ابرز ما جاء في الصحف الصادرة صباح اليوم الاثنين 30/12/2013
رصدت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت آخر التطورات الامنية والسياسية في لبنان، لا سيما حادثة الاعتداء على مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، كما كان لهذه الصحف متابعات لاهم الملفات العربية والاقليمية بدأ من الازمة في سوريا وصولا الى تطورات الداخل التركي وغيرها من الملفات.
الاخبار
عبد الله وهولاند يأمران بالفتنة: حكومــة المغامرة الآن!
صدر أمر ملك آل سعود بالفتنة في لبنان. رشوة السعودية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بثلاثة مليارات دولار، وتحويل مردودها إلى لبنان، مشروطان بتأليف حكومة امر واقع، لعزل حزب الله، وفتح معركة معه في لبنان. معركة ستنهي بلا شك كل ما بقي من آثار الدولة
هل صدر قرار سعودي ــ فرنسي بوضع لبنان مجدداً «في فم التنين»؟
هل اتخذ القرار بتفجير البلاد وتحطيم ما تبقى من هيكل الدولة ودستورها ومؤسساتها المعطلة؟ وهل يريد فريق 14 آذار، برئيسه الجديد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فتح معركة في لبنان في وجه حزب الله، بهدف دفع الحزب إلى سحب مقاتليه من سوريا؟
كل المؤشرات السياسية تدل على أن طرح هذه الأسئلة بات مشروعاً. في الجزيرة العربية، يجتمع الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (الذي التقى في الرياض الرئيس سعد الحريري)، ليقررا صرف «مكرمة ملكية» قيمتها 3 مليارات دولار تُدفع مباشرة لفرنسا، لقاء تسليم الجيش اللبناني أسلحة ومعدات. وهذه «المكرمة» مشروطة بتأليف حكومة لا يشارك فيها حزب الله. رئيس الجمهورية تولى الإعلان عن «المكرمة »، وتنفيذ الشروط. وقبل أسابيع، أبلغ كلاً من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وحزب الله نيته تأليف «حكومة حيادية» من دون استشارة أحد في أسمائها، وفق تشكيلة يقدمها له الرئيس تمام سلام من 14 وزيراً. وحدد سليمان موعداً لذلك: بعد عودته من إجازة رأس السنة التي سيقضيها في بودابست، وقبل يوم 7 كانون الثاني 2014.
حاولت قوى 8 آذار وجنبلاط ثني الرئيسين سليمان وسلام عن هذه الخطوة، لكن سليمان أصر. لا عودة إلى الوراء. قبل اغتيال الوزير محمد شطح وبعده. وفيما كان بعض «المتفائلين» قد توقعوا، بعد جريمة يوم الجمعة الماضي، أن يعيد سليمان النظر في قراره، بسبب الانكشاف الأمني الذي تعاني منه البلاد، هربت قوى 14 إلى الامام، مستعجلة المطالبة بالعودة إلى الحكم، ومن دون شراكة مع حزب الله، لتكون الخطوة استكمالاً لما جرى بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، والقرار السعودي الذي أبلغه حينذاك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، لسليمان: على حزب الله أن يختار، إما المشاركة في القتال في سوريا أو المشاركة في الحكومة. بعد ذلك، أسقطت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
بعد اغتيال شطح، وصلت مطالب 14 آذار إلى ذروة الوضوح بالمطالبة بعزل حزب الله عن الحكم، وعدم الحوار معه. وتعليقا على «المكرمة» السعودية، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بوضوح تام: «السلطة السياسية هي الأساس وهي مطلبنا، وإلا فلا شيء ولا هبات مادية تنفعنا».
مسؤولو تيار المستقبل وباقي مكوّنات قوى 14 آذار عبّروا كذلك عن التوجه ذاته: نريد حكومة من دون حزب الله.
وقالت مصادر قيادية في هذا الفريق لـ«الأخبار»: «أبلغنا موقفنا للرئيس سليمان أن أي مفاوضات بشأن أي حكومة شراكة مع الطرف الآخر غير واردة. وطلبنا منه أن يفعل ما يراه مناسباً لأن الكرة في ملعبه».
النائب وليد جنبلاط يعارض هذه الخطوة. وبحسب مصادره، فقد أبلغ سليمان وسلام موقفاً واضحاً: هذه الخطوة تشبه قرارات 5 أيار التي اتخذناها في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008، والتي أدت إلى أحداث 7 أيار. اليوم، البلاد تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية تسحب الخلافات من الشارع». وأكّد جنبلاط للرئيس نبيه بري أنه لن يمنح الثقة لأي حكومة لا يوافق عليها بري وحزب الله.
قوى 8 آذار لا تزال تتكتّم على ما ستقوم به رداً على تأليف «حكومة أمر واقع تحت شعار الحياد». بعض غلاة هذا الفريق يقولون إن حكومة كهذه «ستكون ممنوعة من الحكم، حتى لو أدى ذلك إلى دخول السرايا الحكومية. وما منعنا عام 2006 من اقتحام السرايا التي كان فيها السنيورة هو الاتصال بين علي لاريجاني وبندر بن سلطان، اللذين أجريا وساطة بين القوى السياسية اللبنانية رسمت خطاً أحمر للتحركات. واليوم، خطوط الاتصال مقطوعة، ولن يمنعنا أحد من الدفاع عن حقوقنا». تضيف هذه المصادر: «خطة بندر في هذه اللحظة هي تأليف حكومة أمر واقع من أجل جر الحزب الى الشارع تحت وهم أنه سيضطر تحت ثقل الضغط الأمني الداخلي إلى الانسحاب من سوريا لحشد كل طاقاته في لبنان. هم يجهلون أن الحزب أعدّ العدة لمواجهة التحديات الامنية في حال واجهته على أكثر من جبهة، وبما يلبّي مهمة الدفاع عن المقاومة».
بقية قوى 8 آذار ترفض الكشف عمّا سيكون عليه رد الفعل حيال حكومة أمر واقع. تكتفي مصادر بارزة في هذا الفريق بما تقول إنه «توصيف للواقع». برأيها أن «قرار تأليف حكومة أمر واقع يأتي في إطار الحرب الذي تخوضها السعودية في المنطقة، من سوريا والعراق والبحرين وصولاً إلى لبنان. وبندر بن سلطان لا يزال يراهن على تغيير ما في الميدان السوري، فيتحرك صوب موسكو التي تصدّه، ويهجم في البحرين والعراق، ثم في لبنان، لتحسين ظروفه في سوريا. والمطلوب سعودياً تأليف حكومة الأمر الواقع قبل مؤتمر «جنيف 2»، لهدف تفصيلي هامشي، وهو أن يكون الوفد اللبناني في المؤتمر جزءاً من الوفود التي تريد فرض حصار على الوفد الرسمي السوري. أما في الداخل اللبناني، فتأليف حكومة كهذه يعني إضافة مسمار جديد إلى نعش اتفاق الطائف، بعد المسمار الأول الذي دقّه فريق 14 آذار عندما حكم منفرداً في حكومة السنيورة الأولى». تضيف المصادر: إذا كانت حكومة (الرئيس) سعد الحريري قد عجزت عن الحكم، وحكومة ميقاتي بالكاد أصدرت قرارات روتينية، فكيف يتوقع سليمان وسلام وفريق 14 آذار أن تحكم حكومة يعارضها أكثر من نصف الشعب اللبناني (8 آذار والتيار الوطني الحر والنائب وليد جنبلاط)، هذا إذا افترضنا أن أي وزير لن ينسحب منها؟». تطرح المصادر السياسية البارزة في فريق 8 آذار المزيد من الأسئلة: «كيف سيتوقعون الحصول على الثقة؟ وهل ستستطيع هذه الحكومة أن تنفذ قرارات إدارية ستتخذها؟ وماذا عن القرارات السياسية؟ ألا يعرفون أن حكومة بلا ثقة عاجزة عن ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الفراغ؟». وتختم المصادر بالقول: «إلى أين يأخذون البلاد؟ حتى الآن، فريقنا لا يزال متمسّكاً بالمواجهة السلمية. وهم لم يقدموا لنا إلا نموذجين: الهجوم على مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في مسجد الخاشقجي، وعبارة «عاشت المملكة العربية السعودية».
وبالعودة إلى العبارة الأخيرة التي قالها سليمان في كلمته التي أتت بعد إلغاء مؤتمر صحافي دعت إليه دوائر القصر الجمهوري، فإنها صدرت في وقت كانت فيه بيروت تشهد مواجهات في مسجد الخاشقجي، وسط مخاوف من تدهور الاوضاع، الأمر الذي أوحى أن سليمان في صدد طرح مبادرة ما لإنقاذ الوضع. حتى حلفاء سليمان في 14 آذار فوجئوا بمضمون الإعلان الرئاسي، وخصوصاً أن سليمان تحدث مع بعض شخصياتها على هامش تقديمه التعازي بالوزير محمد شطح عن أنه «سيعلن موقفاً تاريخياً، وأنه سيعلن مبادرة قد تغيّر وجه لبنان».
لكن المفاجأة أن سليمان اكتفى بإعلانه «المكرمة» السعودية التي حصرت صفقات الأسلحة بفرنسا، رغم أن تسليح الجيش يكاد يقتصر منذ عهد الرئيس أمين الجميّل على السلاح الأميركي. وأتت هذه «المكرمة» في إطار السعي الفرنسي لتوقيع اتفاق لشراء الرياض صواريخ أرض جو من باريس.
النهار
السعودية تجبه الحملة عليها بدعم الجيش 14 آذار "لتحرير لبنان من احتلال السلاح"
في المسجدين معطيان بارزان، وفي بعبدا ايضا اثنان. في مسجد محمد الامين ردت قوى 14 آذار بنبرة عالية على الاغتيال بما يوحي ان المرحلة الآتية مقبلة على مزيد من التصعيد، وربما المواجهة، اذ اعلن الرئيس فؤاد السنيورة في تشييع الشهيد محمد شطح "ان ما بعد اغتيال شطح لن يكون كما قبله وان القوى السياسية التي يمثلها قررت تحرير الوطن من احتلال السلاح"، في رسالة مباشرة الى "حزب الله".
وقالت أوساط كتلة "المستقبل" لـ"النهار" ان الكلمة التي القاها امس رئيس الكتلة ستكون "برنامج العمل السياسي لقوى 14آذار بدءا من سنة 2014 على ان يجري البحث على مستوى قيادات هذه القوى في الوسائل السلمية النضالية لتنفيذه".
"حزب الله"
في المقابل، أفادت أوساط "حزب الله" ان الرد على كلمة السنيورة امس جاء في مقدمة نشرة قناة "المنار" التلفزيونية ومما فيها: "انه التكفير السياسي بربطة عنق، انهم الداعشيون الجدد محفوفو الشوارب واللحى الباحثون عن مستقبل في السلطة كيفما كان، خرجوا من عقالهم واخرجوا كل ما في جعبتهم من تكفير والغاء واقصاء وهتك حرمات للمساجد والمقامات والعمامات. أكملوا رقصة الاستثمار على الدماء، لم يأتوا بجديد ضد من نصبوهم خصوما لهم سوى تكرار لازمة السلاح وبدء المعركة ضده للمرة الالف، لكن خلف الصوت المرتفع حتى الاختناق كان شبق السلطة عنوانا صارخا فاضحا (...)".
المفتي قباني
وفي المسجد الآخر، مسجد الخاشقجي، اصيب مفتي الجمهورية بنكسة، اذ حوصر في المسجد وسط الهتافات المناوئة له، ولم يخرج وسط المتدافعين للاعتداء عليه، الا بمواكبة عسكرية وفي عربة مؤللة، واستتبع ذلك بدعوة الرئيس نجيب ميقاتي اياه الى الاستقالة طوعا.
بعبدا والسعودية والجيش
وفيما كانت الدعوة الى "تحرير الوطن من السلاح غير الشرعي"، كانت المملكة العربية السعودية تنحاز الى السلاح الشرعي، والى الجيش تحديدا، باعلان الرئيس ميشال سليمان أن المملكة قررت تقديم ثلاثة مليارات دولار ليشتري بها الجيش سلاحًا فرنسيًا. ويأتي هذا الدعم، استنادا الى سليمان، "مساعدا كبيرا لكشف الارهاب وضبطه واقتلاعه من ارضنا وردع المجرمين عن ارتكاب الجرائم كما حصل بالامس وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم، والمساهمة مع قوات اليونيفيل في تنفيذ جميع مندرجات القرار 1701، تنفيذا للتصور الاستراتيجي المرفوع الى هيئة الحوار والشعب اللبناني".
وأوضح السفير السعودي علي عواض عسيري أن موقف خادم الحرمين الشريفين يحمل دلالات عدة، أهمها ضرورة الالتفاف حول الدولة، ومؤسساتها، والجيش، والأجهزة الأمنية كافة، لكي تتمكن من القيام بدورها في توفير الأمن، والاستقرار للمواطنين كافة.
من جهة أخرى، قالت اوساط كتلة "المستقبل" ان مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز تجاه الجيش اللبناني هي بمثابة "اعلان الانحياز الى المؤسسة العسكرية الوطنية لكي تكون أكبر قوة مقاتلة في لبنان".
وكان رئيس الجمهورية الغى مؤتمره الصحافي الذي كان مقررا في السادسة والنصف مساء، وأستعاض عنه برسالة متلفزة وجّهها الى اللبنانيين في الخامسة والنصف.
وأفادت أوساط رئاسة الجمهورية ان إلغاء المؤتمر الصحافي تقرر بعدما انتهت المفاوضات سريعا في القمة السعودية - الفرنسية الى الاتفاق على ما كان سيعلن الساعة السابعة، وكان اعلانه إياه من قصر بعبدا سيأتي متأخراً لو ترك لموعد المؤتمر الصحافي.
الحكومة
وفي المعطى الثاني في بعبدا، وهو الملف الحكومي، اشارت الاوساط الى أن لا علاقة لإلغاء المؤتمر الصحافي بالموقف من الموضوع الحكومي، لأن الرئيس لم يكن يريد التحدٰث عنه بل الاكتفاء بالإعلان عن الاتفاق على مساعدة الجيش اللبناني. وأكدت ان موقف رئيس الجمهورية لم يتبدّل من عملية تأليف الحكومة وضرورة اعلان مراسيم تشكيلها قبل ٢٥ كانون الثاني ، وهو لذلك ينتظر من الرئيس المكلّف ان يضع تشكيلة حكومية يفضّل ان تكون جامعة، وهو لن يؤخّر صدور مراسيم اي صيغة حكومية يأتي بها سلام.
وأضافت الاوساط ان تأليف حكومة جديدة "لن يكون نهاية العالم، فهي اما تنال الثقة وإما لا تنالها، وفي حال عدم نيلها الثقة، تعاد الاستشارات مجدداً ومحاولة تشكيل حكومة اخرى الى ان تنال الثقة".
واستغربت الاوساط الكلام على ان النائب وليد جنبلاط قد يسحب وزراءه من الحكومة اذا لم يرض عنها الفريق الشيعي، خصوصاً ان الحكومة التي ينوي سلام تقديمها هي حكومة من وزراء محايدين لا ينتمون الى اي حزب او فريق ، وفي هذه الحال لا يمكن الاطراف السياسيين الا ان يمنحوها الثقة او يحجبوها عنها.
