في حين يكتنف تفجير حارة حريك غموض بشأن هوية الجهة المنفذة وأسلوب التفجير بدقة، أكدت كاميرات المراقبة أمس، ما سبق ونشرته «السفير» عن عدم ترجل السائق من السيارة المفخخة
جعفر العطار
في حين يكتنف تفجير حارة حريك غموض بشأن هوية الجهة المنفذة وأسلوب التفجير بدقة، أكدت كاميرات المراقبة أمس، ما سبق ونشرته «السفير» عن عدم ترجل السائق من السيارة المفخخة، بل تم تفجيرها بينما كان يسير في «الشارع العريض» القريب من المجلس السياسي لـ«حزب الله».
وفيما لم تعلن أي جهة حتى الساعة مسؤوليتها عن الانفجار، علمت «السفير» أن مراجع أمنية رسمية ترجح وقوف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) خلف التفجير، مستبعدة أن تكون «جبهة النصرة» هي الجهة المنفذة.
ويوضح ضباط مخضرمون أن «النصرة»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، لم توافق «داعش» على طلبها بضرورة بدء تنفيذ عمليات إرهابية «في الخارج»، معتبرة أن واجبها الحالي هو «نصرة» الجهاد في سوريا وتركيز القوة العسكرية هناك.
أما «داعش»، فقد سبق وأبلغت قيادة «القاعدة»، قبل تفجيرات بئر العبد والرويس والسفارة الإيرانية وحارة حريك، أنها ستمضي قدماً في عملياتها ضد «حزب الله» في لبنان، انتقاماً منه لتدخله في الحرب السورية، وللضغط عليه بغية سحب مقاتليه.
حينها، أثار التفاوت في وجهات النظر خلافاً كبيراً بين أميري «النصرة» و«داعش» أبو محمد الجولاني وأبو بكر البغدادي، قبل أن تشهد الخلافات أسباب نفوذ على المعابر في سوريا. مع ذلك، تشير تقارير أمنية إلى أن «داعش» أصرّت آنذاك على موقفها القاضي بشن عمليات انتقامية في لبنان.
وعن الأسلوب الذي اعتُمد في انفجار حارة حريك، تشير مصادر حزبية معنية في التحقيق لـ«السفير» إلى
وجود 3 فرضيات أساسية: أولاً، أن يكون سائق السيارة (قتيبة الصاطم) هو من قام بتفجيرها، أي انتحاري. ثانياً، تم تفجير السيارة عن بُعد أثناء وجود السائق في داخلها. ثالثاً، انفجرت أثناء القيادة بسبب عطل تقني طارئ.
لكنَّ مصادر أمنية رسمية رجحت لـ«السفير» فرضية الانتحاري، موضحة: المعطيات المتوافرة تفيد بأن المجلس السياسي للحزب هو الهدف الأساس، وكان المطلوب ركن السيارة بالقرب منه وتفجيرها. إلا أن ارتباك السائق، الذي يشبه ارتباك سائق السيارة التي حاولت التفجير في داخل مقر السفارة الإيرانية ببيروت، بالإضافة إلى العوائق والحواجز على جانبي الطريق، حالت دون تحقيق الهدف.
ويستبعد ضباط معنيون في جهازين أمنيين محترفين، فرضية تفجير السيارة بسائقها عن بُعد، وذلك لأسباب عدة أبرزها: أولاً، لماذا يتم تفجير سيارة عن بعد وليس الترجل منها وتفجيرها بعد ثوان قليلة تضمن عدم إصابة السائق؟ التفجير عن بُعد يحتاج إلى راصد يستطيع مراقبة السيارة كي يفجرها في اللحظة المناسبة، وهو أمر مستبعد تنفيذه في مربع أمني حساس، وغير مقنع.
وتؤكد المعطيات المتوافرة وجود عملية استطلاع موسّعة وهادئة سبقت التفجير، نفذها شخص أو أشخاص يعرفون المنطقة والمسارب وكيفية توزع حواجز التفتيش، التي أثبتت فشلها ومدى هشاشتها، ويُفترض أن تعلن الأجهزة الأمنية المعنية عن مسؤوليتها في الخرق الذي حدث، إذ أصبح مؤكداً أن السيارة سبق وعمم الجيش رقم لوحتها ولونها قبل 12 يوماً من التفجير في برقية عسكرية.
وبينما تعمل التحقيقات الحالية على محاولة معرفة من ساعد سائق السيارة المفخخة لوجستياً، أكدت مصادر أمنية متقاطعة ما نشرته «السفير» أمس عن توزيع العبوة في أبواب السيارة وليس في الصندوق كي لا ينكشف أمر السائق إذا تعرّض للتفتيش، موضحة أن «وجود إخراج قيد بحوزة السائق، سببه ضرورة إبرازه في حال اشتبه بأمره على حاجز أمني، لكن الغريب هو أن المنفذين كانوا يستطيعون تزويره».
وفي حين لا يوجد أي دليل يؤكد أن السيارة تم تفخيخها في عرسال كما يتردد، أكدت مصادر رسمية لـ«السفير» أن ر.أ. (لبناني)، وهو الشخص الأخير الذي اشترى سيارة الـ«شيروكي» التي انفجرت في حارة حريك، باع السيارة إلى أشخاص من المعارضة السورية عبر وسيط من عائلة ر. (لبناني) مقابل مبلغ 2900 دولار.
http://www.assafir.com/Article.aspx
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه