المشتركة نستطيع اعطاء صورة صحيحة ودقيقة لوضع المرأة لنستطيع تبادل الرأي في الحلول لها، وتحقيق الوحدة بين النساء.

واختتمنا يومنا بلقاء مع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية -آية الله الاراكي- الرجل الذي تقبل الرأي الاخر وتفهم خلفيتنا العربية فجاءت مداخلته ان «عشنا فترة كان الدين فيها افيون الشعوب، ولم يكن هناك دور له ولا لرجال الدين، والاكتساح الذي حصل للدين الاسلامي جاء بعد الثورة الاسلامية، وكان لهذا التيار ان يحول الامة الاسلامية قوة اسلامية تغير العالم كله، وهذه الحقيقة لا بد ان نفهمها جميعا».

الثورة الإسلامية في إيرانلم يحدث في تاريخ الثورة الاسلامية ان اعتدت على احد وشعارها منذ ان وجدت هو الوحدة، والكل يعرف ان الثورة الاسلامية هي التي حملت لواء الدفاع عن قضية فلسطين على اعتبار انها واجب شرعي، ورفع العلم الفلسطيني وافتتحت السفارة وخرجت المقاومة الاسلامية وجاء الاخ الراحل ياسر عرفات الى هنا، وحتى الان نتحمل الحرب القذرة والحصار المفروض عليها والعناد وحتى قضية اثارة الخلاف الشيعي السني السبب فيه هو قطع يد الجمهورية الايرانية عن القضية الفلسطينية، وكلنا سمعنا التصريح الذي قاله رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي بان الحرب على سورية عقاب لها عن دعم القضية الفلسطينية، ولم تنخرط في مشروع السلام الذي تريده اميركا.

وأضاف: «لا ندعو للوحدة الاسلامية ليس لان لنا مصلحة كإيرانيين بل لأنها فائدة لنا كمسلمين عموما لاسيما انها واجب شرعي لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)». واستكمل قوله: «صحيح بيننا اختلافات في بعض الامور، ويصل الامر الى اتهام بعضنا بان هناك بدعة والى غير ذلك، والاختلاف موجود في كل مجال ولكن هذا لا يعني ان من يختلف عنا يكون بدعة».

وذكر ان الاختلاف الذي وصل الى الفضائيات اليوم السبب فيه ليس اصدقاء المسلمين، ونؤمن بان الامة الاسلامية ستعود الى وحدتها، مشيرا الى ان «التقريب ليس ان يؤمن به فرد او مؤسسة بل مشروع انساني متكامل يحتاج الى تكاتف جهود الامة كلها».

لم ينته يومنا بل توجهنا الى متحف الدفاع المقدس المكان الذي يجسد الحرب الايرانية العراقية بشكل مقنع حيث استخدمت فيه وسائل اقناع رهيبة وهو يجسد تاريخ بلد اعتبر نفسه ضحية من ضحايا نظام صدام حسين.

بدأت الدراسات الاولى لمشروع متحف الدفاع المقدس في شهر نوفمبر عام2004، وتم تصديق الخطة الاولى خلال الاجتماعات العديدة مع ادارة البلديات لقيم المقدس والاركان العامة للقوات المسلحة في شهر مارس 2005، ثم تم تحديد المجلس البلدي في طهران، مؤسسة صيانة الاثار وهيكلية ادارة المشروع وتنفيذه، ثم تم الاعلان عن مسابقة لتصميم حديقة متحف الدفاع المقدس، فشارك فيها 250 مجموعة متنافسة ومن بينها تم تسليم 42 اثرا الى الامانة وعلى اثره اهديت هدايا خلال مراسم خاصة بحضور رئيس بلدية طهران الرئاسة لمؤسسة صيانة الاثار ونشر قيم الدفاع المقدس، ويتضمن المتحف في محيطه الخارجي «مقبرة الشهداء، برج علم، البحيرة والنافورة متحف بانوراما، معرض المعدات الحربية، المسجد الجامع خرمشهر».