لم يكن مقدراً لمطار النجف الدولي أن يستوعب أعداداً ضخمة من الرحلات والمسافرين، المطار الذي حطت فيه طائرات الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني
لم يكن مقدراً لمطار النجف الدولي أن يستوعب أعداداً ضخمة من الرحلات والمسافرين، المطار الذي حطت فيه طائرات الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، إضافة إلى كبار الشخصيات الرسمية والدينية العراقية على رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي، ينتقل اليوم من كونه مطار عدّ ذات يوم أنه أقرب للفرعي، ليتحول إلى مطار دولي يستوعب أكثر من مليون ونصف مسافر في السنة وهو يتوجه ليستوعب أكثر من 8 مليون في السنوات القليلة المقبلة.
يتحدث مدير إدارة مطار النجف الدولي مرتضى الموسوي عن المطار الذي أنشئ بشكل رسمي في 19 تشرين الثاني/ اكتوبر 2008، موضحاً إن عملية الانشاء تمت بإمكانيات الحكومة المحلية في النجف الأشرف، إذ تمّ تخصيص ميزانية له تقارب 83 مليون دولار، وتلزمت شركة العقيق الكويتية آنذاك تشغيل المطار.
يُقر الموسوي أنه :"لم يكن مخططاً للمطار أن يستوعب هذا العدد من الرحلات"، مبيّناً أنه في الزيارة الأربعينية لعام 2012 "استقبل المطار 120.000 زائر، وفي المناسبة نفسها هذا العام تخطى العدد 170.000 وهو رقم ضخم بالنسبة لحجم المطار ووضعه وتجهيزاته".
"مطارنا يستوعب مليون ونصف مسافر على مدار السنة، ويبلغ متوسط الرحلات من وإلى النجف يومياً 25 رحلة، إلا أنه يتضاعف في المناسبات الدينية والزيارات ليصل ليُسجل 60 رحلة يومياً"، يقول مدير المطار الذي لا يعرف وقتاً للراحة في وقت لا تهدأ فيه الرحلات من النجف وإليه.
اليوم يدير مطار النجف الدولي مجلس إدارة ينتخبه مجلس المحافظة. وهو يضم 600 موظف منهم عراقيون وأجانب، كما أنه بات يعتمد في احتياجاته على الواردات التي يحققها، خصوصاً بعد إبرامه اتفاقات مع أكثر من 24 شركة طيران ومنحه استثمارات لسوق حرة ومواقف للسيارات ومطعم .وكل ذلك يعود بواردات يستفيد منها المطار، ويتابع الموسوي أن المشاريع التطويرية المستقبلية ستؤمن تغطيتها من واردات المطار الذاتية.
التطوير مستمر.. والأمن ممسوك
ويستعرض مرتضى الموسوي ما جرى من إضافات وتطويرات للمرافق المطار، إذ تمّ توسيع منطقة منح الفيزا وباتت تستوعب أكثر من عشرين موظفاً بعد اقتصار عدد موظفيها على خمسة في الفترة السابقة... ويضيف أن الهدف كان تسهيل عملية منح الفيزا، موضحاً أن عملية منح الفيزا في أثناء أربعينية الإمام الحسين (ع) تتم من داخل المطار، لتشجيع الراغبين في المشاركة في مراسم الزيارة واستقطاب أكبر عدد منهم.
كما جرى استحداث "منطقة لفرز الحقائب" في المغادرة وهي مطابقة للمواصفات الدولية، و"مشابهة للموجودة في مطار دبي"، كان الهدف منها تقليل نسب الأخطاء فيما يتعلق بعمليات نقل الحقائب.
وفي الباحة المقابلة لصالة الانتظار تمّ انشاء "مسقف" ليتمكن المسافرون من الانتظار نظراً لعدم استيعاب صالة المطار الأعداد الضخمة للوافدين، ويؤكد الموسوي أن "المسقف" طارئ ومرحلي إلى حين توسيع الصالة الحالية.
وحالياً، تتجه إدارة المطار للتفاوض مع شركة دار الهندسة اللبنانية بعد اقتناعها بالعرض الذي قدمته الشركة في مناقصة طرحها المطار قبل أشهر لناحية: إنشاء طريق مرور للطائرات (Taxiway)، انشاء مباني للعمليات وللموظفين وأقسام الادارة والأجهزة الأمنية ، إضافة إلى إنشاء سياج أمني للمطار وبرج موافق لوضع الطيران والحركة الملاحية. "همنا الأكبر توسيع الصالة لتستوعب في السنة أكثر 8 مليون مسافر، ونحن نسعى لأن ينفذ ذلك في السنتين المقبلتين".
أما من حيث الناحية الأمنية فقد تعاقد مطار النجف مع "شركة الشرق الأدنى البريطانية" وهي المولجة تأمين المطار من الداخل، ما يطمئن شركات الطيران للهبوط في المطار، ويؤمن حماية للمسافر. أما خارج محيط المطار فإن الأمن تضبطه القوات الأمنية العراقية من جيش وشرطة. ويصف الموسوي الوضع الأمني بالممتاز جداً، ويردف أنه في فترة الزيارة الأربعينية تم تشديد الاجراءات الأمنية، وتعهدت ذلك عمليات الفرات الأوسط بعد اتفاق تمّ على أعلى مستوى، وانتشرت مفارز عسكرية على محيط المطار.
شركات الطيران تبحث عن الربحية في النجف
"أي شركة طيران تفكر بالربحية لا يمكنها أن تستغني عن مطار النجف"، هذا ما يؤكده مدير المطار عند سؤالنا عن علاقة المطار بشركات الطيران، ليجزم أن لا مشكلة للمطار مع أي شركة طيران.
طيران الخطوط الجوية القطرية أتى مؤخراً إلى مطار النجف، كما أن طيرن الخليج البحريني إنقطع عن مطار النجف بعد الأزمة التي شهدتها المملكة وموقف العراق الذي أتى داعماً للمطالب الشعبية، وبعد الخسارة التي سببها الانقطاع عادت الأمور إلى سابق عهدها... أما في السعودية فرفض التعامل مع المطار لا يزال موجوداً، وحالياً يستقبل مطار النجف الدولي مسافرين سعوديين عبر الطيران الاماراتي أو الايراني، ويسهل دخولهم إلى البلاد كأي وافد أجنبي، ويكشف الموسوي أن شركة عراقية سيّرت رحلتين على خط الدمام-النجف إلى أن السعودية أوقفتهما.
لزيارة موقع مطار النجف الأشرف الدولي إضغط هنا