تناولت الصحف الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها الشأن اللبناني وخاصة مسألة تأليف الحكومة.
تناولت الصحف الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها الشأن اللبناني وخاصة المساعي التي يبذلها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لتشكيل حكومة ترضي كل الاطراف.
السفير
الماجد.. إلى الاستثمار الإقليمي
بري: فلننتخب رئيساً.. الآن
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "فيما واصل سكان الضاحية الجنوبية مداواة جراح التفجير الإجرامي الذي ضرب حارة حريك، عصر يوم الخميس الماضي، تابع حلف الرافضين لحكومة الأمر الواقع تحركه على خطوط عدة لإخماد نارها التي كادت تهدد بإشعال حريق سياسي كبير، وبرز في هذا الإطار الجهد الذي يبذله «الإطفائي» وليد جنبلاط، في موازاة «خراطيم المياه» السياسية التي واكبته من عين التينة وبكركي.
ويمكن القول، بعد يومين من المشاورات المكثّفة، والتي كان جنبلاط القاسم المشترك بينها، إن النقاش يتمحور حول تثبيت مبدأ الحكومة السياسية التي تضم الجميع بمــن فيهم «حزب الله»، على أن يتــم تظهيرها مـــن خلال صيغة 8 ــ 8 ــ 8 معدّلة، بعد تدوير زواياها من قبل الرئيس نبيه بري وجنبلاط.
وإذا كان الرئيس المكلّف تمام سلام قد تجاوب مع الحوار المتجدد حول الحكومة الجامعة، إلا أن المطلعين على كواليس المشاورات يلمّحون الى أنه من السابق لأوانه التبشير بولادتها، وأن ورقة حكومة الأمر الواقع لم تُسحب كليا من التداول.
وإذ رفض بري الإفصاح عن تفاصيل الاقتراح الجديد الذي قدّمه، قال لـ«السفير» إنه مغاير لفكرة تعيين وزير ملك لكل من «8 و14آذار» ضمن حصة الوسطيين، وأضاف: انقلوا عن لساني وبالخط العريض أن اقتراحي لا علاقة له بهذا الطرح، وكل ما استطيع قوله الآن إن العرض المقترح يعتمد على تدوير زوايا 8 ــ 8 ــ 8، وهو قيد البحث مع المعنيين.
وعندما قيل لبري إن «قوى 14آذار» تتهم «8آذار» بأنها تريد الفراغ في الحكومة ورئاسة الجمهورية، ردّ في ما يشبه إعلان مبادرة سياسية جديدة: «حتى يتأكدوا من صدق نياتنا، لا مانع من انتخاب رئيس الجمهورية منذ الآن، وعندها لا تعود هناك مشكلة في ما خص تأليف الحكومة، وقد حصلت في الماضي سوابق من هذا النوع، وبينها انتخاب الرئيس سليمان فرنجية قبل أشهر من موعد الاستحقاق الرئاسي».
واستغرب بري أن يرافق المساعي المبذولة لإيجاد تسوية تنقذ الحكومة والاستحقاق الرئاسي معا، كلام متكرر حول وجوب إقصاء «حزب الله» عن الحكومة، أي عزله عمليا. وتابع: ليكن معلوما أن عزل «حزب الله» يعني عزل «حركة أمل» وبالتالي عزل الأكثرية الساحقة من أبناء الطائفة الشيعية، فهل يتحملون تداعيات هذا الأمر، وهل يريدوننا أن نخرج عن طورنا؟
في هذه الأثناء، واصل جنبلاط تحركه في اتجاهات عدة، وهو التقى الجمعة كلا من المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل ومسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، ثم تناول العشاء الى مائدة الرئيس سلام، ومن المتوقع ان تُستكمل في الساعات المقبلة دائرة الاتصالات مع عودة الرئيس ميشال سليمان من إجازته المجرية.
وقالت أوساط واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن جنبلاط يتحرك على قاعدة نسف «الحكومة الحيادية» كليا، ليس فقط لأنها تعزل «حزب الله» مع ما سيسببه ذلك من تداعيات خطيرة على الداخل، بل لأنها تعزله ايضا. وأشارت الى أن جنبلاط يشعر بأنه سيكون من بين أكبر الخاسرين من الحكومة الحيادية، وهو لم يساهم في إنضاج طبخة تكليف سلام والإتيان به لرئاسة الحكومة حتى يجد نفسه خارج الحكومة.
وأكدت الاوساط أن جنبلاط يعمل في اتجاه تثبيت مبدأ الحكومة السياسية وضم «حزب الله» إليها، لأنها يمكن أن تساهم في تثبيت الحد الأدنى من الاستقرار واحتواء محاولات ضربه، في حين أن أي صيغة خلافها ستكون بمثابة وصفة للفوضى.
وفي سياق متصل، قال مصدر مطلع على تفاصيل الاتصالات السياسية لـ«السفير» إن ما تحقق حتى الآن هو «استدراك» حكومة الأمر الواقع، والرئيس سلام أخذ «نفسا» في سياق إعطاء مهلة إضافية للتوافق، لكن يجب عدم المبالغة في التفاؤل، وحكومة الأمر الواقع لا تزال واردة في حسابات سليمان وسلام، وإن كانا قد أخّرا الإعلان عنها تحت ضغط مواقف بري و«حزب الله» وجنبلاط والبطريرك بشارة الراعي.
وكشف المصدر أن النقاش يتركز على هوية الحكومة وضرورة أن تكون سياسية وتضم «حزب الله». وأوضح أن موقف جنبلاط إيجابي وجدّي وهو يتواصل مع سليمان وبري وسلام و«حزب الله».
بدوره، تحدث عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله عن مسعى جدي يقوم به بري وجنبلاط، ركيزته قيام حكومة سياسية جامعة، مؤكدا لتلفزيون «الجديد» أن مناخ رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ليس معارضا لهذا المسعى.
وقال فضل الله: إننا في «حزب الله» ندعم مسعى جنبلاط وندعو الفريق الآخر للسير بالاتجاه نفسه وهو لمّ البلد والذهاب الى الاستحقاقات الأخرى.
ورداً على سؤال قال فضل الله «إننا نريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد المحدد، وهناك إمكانية لحصول هذا الاستحقاق بتاريخه المحدّد»، مؤكدا لتلفزيون «الجديد» أن «حزب الله» متفاهم بالكامل مع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية على كيفية مقاربة هذا الاستحقاق، وقد حصلت لقاءات أُعلن عنها وأخرى لم يُعلن عنها أما أمر اعلان اسم المرشح، فإنه متوقف على مشاورات فريق «8 آذار» في المرحلة المقبلة.
لغز الماجد
من جهة ثانية، طويت أمنيا وقضائيا صفحة أمير «كتائب عبدالله عزام» ماجد الماجد مع اعلان الجيش اللبناني رسميا عن وفاته «بشكل طبيعي» كما جاء في تقرير الطبيب الشرعي، لتبدأ مرحلة ثانية، تتعلق بخليفته في التنظيم الإرهابي نفسه الذي جعل لبنان في الآونة الأخيرة ساحة من ساحات نصرة مكونات «القاعدة» على الأرض السورية.
وفيما يجري الحديث عن أبو محمد توفيق طه بوصفه المرشح الأبرز لخلافته، اعتبرت مصادر أمنية لبنانية واسعة الاطلاع أن كل ما يثار من أسئلة حول ظروف وفاة الماجد «لا اساس لها من الصحة، وتندرج في خانة الاستثمار السياسي، سواء أتت من الداخل أو من الخارج»، وقالت لـ«السفير» إنه لا صحة لما تردد عن وجود موقوف ثان، وأكدت أن الماجد لم يخضع لأي استجواب على الاطلاق لأن وضعه الصحي كان متدهورا للغاية منذ لحظة القاء القبض عليه.
وأوضحت المصادر أن عملية إلقاء القبض على الماجد كانت حصيلة جهد تكاملت فيه أدوار أجهزة أمنية لبنانية وخارجية، بالتنسيق مع جهات فلسطينية في مخيم عين الحلوة ساعدت في تحديد وجهة وجود الماجد في أحد مستشفيات العاصمة، قبل أن يتم القاء القبض عليه.
وفيما قال السفير السعودي علي عواض عسيري أن بلاده تلقت من عائلة الماجد طلباً باسترداد جثته، قال وزير العدل شكيب قرطباوي إن لبنان لم يتلق حتى الآن مثل هذا الطلب، واذا حصل ذلك، سينظر فيه استنادا الى القوانين اللبنانية.
وحول طلب طهران المشاركة في تشريح جثة الماجد والتحقيق في ظروف توقيفه وموته، قال قرطباوي إن أي طلب من هذا النوع لم يصل للوزارة، لكن يمكن لأية دولة أن تطلب ذلك بموجب استنابة قضائية، وللقضاء اللبناني أن يبت بها وفقا للقانون اللبناني.
النهار
صيغة 8 - 8 - 8 إلى الواجهة ولكن
واشنطن: مراكز التسوّق أهداف محتملة للإرهاب
وتناولت صحيفة النهار موضوع تأليف الحكومة وكتبت تقول "عين على الحكومة المتعثرة الولادة على رغم المحاولات الحثيثة، وعين على الامن وخصوصاً بعدما حذرت واشنطن مواطنيها من السفر الى لبنان، ودعتهم الى "توخي الحذر الشديد وتجنب الفنادق ومراكز التسوق، وأي مناسبات عامة أو اجتماعية حيث يتجمع عادة مواطنو الولايات المتحدة"، معتبرة في بيان "أن هذه المواقع هي الأهداف المحتملة للهجمات الإرهابية على الأقل في المدى القريب".
وصدر التحذير الشديد اللهجة بعد اعلان قيادي في التيار السلفي الجهادي في الأردن، القريب من تنظيم "القاعدة"، أن "جبهة النصرة لأهل الشام" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام" قررتا رسمياً دخول لبنان عسكريا، واعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجير الاخير في الضاحية الجنوبية، بما عزز الانطباع عن قرار التنظيم العمل في لبنان ومنه في معركته مع النظام السوري.
في غضون ذلك، تشابكت المواقف بعد اعلان قيادة الجيش رسمياً وفاة "امير كتائب عبدالله عزام" ماجد الماجد وما اثارته هذه الوفاة من تساؤلات، خصوصاً ان الاسرار التي ستدفن معه كان يمكنها ان تفتح ثغرة في التحقيقات الجارية في أكثر من ملف، وخصوصا ملف تفجير السفارة الايرانية في بيروت. واذ أعربت السعودية عبر سفيرها في لبنان علي عوض العسيري عن ثقتها بالتحقيق اللبناني في اسباب الوفاة، وصف رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي، موت "الارهابي ماجد الماجد بأنه غامض وتحوم حوله الشكوك كثيراً"، داعياً الوفد الايراني الموفد الى بيروت لمتابعة قضية موته.
في المقابل، أكد وزير العدل شكيب قرطباوي "ان المدعي العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود كلف طبيبا شرعيا منذ معرفته بتدهور حالة زعيم كتائب عبدالله عزام ماجد الماجد الصحية، وأعد تقريرا منذ لحظة وصول الماجد الى المستشفى العسكري حتى وفاته، ويفيد التقرير ان الماجد توفي نتيجة اسباب طبيعية تتلخص بقصور في الكلى ومشاكل في الرئتين واصابة جسمه بفيروس. كما يفيد التقرير ان الماجد كان في حالة غيبوبة قبل ساعتين من وفاته".
وأوضح مصدر متابع لهذا الملف ان الماجد كان في وضع صحي حرج وكان في غيبوبة شبه تامة، ولم يتمكن من الاجابة عن الاسئلة التي كانت توجه اليه على رغم العناية التي توافرت له داخل المستشفى العسكري.
الحكومة
اما في الشأن الحكومي، فعلمت "النهار" انه مع عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان مساء أمس من باريس، ستنشط منذ اليوم حركة الاتصالات التي لم تتوقف في الايام الأخيرة بواسطة مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي، من اجل تقريب وجهات النظر بين الافرقاء للتوصل الى حكومة جامعة. وقالت مصادر متابعة لحركة الاتصالات، إن صيغة الـ 9 - 9- 6 قد سقطت، لتتقدم من جديد صيغة 8-8-8، "لانها الاوفر حظاً بالتوافق". وأفادت المعلومات ان الرئيس سليمان يحرص على حكومة جامعة واستنفاد كل الوسائل الممكنة قبل الذهاب الى حكومة المستقلين اذا لم تنجح الاتصالات.
وكان النائب وليد جنبلاط التقى المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، موفدا من بري، اثر استقبال الاخير الخميس الماضي المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسن الخليل والبحث في مبادرة لتشكيل حكومة سياسية جامعة. ومساء الجمعة، توجه جنبلاط الى دارة الرئيس تمام سلام حيث شكل الملف الحكومي الطبق الرئيسي الى عشاء جمعهما. ورفضت أوساط الرئيس المكلف التعليق على اللقاء مكتفية بالقول انه يدخل في اطار المشاورات الجارية لتسهيل عملية تأليف حكومة جديدة.
وعلمت "النهار" ان الاتصالات استكملت أمس من خلال الوزير وائل ابو فاعور الذي نقل الى الرئيس بري أجواء لقاء سلام وجنبلاط، كما تولى الاتصال برئيس الجمهورية لاطلاعه على ما جرى.
وفي الوقت نفسه ينشط الوزير السابق خليل الهراوي بتكليف من الرئيس سليمان في اتصالات ولقاءات شملت الرئيسين سلام وفؤاد السنيورة.
وأفادت أوساط "حزب الله" وحركة "امل" ان حركة الاتصالات تتسم بالإيجابية بين كل الأطراف وان النقاش لا يزال مفتوحا وايجابيا وثمة إرادة جدية للبحث عن مخارج في ظل ما آلت اليه أوضاع البلاد. وقالت إن الاتصالات تتركز على سحب خيار حكومة الامر الواقع، وقيام حكومة جامعة لا تستثني أحداً.
وعلمت "النهار" ان جنبلاط طلب من سلام امهاله بضعة أيام بعدما لمس لدى الرئيس المكلف عزماً على عدم التأخر في اعلان حكومته. وقد وافق سلام مفسحا في المجال لمزيد من المشاورات.
وفي الجانب الآخر، لا يشعر فريق ١٤ آذار بأنه معني كثيرا بالمبادرات المطروحة على ما كشف مرجع بارز فيه لـ"النهار" قائلاً أن "لا جديد في الطروحات المتداولة ولا نزال نراوح مكاننا".
وعن اقتراح الوزير الملك، قال المرجع ساخراً: "من جرب المجرب كان عقله مخربا" في إشارة الى تجربة الوزير السابق عدنان السيد حسين، مؤكدا ان فريقه لن يسير بأي طرح مماثل.
14 آذار
على صعيد آخر، تتوالى حركة اتصالات التهديد التي تصل الى عدد من أركان قوى 14 آذار من ارقام هواتف خارجية. وقد أحيت هذه القوى السبت ذكرى مرور اسبوع على استشهاد الوزير السابق محمد شطح ومرافقه، وجدد الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري رفض السلاح غير الشرعي والعمل لمواجهته وازاحته عبر المقاومة المدنية.
الأخبار
سلام يُمهل جنبلاط أسبوعاً قبل «الأمر الــواقع»
كما تناولت صحيفة الأخبار الموضوع نفسه وكتبت تقول "تنتظر القوى السياسية نتائج مبادرة النائب وليد جنبلاط الرامية إلى تحقيق إجماع على صيغة حكومية جديدة. وفي وقت لم يتغير فيه المطلب السعودي بعزل حزب الله عن أي حكومة مقبلة، يصرّ الحزب على «9 ـ 9 ـ 6» كصيغة وحيدة للقبول بأي حكومة.
فيما انتهت أمس إجازة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في العاصمة الهنغارية بودابست، لا تزال قوى 8 آذار عند «حدسها» بأن الرئيس لا يزال مصراً على تشكيل حكومة «أمر واقع». لا تبدو هذه القوى متيقنة ما إذا كان سليمان عدل عن قراره تحت وقع النصائح الأميركية القاسية، وبعدما أكد السفير الأميركي ديفيد هيل له أن الأميركيين وحلفاءهم الغربيين «يفضلون الاستقرار على تشكيل حكومة أمر واقع»، وإشارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ضرورة عدم «شطر» الاستحقاق الرئاسي.
مصادر بارزة في قوى 8 آذار تؤكّد أن كل ما وصل إليها حتى الآن هو أن «سليمان وسلام وافقا على التريّث بناءً على طلب النائب وليد جنبلاط». في التفاصيل، ترى قوى 8 آذار، على ما يقول مصدر نيابي بارز في هذه القوى لـ«الأخبار»، أن «شيئاً لم يتغيّر في المعطيات العامة التي دفعت سليمان إلى التحضير لإعلان حكومة أمر واقع»، ويؤكّد أن «السعودية لم تغيّر موقفها، هي تريد تفجير الوضع بأي شكل، وتريد حكومة تعزل حزب الله، وسليمان التزم معها، أو هكذا يظهر». ويضيف إن قوى 8 آذار «تنتظر ما سينتج من الحركة التي يقوم بها جنبلاط، لدفع سليمان و(الرئيس المكلف تمام) سلام للتريّث أياماً، وكذلك جهود الرئيس نبيه برّي».
وعلمت «الأخبار»، أيضاً، أن سليمان أبلغ من راجعه خلال زيارته بودابست أن «سلام صار ملحاً لتشكيل الحكومة وأنه انتظر طويلاً من دون حصول توافق». ويقول رئيس الجمهورية إنه «يوافق على أن لا مجال للانتظار أكثر، وإن الرئيس نجيب ميقاتي يريد الخروج من السرايا، لذلك أبلغ الجميع أنه سيوقع أي تشكيلة يحملها إليه سلام، لكنه أبدى تفهمه لمطالب جنبلاط بإفساح المجال لإجراء اتصالات وتقديم مقترحات جديدة».
أما سلام، فيؤكد أمام الجميع أنه «وصل إلى مرحلة لم يعد فيها قادراً على الانتظار، وهو تحت ضغط كثيف من 14 آذار لتشكيل حكومة بمن حضر»، وأنه شخصياً «وصل إلى مرحلة بات يشعر فيها بخطر على مستقبله السياسي، ولذلك يجد نفسه أمام وقائع واضحة: إما تشكيل حكومة يوافق عليها سليمان، وإما تشكيل حكومة لا يوافق عليها سليمان، وبالتالي يفتح الباب أمام مشاورات أخرى، أو الاعتذار عن التكليف». وحول الموعد الذي كان مقرراً في 7 كانون الثاني، وبعد الاتصالات، تقول مصادر مطلعة إن سلام يمكن أن يمدد الوقت لأيام قليلة جداً، و«الحديث الآن يجري عن أسبوع لا أكثر».
وتشير مصادر مقرّبة من سلام إلى أن «جنبلاط في زيارته الأخيرة للرئيس المكلف قبل يومين، طلب من سلام التريّث لأيام، وإعطاءه مهلة للتفاهم مع حزب الله وحركة أمل». وعلمت «الأخبار» أن سلام التقى أول من أمس الرئيس فؤاد السنيورة ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، وأبلغ سلام السنيورة ما توصل إليه مع جنبلاط، وموافقته على التريث لأيام لحين اتضاح الصيغة التي يعمل عليها جنبلاط وبري، لكن من دون تحقيق أي اختراق جدّي مع تمسّك السنيورة وفريق تيار المستقبل بعدم المشاركة في أي حكومة يتمثّل فيها حزب الله. وعلمت «الأخبار» أن جنبلاط سيتابع اليوم اتصالاته في محاولة «لتدوير الزوايا والوصول إلى صيغة معقولة»، كما سيتابع فريق بري تواصله مع مختلف الفرقاء، وسيتواصل اليوم مع سليمان للوقوف عند آخر المستجدات. وأكدت مصادر سلام أن «كل الصيغ مطروحة، ومن بينها صيغة الوزير الملك»، وفي الوقت نفسه أكدت مصادر نيابية بارزة في 8 آذار أن «صيغة 9 ـــ 9 ـــ 6 لا تزال هي الصيغة الأكثر ملاءمة لأي تشكيلة حكومة جديدة، وكل كلام آخر مضيعة للوقت».
وقالت مصادر نيابية بارزة في كتلة المستقبل لـ«الأخبار» إن أحداً «لم يناقش حتى اللحظة معنا في الأيام الماضية، أي صيغة حكومية، لنعطي رأينا فيها سواء بالمشاركة أو من عدمها، وننتظر ما سيتوصل إليه جنبلاط وبري وبعدها نعطي رأينا».
وأكد النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، في حديث تلفزيوني ليلاً، أن هناك مسعى يقوم به جنبلاط «لتشكيل حكومة جامعة، وهو التقى الحاج وفيق صفا موفداً من السيد حسن نصر الله»، لافتاً الى أن بري وجنبلاط يقومان بمسعى ركيزته حكومة سياسية جامعة، ومؤكداً أن «مناخ رئيس الحكومة المكلف ليس معارضاً لهذا المسعى، وأعتقد أيضاً أن الرئيس سليمان في هذا الجو».
من جهته، قال النائب طلال أرسلان إن «على الجميع أن يحسوا على دمهم لأن هذا البلد لم يعد يحتمل المزيد من الانقسام والفتنة»، محذراً رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف: «إياكم الإقدام على أي خطوة تزيد من الشرخ بين اللبنانيين».
الراعي يدعو إلى الحوار
على صعيد آخر، قال الراعي في عظة أمس من بكركي: «فليعلم الفريقان السياسيان المتنازعان عندنا في لبنان أنهما المسؤولان المتسببان بكل هذه الانفجارات والاعتداءات وضحاياها وأضرارها». وسأل الراعي: «ألا يوجد في لبنان عقال أحرار من مصالحهم، وكبار بقلوبهم، يتنادون لتلبية دعوةِ رئيس الجمهورية إلى الحوار وحل الأزمة السياسية التي هي في أساس كل هذه الكوارث والمآسي؟ وللتجاوب مع سعي رئيس الحكومة المكلف لتأليف الحكومة المناسبة؟ وللعمل معاً على إعداد انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، بوجدان وطني حريص على كرامة لبنان واللبنانيين؟ يا رب، مسّ ضمائرهم وقلوبهم بكلمتك ونعمتك، بحقِّ كل الدماء البريئة والدموع والأحزان والأضرار والانتهاكات لحقوق المواطنين في عيش كريم ومستقر».
اللواء
الائتلاف يبدأ اجتماعات في اسطنبول لاختيار رئيس وتحديد الموقف من «جنيف-٢»
مقاتلو «داعش» يتقهقرون أمام المعارضة بشمال سوريا ويخلون الحدود مع تركيا
صحيفة اللواء تناولت الشأن السوري وكتبت تقول "اتسعت الاشتباكات الدائرة في شمالي سوريا بين مسلحي كتائب المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لتشمل مناطق جديدة منها أرياف حلب وإدلب والحسكة. حيث ارغمت فصائل المعارضة مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام على الانسحاب من مناطق استراتيجية قرب الحدود التركية .
وهدد تنظيم «الدولة الإسلامية» بالانسحاب من جبهات القتال ضد قوات النظام السوري في حال عدم تلبية شروط وضعها أمام مسلحي كتائب المعارضة. وأمهلت «الدولة الإسلامية» كافة الفصائل والكتائب التي تقاتلها مدة 24 ساعة لتنفيذ جملة شروط، بينها رفع الحواجز التي وضعت لقطع الطرق على مقاتليها في المدن، وعدم التعرض لعناصرها بالسوء والإهانة، وإطلاق سراح معتقلي التنظيم لدى جماعات المعارضة المسلحة الأخرى.
وقال التنظيم في تسجيل بث على مواقع الإنترنت إن عدم الاستجابة لتلك الشروط ستدفعه للانسحاب من جبهات القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مناطق الشيخ سعيد ونبل والزهراء وكويرس ونقارين الحرارية وخان طومان ومعارة الأرتيق وغيرها. وتابع التنظيم «لو قدر وانكسرت خطوط الرباط واشتد الضغط على الدولة الإسلامية من هؤلاء الرعاع فستسقط حلب المدينة في سويعات بأيدي جيش النظام النصيري المجرم»، في إشارة إلى القوات النظامية.
يأتي ذلك في الوقت الذي توسعت فيه رقعة الاشتباكات بين كتائب المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية لتشمل مناطق جديدة مثل أرياف حلب وإدلب والحسكة. وقالت شبكة سوريا مباشر إن كتائب المعارضة سيطرت على بلدات عدة في ريف حلب، في حين أرسل التنظيم تعزيزات من محافظات اللاذقية والرقة ودير الزور باتجاه حلب.
وذكر مراسلون أن كافة عناصر «الدولة الإسلامية» انسحبوا من بلدة أطمة على الحدود السورية التركية، وسلموا جميع مقراتها إلى كتائب من أهل البلدة. ونشبت معارك بين جماعة الدولة الأسلامية في الايام الاخيرة ما ينم عن تصاعد التوتر للسيطرة على اراض ودوائر النفوذ في منطقة قريبة من الحدود الطويلة مع تركيا.
والمنطقة مهمة لوصول الإمدادات لمعارضي الأسد وشاركت وحدات من الجيش السوري الحر في القتال ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام. لكن الانسحاب امس من معقل الجماعة في بلدة الدانة وبلدة اطمة المهمة لخطوط الامداد دون قتال يشير الى احتمال ابرام اتفاق لتفادي اشتباكات أوسع تستنزف قوة الجانبين وهو ما يصب في مصلحة الاسد.
وقال نشطاء في شمال سوريا إن مقاتلي جبهة النصرة ومجموعة احرار الشام سيطروا على مواقع جماعة الدولة الإسلامية في البلدتين.وذكر الناشط فراس احمد ان جماعة الدولة الاسلامية انسحبت دون قتال وان مقاتليها اخذوا اسلحتهم ومدافعهم الثقيلة ويبدون في طريقهم إلى مدينة حلب.
وقد قتل اكثر من 24 مقاتلا معارضا في شمال سوريا خلال هجمات شنها جهاديون عليهم في اطار جبهة الاقتتال الحديثة التي فتحت بين الطرفين، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن مصادر طبية ومعارضة.
وفي ريف حلب، استهدفت «الدولة الاسلامية» حافلة تقل مقاتلين معارضين بالقرب من تل رفعت ما اسفر عن مقتل 10 عناصر على الاقل بحسب المرصد.
كما لقى خمسة مقاتلين معارضين مصرعهم عندما قامت «الدولة الاسلامية» بتفجير سيارة مفخخة ليل امس (السبت) امام مخفر بلدة حريتان.
وفي ريف ادلب، قامت «الدولة الاسلامية «باعدام 5 مقاتلين يوم امس في منطقة حارم، عقب قيام الكتائب المقاتلة بمحاصرة مقر الدولة، بحسب المرصد.
واسفر كمين نصبته الدولة الاسلامية لمقاتلي المعارضة قرب بلدة المغارة بجبل الزاوية عن مقتل 4 مقاتلين.
وفي ظل المواجهة المحتدمة بين الطرفين، عبّر الائتلاف السوري المعارض، في بيان، عن دعمه للمعركة التي تخوضها كتائب المعارضة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وشدد الائتلاف على ضرورة أن يستمر مقاتلو المعارضة في الدفاع عن الثورة ضد «مليشيات الرئيس السوري» و»ضد قوى القاعدة» التي تحاول خيانة الثورة.
من جهته، أعلن «جيش المجاهدين» -الذي تشكل مؤخرا في حلب- الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية «حتى إعلانها حل نفسها أو الانخراط في صفوف التشكيلات العسكرية الأخرى، أو تركها أسلحتها والخروج من سوريا».
واتهم «جيش المجاهدين» في بيان تنظيم الدولة الإسلامية بـ»الإفساد في الأرض ونشر الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهدر دماء المجاهدين وتكفيرهم وطردهم وأهلهم من المناطق التي دفعوا الغالي والرخيص لتحريرها» من النظام السوري.
كما اتهمه بالقيام بعمليات سرقة وسطو، وبطرد المدنيين من منازلهم «وخطفهم للقادة العسكريين والإعلاميين وقتلهم وتعذيبهم في أقبية سجونهم». وأصدر «جيش المجاهدين» بيانا ثانيا مساء السبت جاء فيه «بعد التقدم الكبير الذي حققه جيش المجاهدين في حلب وإدلب بكف يد تنظيم البغدادي عن عدة بلدات ومناطق كانت تحت سيطرته وطرده منها، وأسر ما يقارب الـ110 عناصر من التنظيم، والاستيلاء على أسلحة ثقيلة كانت توجه نحونا، تطل علينا أبواقه على وسائل التواصل الاجتماعي لتكفيرنا ووصفنا بصحوات الشام ورمينا بالتهم الباطلة».
ودعا البيان أنصار تنظيم الدولة الإسلامية مجددا إلى «الانشقاق عنه والالتحاق بصفوف إخوانكم المجاهدين الصادقين المرابطين على ثغور سوريا ضدّ نظام الأسد». وفي جانب آخر من التطورات الميدانية، لقيت طفلة حتفها جراء إلقاء مروحيات نظامية براميل متفجرة على بلدة سلمى بريف اللاذقية بحسب ما أفادت به شبكة سوريا مباشر.
كما نُقل العديد من الجرحى إلى المشافي الميدانية، وتتعرض بلدة سلمى وقرى في ريف اللاذقية منذ عدة أيام لقصف متواصل من الطيران الحربي.
وتعرضت أحياء في مدينة يبرود بريف دمشق إلى قصف من قبل قوات النظام التي قامت كذلك برمي البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة عدرا، وقالت كتائب المعارضة المسلحة إنها سيطرت على عدد من الأبنية المحيطة بحاجز طعمة، وأضافت المعارضة أنها قتلت عددا من عناصر الجيش النظامي في الاشتباكات التي جرت حول الحاجز.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة في دير الزور بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، وتحدث عن «خسائر بشرية في صفوف الطرفين» دون أن يحددها.
وقصفت القوات النظامية محيط بلدة الدار ومناطق في بلدة الحصن الواقعتين في ريف حمص، فيما قالت كتائب المعارضة المسلحة السورية إنها استولت على عدة آليات عسكرية وأسلحة في محافظة درعا.
الائتلاف
سياسياً، بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعا امس في اسطنبول لتقييم قراره بخصوص المشاركة ام لا في مؤتمر جنيف-2 المرتقب عقده في 22 كانون الثاني بهدف ايجاد حل سياسي للنزاع السوري. وقالت مصادر الائتلاف ان الاجتماع بدأ ظهر الاحد في جلسة مغلقة في احد فنادق اسطنبول على ان يستمر حتى الاثنين او الثلاثاء.
وخلال الاجتماع العام السابق في تشرين الثاني اعلن الائتلاف بعد نقاشات حادة انه مستعد للمشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي سيعقد في 22 كانون الثاني في مونترو. لكن الائتلاف اكد «التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي».
وقد جدد المجلس الوطني السوري، أبرز مجموعات المعارضة السياسية، الجمعة تأكيد عدم مشاركته في مؤتمر السلام المقرر في سويسرا من دون استبعاد اتخاذ ائتلاف المعارضة السورية قرارا مماثلا. وقال سمير النشار العضو في المجلس الوطني السوري لوكالة فرانس برس «فكرة هذا اللقاء سيئة (...) ستحاول وضع النظام السوري والمعارضة على قدم المساواة. نرفض ذلك».
من جهة اخرى، اعلن عضو في الائتلاف الوطني السوري المعارض ان رئيس الحكومة السورية السابق المنشق رياض حجاب مرشح لتسلم رئاسة الائتلاف اضافة الى الرئيس الحالي احمد الجربا الذي يريد الاحتفاظ بالمنصب. وقال سمير نشار عضو الائتلاف الذي يشارك في احتماعات الائتلاف التي تعقد في اسطنبول منذ السبت «ان رياض حجاب واحمد الجربا هما المرشحان لرئاسة» الائتلاف.
ويعتبر حجاب المنشق السياسي الذي كان يتبوأ اعلى مركز في نظام الاسد. وقد انضم الى المعارضة في اذار 2011 وفر من سوريا الى الاردن. ويتحدر حجاب من دير الزور في شرق البلاد وهي المدينة التي تعرض قسم كبير منها للتدمير نتيجة المعارك بين قوات النظام والمعارضة المسلحة. ويواصل اعضاء الائتلاف اجتماعاتهم حتى اليوم.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها