29-11-2024 12:45 PM بتوقيت القدس المحتلة

أحداث للتاريخ.. عام 2013 في سوريا

أحداث للتاريخ.. عام 2013 في سوريا

كانت السنة أصعب السنوات التي تمر على منطقة في العالم بأسره تاريخيا

خليل موسى – موقع المنار - دمشق

أحداث العام  2013 في سورية.. كانت السنة أصعب السنوات التي تمر على منطقة في العالم بأسره تاريخيا من حيث طبيعة المعارك والاحداث المحاكة السياسية والتآمرية, فمن معارك بين الجيش العربي السوري والمجموعات التكفيرية , الى ذرائع  كادت تودي بالمنطقة بأسرها وباستقرار العالم معها, إثر حرب شارفت على البداية دون نهاية واضحة المعالم.

السياسة العالمية كانت أشرس ما ظهرت عليه, بسبب توسع نطاق الحرب الى داخل القصور الرئاسية والملكية في دول اقليمية و عالمية , فمن واشنطن حتى موسكو إلى  بكين , إضافة لعواصم كانت تابعة للأبيض الاميركي, متلقية أوامر لا أكثر, حتى لندن, باريس وعدد من الموالين لهم ايضا, هجمات شرسة كانت مخططة ولكن باءت بالفشل أمام تهديدات بالرد من قبل محور المقاومة.
إذاً.. المقصود محور بأسره, يمتد من طهران حتى القدس  مرورا ببيروت وبغداد, والتركيز في توجيه الضربات كان القلب "دمشق".
أما عن أهم الاحداث التي مرت في سورية 2013 فهي تتراوح من ميادين العسكر حتى طاولات السياسة.

ظاهرة الاقنعة الواقية من الروائح القاتلة

بعد ان عجز العالم عن  كسر القوة السورية  و العجز أيضا  عن  ايجاد ثغرات للتدخل العسكري الخارجي في سورية, خاصة بعد أن بدأ الجيش العربي السوري بتوجيه ضربات قاصمة للمجموعات المسلحة في الريف الدمشقي وبعد الخروج السوري بانتصار ساحق في معركة القصير التي كسرت  ظهر المسلحين واوقفت دعمهم للريف الدمشقي, أيضا مع اقتراب  جنيف 2 , استفاق العالم على تأوهات لم تكن متوقعة أبداً.

المكان في الغوطة الشرقية, الزمان صباح الاربعاء  21 آب 2013, والنبأ استخدام السلاح الكيماوي في المنطقة مترافق بالحديث عن أعداد من الضحايا والشهداء وإظهار فيديوهات على المحطات تبين حجم مأساة تضاربت الآراء حول صحتها في ذاك الوقت من قبل المتابعين,  هنا كانت البداية  وطاقة الفرج فُتحت للقوى العالمية, من أجل اتخاذ واشنطن وحلفائها طريقا صاروخيا نحو دمشق, الكل رأى كيف تم تحريك البوارج والمعدات العسكرية التي استنفرت في البحر المتوسط معلنة المياه الدولية المتوسطية ميناء حربيا بامتياز, كما ان النية التي استفاضت المنابر الاميركية مع التوابع لها  بتصريحات حول ضرب دمشق لمعاقبتها على استخدام السلاح الكيماوي, تحولت من مجرد نوايا إلى قرار, فالتهمة جاهزة بعد هز الضمائر والبحث عن دفة قانونية تدار خلالها الحرب.
كما شهد كل المتابعين استنفارا غير مسبوق من قبل محور المقاومة وحلفائه الدوليين لردع الحرب, أو الرد عليها في حال بدأت، وكانت القوى الرادعة المستنفرة هي الاقوى, والتي قدر لها ان تكون المنتصرة في ايقاف الحرب ...

الشريك الروسي يسطر السياسات الدولية موجدا خطه من دمشق

روسية لعبت دورا استراتيجيا في صناعة الأحداث وادارة السياسة العالمية حيث لم يكن  أمام  واشنطن سوى استيعاب فكرة مدى القوة الروسية التي تدعم الحق وتقف في وجه قوى الظلم العالمي المدعومة بأكثر من 83 دولية حينها, لإنهاء محور المقاومة بضرب القلب دمشق, والاطمئنان على أمن "إسرائيل".
وهكذا انتهت على خير وسلام تلك التهديدات بالحرب، حيث بدأ الانسحاب التدريجي من دائرة الاستنفار, وكان لا بد من التكتيك الصحيح حسب رأي الكثير من المراقبين المتخصصين, فبريطانيا أعادت أمرها لمجلس شيوخها وفرنسا للنواب أما اميركا فما كان لها الا البنتاغون لتحفظ ما تبقى من ماء وجهها, إذ أُعلن ايقاف الحرب, باتفاقية الكيماوي السوري.
التوصل للاتفاق الكيماوي السوري..

في نهاية الشهر التاسع من عام 2013 أعلنت دمشق موافقتها على تسليم السلاح الكيماوي ووضعه تحت تصرف الهيئات العالمية المختصة بنزع الأسلحة الكيماوية, طبعا ظن جزء من العالم أن الموافقة هذه جاءت كانصياع للتهديدات الأمريكية, لكن خرج الرئيس السوري بشار الأسد ليعبر غير ذلك  حيث قال في احدى تصريحاته حول ذلك "بالحقيقة هذه المبادرة اتفق عليها بين سوريا وروسيا، وطرحتها روسيا بطريقة مختلفة"، مضيفا أن موافقة دمشق "لا علاقة لها بالتهديدات الأميركية ... إنما كانت مبادرة استباقية في جانب منها لتجنيب سوريا الحرب، والمنطقة معها".
ومن هنا كان الوضع مختلفا واتفق على البنود التي لم تمس بالسيادة  السورية ولم  تؤثر على قوة سورية, ليظهر أن السلاح الكيماوي لم يكن هو القوة الرادعة السورية كما كان يظن الجميع, وأكدت الاتفاقية ان سورية كجزء هام من محور المقاومة وحاضنتها تملك ما هو اهم بكثير من سلاحها الكيماوي , أي أسلحة الردع الصاروخية التي أعلنت روسيا تسليم أهمها لدمشق وهو ال(s300) .

السلاح الاسرائيلي يضرب دمشق..

من الأبرز أيضا الاعتداء الاسرائيلي على دمشق بضرب مواقع  في دمشق , تحديدا في 5/5/2013  حيث أكد الاعتداء  التدخل الاسرائيلي السافر في ادارة مركبة  المجموعات المسلحة في سورية وما يسمى المعارضة السورية,  وبدأت التوقعات حول الرد السوري. رد القيادة السورية لم يكن تكتيكيا كما ظن البعض إنما أُعلن استراتيجيا بحتاً من خلال وضع النقاط على الحروف.. وأبرز الجمل التي تشكلت حينها, إعلان الجولان السوري المحتل منطقة مفتوحة تماما للمقاومة, أي أن سورية تحولت حينها من داعم حاضن وممول للمقاومة في المنطقة, الى مقاوم مشارك بجانب ما كان سابقا من ممانعته, ليخترق أمن اسرائيل القلق والجاهزية المفتوحة والاستنفار الدائم .. أي أتعب اسرائيل من الداخل, تعبٌ لم ينتهِ ولن ينتهي الا بتحرير كامل الاراضي التي اغتصبتها القوى الصهيونية.


ميدانيا ... ماذا حدث خلال عام 2013 في سورية من انجازات للجيش العربي السوري؟؟

شهد تطهيرا وتأمينا كاملا لطريق المطار وما حوله من قرى, ومن هنا.. المطار آمن, حيث بدأ استرجاع متتال لبلدات في الغوطتين الشرقية والغربية , فرض الجيش سيطرته على المنطقة الجنوبية بغالبية مساحاتها , وبتتالٍ سريع ... 
لم يقف مد الانتشار المتسارع للجيش السوري في الريف الدمشقي, إنما امتد حتى القلمون. القلمون هي المنطقة الفاصلة أولا بين دمشق والمنطقة الوسطى أي حمص هذا من جهة, ومن جهة اخرى هي مناطق التداخل الحدودي المعقد بين سورية ولبنان , السيطرة على القلمون تضمن السيطرة على المنطقة الحدودية أولا وثانيا ضمان السلامة للطريق الدولي بين دمشق وحمص مع منطقة الساحل السورية.
"لن نقف هنا" أعلنها الجيش السوري بانتقاله من أرياف دمشق الممتدة حتى القلمون , الى حمص ... هي مرحلة أتت قبل القلمون ... التي منعت مد المسلحين من المناطق اللبنانية حيث أخذ حزب الله من الجانب اللبناني دوره المنوط بحماية الحدود هناك.

لن يكون للسيطرة على القلمون قيمة بدون تحقيقها في مناطق أخرى..

في القصيرإذاً رؤية عسكرية صحيحة اكدها الجيش السوري بأنه لن يكون للسيطرة على القلمون تلك القيمة المرجوة أو الاستراتيجية الكبيرة اذا بقيت حمص تحت سيطرة المجموعات المسلحة .. فكانت معارك كبيرة.. أهمها تلك المفصلية.. التي استرجع فيها الجيش السوري في حزيران/ يونيو, منطقة القصير, ذات الأهمية الكبيرة, فقصمت ظهر المسلحين بعد أن كانت مركز القوة ورأيناها بعدها كيف بدأ التهاوي السريع للقوى التكفيرية وما يسمى "معارضة سورية مسلحة", نتائج تكللت باسترجاع ما ذكرنا من ريف دمشق والقلمون... أيضا بعد القصير المعقل الثاني بأهميته للمسلحين أتت منطقة الخالدية في حمص ليظهر فيها وزير الدفاع السوري العماد فريج  بجولة تفقدية في الخالدية والمناطق المحيطة و تقييم ما تم من تخريب لمواقع كثيرة في حمص من قبل المجموعات المسلحة الجولة كانت في بدية الشهر الثامن من 2013 .
بدأ الحديث الاعلامي عن حشد الجيش السوري قواته في المرحلة التي تلت القصير والمتزامنة مع معارك تحرير الريف الدمشقي.. حشدٌ عسكري كبير لمعركة القلمون التي كانت بدأت تدريجيا حيث بدأت المجموعات المسلحة بما تبقى منها في القصير او بالأحرى من تمكن منهم الهروب من القصير الى القلمون .
تم بعد ذلك تحرير كل من منطقة قارة, دير عطية والنبك وحصار يبرود و جيرود  وقرى اخرى محيطة .

حلب ونصيب كبير..

في حلب لم تكن الانجازات الميدانية للجيش السورية أقل أهمية إنما السفيرة التي هي القصير الثانية انتهت بأقل ما انتهت به القصير من وقت, هنا بدأت القرى والبلدات الحلبية تتهاوى فيها معاقل كثيرة للمسلحين ومنها ايضا خناصر التي تعد ذات اهمية استراتيجية كبيرة أيضا بعد ان أمست البديل عن سفيرة .
وهكذا ابدى الجيش السوري ما لم يكن متوقعاً او مرجواً من قِبل أعدائه , حيث سيطر على الكثير من المناطق التي كانت مستعصية على أي جيش آخر بالظروف التي مرت  فيها البلاد.

أحداث لم تكن متوقعة أمام بعض الداعمين..

تركيا تغلق حدودها بوجه داعش, أتى ذلك إثر المخاوف وتهديدات الأخيرة لأنقرة وانعكاس تمويل الأتراك للإرهاب وتدريبهم على الأرض التركية قرب الحدود مع سورية, كما صرحت الحكومة السورية عن الدعم التركي اكثر من مرة.

تخريب, إجرام , وكرة قدم ..

اعتداءات غير مسبوقة على المسيحيين وفظائع كبيرة في معلولا و قرى اخرى تضم المسيحيين الذين تمسكوا  بهويتهم الوطنية بعد محاولا تهجيرهم من الشرق كما انتشر قطع الرؤوس والتخريب المتعمد للكنائس والأديرة في المدن السورية كافة , على يد التكفيريين, حيث لم يأخذ تحطيم تماثيل السيدة مريم العذراء أمام  ظاهرة قطع الرؤوس صدى كبيرا, ظاهرة انتشرت بكثافة, آخرها صور انتشرت للتكفيريين يلعبون كرة القدم برؤوس السوريين بعد قطعها, إضافة لما انتشر قبلها من فيديوهات تظهر تنفيذ الجرائم بحق الكثير من المواطنين لمجرد انهم يؤيدون بلادهم وما كانت عليه من نظام وسياسة.
معلولا المنكوبة, ضمير آرامي يتألم ويبكي على كل ما حدث فيه في 2013 خاصة بعد اختطاف الراهبات والتخريب هناك...

الاعتداء على رجال الدين.. والرحمة للعلامة البوطي والعلماء

عيد الأم في الـ2013 بسوريا اقترن بمشهد جيد غير مسبوق, فإضافة لما تم اغتياله من علماء دين مسلمين لانهم الجهات التكفيرية أتت بذلك تحت ذريعة "تأييدهم للنظام" أتى 21/3/2013 ليوقف كل السوريون احتفالهم بعيد الام ويبكون العلامة البوطي وحفيده وحوالي 40 من تلامذته, إثر تفجير إرهابي في جامع الإيمان بدمشق أثناء الدرس المعتاد للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي, حيث أفتت جهات بقتله وهدر دمه, فكان الشيخ البوطي كما اتفق السوريون وباقي المسلمين والعرب على تسميته شهيد المحراب, ولم يتوقف الحد هنا, إنما في وقت لاحق تم اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم, و بولس اليازجي في مدينة حلب أثناء مساعيهم لتحرير مخطوفين من أيدي المجموعات المسلحة, وقتل أحد المرافقين المتدينين, وما زال البحث عن معلومات حول اختطافهم لا يأتي بنتيجة واضحة أو معلومة موثوقة غير التكهنات.

الحرب على الإرهاب مقرها سورية..

الحرب السورية على الإرهاب وحرب الارهاب على سورية ربما طالت ولكن لا بد من اتخاذ العبرة من أن الحق سينتصر في النهاية ولا بد أن الحق سيظهر على أيدي أبطال الجيش العربي السوري, هذا الرأي الاكثر شيوعا عند السوريين حيث لا بد من ان الوقت قد حان لإعلان سورية مقبرة الإرهاب بشكل رسمي بعد أن كرر رئيس الحكومة السورية الدكتور وائل الحلقي ومعه عدد من المسؤولين السوريين في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة هذه العبارات, وها هو العالم الآن في أكثر من مكان منه يعلن ان الإرهاب في سورية ستبدأ محاربته وكما توقع كثير من المحللين أن حربا دولية على الإرهاب قادمة هناك.

تحديات أخرى.. إما قذائف أو تعتيم..

من ضمن التحديات الجديدة في 2013 ايضا ضرب المشافي والمدارس واستغلال الجوانب الانسانية, أيضا ما لم يكن سابقا, حربٌ جديدة لم تكن مسبوقة على مستوى محاولات تهديم ما يتبقى من البنى التحتية السورية, تكرست بتفجير وضرب خطوط ومغذيات الكهرباء في دمشق وباقي المدن وحرمان المواطن السوري من حقه في الكهرباء ، وهنا برز تحدٍّ كبير أمام الحكومة السورية على مستوى الصيانة لخطوط الغاز ومحطات الكهرباء التي تعتمد عليها, فلم تكن دمشق يوما عاصمة الظلام كما هي اليوم بفعل التكفيريين الذين أعلنوها وصوروها ونشروا منجزاتهم في ضرب مصادر الطاقة لعدة مرات.

كما ان صيف وشتاء الـ2013 تميز بإمطار العاصمة السورية دمشق  بالهاون تحديدا في المناطق الآمنة وتكثيفها على مناطق المسيحيين السوريين, أرقام بالآلاف وشهداء بالمئات خلال العام الدموي في سورية جراء الهاون على المدن الآمنة, ليس فقط في دمشق إنما في حمص وحلب أيضا, وهنا لا بد من ذكر الحصار الشديد على نبل والزهراء ولكثير من القرى الشيعية جراء تكفيرها من قبل الإرهابيين و"الجهاديين".


إذاً مراهنات سقطت.. اولها "العام 2013 سيكون بدون الرئيس الأسد" وها هو الرئيس الأسد يضيء شمعة الميلاد في احدى كنائس سورية بين أبناء شعبه للترحم على شهداء, وكثير من المراهنات الاخرى التي طواها معه هذا العام ناشرا خيبة كل من أطلق العنان للرهان دون معرفة أن محور المقاومة هو الأقوى والابقى.