استبعد رئيس جنوب السودان سلفا كير اليوم أي تقاسم للسلطة مع المتمردين من أجل وضع حد ل"الحرب العبثية" الدائرة في بلاده.
استبعد رئيس جنوب السودان سلفا كير اليوم أي تقاسم للسلطة مع المتمردين من أجل وضع حد ل"الحرب العبثية" الدائرة في بلاده، مؤكداً مع ذلك رغبته في حل النزاع ب"الطرق السلمية". وقال كير، في حديث بثته البي بي سي اليوم، "لا يجب مكافأة مشار على تمرده، اذا اردت السلطة لا يجب عليك أن تتمرد لكي تحصل عليها، يجب أن تتبع الطريقة السلمية"، مشيراً إلى أن لم يأت الى الحكم "عن طريق الإنقلاب العسكري ولكن عن طريق الانتخابات".
وتابع كير أن انتخابات ستجري عام 2015 "لماذا لم ينتظر ليمر بالعملية نفسها"، مؤكداً "إن فاز في الانتخابات فسيتسلم عندئذ مقاليد الحكم". وتأتي تصريحات كير في حين امهل قادة دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد)، المنظمة التي تضمّ بلدان القرن الافريقي وشرق افريقيا، الجمعة كير ومشار حتى اليوم لوقف القتال وبدء الحوار. وفي السياق، قال كير "لا يمكن أن يكون هناك حلول عسكرية (فقط) لأي نزاع، قلت منذ اليوم الأول إنني اريد حله (النزاع) بالطرق السلمية".
وفي هذه المقابلة، اعرب رئيس جنوب السودان عن قلقه على مستقبل شعب الدولة الفتية التي تنهض من عقود من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، قائلاً "قاتلنا لزمن طويل جداً، وما يقلقني اليوم هو الطريقة لوضع حد لهذه الحرب العبثية من اجل ازدهار الشعب وعودته الى دياره". ورداً على طلب مشار إفراج الحكومة عن جميع المعتقلين، أكد كير "أن هؤلاء الأشخاص سيفرج عنهم بدون أي شروط بعد اجراءات قانونية، انكم لا تعتقلون اناساً وتقولون لهم غداة ذلك اخرجوا، إنكم احرار". يُذكر أن سلفا كير سبق أن كان قائداً متمرداً سابقاً في الحرب الأهلية الطويلة بين الخرطوم وجوبا قبل توقيع اتفاق سلام عام 2005. وقد انتخب رئيساً قبيل اعلان استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.
سيطرة متمردي جنوب السودان على جزء من بور
ميدانياً،قال رئيس بلدية بور نهيال ماجاك نهيال ووزير الاعلام مايكل ماكوي إن متمردي جنوب السودان وصلوا إلى وسط بلدة بور الاستراتيجية ويسيطرون على بعض الأحياء مع اندلاع قتال.
وأضاف نهيال لـ"رويترز" من مقر عسكري حكومي داخل بور إن البلدة جزئيا تحت سيطرة قوات الحكومة وجزئيا تحت سيطرة المتمردين.
وقال ماكوي إن المتمردين "تقدموا إلى وسط البلدة وإن القتال ما زال جاريا".
هذا وفرّ الاف الأشخاص من مدينة بور خشية هجوم لمسلحين متمردين، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة أمس. وبحسب الجيش السوداني الجنوبي، لا يزال عدد من المتمردين المعروفين بضراوتهم في القتال والذين تقول جوبا إن رياك مشار جندهم، موجودين عند مداخل بور.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن طائرات استطلاع تابعة للأمم المتحدة، رصدت مجموعات "كبيرة" من الشبان المسلحين والجنود الذين تركوا صفوف قوات سالفا كير الى شمال المدينة. وتابع نيسيركي أن الأمم المتحدة تشعر عموماً ب"قلق شديد ازاء الأدلة التي تتخذ اهمية متزايدة عن انتهاكات ظاهرة لحقوق الانسان" في جنوب السودان.
وبحسب بيان، فقد اتصل الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بالرئيس سالفا كير وحضه على الالتزام بالوعد الذي قطعه بإطلاق سراح معتقلين سياسيين، إلا أن الحكومة تقول حتى اللحظة إنها مستعدة للإفراج فقط عن ثمانية من 11 معتقلاً مقرباً من رياك مشار، وفقط عندما يوافق مشار على وقف لإطلاق النار وإطلاق المفاوضات.