هذه الجماعات التي دخلت عرسال او نبتت في داخلها والتي تشكل أقلية لا تذكر في المدينة
في البداية نعود بك أيها القارئ الكريم الى موقف الجمعة الأسبوع الماضي الذي تحدثنا فيه عن خروج أخطر المطلوبين في تفجير الرويس من عرسال الى الشمال اللبناني. ونشير أيضا ان هذا المقال كان من المقرر أن ينشر ضمن عشرة تقارير عن عرسال سيتم نشرها تباعا قريبا، وهذه التقارير ومن ضمنها تقريرنا هذا، الذي ننشره في موقف الجمعة نتيجة زيارتين قُمت بها الى عرسال خلال شهر كانون اول/ ديسمبر الماضي ، والتقيت خلالها عددا من أبناء البلدة وبناء على أحاديثهم وعلى أخبار من جهات معنية ننشر المعلومات في تقريرنا هذا.
تتوالى عمليات تفجير السيارات في لبنان فصولا منذ الصيف الماضي ، وهي تأخذ منحى تصاعديا مع مرور الزمن، وظهرت بوادر تكيف الطبقة السياسية اللبنانية مع هذه الظاهرة في تشييع الوزير السابق محمد شطح الذي تحول الى مناسبة لنبش الاحقاد من القبور ودفن الشباب اللبناني مكانها، رغم وجود الأدلة الجنائية بناء على تحقيقات وبحث الاجهزة المختصة عن الجهة الفاعلة ، وهي بأية حال من البيئة التي دعمتها النائب بهية الحريري في صيدا.
في عمليات التفجير الحالية لم يبتعد المنفذ كثيرا عن مناخ المنظمات التكفيرية، ومناخ الحريرية السياسية التي امنت وتؤمن لهذه المجموعات كل البنى التحتية والمساعدات اللازمة.
وهذه الجماعات التي دخلت عرسال أو نبتت في داخلها والتي تشكل أقلية لا تذكر في المدينة انما نمت وترعرعت في ظل سيطرة الحريرية السياسية على قرار البلدة ومقدراتها منذ بداية الأزمة في سوريا.
في عمليات تفخيخ السيارات يقول من التقينا بهم في البلدة انها تتم بغالبيتها في جرود البلدة وبعضها كان يتم في يبرود السورية . ويشارك جماعة من المتواجدين في عرسال والعاملين مع (ابو طاقية) والجيش السوري الحر بشكل مباشر في عمليات تفخيخ هذه السيارات وتجهيزها وإرسالها الى الداخل اللبناني عبر المعابر الجبلية التي يتم فتحها بصورة مستمرة في الجبال والوديان المحيطة بعرسال والمتصلة بالبقاع الشمالي.
ومن أجل الاستمرار على جهوزية الطرقات وعدم إغلاقها تتواجد بصورة مستمرة آلية لشق الطرقات في الوديان والجبال كما ان الجماعات التي تتولى أمر تفخيخ السيارات وإيصالها الى الداخل اللبناني اعتمدت في الاونة الأخيرة على آلات لرفع السيارات (بلاطة) من أجل نقل السيارة المفخخة لضمان عدم انفجارها بسبب تضاريس الأرض الصعبة وعدم جودة الطرقات الترابية المحفورة في الجبال.
وتتكون شبكة تفخيخ السيارات المتواجدة في البلدة من عدة أشخاص، ومحورها الاساس عراقي يعمل مرافقا لأبو طاقية يسمونه (أبو بكر البغدادي) ويظهر البغدادي مع أبو طاقية في عرسال ، وهذا الرجل هو خبير متفجرات مجرب في العراق ، وأتى الى عرسال مع جماعة (الحملة الإغاثية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا ) والتي تأتمر مباشرة بأمر وزير الداخلية محمد بن نايف ، ويعتبر احدى حلقات التمويل التي يحصل عليها أبو طاقية من الشيخ حسان العتيبي ، واستمرار التمويل السعودي مربوط بوجود البغدادي الى جانب الحجيري .
الشخص الثاني الذي يعمل على تفخيخ السيارات رجل تركي مقيم في عرسال والدته من قرية النبي عثمان ويدعى (محمد صباح اوزبكان) وهو يعمل حداد سيارات يطلبونه عندما يريدون توضيب المتفجرات داخل السيارة دون ان تتغير معالمها.
الشخص الثالث كهربائي سيارات من عرسال ويدعى ( م. إ. ح) مهمته تتعلق بربط العبوة كهربائيا مع كهرباء السيارة.
وتوجد علاقة تنسيق ميداني وتمويل بين شبكات التفجير العنقودية المنتشرة في عرسال والشمال اللبناني ومخيم عين الحلوة في الجنوب حيث تخضع هذه الشبكات لآمرة قيادة واحدة ، وقد اعاد القيمون على هذه الشبكات تنظيم اوضاعها لعلمهم باقتراب سقوط يبرود في القلمون السوري ما يقطع التواصل بين عرسال والشرق نحو سوريا ما يعقد عمليات التوغل جنوبا الى دمشق او شمالا الى حمص.
ويبدو ان مغادرة محمد حسن الحجيري منطقة القلمون وعرسال الى الداخل اللبناني، تأتي ضمن استراتيجية جديدة قررت التنظيمات السلفية العمل عليها في الفترة المقبلة،وهي زيادة وتيرة السيارات المفخخة في كافة الاراضي اللبنانية.
وتتولى مجموعة اخرى عملية نقل السيارات الى داخل البقاع الشمالي. ويقول من التقينا بهم أنه يتم دفع مبلغ ستة الاف دولار للمهرب الذي يقوم بنقل السيارة، سالكة طرق المهربين الى اول قرية خارج عرسال عادة تكون الفاكهة او رأس بعلبك ومن هناك يستلمها الشخص الذي يوصلها لهدفها النهائي، وعادة يكون هو الموكل تنفيذ التفجير.
محمد حسن الحجيري:
من أخطر المطلوبين للجهات الامنية اللبنانية في قضية تفجير الرويس ، يتخذ من عرسال وجردوها ملجأ له.
يوم الاحد بتاريخ 22 كانون اول/ديسمبر مساء رصدت الاجهزة المختصة وجود (محمد حسن الحجيري) في منطقة الهرمل متوجها على ما يبدو الى الشمال اللبناني ، وقد علمت الاجهزة المختصة بوجود الحجيري في منطقة الهرمل عبر هاتفه النقال، حيث قام الحجيري بفتح هاتفه لمدة دقيقتين شمال مدينة الهرمل على مفترق الطريق بين الهرمل وبلدة القصر المحاذية للحدود السورية.
وفور تيقن الاجهزة المختصة من مكان وجود محمد حسن الحجيري عممت صورة شمسية له ، ووضعت الحواجز للقبض عليه، غير ان لغطا كبيرا دار حول الصورة الموزعة للرجل ليتبين في الاخير أن الصورة ليست للحجيري ، ولكنها تعود لشخص آخر مطلوب للأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة وهذا الشخص يدعى (عدنان كرومبي)، وهو يتنقل بين الرقة وعرسال ، وأكد البعض من عارفيه للجهات المختصة وجوده في الرقة.
أمريكان ابو جبل:
إبن ياتي أبو جبل من سكان قرية جوسية في ريف القصير مزدوج الجنسية (لبناني ، سوري) مسجل في الهرمل قلم نفوس حي الحارة ، عمل في رعي الغنم قبل ان يتزعم مجموعة في كتيبة الفاروق في ريف القصير، ظهر على شاشة الميادين داعيا الى قتل الشيعة قبل ان يطلب منه احد المسؤولين عنه أبو خالد الحرب تغيير كلامه، يعمل مباشرة مع جماعة ابو طاقية ، ويتردد على مسجد الاخير لصلاة الجمعة. يساهم عبر خبرته بالطرقات الجبلية كونه راعي غنم قديم بتحديد الطرقات التي يجب شقها لتهريبها من المدينة، كما أنه يشكل صلة الوصل مع مجموعة من السوريات اللواتي يستخدمن لتهرب السيارات والسلاح من وإلى عرسال..
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه