تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 8-1-2014 الحديث محليا عن الملق الحكومي الحللة الاخيرة بعد ارتفاع اسهم صيغة "8-8-8" الحكومية
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 8-1-2014 الحديث محليا عن الملق الحكومي الحللة الاخيرة بعد ارتفاع اسهم صيغة "8-8-8" الحكومية، كما تناولت الصحف التطورات السياسية العسكرية الاخيرة في الساحتين السورية والعراقية.
السفير
يوم المفاوضات الحكومية الطويل «8 ـ 8 ـ 8» المخصّبة تتقدم.. بحذر
وكتبت صحيفة السفير تقول "انتهى اليوم الطويل من الاتصالات والاجتماعات أمس الى «اختراق» أولي في أزمة تأليف الحكومة، لم يرتق بعد الى مرتبة التسوية، في انتظار استكمال المفاوضات التي لا تزال تنتظرها شياطين كثيرة تكمن في التفاصيل.
ويمكن القول إن معالم «الحلحلة» المبدئية ارتسمت على الشكل الآتي:
ـــ لقاء «نصف ناجح» بين الرئيس ميشال سليمان و«الخليلين» (الوزير علي حسن خليل والحاج حسين الخليل)، أتاح منح خيار الحكومة السياسية الجامعة جرعة إضافية من «أوكسيجين الوقت»، لكنه لم يُسقط كلياً احتمال حكومة الامر الواقع التي لا تزال موجودة على مقاعد الاحتياط في قصر بعبدا.
ـــ اختراق تدريجي تحققه فكرة تدوير الزوايا في معادلة 8 ــ 8 ــ 8 التي جرى تخصيبها سياسياً، على قاعدة ضم وزير شيعي غير استفزازي وغير نافر الى حصة رئيس الجمهورية، يكون متوافقاً عليه ضمناً مع الرئيس نبيه بري و«حزب الله»، بحيث يصنّف في خانة «الوزير التوافقي»، على ان يُجيّر في موازاة ذلك وزير مسيحي لحساب العماد ميشال عون من أجل معالجة مسألة التمثيل المسيحي وتوازناته.
ـــ عودة نادر الحريري الى بيروت حاملاً معه «موقفاً إيجابياً» من الرئيس سعد الحريري حيال صيغة 8 ــ 8 ــ 8.
وقالت أوساط واسعة الإطلاع لـ«السفير» ليلاً إن الكوة التي فُتحت في جدار الازمة سمحت بمرور بصيص أمل في إيجاد تسوية حكومية، لكن من السابق لأوانه رفع سقف التوقعات، مشيرة الى ان تثبيت مبدأ الحكومة السياسية ومن ثم الاتفاق على المداورة في الحقائب يحتاجان الى بذل جهود إضافية.
واعتبرت الاوساط أن تنازلات متبادلة سمحت بتطوير النقاش حول الحكومة المفترضة، بعدما تخلت قوى «8 آذار» عن التمسك بمعادلة 9 ــ 9 ــ 6 ووافقت على 8 ــ 8 ــ 8 مطورة، ولاقاها «تيار المستقبل» بإبداء موقف إيجابي حيال الـ 8 ــ 8 ــ 8، مرجحة أن يكون كل فريق بصدد تبرئة ذمته ورفع المسؤولية عنه، في حال تطورت الامور لاحقاً نحو الأسوأ.
وأشارت الاوساط إلى أن جزءاً من سباق الملف الحكومي مع الوقت لا ينفصل عن استحقاق مؤتمر جنيف ــ 2 الذي دُعي لبنان اليه، معتبرة أن هناك رابطاً بين المهل الزمنية التي وُضعت للمساعي التوافقية وبين موعد المؤتمر ومن سيمثل لبنان فيه، ما يعني أن الايام العشرة المقبلة ستكون حافلة بالمشاورات في الشأن الحكومي.
وكانت أقنية المفاوضات قد اكتسبت خلال الساعات الماضية زخماً قوياً، فزار المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل الرئيس ميشال سليمان الذي التقى بدوره الرئيس المكلف تمام سلام وأوفد مستشاره خليل الهراوي الى الرئيس فؤاد السينورة، فيما أبقى النائب وليد جنبلاط خطوطه مفتوحة مع «تيار المستقبل» و«أمل» و«حزب الله» من خلال الوزير وائل ابو فاعور، فيما التقى نادر الحريري الرئيس سعد الحريري خارج لبنان.
وعلمت «السفير» أن «الخليلين» أبلغا سليمان التمسك بتشكيل حكومة سياسية جامعة، لا تقصي أحداً، على أن يتمثل فيها كل طرف وفق الحجم الذي يستحقه. ولفت «الخليلان» انتباه سليمان الى أن الاستحقاق الرئاسي بات قريباً، والحكومة التوافقية هي الوحيدة التي تستطيع مواجهة أي فراغ وتشكيل الضمانة الوطنية في حال تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.
وعُلم أن سليمان أكد أنه سيعطي كل الفرصة للحكومة الجامعة، لكنه امتنع عن الالتزام بعدم التوقيع على مرسوم «الأمر الواقع»، مشيراً الى انه إذا تعذر التفاهم على حكومة سياسية فإنه سيكون مضطراً، والرئيس المكلف، الى اتخاذ القرار المناسب. وتوجّه الى «الخليلين» بالقول: في حال لم نتمكن من التوصل الى صيغة توافقية، سأكون مُلزماً بأن أفعل شيئاً..
وشدد سليمان على انه لا يؤيد خيار التحدي والعزل، لكنه لفت الانتباه الى انه سبق له ان وقّع على مرسوم حكومة اللون الواحد للرئيس نجيب ميقاتي، فردّ «الخليلان» بلفت انتباه سليمان الى ان الظروف والمعطيات اختلفت بين الامس واليوم، والازمة السورية كانت في بداياتها آنذاك.
ونبّه «الخليلان» الى محاذير حكومة الامر الواقع وما يمكن ان تتركه من تداعيات على الوضع الداخلي والاستحقاق الرئاسي، وأكدا انها تخالف اتفاق الطائف، فردّ رئيس الجمهورية بالإشارة الى انه لطالما كان يسعى الى الحكومة الجامعة وسيواصل مساعيه في هذا الإطار، «لكن ليس لوقت طويل، لانه لا يمكنني ان أترك البلاد بلا حكومة مدة اطول، وقبل نهاية الشهر يجب ان تكون الحكومة قد شكلت».
وأكد سليمان حرصه على اتباع كل مراحل الآلية الدستورية وعدم حرق المراحل، بحيث يتم تشكيل الحكومة ثم يوضع البيان الوزاري وبعد ذلك تمثل الحكومة امام المجلس النيابي في امتحان الثقة، مشدداً على انه لا يحبذ فكرة السلة الكاملة التي تقترح التفاهم على مضمون البيان الوزاري قبل التأليف.
وقالت مصادر قصر بعبدا لـ«السفير» إن سليمان ليس معنياً وحده في تحديد موقف من أي تدوير مقترح لزوايا 8-8-8، وبالتالي فهو لا يستطيع أن يتجاوز الرئيس المكلف في هذا الامر، ولا بد من التشاور معه بهذا الصدد. وقالت: إن مفتاح تدويرالزوايا لا زال بيد الرئيس بري، والمهم اننا انتقلنا الى اطار جديد من البحث يمكن البناء عليه.
وأوضحت المصادر أن اجتماع سليمان مع «الخليلين» كان ودياً وصريحاً، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية لا يزال يعطي الاولوية للحكومة الجامعة، وهو لا يمانع ضم «حزب الله» الى الحكومة، لكنه رفض إعطاء ضيفيه التزاماً بعدم تأليف «حكومة حيادية او واقعية» إذا تعذر ان تكون جامعة، لانه لا يستطيع ان يبقى مكتوف اليدين في هذه الحال.
ولفتت مصادر بعبدا الانتباه الى ان ما تحقق حتى الآن هو تقدم مبدئي يتصل بموافقة قوى «8 آذار» على معادلة 8-8-8 مع تدوير الزوايا، بعدما كانت تعارضها في السابق، لكن لا شيء نهائياً بعد.
وقال الرئيس بري لـ«السفير» إن أجواء اللقاء بين الرئيس سليمان و«الخليلين» كانت جيدة، «لكن لا نستطيع ان نقول شيئا نهائيا بعد على قاعدة «ما تقول فول حتى يصير في المكيول».
ولفت الانتباه الى ان هناك مسعىً لتدوير الزوايا من أجل تشكيل حكومة توافقية وجامعة، وكل الجهد المبذول حالياً يصب في هذا الاتجاه، إنما تبقى الامور في خواتيمها.
وأكد ان الاتصالات مستمرة على أكثر من خط، وسيحصل المزيد منها خلال الساعات المقبلة، موضحاً أن النائب جنبلاط يساهم بقوة في المشاورات الجارية للوصول الى حكومة توافقية، لا تستثني أحداً، «وأنا أتعاون معه ومع الآخرين لإيجاد مساحة مشتركة، تسهل الولادة الحكومية».
واستغرب بري اتهامات البعض في «14 آذار» له بأنه يتصرف بشكل يخدم «حزب الله»، قائلاً: أنا أخدم لبنان، وبالتالي فأنا مستعد للتعاون مع الجميع بغية تحقيق الإنقاذ المنشود.
وكرر رفض عزل أي طرف في «8 و14 آذار»، او فوقهما او تحتهما او حولهما، مشدداً على أن أحداً لا يستطيع في لبنان أن يعزل الآخر. وتوقف عند بعض الإشارات الإيجابية التي صدرت عن شخصيات في «تيار المستقبل» حول رفض العزل، مشيراً الى ان «هذا الامر جيد، وانا اريد ان أبني عليه».
وبعد لقائه سليمان، قال سلام لـ«السفير» إن هناك حاجة الى فرصة لأيام وربما ساعات قليلة قبل اتخاذ القرار. وأضاف: نحن نطرح حكومة حيادية بعد تسعة أشهر على التكليف، أما إذا توافقت القوى السياسية على تشكيل الحكومة فيكون ذلك من اسعد اللحظات عندي، مشيراً الى ان «فريق ٨ آذار» أبدى استعداداً ورغبة في التعاون، ونحن رحبنا.
وقال الأمين العام لـ«تيار المستقبل» احمد الحريري في مقابلة مع برنامج «كلام الناس»: نحن نراقب بشكل دقيق الحركة التي تحصل، وهناك مشاورات بين أفرقاء «14 آذار» ونأخذ بعين الاعتبار دخول البلد في مرحلة أمنية صعبة بعد التفجيرات التي حصلت، موضحاً أن ما من موقف نهائي حتى الساعة من هذه الصيغة في انتظار بلورة الامور والاطلاع على التفاصيل. وأضاف: قد لا نشارك في الحكومة المطروحة ان لم تلبِّ طموحاتنا.
بدء نقل «الكيميائي»...وإطلاق رسمي لمسيرة «جنيف 2»
«داعش» يشن هجوماً مضاداً
بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أمس، هجوما مضادا في ريف الرقة وحمص، وذلك في محاولة لتخفيف الضغط عن مقارّه التي تتعرض، منذ الجمعة الماضي، لهجمات مكثفة من مجموعات مسلحة في شمال سوريا، أدت إلى مقتل 274 شخصا، غالبيتهم من مسلحي الطرفين.
ويبدو ان «داعش» و«جبهة النصرة» يسيران نحو الطلاق النهائي. فبعد ساعات على دعوة زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني إلى وقف الاقتتال، الذي وصفه بأنه «فتنة بين المسلمين»، ما يعني إبقاء مقاتليه على الحياد، وعد المتحدث باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني «بسحق» المجموعات المسلحة التي تهاجم تنظيمه، معلناً رصد «مكافأة لكل من يقطف رأسا من رؤوس وقادة الائتلاف والمجلس الوطني وهيئة الأركان» الذين كانوا قد دعموا الهجوم على «داعش».
وتأتي التطورات الميدانية الجديدة بعد إطلاق الأمم المتحدة رسميا، أمس الأول، مسيرة مؤتمر «جنيف 2»، عبر إرسال دعوات إلى الدول التي ستشارك في افتتاحه في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الحالي، لكن من دون إيران، التي رفضت العرض الأميركي بأداء دور هامشي في المؤتمر الدولي، مؤكدة أنها لن تقبل سوى العروض التي تحترم «كرامتها».
في هذا الوقت، أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن نقل الدفعة الأولى من العناصر الكيميائية السورية، عبر مرفأ اللاذقية، على متن سفينة دنماركية، إلى المياه الدولية. ورحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي بعملية نقل «الكيميائي». وقالت «لا يزال هناك الكثير للقيام به»، لكنها أضافت «ليس لدينا أي سبب يجعلنا نعتقد أن النظام (السوري) تراجع عن وعوده».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات،»سيطر عناصر الدولة الإسلامية على مدينة معدان في ريف الرقة عقب اشتباكات مع كتيبة إسلامية مقاتلة، بينما تدور معارك بين الطرفين في الرقة». وأشار إلى أن عناصر التنظيم «سيطروا على المستشفى الوطني ومقار أخرى لحركة أحرار الشام». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «الدولة الإسلامية يشن هجوما معاكسا في الرقة بعد استقدام تعزيزات من محافظة دير الزور».
وأضاف «توسعت رقعة المعارك بين الطرفين إلى حمص، مع شن عناصر داعش هجوما على مقر كتيبة مقاتلة شرق الرستن، ما أدى إلى مقتل 15 مقاتلا». وكان قد أشار إلى مقتل 274 شخصا، غالبيتهم من المسلحين، في اشتباكات وتفجير سيارات في ريفي إدلب وحماه وفي حلب وريفها والرقة وريفها منذ يوم الجمعة.
وتوعد المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني «بسحق» مقاتلي المعارضة السورية. وقال، في شريط صوتي متوجهاً الى مقاتلي التنظيم، «احملوا عليهم حملة كحملة (أبو بكر) الصديق واسحقوهم سحقا، وإدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله»، متوعدا المقاتلين المعارضين بالقول «والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر، أنتم ومن يحذو حذوكم».
وأضاف «يا أجناد الشام انها الصحوات لا شك عندنا ولا لبس. كنا نتوقع ظهورها ولا نشك في ذلك، إلا انهم فاجأونا واستعجلوا الخروج قبل أوانهم». وتابع «يا من وقعتم على قتال المجاهدين، توبوا ولكم منا الأمان، والعفو والصفح والإحسان، وإلا فاعلموا أن لنا جيوشا في العراق وجيشا في الشام من الاسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء، ولم يجدوا في ما شربوا أشهى من دماء الصحوات».
وأضاف «ان الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، لذا فكل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا»، معلنا رصد «مكافأة لكل من يقطف رأسا من رؤوسهم وقادتهم. لنستهدفهم حيث وجدناهم إلا من تاب منهم قبل ان نقدر عليه».
وتدور منذ الجمعة الماضي معارك عنيفة بين ثلاثة تشكيلات من المقاتلين، وهي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا»، وعناصر «داعش»، فيما تشارك «جبهة النصرة» إلى جانب مقاتلي المعارضة في بعض هذه المعارك، فيما تبقى على الحياد في مناطق أخرى.
ودعا الجولاني، في شريط صوتي، إلى وقف المعارك، محملا مسؤولية اندلاع الاشتباكات إلى «داعش». وقال «نعتقد بإسلام الفصائل المتصارعة رغم استغلال بعض الأطراف الخائنة للحالة الراهنة لتنفيذ مأرب غربي أو مصلحة شخصية واهنة، وعليه فإن القتال الحاصل نراه في غالبه قتال فتنة بين المسلمين». واعتبر أن ثمن استمرار الصراع سيكون «ضياع ساحة جهادية عظيمة وسينتعش النظام بعد قرب زواله، وسيجد الغرب والرافضة لنفسهم موطئ قدم كبرى في أجواء هذا النزاع».
«جنيف 2»
وأدت استقالة 40 عضواً في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى تمديد اجتماعات هيئته العامة حتى 17 كانون الثاني الحالي، مؤجلا بالتالي قراره حول المشاركة في «جنيف 2» من عدمه.
وقال عضو «الائتلاف» عن الحركة التركمانية زياد حسن إن «٤٠ عضواً قدموا استقالاتهم من الائتلاف»، موضحا أن «المنسحبين يمثلون الحركة التركمانية، ومنتدى رجال الأعمال، والمجالس المحلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، وأعضاء من هيئة الأركان، وعددا من الشخصيات الوطنية». وأضاف «نرى في الحركة التركمانية أن الائتلاف يسير باتجاه خدمة المشروع المعادي لأمتنا جمعاء، وذلك عبر مسرحية ما يسمى بجنيف٢».
وكان مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قد أعلن، أمس الأول، أن الأمين العام بان كي مون بدأ توجيه الدعوات لحضور المؤتمر الدولي، لافتا إلى أن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوين إلى المؤتمر.
وقال حق إن وزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في باريس في 13 الشهر الحالي لاتخاذ قرار في شأن مشاركة إيران أو عدمها في المؤتمر.
وأعلن أن الأمم المتحدة تحث المعارضة السورية على إعلان تشكيلة وفد «ذي تمثيل عريض» في أسرع وقت ممكن، فيما شدد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في إسلام آباد، على ضرورة أن «يفضي المؤتمر إلى عملية سياسية قوامها تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وألا يكون للأسد أو رموز النظام ممن تلطخت يدهم بالدماء أي دور فيها، والعنصر الثاني والمهم هو أن يكون الائتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد لكل أطياف المعارضة السورية».
ودعت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف طهران إلى «أداء دور بناء» في سوريا، ملمحة إلى أن إيران تستطيع في هذه الحال المشاركة في «جنيف 2 ولكن بمستوى أدنى من الوزاري».
لكن طهران رفضت العرض الأميركي بأداء دور هامشي في المؤتمر الدولي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن «إيران أعلنت دائما عن استعدادها للمشاركة من دون شروط مسبقة، ولكن طهران لن تقبل سوى العروض التي تحفظ كرامة الجمهورية الإسلامية».
المالكي يطالب بتحرك دولي و«داعش» يستثمر المعركة طائفياً
الجيش يحاصر الفلوجة ولا يدخلها
لم تنه القوات العراقية والعشائر المساندة لها معركة استعادة مدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار من عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بعد. وسجل اليومان الماضيان استمرار العملية العسكرية في الرمادي لبسط سيطرة كاملة عليها، وزيادة التحضيرات حول الفلوجة عبر محاصرتها قبل إطلاق «هجوم كبير» بدا أنّ تجميده يهدف أولاً إلى حقن الدماء، وثانياً إلى إعطاء فرصة لاستمالة أوسع دعم عشائري ممكن، قد يلغي الحاجة إلى القيام بعملية عسكرية.
كما سجل اليومان الماضيان أيضاً إعلان دعم أميركي واضح للحكومة العراقية، جاء على لسان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، مترافقاً مع الإعلان عن تسريع تنفيذ أجزاء من صفقات التسليح العسكرية.
في هذا الوقت، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، أنه «في الوقت الذي نثمن فيه الموقف الدولي، ندعو إلى صدور بيان واضح من مجلس الأمن يدعم معركة العراق ضد الإرهاب ويحذر الدول والجهات الداعمة له من مغبة الاستمرار في هذا النهج الذي يزعزع الأمن والاستقرار الدوليين».
وقال المالكي، خلال استقباله سفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية في العراق، وفق بيان صادر عن مكتبه، إنّ «العراقيين يقفون موحّدين إزاء هذا التهديد أكثر من أي وقت مضى وإنهم لن يتراجعوا حتى نهاية الإرهاب».
وأكد المالكي خلال اجتماعه بالسفراء، وفقاً للبيان، أنّ «المعركة التي يخوضها العراق مع الإرهاب هي معركة العالم أجمع الذي يشعر بالتهديد من هذا الإرهاب والتطرف».
بدوره، قرر مجلس الوزراء العراقي، أمس، مواصلة العمليات العسكرية في محافظة الأنبار، التي تشترك مع سوريا بحدود يصل طولها إلى نحو ثلاثمئة كيلومتر، «حتى تطهير أرض العراق من الإرهاب».
وتأتي هذه التطورات في وقت يستمر بروز الدعم الدولي، وتحديداً الأميركي. وفي هذا الصدد، أعلن البيت الأبيض، في بيان أمس الأول، أنّ نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء العراقي للتعبير عن «مساندة الولايات المتحدة لجهود العراق في محاربة الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهي رسالة أكدها بايدن في محادثة هاتفية أخرى أجراها مع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي.
وقال البيت الأبيض «عبّر نائب الرئيس عن القلق على العراقيين الذين يتعرضون للأذى على أيدي الإرهابيين، وأشاد بالتعاون الأمني في الآونة الأخيرة بين قوات الأمن العراقية والقوى المحلية والعشائر في محافظة الأنبار»، مضيفاً أنّ واشنطن تقوم بتسريع مبيعاتها من العتاد العسكري وتعجل بتسليمها إلى العراق لمساعدته.
وأضاف البيان «ناقش الاثنان أفضل السبل للحفاظ على التعاون الذي تم في الآونة الأخيرة وتوطيده بين العشائر السنية والحكومة العراقية».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «إننا نعمل بشكل وثيق مع العراقيين لوضع استراتيجية شاملة لعزل الجماعات التي تنتمي إلى القاعدة، وقد شهدنا بعض النجاحات المبكرة في الرمادي»، مضيفاً «هذا الوضع ما زال مائعاً ومن السابق لأوانه استخلاص نتائج بشأنه، لكننا نقوم بتسريع مبيعاتنا الخارجية من العتاد العسكري».
وجاء ذلك في وقت أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيفن وارن أن بلاده قررت تسريع تسليم مئة صاروخ إضافي من نوع «هلفاير» وطائرات مراقبة من دون طيار، «سكان ايغل»، إلى العراق، في وقت لا تزال الحكومة العراقية تطالب واشنطن بتزويدها بمقاتلات متطورة، منها «اف 16»، وطوافات «اباتشي».
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها من هذه المواجهات، مؤكدة دعمها للحكومة العراقية «في مواجهتها مع الإرهاب»، مشددة على أنّ «وحده الحوار السياسي الذي يشمل كل مكونات المجتمع العراقي سيسمح بالوصول إلى حل طويل الأمد لعدم الاستقرار الذي تشهده البلاد».
ميدانياً، عززت القوات العراقية استعداداتها العسكرية قرب مدينة الفلوجة، الواقعة تحت سيطرة مقاتلين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إلا أنها أكدت أن مهاجمة هذه المدينة، التي تعرضت لحربين أميركيتين في العام 2004، أمر غير ممكن «الآن».
وقال مصدر أمني إنّ «الجيش أرسل اليوم (أمس) تعزيزات جديدة تشمل دبابات وآليات إلى موقع يبعد نحو 15 كيلومترا عن شرق الفلوجة»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية، ما يؤكد ما أعلنته مصادر أمنية في نهاية الأسبوع الماضي بشأن التحضير لـ«هجوم كبير» ضد المسلح