كما مناطق سورية عدة، استقطبت محافظة الأنبار مسلحين من جنسيات أجنبية عدة، ونشطت في كبرى المحافظات العراقية مجموعات الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).. فكان قرار المالكي: الضرب بيد من حديد.
يُقال إن محافظة الأنبار، التي تشكل ما نسبته ثلث الأراضي العراقية، تقدم صورة مصغرة عما تشهده مناطق سورية عدة. المحافظة العراقية، المفتوحة على الحدود السعودية والأردنية والسورية، تأخذ المعارك فيها أبعاداً تحقق للحكومة مكاسباً تحصدها في الداخل، وتأكيداً على دور استراتيجي وحضور مؤثر لها على المسرح الاقليمي.
كما مناطق سورية عدة، استقطبت محافظة الأنبار مسلحين من جنسيات أجنبية عدة، ونشطت في كبرى المحافظات العراقية مجموعات الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).. فكان قرار المالكي: الضرب بيد من حديد.
تقع محافظة الأنبار غربي العراق وتعد أكبر محافظات العراق تبلغ مساحتها 138.000 كلم2 ويبلغ إجمالي عدد سكانها أكثر من 3.46 مليون نسمة (حتى العام 2005)، وظلتن تعرف باسم لواء الدليم حتى عام 1961
اليوم تتحدث مصادر أمنية موثوقة لموقع قناة المنار عن مقتل العشرات من مسلحي "داعش"، وعن إعتقال 19 سعودياً وأفغانياً من قياداتها. ويطال الحديث إنتشار قناصين من التنظيم على أسطح المباني في مدن الأنبار، ممن يحملون الجنسية التونسية والجزائرية، ويتخذون من أهالي المنطقة دروعاً بشرية لهم. فيما فر آخرون باتجاه صحراء الأنبار المتصلة بصحراء الموصل وتكريت، التي تُعتبر ملاذاّ آمناً للقاعدة.
خرج الجيش العراقي من مدن المحافظة تاركاً الأمر للشرطة المحلية، وذلك بعد تمكنه من إزالة خيم المعتصمين وكشفه عن سيارات مفخخة في ساحات الاعتصام، ليتوجه الجيش إلى ملاحقة فلول التكفيريين الذي فروا نحو صحراء الأنبار.
وتنقل المصادر الأمنية نفسها أن أهالي الفلوجة والرمادي فوجئوا بعد خروج القوات العراقية، باستعراضات عسكرية نفذها أرتال تابعة لداعش حملت أسلحة خفيفة ومتوسطة، بسيارات رباعية الدفع مصفحة أخذت تجوب المدن منفذة استعراضات عسكرية في المدن.
ورغم نداءات الاستغاثة التي وجهها أهالي وعشائر مدن الأنبار للقوات المسلحة بأن تمضي قدماً في محاربة الإرهاب، فقد قرر الجيش العراقي تعزيز انتشاره على حدود المدن على أن يترك ساحات المدن للشرطة المحلية والعشائر وقوات الصحوة ،وفق ما أكدت المصادر.
"أدعو أهالي الأنبار لالتزام بيوتهم لأننا سنقاتل مسلحي القاعدة في الشوارع"، قال رئيس مؤتمر صحوة العراق الشيخ احمد ابو ريشة.
فيما دعا شيخ عموم قبائل الدليم بمحافظة الانبار ماجد السليمان عشائر المحافظة الى حمل السلاح والوقوف مع القوات المسلحة في محاربة تنظيم القاعدة، وطالب بالابلاغ عن أي ارهابي "مدسوس بين العشائر".
المطلبي: "داعش" تخوض حرباً بالوكالة عن السعودية
وبحسب عضو إئتلاف دولة القانون سعد المطلبي فإن قرار الحكومة العراقية أتى انسجاماً مع رغبات الشارع العراقي الذي ينتظر من الدولة ان تضرب بيد من الحديد الأوكار الارهابية وكل من استباح الدم العراقي سنياً كان ام شيعياً، مشيراً إلى أن مواقف عشائر وفعاليات الأنبار يؤكد ان هؤلاء مقتنعون بصوابية خيار الحكومة.
ويتحدث المطلبي عن حاضنة سياسية للإرهاب شكلها النائب أحمد العلواني –الذي اعتقلته القوات العراقية- وعلي حاتم السليمان الذي أطلق دعوات "الجهاد" ضد الجيش العراقي.، موضحاً أن هؤلاء توهموا أن بامكانهم الاستفادة من وجود التكفيريين لتحقيق أهداف سياسية رفعوها.
وفي حديثه مع موقع المنار، تناول السياسي العراقي الدعم الخارجي الذي تتلقاه جماعات داعش، مؤكداً أنها تلقت دعماً من جهاز الاستخبارات السعودي والمؤسسة الدينية في المملكة. وقال إن التكفيريين يخوضون حرباً بالوكالة عن السعودية، التي تعتبر القاعدة الذراع المسلح لتشكيلاتها الحكومة والدينية. "ليست السعودية وحدها بل هناك جهات في الأردن تقدم الدعم لهذه الجماعات، ولدينا أدلة تؤكد وجود اتصالات لهذه الجهات مع مشكلي الحاضنة السياسية لهذه الجماعات".
"الاعلام العربي يمارس اللعبة نفسها، ويريد أن يكرس أن العمليات التي تخاض تستهدف سنة العراق، وأن هناك حكومة شيعية ظالمة تعاقب السنة محافظ الأنبار، مع العلم أن الشرطة وقائد العمليات وقوات الصحوة وأبناء العشائر وكل من انتفض ضد القاعدة هم من أهل سنة".
وعن استقالة أكثر من 40 نائب عراقي من كتلة "متحدون" بسبب عمليات الأنبار، يرى المطلبي أن الكتلة أرادت " توظيف القضية سياسياً لأسباب انتخابية"، مشيراً أنهم وقعوا اليوم في إحراج بعد موقف عشائر الأنبار الذي أكده دعمه للعملية العسكرية.
قد تطول معارك الأنبار بانتظار الحسم، الا أن ما يمكن جزمه أن الحكومة العراقية ستخرج منها كرابح أكبر، فتحصد التفافاً شعبياً داخلياً يشكل دعامة لصمودها أمام معارك التسقيط السياسي، وتثبت حضورها الفاعل على الساحة الاقليمية، كقوة ضاربة مؤثرة ضمن محور أعلنها حرباً على الارهاب.