شنّ نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق إيلي الفرزلي هجوماً عنيفاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي،معتبرا أننا وقعنا بالفخ..والتحالف معه كان خطأ إستراتيجيا.
حسين عاصي
إيلي الفرزلي لموقع المنار:
وقعنا بالفخ.. التحالف مع ميقاتي خطأ استراتيجي
لن يُسمَح للحكومة بالمواجهة.. والأيام ستثبت ذلك
المحكمة وسيلة للابتزاز.. وكان يجب التريث بالتأليف
وظيفة ميقاتي استثمار المواقف للوصول لتنازلات
ميقاتي نائب لا أكثر.. ومن أحرقه يستطيع إصلاحه
نجيب ميقاتي مكلف القيام بدور سعد الحريري
شنّ نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق إيلي الفرزلي هجوماً عنيفاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مميّزاً بينه وبين الحكومة التي تضمّ أحزاباً وأشخاصاً يحترمهم ويقدّرهم، معرباً عن اعتقاده بأنه لن يُسمَح لهذه الحكومة بالمواجهة، مشدداً على أنّ "الفخ هو نجيب ميقاتي".
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، اعتبر الفرزلي أنّ المطلوب هو مرحلة انتظار في لبنان ريثما تأتي الظروف المحلية والاقليمية والدولية لقمع حزب الله، لافتاً إلى أنّ ميقاتي هو الشخص المناسب الذي يستطيع تأمين هذه المرحلة.
وفيما لفت إلى أنه كان دائماً ينصح قوى الأكثرية الجديدة بعدم الاستعجال في تشكيل الحكومة انطلاقاً من معادلة "لا حكومة، لا محكمة"، أشار إلى أنّ المحكمة تستعمَل وسيلة للابتزاز وأنّ ميقاتي هو المكلّف بابتزاز أفرقاء الأكثرية من أجل تقديم التنازلات.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ ما حصل هو خطأ استراتيجي بمستوى التحالف الرباعي، مشيراً إلى أنّ الأيام ستثبت صحة ما يقول.
لا حكومة.. لا محكمة!
الفرزلي اعتبر أنّ الترويج الاعلاميّ لقرب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري يقع في سياق تقوية دور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الضغط على شركائه في الحكومة، خصوصاً في ما يتعلق بالمحكمة الدولية. ورأى الفرزلي أنّ ميقاتي مكلّف أن يقوم بالدور الذي كان يفترض أن يقوم به رئيس الحكومة السابق سعد الحكومة.
وفيما تساءل عن سبب عودة الحديث عن القرار الظني في هذه المرحلة، أي بعد تشكيل الحكومة، في وقت غاب كلياً عن التداول خلال مرحلة الفراغ الحكومي، لفت إلى أنه كان دائماً ينصح قوى الأكثرية الجديدة بعدم الاستعجال في تشكيل الحكومة انطلاقاً من معادلة "لا حكومة، لا محكمة". وشدّد على أنّ المحكمة تستعمَل وسيلة للابتزاز وأنّ ميقاتي هو المكلّف بابتزاز أفرقاء الأكثرية من أجل تقديم التنازلات.
واستبعد الفرزلي ما يُحكى عن قرب صدور القرار الظني، مشيراً إلى أنّ هذا القرار سوف يصدر على دفعات وأقسام وذلك لتركه موضوع ابتزاز في المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أنه إذا صدر دفعة واحدة ولم يكن مسنَداً ينتهي مفعوله وحتى إذا كان مسنَداً ينتهي بأرضه وهذا ما لا يخدم نيتهم إبقاء الموضوع للتأجيح بين الفينة والأخرى.
شروط السفارة الأميركية أمر غير مألوف
الفرزلي، الذي قرأ في حديث السفارة الأميركية بكلّ صراحة عن إلزامية أن يتضمّن البيان الوزاري شيئاً ما أمراً غير مألوف، في إشارة إلى اشتراط واشنطن أن يتضمن البيان الوزاري نصاً واضحاً حول المحكمة الدولية والتزام لبنان بها، رسم علامات استفهام حول الدور الذي يلعبه نجيب ميقاتي، كما قال، مشيراً إلى أنّ ذلك هو مصدر ريبة وتشكيك بالنسبة إليه.
واعتبر الفرزلي أن حزب الله "حشر نفسه" أو أنّ هناك من "حشره" من أقربين وأبعدين وذلك بدخوله في هذه الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي، متحدثاً عن سعي لمواجهة الحزب دون اللجوء للعبة الشارع التي تخيفهم لأنهم يدركون أنهم خاسرون فيها. ولفت إلى أنّ ميقاتي أجّل تشكيل الحكومة لأنه كان ينتظر نتيجة المعارك في سورية، معرباً عن اعتقاده بأنّ الرجل يعتبر أنّ سورية تشكل حضناً للمقاومة وبالتالي فإنه يصعب الضغط على المقاومة في ظلّ سورية مضطربة.
ميقاتي يبيع الكلام
ورداً على سؤال، نفى الفرزلي وجود مواقف مطمئنة صادرة عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، متسائلاً عمّا إذا كان موقف الأخير من المقاومة هو الموقف المقصود بالمواقف المطمئنة، موضحاً أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اتخذ مواقف أكثر منه حتى على باب البيت الأبيض حيث قال في مرحلة سابقة أنه مع سلاح المقاومة. ولفت الفرزلي إلى أنّ الأخصام أنفسهم يتحدثون عن استراتيجية دفاعية ولم يتناول أحد سلاح المقاومة إلا مؤخراً بعد حصول ما يسمونه بالانقلاب المزعوم، أي استقالة حكومة سعد الحريري بشكل دستوري وقانوني.
وفيما رأى أنّ كل هؤلاء لا يعرفون أنّ السلاح أكبر منهم، اعتبر أنّ ميقاتي لا يفعل في هذا السياق سوى بيع الكلام، وقال أنه يتمنى أن يرى موقفاً واحداً يطمئن فعلياً وعملياً، داعياً للمقارنة بين مواقفه والمواقف التاريخية المتعلقة بالمقاومة. وأشار إلى أنّ ميقاتي سيحاول أن يستثمر المجتمع الدولي حتى يسبب لحزب الله بالمزيد من التنازلات، موضحاً أنّ الوظيفة التي كُلّف بها عضوياً هي استثمار المواقف المحلية والاقليمية والدولية للمطالبة بالتنازلات وليس أكثر من ذلك، مشيراً إلى أنّ رعاته لا يريدون أن يحرقوه أكثر من ذلك.
من هو نجيب ميقاتي؟
نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق سأل عن الدور الذي يلعبه نجيب ميقاتي في البلد وعما إذا كان يتمتع بزعامة سنية معيّنة، مشيراً إلى أنه ليس أكثر من نائب، نافياً أن يكون لديه حيثية معيّنة في طرابلس، قائلاً "هو نائب مثله مثل غيره". وعن القول أنهم أحرقوا ميقاتي وأضرّوا بتحالفاته، أشار الفرزلي إلى أنه إذا كان هناك من راع إقليمي له، فهذا الراعي كما أحرقه يستطيع أن يعود ويصلحه. ولاحظ الفرزلي أنّ ميقاتي كان حاضراً مع الحريري في الاجتماع الذي حصل في فترة سابقة في دار الافتاء، كما لاحظ أيضاً أنّ لعبة قوى الرابع عشر من آذار باتت واضحة حيث أنها في كل تصريحاتها تصوّب على الحكومة وحزب الله وسورية وحلفاء سورية دون أن تشمل سهامها نجيب ميقاتي.
وعن موقفه من الحكومة ككل، أشار الفرزلي إلى أنه شخصياً يميّز بين ميقاتي والحكومة، لافتاً إلى أنه يؤيد الأشخاص الذين تتألف منهم الحكومة بشكل عام وليس ضدهم خصوصاً أنهم يمثلون أحزاباً تشكل حاضنة للخط السياسي المقاوم. ولكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ "الفخ الكبير هو نجيب ميقاتي" ولذلك فلن يُسمَح لهذه الحكومة بالمواجهة. وقال: "إذا قرّر الأميركيون خوض صراع حقيقي مع الحكومة، فسنشهد بأمّ العين أنّ نجيب ميقاتي لن يستطيع أن يقف حائلاً بين المؤامرة والحكومة بنفَسها المقاوم". ورأى أنّ الأميركيين يدعمون ميقاتي اليوم، وهذا ما يظهر من خلال مواقفه الداعية دوما لليونة والمرونة، وبالتالي "فإننا أمام ضغط من أجل التنازلات".
خطأ استراتيجي...
الفرزلي حذّر أيضاً من عدم إفشاء أي سر أمام ميقاتي، معرباً عن اعتقاده بأنّ كلّ كلمة تقال أمامَه تُنقَل. وقال: "حتى أسماء النواب السنّة الذين كان يطرحهم في مرحلة تأليف الحكومة وكل شيء من هذا القبيل كان يخضع للمناقشة مع الأميركيين وأنا أكيد من ذلك". واعتبر أنّ المطلوب هو مرحلة انتظار في لبنان ريثما تأتي الظروف المحلية والاقليمية والدولية لقمع حزب الله، وميقاتي هو الشخص المناسب الذي يستطيع تأمين هذه المرحلة.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان ممكناً أن تكون كلّ قوى الأكثرية الجديدة قد وقعت جميعها في الفخ كما يقول، قال الفرزلي: "نعم، لقد وقعوا في الفخ وليكفّوا عن المكابرة وعن وضع أنفسهم بمصاف أبي زيد الهلالي".
وأعرب عن اعتقاده ختاماً بأنّ ما حصل هو خطأ استراتيجي بمستوى التحالف الرباعي، مشيراً إلى أنّ الأيام ستثبت صحة ما يقول، وإن كان يتمنى أن يكون مخطئاً في قراءته هذه.