وفي اجتماع سيئ السمعة في البيت الأبيض، وعد الرئيس الأمريكي دولان أنه سيحترم حقوق الطائفة الكاثوليكية ومؤسساتها ولن يجبرها على تغطية أمور مرتبطة بالإجهاض
عدّت "كذبة السنة" للعام 2013 في أميركا جملة رئيسنا المخزية "إذا كنت تحب خطة الرعاية الصحية الخاصة بك، يمكنك الاحتفاظ بها". وحالياً يدرك جميع الأميركيين ما عرفته الطائفة الكاثوليكية منذ البداية: الرئيس باراك أوباما هو سيد الخداع.
وكان إقرار قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة قد حدث في جزء منه، لأن أوباما توصل الى اتفاق مع أحد المناهضين للكاثوليكيين النائب الديمقراطي بارت ستوباك. ووافق ستوباك على التصويت لصالح مشروع القانون مقابل صدور أمر تنفيذي لحماية حقوق الضمير والحفاظ على حظر تعديل "هايد" المرتبط باستخدام الأموال الفيدرالية من أجل الإجهاض.
واستخدم أوباما قانون الرعاية بأسعار معقولة لتفويض بأن جميع أرباب العمل، بغض النظر عن المعارضة الدينية، يدفعون ويقدمون ما يعتبره الكثيرون في الحركة المناهضة للإجهاض، أدوية الإجهاض في خطط الرعاية الصحية الخاصة بهم. وحالياً، تلك التفويضات تدخل حيز التنفيذ بالنسبة إلى غالبية المؤسسات الخيرية الدينية في الأول من كانون الثاني/ يناير المقبل.
وجاء هذا بعدما أكد أوباما للكاثوليكيين في خطاب حفل التخرج في جامعة "نوتردام" الأمريكية أنه يريد "تكريم ضمير الأشخاص الذين لا يتفقون مع الإجهاض"، وبعدما ضمن للكونغرس أنه "في ظل خطتنا، فإنه لن يتم استخدام الدولارات الاتحادية لتمويل عمليات الإجهاض، وستبقى حماية الضمير الاتحادية على ما هي عليه." وخلال تحدثه إلى الجامعة الكاثوليكية الأمريكية، كان الرئيس كما لو أنه يتحدث الى الأمريكيين الكاثوليكيين في كل مكان.
ولغاية الآن، من الواضح أن الحسابات الموعودة المنفصلة لتغطية الإجهاض بتمويل من أقساط فواتير إجهاض منفصلة مباشرة من المؤمن لم تكن على ما تبدو عليه، ويواجه أوباما واحدة من أكبر قضايا الحرية الدينية في التاريخ الأميركي.
ووفقا لأحكام قانون الرعاية بأسعار معقولة، فإن أدوية الإجهاض مثل "RU- 486"، و"ميفيبريكس"، لا يتم تغطية تكاليفها. ومع ذلك، فإن أدوية منع الحمل المعروفة تشملها خطة أوباما للرعاية الصحية.
وبعض هذه الأشكال من وسائل منع الحمل تحمل تواقيع إدارة الاغذية والعقاقير التي تشمل تحذيرات باحتمال تدمير الأجنة. وتعتبر هذه الأدوية وغيرها محط نقاش أمام المحكمة العليا، إذ أن المناهضين يعتبرون أن تدمير الجنين يشبه عملية الإجهاض.
ويرى بعض الأميركيين من الطائفة الكاثوليكية أن أوباما خدع كبار الكاثوليكيين في أمريكا، ومن بينهم الكاردينال تيموثي دولان، الذي عين رئيسا لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة.
وفي اجتماع سيئ السمعة في البيت الأبيض، وعد الرئيس الأمريكي دولان أنه سيحترم حقوق الطائفة الكاثوليكية ومؤسساتها ولن يجبرها على تغطية أمور مرتبطة بالإجهاض، مثل دواء أو مادة يمكن أن تحفز الإجهاض، معتبراً أن الإدارة ستغير سياستها فيما يتعلق بالمؤسسات الدينية. وعبّر دولان بوضوح عن أنه ضُلل.
أما ما لا يعرفه الكثير من الأمريكيين الكاثوليكيين هو أن أوباما قال الكذبة ذاتها إلى البابا السابق لدى زيارته الفاتيكان. ووفقا لمصدر مطلع في الفاتيكان، أكد أوباما للبابا بنديكتوس السادس عشر في العام 2009 إن الحماية الدستورية للحرية الدينية للأمريكيين من الطائفة الكاثوليكية ستبقى قوية.
ومنذ ذلك الحين، أصبح دولان وجه المعارضة الكاثوليكية للتفويض. وتحت رعايته، فإن المؤتمر الكامل للأساقفة الكاثوليك كان حازما بدفاعه عن حقوق أرباب العمل الدينيين. وقاد دولان الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا خلال واحدة من أكثر الفترات رعباً وحيرة.
كذلك، واجه المطران جوزف كورتز في مدينة لويزفيل الأمريكية مهمة صعبة في محاولة التفاوض على الحرية الدينية مع "زعيم يبرع في مراوغة الحق"، إذ أن التفويض يعتبر ساري المفعول في نهاية المطاف لعشرات الكاثوليكيين والجمعيات الخيرية الدينية الأخرى التي تواجه غرامات ضخمة لرفضها الامتثال.