ردود على المساعدة السعودية
الى ذلك، من المتوقع بروز عدد من الردود على اعلان الهبة السعودية للجيش، وقال وزير سابق في قوى 8 آذار لـ"النهار" ان هذه القوى "التي لا تريد الاساءة الى الجيش، سيعمد بعض مسؤوليها الى توجيه انتقاد شخصي الى المبادرة لانها ترتبط بالتمديد للرئيس سليمان، وبالسعي السعودي الى الامساك بالجيش لمواجهة "حزب الله" في الداخل". وأكد ان اي موقف منسق بين الافرقاء لم يحدد بعد.
التحقيق
أمنيا، وفيما استمر التحقيق في جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح، تساءلت مصادر سياسية عن سر التسريبات المتضاربة والمتعلقة بالتحقيق في جريمة التفجير وعدم الإعلان عن أي خيط يقود إلى كشف المجرمين لطمأنة الناس. وقارنت بين هذا الواقع والسرعة القصوى (ساعات فقط) التي كُشف فيها مسار سيارة الإنتحاريين اللذين ارتكبوا جريمة التفجير أمام السفارة الإيرانية. ولفتت إلى أن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع شهد جدلاً حول مصدر التسريبات عن السيارة التي استخدمها الجناة في الجريمة مما دفع الجيش إلى أن يوضح أنها لم تصدر عنه.
ولاحظت المصادر أن جهة ما تقصدت بث أخبار غير صحيحة عن نزاع بين فرع المعلومات ومخابرات الجيش لوضع اليد على ما سجلته كاميرات المراقبة الحديثة والمثبتة بكثافة في الشارع الذي شهد التفجير وكذلك في الشوارع المحيطة به، في حين أن لا علاقة لمخابرات الجيش بالأمر . وقالت أيضاً إن لديها معلومات عن تسجيل الكاميرات تحرك نحو 20 مشبوها في المنطقة يحتمل أنهم شاركوا في جريمة التفجير غير مبالين باحتمال انكشافهم . لكن أي مصدر أمني لم يؤكد ذلك.
اللواء
بيروت تنتفض في وداع الشهداء: ما قبل الإغتيال لن يكون بعده
أبعد من الكلمة - الموقف التي عبّر الرئيس فؤاد السنيورة، باسم «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار، في خطابه الوجداني، بعد مواراة الوزير الشهيد محمد شطح في «روضة شهداء الحرية والاستقلال» بجوار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عما يختلج في صدور أبناء العاصمة وجمهور الرئيس الشهيد وسائر اللبنانيين التواقين الى حياة آمنة مستقرة، بعيداً عن القلق والخوف والقتل، وربط البلاد بمشاريع لا طاقة لها على تحملها، فقد عاشت بيروت، ما يشبه الانتفاضة، سواء في تشييع الشهيد شطح، أو الشاب الشهيد محمد الشعّار في جامع الخاشقجي.
وكانت كلمة الرئيس السنيورة ناطقة باسم مشاعر المشيّعين وأهل بيروت وطرابلس وصيدا، ومعبّرة عن معنى الانتفاضة في وجه ما وصفه «بالتجبّر والتكبّر والاستعلاء، والإمعان بالقتل والتدمير».
وقال الرئيس السنيورة: «لن نتحوّل الى قتلة ولن ندمّر لبنان كما يدمّرون، ونحن نبسط يداً ونتمسك بالميثاق الوطني والعيش معاً، ونرفض الاستقواء والارهاب والتطرف والعنف، لكن لن نتراجع عن حق الشهداء(...) قرارنا أن نسير مع شعب لبنان المسالم الى مقاومة سلمية مدنية ديموقراطية لتحرير الوطن من احتلال السلاح غير الشرعي».
وخاطب الرئيس السنيورة الشهيد البطل محمد شطح قائلاً: «ما كان قبل اغتيالك لن يكون بعده».
وكانت مراسم تشييع الوزير شطح تمت في أجواء من الحزن والغضب، حيث تجمّع المشيّعون في مسجد محمد الأمين وسط العاصمة، وسط هتافات مناوئة لحزب الله ووصفه «بالإرهابي»، ونقل جثمان الشهيد الراحل مع مرافقه طارق بدر في موكب تقدّمه دراجون من قوى الأمن الداخلي من مستشفى الجامعة الأميركية ومستشفى كليمنصو، ولفّ النعشان بملاءة خضراء عليها آيات قرآنية، وشارك نجلا الشهيد راني وعمر في التشييع وذرفا دموعاً غزيرة، وكذلك أرملته نينا ميقاتي، وأمّ الصلاة على الجثمانين داخل المسجد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار الذي أكد أن الحكومة ستشكل من دون نكاية أو استبعاد لأحد. وحضر الرئيسان نجيب ميقاتي وتمام سلام الصلاة، ثم شاركا بعد ذلك في التعازي، ومثلهما فعل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
واتخذت اجراءات غير عادية في محيط المسجد والضريح، وارتفعت صور للشهيد شطح مع العلم اللبناني عليها عبارة: «شهيد الاعتدال».
أما في مسجد الخاشقجي، فكانت الأمور تسير وفق ما هو مخطط لها، لدفن الشاب الشعّار بعد الصلاة على جثمانه، لولا الوصول المفاجئ وغير المتفق عليه للمفتي محمد رشيد قباني الذي فجّر وصوله موجة من الغضب، وارتفعت هتافات تطالب بخروجه من المسجد ومنعه من المشاركة في التشييع، وحاول رجال دين وشخصيات ونواب تهدئة خواطر الشبان لإتمام الصلاة على الجثمان الذي وقف الى جانبه والد الشعّار وأصدقاؤه، وسط علامات حزن وأسى، وبعد ساعتين من الهرج والمرج نجحت القوى الأمنية بعد اتصالات وتدخل من الرئيس سعد الحريري في توفير طريق آمنة للشيخ قباني للخروج بحماية قوة ضاربة من فرع المعلومات، وسط تدافع وصيحات مناوئة له، حيث نقل الشيخ في آلية عسكرية تابعة للفرع من أمام المسجد، وقد تعرّضت الآلية لزجاجات فارغة من المياه فضلاً عن احذية.
واتهم الشيخ أحمد العمري عضو هيئة العلماء المسلمين الذي أم الصلاة النظام السوري بالجريمة التي أدّت إلى مقتل شطح وثمانية آخرين من المواطنين، مشدداً على رفض الفتنة السنية - الشيعية، وداعياً الشيعة اللبنانيين للتحرر من «حزب الشيطان» في إشارة الى «حزب الله».
وتحدثت مصادر إسلامية عن مندسين في التشييع ظهر وجودهم فجأة بعد بث المشكل مع الشيخ قباني عبر وسائل الإعلام، وقاموا بتجييش النّاس في الوقت الذي عمل فيه منظمو التشييع على تهدئة الأوضاع.
وتولت قناة «المنار» استصراح عدد من القيادات السنية الدينية والسياسية حول ما حصل في جامع الخاشقجي، في محاولة لوضع «تيار المستقبل» في الزاوية، وانتقاد التأخر الرسمي في اخراجه من المسجد.
أما سياسياً، فحذر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد من تشكيل حكومة احادية اللون مرجعيتها ليست لبنانية، كما قال، في حين وصف النائب حسن فضل الله فريق 14 آذار بأنه «يرقص على الدماء»، في إشارة إلى ما وصفه بالاستثمار السياسي لجريمة اغتيال الوزير شطح.
وعلى الصعيد الحكومي، وبعد الاجتماع الذي عقد السبت بين الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام في بعبدا، الذي تناول مسألة تأليف الحكومة، ضمن الروزنامة الزمنية المقررة لها، وما جرى في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى من تشديد على التنسيق بين الاجهزة الأمنية لمواجهة ما يمكن أن يحدث من اغتيالات وتفجيرات، كشفت مصادر قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية راغب في تسريع وتيرة الاتصالات المتعلقة بالحكومة بعد عيد رأس السنة، نافية وجود أي موعد محدد لاعلان التشكيلة الحكومية، او ان يكون قد تم الاتفاق على السير بصيغة محددة.
المستقبل
السنيورة في تشييع شطح: قرّرنا تحرير الوطن من احتلال السلاح
سليمان: أكبر دعم في تاريخ لبنان من خادم الحرمين للجيش
ودّع لبنان أمس مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير الشهيد محمد شطح ومرافقه الشهيد محمد طارق بدر والطالب الشهيد محمد الشعار وسط أجواء من الحزن والاحتقان، تفاقمت مع رفض المشيّعين في مسجد الخاشقجي حضور مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لإمامة الصلاة قبل أن يُضطر للانسحاب متوارياً في ملالة عسكرية من المكان. فيما أطل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على اللبنانيين ليعلن "قرار خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار ثلاثة مليارات دولار مخصصة للجيش اللبناني لتقوية قدراته"، واصفاً هذه المبادرة بأنها "الدعم الأكبر في تاريخ لبنان والجيش اللبناني"، ومشيراً إلى أنّ شراء الأسلحة "سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة"، الامر الذي لاقاه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالترحيب متعهداً تلبية طلبات الرئيس اللبناني، بُعيد انتهاء القمة التي جمعته بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في الرياض.
وإذ رأى الرئيس الحريري ان كلمة الرئيس سليمان أتت "لتشكل بلسماً فوق جراح آلاف اللبنانيين الذين أصابتهم جريمة اغتيال الشهيد محمد شطح ورفاقه الشهداء". ووصف هذه المبادرة بأنها "خطوة إستثنائية في العبور إلى الدولة الحقيقية"، نوّه بموقف فرنسا خلال لقائه الرئيس هولاند مساءً لجهة "دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، لا سيما منها الجيش اللبناني الذي يشكل العمود الفقري للاستقرار الداخلي"، مشيداً بـ"التوجهات الفرنسية للإسراع في ترجمة الدعم الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لتسليح الجيش اللبناني"، مع شكره لـ"تأييد فرنسا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ودعمها المستمر لها".
السنيورة
يوم الحزن الطويل الذي خيّم على البلد أمس، وأرخى أجواء من القلق على مصيره وسط طغيان لغة القتل والسلاح والتهديد والوعيد، تخلله موقف سياسي لرئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة بعد انتهاء الصلاة على جثمانَي الشهيدين توجّه فيه إلى أبناء انتفاضة الإستقلال قائلاً: "قوى 14 آذار على موعد مقبل معكم في ساحات النضال السلمي والديمقراطي. قررنا تحرير الوطن من إحتلال السلاح غير الشرعي لنحمي استقلاله ونصون سيادته وسلمه الأهلي. قررنا أنّ أوان العودة إلى الوطن والدولة والشرعية قد حانت ساعته". وأضاف: "نحن أهل كرامة وحرية، وأنت أيها المجرم الموصوف والمعروف، من أهل القتل والظلم وسفك الدماء والغدر والتنصل من المواثيق والعهود"، وقال: نؤكد على موقفنا بأننا لن نستسلم أو نتراجع أو نخاف من المجرمين والإرهابيين والقتلة بل هم الذين عليهم أن يخافوا لأنهم القتلة. لن نتراجع عن حق الشهداء مهما تجبرت أيها المجرم وتكبرت.. فإنك إلى زوال.. سنتصدى ونواجه، قررنا أن نسير مع شعب لبنان المسالم إلى مقاومة سلمية مدنية ديمقراطية". وختم السنيورة بقوله: قضية لبنان الإعتدال والانفتاح كلها قضية حق وستنتصر، وأنت أيها القاتل من أهل الباطل، وأهل الباطل إلى زوال". متوجهاً إلى "الشهيد البطل محمد شطح" بالقول: "ما كان قبل اغتيالك لن يكون بعده".
الشعار
وكان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي أمّ الصلاة على جثماني الشهيدين ألقى كلمة إعتبر فيها أنّ المعركة واضحة كل الوضوح "بين البناء والعطاء والتعمير وبين فريق آخر آثر أن يكون سبيله للعلى هو القتل والتدمير وأن يُلحق بأبنائنا ورجالاتنا شهيداً بين كل فترة وأخرى"، وأضاف: "ستتشكل الحكومة قريباً بإذن الله لتستوعب قضايا الوطن دون ردات فعل وانما بتعقل وحكمة معتادة من قبل رجالاتنا في لبنان الذين كان لهم الدور الأساسي في رئاسة الوزارة وبالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية".
وفي مسجد الخاشقجي إعتبر الشيخ أحمد العمري الذي أمّ الصلاة على جثمان الشهيد الشاب الشعار أنّ "الطائفة السنية مستهدفة بقياداتها ورموزها وأمنييها من قبل النظام البعثي وحزب الله"، وأضاف: أيتها الطائفة الشيعية الكريمة عليكم أن تنتبهوا من حزب الشيطان. في سوريا الحبيبة تُقطع رؤوس الأطفال وهؤلاء هم الإرهابيون الحقيقيون ومن يقف معهم".
سليمان
وكان لإعلان الرئيس سليمان عن "الدعم الإستثنائي" الذي قدمه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للجيش اللبناني من خلال مساعدة عسكرية بمقدار ثلاثة مليارات دولار وقع سياسي كبير في الساحة الداخلية إذ أعلن أنّ خادم الحرمين الشريفين "قرر تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان لتقوية قدرات الجيش اللبناني وهي ستسمح له بالإستحصال على أسلحة حديثة وجديدة تتناسب وحاجاته وتطلعاته. وقد أشار جلالته إلى أنّ شراء الأسلحة سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة نظراً للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين".
ولفت إلى أنّ موضوع الدعم المذكور "كان مدار بحث واتفاق بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال القمة الفرنسية - السعودية التي تجري الآن في الرياض مع الإشارة إلى أنه كانت هناك مداولات تحضيرية ثلاثية الأطراف بين الملك عبدالله والرئيس الفرنسي ومعي شخصياً". ووصف سليمان هذا الدعم بأنه "الأكبر في تاريخ لبنان والجيش اللبناني"، مؤكداً أنه "يكفي لتمكين الجيش من تنفيذ مهامه". وتابع أنّ "هذه المبادرة السعودية تضاف إلى مبادرات المملكة المستمرة والمتكررة تجاه لبنان وشعبه واحتضانها لمئات الآلاف من اللبنانيين على أراضيها، ودعمها لمؤسسات لبنان واقتصاده والاستحقاقات الدستورية كما حصل في الطائف ومن منطلق رغبة عاهلها وكبار مسؤوليها في الحفاظ على لبنان ووحدته واستقراره وازدهاره". وشكر خادم الحرمين "من القلب على كرم دعمه وعظم غيرته على الجيش اللبناني وعطائه وحرصه على نهج الإعتدال في مواجهة جميع أشكال التطرف والغلو".
خرق أمني
في غضون ذلك، سُجّل خرق أمني صباح أمس تمثل بإطلاق أربعة صواريخ من أحراج مزرعة الخريبة في خراج راشيا الفخار في العرقوب، سقط إثنان منها من نوع 122 ملم في مزرعة سردا شرق الوزاني بينما ذُكر أنّ الصاروخين الآخرين سقطا على مقربة من مستعمرة كريات شمونة داخل فلسطين المحتلة، الأمر الذي قابله جيش الإحتلال بقصف مدفعي عنيف طال عدة بلدات جنوبية حيث سقط أكثر من 100 قذيفة من عيار 155 ملم في راشيا، راشيا الفخار، الماري، إبل السقي، الوزاني، تلال كفرشوبا، وطى الخيام وسردا. وفي حين أعلن الجيش اللبناني ضبط أربع منصات صواريخ في خراج خريبة حاصبيا، سارعت السلطات الإسرائيلية إلى تهديد لبنان باستخدام "قوة أكبر" في حال تكرار مثل هذه الإستفزازات. وبينما إتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حزب الله" بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ، إعتبر وزير دفاعه موشي يعلون "الحكومة اللبنانية وجيشها مسؤولين" عن الحادثة.
السفير
السنيورة يعلن «حرب التحرير» ..و «التوتر» يحاصر قباني
ثلاثة مليارات سعودية لفرنسا .. عبر الجيش
كاد إعلان الرئيس ميشال سليمان عن قرار الملك السعودي عبدالله تقديم مساعدة للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، مجيّرة مسبقاً للفرنسيين، يخطف الأضواء من الأحداث التي تسارعت يوم أمس، من تشييع الوزير الأسبق الشهيد محمد شطح وما رافقه من مواقف خطيرة للرئيس فؤاد السنيورة، وصولا الى محاصرة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في مسجد الخاشقجي ومحاولة الاعتداء عليه، في «محاكاة» لسيناريو الهجوم على السرايا الحكومية بعد اغتيال اللواء وسام الحسن الذي أدى يومها، كما البارحة، الى حرف الأنظار عن الجريمة والمجرمين.
ويبدو ان ما بدأه سليمان أمس ستكون له تتمة في النصف الاول من كانون الثاني المقبل، وعلى الأرجح في السادس منه، حيث توقعت أوساط واسعة الاطلاع ان تولد في هذا اليوم حكومة حيادية، يسمي وزراءها الرئيس المكلف تمام سلام بالتشاور مع رئيس الجمهورية، الأمر الذي من شأنه، إذا صح، ان يفتح باب التداعيات على كل الاحتمالات.
وإذا كانت أي مساعدة للجيش خصوصاً في هذه الظروف مشكورة، وإذا كان الجهد الذي بذله رئيس الجمهورية على هذا الصعيد موضع تقدير، إلا أن المبادرة السعودية لا تعفي من طرح بعض الأسئلة الاستيضاحية حول حجمها وتوقيتها وآلية تنفيذها وكيفية التعاطي معها:
أولاً، من حيث الشكل:
- ألا يفترض بمجلس الوزراء أن يكون صاحب الصلاحية في قبول أو رفض مساعدة بهذا الحجم؟
- ألم يكن من الأفضل لسليمان أن يتفادى القول في نهاية خطابه: «عاشت المملكة العربية السعودية»، كونه رئيس الجمهورية اللبنانية، مع ما يمثله هذا الموقع من رمز للسيادة والكرامة، لا سيما أن هذه العبارة تخدش «الكبرياء الوطني»، وقد أثارت ردود فعل حادة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ثانياً، من حيث المضمون:
- ما هي الوظيفة السياسية لهذه المساعدة العسكرية التي تجاوزت بكثير البرنامج الذي كان قد وضعه الجيش لتعزيز قدراته، على مدى خمس سنوات؟
- وفق أي عقيدة قتالية سيجري منح الجيش سلاحاً فرنسياً بتمويل سعودي؟
- هل تندرج هذه المساعدة في إطار تقوية الجيش لمواجهة إسرائيل والإرهاب، أم ان لها غاية أخرى مضمرة، وبالتالي أين ستكون المليارات الثلاثة من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»؟
- ماذا عن طبيعة الأسلحة الحديثة والجديدة التي سيحصل عليها الجيش، كما أكد سليمان؟ هل ستمنح فرنسا المؤسسة العسكرية سلاحاً متطوراً للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ بعيدة المدى كتلك التي حرمت منها طائرات «الغازيل»، بحيث يصبح قادراً على مواجهة أية اعتداءات او خروق اسرائيلية، أم ان هناك قيوداً ضمنية ستفرض على نوعية التسليح؟
- لماذا اعتبرت القناة الأولى الإسرائيلية أن «هبة السعودية للجيش اللبناني تطور مؤثر جداً قد تستفيد إسرائيل من ثماره في المستقبل»، علماً أن العدو كان يعارض بشدة في السابق مد الجيش بسلاح نوعي، خشية أن يستخدم ضده او يقع بحوزة «حزب الله»؟
- لماذا تقرر ان تكون باريس ممراً إلزامياً لصفقة المليارات الثلاثة ومصدراً وحيداً لصفقة التسلح هذه، في حين رُفضت سابقاً عروض للمســاعدة من إيران وروسيا؟
- هل تأتي هذه الصفقة في سياق تعبير ضمني عن صراع فرنسي - أميركي، يترافق مع ابتعاد الرياض عن واشنطن واقترابها من باريس؟
- لماذا جاءت «المساعدة العسكرية» في هذا التوقيت بالذات؟
- هل هناك من يفترض أن «صفقة المليارات» للجيش ستؤدي الى «إحراج» «حزب الله»، بعد حملته الاخيرة على السعودية، وصولا الى «إخراجه» لاحقاً تحت شعار انه لم يعد يوجد أي مبرر للإبقاء على سلاح المقاومة ما دام ان الجيش أصبح قوياً وقادراً على الدفاع عن لبنان، كما كان يطلب الحزب في أدبياته.
- هل ان «إغراق» الجيش بهذا الكرم يهدف الى وضع اليد عليه، وتحويله مع الوقت الى نسخة عن «فرع المعلومات» من حيث الولاء السياسي، أم من شأن هذه المساعدة السعودية ان تمنح المؤسسة العسكرية غطاءً سنياً، إقليمياً ومحلياً، هي بأشد الحاجة اليه في هذه المرحلة لمواجهة الإرهاب الوافد والمجموعات المتطرفة؟
- أين السعودية من «المساعدة السياسية» التي لا تقل إلحاحاً عن تلك العسكرية، بعدما وصل الانقسام الداخلي الى حافة الفتنة الموصوفة؟ وهل هي على استعداد للدفع في اتجاه تشكيل حكومة توافقية وتجنيب لبنان مخاطر المغامرات غير المحسوبة، وماذا عن تعامل السعودية مع الملف السوري واحتمالات تسوية جنيف 2؟
وإلى حين ان تحصل هذه الاسئلة على الأجوبة الشافية، قال مرجع سياسي بارز لـ«السفير» إنه يجب التعاطي بإيجابية مع المساعدة السعودية التي تأتي في وقت يواجه الجيش تحديات كبرى، تتطلب أفضل جهوزية ممكنة، مشدداً على ضرورة تحييدها عن التجاذبات الداخلية.
وكان سليمان قد أعلن في خطاب ألقاه مساء أمس عن «ان الملك عبد الله بن عبد العزيز، قرر تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار ثلاثة مليارات دولار، مخصصة للجيش اللبناني، لتقوية قدراته»، مشيراً الى انها ستسمح له بالاستحصال على اسلحة حديثة وجديدة، تتناسب وحاجاته وتطلعاته، وأن شراء الاسلحة، سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة، نظراً للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان، ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين.
وأوضح ان هذه المبادرة كانت مدار بحث واتفاق، أمس، بين الملك عبدالله والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال القمة الفرنسية - السعودية في الرياض.
وألقى الملف اللبناني بثقله على المحادثات بين الملك السعودي وهولاند الذي التقى أيضاً الرئيس سعد الحريري، بحضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وأفاد المكتب الاعلامي للحريري ان الأخير عبّر عن شكره لدعم فرنسا المستمر للمحكمة الدولية، وشدد على أهمية موقفها الداعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، لا سيما منها الجيش اللبناني الذي يشكل العمود الفقري للاستقرار الداخلي.
كما نوه الحريري بالتوجهات الفرنسية للإسراع في ترجمة الدعم الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لتسليح الجيش اللبناني.
وتعهد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده في الرياض بـ«تلبية» طلبات تسليح الجيش اللبناني. وقال «تربطني علاقات بالرئيس سليمان (...) واذا وجهت الينا طلبات فسنلبيها».
ورداً على سؤال حول تصريحات الرئيس اللبناني بهذا الشأن (شراء الأسلحة من فرنسا) أجاب هولاند «لست ملزماً بإعطاء معلومات في هذا المجال». وتابع «ما اعرفه ان فرنسا منذ وقت طويل وحتى المرحلة الاخيرة، كانت تجهز الجيش اللبناني وتنوي تلبية كل الطلبات التي توجه إليها لأن لبنان يجب ان يبقى موحداً ويجب ان تحترم سيادته وأمنه».
وشدد على أن «الهدف هو التوصل إلى لبنان المستقر فيما يشكّل موضوع النازحين السوريين في لبنان خطراً يهدد بتدهور الأمور في هذا البلد الصديق».
واستطرد قائلاً «لبنان يعيش أزمة مع وصول أفواج من النازحين السوريين».
وأعلن الرئيس الفرنسي عن تلاقٍ في المواقف مع الرياض وخصوصاً في الملفين السوري واللبناني.
وأكد ضرورة أن يكون لبنان مستقراً وموحداً، وقال «نطمئن الشعب اللبناني بأن بلدهم سيبقى موحداً»، مشيراً إلى أن التشديد على وحدة لبنان سيكون خلال اجتماع دولي.
تشييع شطح وبدر والشعار
وقبل ساعات قليلة من تولي سليمان تظهير المبادرة السعودية، كانت مناسبة تشييع الوزير السابق الشهيد محمد شطح في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت تتحول الى منبر إضافي للانفعال السياسي والمذهبي، ما يتعارض كلياً مع منطق الاعتدال الذي راح شطح ضحيته، كما تؤكد قوى «14آذار» نفسها، وكأن هذه القوى بما ذهبت اليه من تصعيد وتعبئة بعد جريمة الاغتيال، تخدم أهداف القتلة من حيث تدري او لا تدري.
وقد بلغ التصعيد أقصاه مع كلمة الرئيس فؤاد السنيورة الذي أعلن عن إطلاق المقاومة المدنية السلمية الديموقراطية «لتحرير الوطن من احتلال السلاح غير الشرعي»، وأكد ان ما كان قبل اغتيال «الشهيد البطل محمد شطح لن يكون بعده».
وقبل ان يجف حبر خطاب السنيورة، كان مسجد الخاشقجي في محلة قصقص على موعد مع هجمة تعرض لها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، من قبل مناصرين لـ«المستقبل»، عند حضوره للصلاة على جثمان الشاب الفتى الشهيد محمد الشعار بالتنسيق مع عائلة الشعار.
وبدا ان ما حصل أساء أولا الى الشهيد شطح وتياره السياسي، ذلك ان محاولة الاعتداء على المفتي ومحاصرته داخل المسجد أديا عملياً الى صرف الأنظار عن الحدث الاساس متمثلا في جريمة الاغتيال، وانعكسا سلباً على صورة «المستقبل».
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها