ستكون الهجرة والتشرد الجماعي جزءا من الثمن الباهظ الذي سوف تدفعه البشرية بسبب التغيير المناخي، حيث يجمع الخبراء على أن عدة مناطق في العالم ستصبح غير صالحة للعيش في العقود المقبلة
ستكون الهجرة والتشرد الجماعي جزءا من الثمن الباهظ الذي سوف تدفعه البشرية بسبب التغيير المناخي، حيث يجمع الخبراء على أن عدة مناطق في العالم ستصبح غير صالحة للعيش في العقود المقبلة. ففي العام الماضي وحده تم تشريد 38 مليون شخص جراء الكوارث المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات في باكستان والصين.واكد وزير الخارجية النروجي جوناس غاهر ستور امام أكثر من 200 مندوب شاركوا في مؤتمر نانسن في العاصمة اوسلو بشأن التغيير المناخي والنزوح في القرن21 "أن ظاهرة النزوح البشري جراء التغيير المناخي تحدث الآن" بالفعل، وناشد الحكومات والمجتمع الإنساني أن يتفهموا هذا الواقع الذي سيزداد سوءاً خلال العقود المقبلة.
وحذر رئيس الوفد النروجي السابق لمفاوضات التغيير المناخي في الأمم المتحدة هارالد دوفلاند، من أن تداعيات التغيير المناخي سوف تزداد سوءا أكثر بكثير مما يمكن أن يتخيله المرء، ما لم يتم تقليص انبعاثات غازات الإحتباس الحراري.
في حين أفاد جيمس هانسن رئيس معهد غودارد للدراسات الفضائية، أن درجة حرارة العالم قد إرتفعت بالفعل بقدر 0,8 درجة مئوية، وسترتفع إلى 1.6 درجة على الأقل حتى لو توقفت انبعاثات أوكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة على الفور. وحذر من أن عالما أكثر دفئا بقدر 4 درجات مئوية سيكون معرضا لمخاطر جامحة من التغيير المناخي. وقال إن إرتفاع الحرارة بمجرد درجتين مئويتين سيخلق وضعا غير آمن. وذكّر بأن "آخر مرة إرتفعت فيها حرارة هذا الكوكب بنسبة درجتين مئويتين حدثت منذ فترة ما بين خمسة ملايين و 2.4 مليوني عام مضت، فإرتفعت مستويات مياه البحار 25 مترا. "اذا حرقنا كل الوقود الحفري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) فلن تكون الأجيال القادمة قادرة على التحمل".
وقال الباحث بمعهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية في باريس فرانسوا جيمين، أنه على الرغم من أن إرتفاع حرارة العالم بأربع درجات مئوية سيعتبر "مسارا إنتحاريا"، إلا أنه يجب العمل على تفادي تأجيج شعلة كراهية الأجانب في ضوء توقعات موجات الهجرة الجماعية والصراعات، محذرا من أن ما لا يقل عن 20 في المئة من البشرية ستواجه أخطارا كبيرة من وقوع فيضانات شديدة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وهطول الأمطار الشديدة في العقود المقبلة. واوضح أن "الكثير من الناس يعيشون في مناطق دلتا منخفضة وأجزاء أخرى من العالم أصبحت خطيرة للغاية، وسوف يضطرون للتحرك وغالبا ما ستكون هذه الحركة دائمة. وقال إنه بدلا من بناء الجدران والحواجز، ينبغي علي الدول والمجتمع الدولي تشجيع الأهالي المتضررين على الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا.