أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 07-01-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 07-01-2014
نيوويورك تايمز: الهبة السعودية للبنان تعتبر رسالة للولايات المتحدة
إذا كان راع ثري هو كل ما يحتاجه الجيش اللبناني لمواجهة ميليشيا حزب الله الشيعية بوصفها القوة المهيمنة في البلاد، فإن الهبة السعودية الأخيرة بقيمة 3000000000 $ من المملكة العربية السعودية قد تحدث فرقا حاسما في المشهد السياسي المعقد في البلاد.
لكن حزمة المساعدات السعودية – التي تصل الى ما يقرب من ضعف ميزانية الدفاع اللبنانية السنوية 1700000000 $ - والمخصصة لشراء الأسلحة الفرنسية من غير المرجح أن توفر للجيش ما يحتاج إليه بشكل رئيسي، وفق ما يقوله أنصار ومعارضو حزب الله هنا. وحتى لو قامت بذلك، فإن الامر سيستغرق سنوات لإحداث تأثير . وفيما يشعر السعوديون بقلق واضح من سلطة حزب الله وتدخله في الحرب الأهلية في سوريا، يقول المحللون أن الهبة التي اعلن عنها الأسبوع الماضي تهدف لإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة لتغيير التوازن العسكري.
وقال يزيد صايغ ، وهو باحث في شؤون الجيوش العربية في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، إن السعوديين يعلنون "طلاقا تكتيكيا " مع إدارة أوباما بعد شعورهم بالإحباط من ما يعتبرونه ترددا أميركيا في الشأن السوري ومحاولاتها للتوصل الى تسوية مع ايران، منافسة السعودية الاقليمية وراعية حزب الله. وقال السيد صايغ "انهم يسيرون بغضب على طريق الحرب، وهذا لا يقود سياسة جيدة ".
ويتفق المحللون على كلا الجانبين أنه إذا دفعت الحكومة اللبنانية الجيش، بضغط سعودي، لمواجهة حزب الله، فإن ذلك يخاطر بانقسام القوات وفق اطر سياسية وطائفية وبتدمير أقرب ما يكون الى مؤسسة وطنية ذات قاعدة عريضة. وقال السيد الصايغ أنه حتى الولايات المتحدة حاولت ربط مساعدات الجيش اللبناني بالعمل ضد حزب الله. بدوره قال طلال عتريسي، المحلل العسكري اللبناني المؤيد لحزب الله "تلك هي أوهام فالجيش اللبناني سيتفكك".
وتأتي الهبة السعودية في الوقت الذي تلهب فيه الحرب الأهلية السورية صراعا جيوسياسيا وطائفيا على السلطة بين لاعبين رئيسيين في لبنان: المملكة العربية السعودية، التي تدعم التمرد ذات الأغلبية السنية في سوريا، وإيران الشيعية، حليفة الحكومة السورية .وقد جاء الإعلان عن الهبة في اعقاب دفن حزب المستقبل الموالي للسعودية مسؤولا كبيرا هو محمد شطح، الذي قتل في تفجير اتهم فيه حزب الله وسوريا. وبعد أسابيع من اتهام حسن نصر الله، زعيم حزب الله، للمملكة العربية السعودية بزرع التوترات والهجمات الطائفية على غرار تفجير السفارة الإيرانية في بيروت في شهر شرين الثاني.
منذ انتهاء الحرب الاهلية في لبنان عام 1990، تقوضت الوعود الدولية بانشاء جيش لبناني يكون ضامنا للاستقرار بسبب التردد الأمريكي في تسليح الجيش بأسلحة يمكنها أن تشكل تحديا لإسرائيل، والتي لا تزال رسميا في حالة حرب مع لبنان . مما يترك الجيش غير مجهز لضبط الحدود ومواجهة الميليشيات. ويدفع لبنان الآن ثمنا باهظا، فيما يتدفق المتشددون من السنة والشيعة الى داخل وخارج سوريا وفي ظل تفجر العنف غير المباشر في جميع أنحاء البلاد.. .
في الآونة الأخيرة، تراجعت شعبية حزب الله الإقليمية على اثر النجاحات التي حققها مقاتلوه في المعركة ضد المتمردين السوريين الذين يحظون بدعم العديد من السنة. وفيما يبدو انه من غير المرجح أن تتم الاطاحة بالسيد الأسد قريبا، يكافح الاخير للاحتفاظ بالسلطة الجامحة التي ضمنت ايجاد جسر بري سوري للأسلحة الايرانية القادمة الى حزب الله .
وقال مصطفى العاني، المدير السعودي للدراسات الأمنية والدفاعية في مركز الخليج للأبحاث إن "السعوديين يرون فرصة. انهم يعتقدون أن حزب الله قد فقد الكثير من شرعيته . انهم يبدون كآلة يمكن إرسالها الى أي مكان من قبل الحكومة الايرانية " .وفي نفس الوقت، قال: إن السعوديين لم يشرطوا هديتهم بنزع سلاح حزب الله، انهم لا يريدون مواجهة مباشرة مع المجموعة ويريدون احتواء المتطرفين السنة كذلك. واضاف العاني "لا توجد شروط . القاعدة تنمو أيضا في لبنان وهي تشكل مصدر قلق كبير للمملكة العربية السعودية. "
لكن البعض ينظر إلى مثل هذه التصريحات بالكثير من الشك في لبنان. ويشير مؤيدو حزب الله الى أن الحكومة رفضت عرضا مماثلا من إيران في عام 2010، وأنه عندما كان حلفاء السعودية اللبنانيين هم الصاعدون – على غرار زمن تولى رفيق الحريري، وهو مواطن سعودي، رئاسة الوزراء - كانت المملكة تعمل من خلالهم، وليس عبر المؤسسات . انهم يرون أن السعوديين يتصرفون ليس من موقع قوة، وانما في اعقاب نوبة من الغضب فيما تتعثر طموحاتهم لإضعاف إيران وسوريا.
وقد انتقد السيد عتريسي الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، لإعلانه عن الهبة – والاشادة بالمملكة العربية السعودية- مباشرة بعد دفن السيد شطح . وتساءل "لماذا انتظر السعوديون حتى الآن ؟"و"لماذا هذا الاندفاع، وسط التوترات والاغتيالات؟ " لقد كان السعوديون وسطاء للسلطة في لبنان منذ أن ساعدوا في إنهاء الحرب الأهلية، و يعتبر العديدون أن السيد سليمان يسعى إلى الحصول على موافقتهم لولاية ثانية . وقد دعا حزب الله للانسحاب من سوريا وضغط لكسر الجمود السياسي في البلاد من خلال تشكيل حكومة من دون حزب الله، مخاطرا باشعال أزمة سياسية جديدة . ولا يزال يتعين على مجلس الوزراء الموافقة على الهبة السعودية. وقال محللون ان المجلس سيوافق عليها حيث انه من غير المرجح أن يعارضها حزب الله.
وقال هيثم مزاحم، وهو محلل في موقع المونيتور الاخباري، أنه على الرغم من ان لدى حزب الله نفوذ على الضباط الأكثر أهمية، لكن إذا تضمنت الحزمة "شروطا سرية"، فإنها يمكن أن تؤدي الى خلافات بين الجيش وحزب الله. كما يمكن لحزب الله أيضا أن يعترض على قائمة مشتريات الأسلحة، والتي يجب أن توافق عليها فرنسا. وقال السيد العاني أن الحزمة يمكن ان تدفع للحصول على طائرات هليكوبتر هجومية ومدفعيات ودبابات، فضلا عن بنية تحتية جديدة وتعزيز صفوف الجيش- ولكن ليس للدفاع الجوي، الذي يشكل "خطا أحمر " بالنسبة لإسرائيل. فمثل هذه الاسلحة من شأنها أن تساعد الجيش الذي كافح في عام 2007 لإخضاع احدى الجماعات المتشددة ولجأ إلى اسقاط القنابل عبر طائرات الهليكوبتر .
لكن السيد مزاحم قال أن لبنان بحاجة أيضا الى سفن وطائرات مقاتلة. وقال أنه كان يجب على السعوديين تمويل قائمة خطة تحديث الجيش على خمس سنوات البالغة قيمتها 4700000000 $ ، مع 60 في المئة للبنية التحتية مثل القواعد والمستشفيات والتدريب والاتصالات، و 40 في المئة للأسلحة. وقال السيد صايغ، أنه من شأن ذلك أن يتناسب بشكل أفضل مع الهدف المعلن المتمثل في بناء المؤسسات، من خلال دعم عملية التخطيط بمساعدة أمريكية للجيش. لكن ذلك قد لا تتناسب مع هدف سعودي آخر: وهو اظهار السعودية للولايات المتحدة أنها تعمل وفق مصلحتها الخاصة .وقال السيد العاني "انهم يغسلون أيديهم من أوباما" .
في الوقت الراهن، قال السيد صايغ، ليس لدى حزب الله الكثير ليخشاه: لقد قُدمت تعهدات سعودية من قبل، والنظم الجديدة بحاجة الى سنوات لتنشيطها. وقال "حتى لو كان الامر جادا تماما. فإنه لن يكون لديه أدنى تأثير على الجيش قبل سنوات قادمة . "
نيويورك تايمز: واشنطن وطهران تواجهان أعداء مشتركين بمنطقة الشرق الأوسط
رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن "الولايات المتحدة وإيران تواجهان أعداء مشتركين فى منطقة الشرق الأوسط، التى تشهد حالة اضطراب شديدة". وقالت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى - إنه "فى الوقت الذى تتابع فيه واشنطن وطهران عملية المفاوضات بشأن برنامج إيران النووى، تجد الدولتان نفسهما فى نفس الجانب المكدس بمجموعة من القضايا الإقليمية المحاطة بعمليات عنف مسلحة تجتاح جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط". وأضافت أن "الدولتين تسيران على نفس الخطى نتيجة معارضتهما المشتركة لأى تحرك دولى للعناصر المقاتلة الشابة التى تحمل السلاح ورافعة راية حركة تنظيم القاعدة إلى جانب حالات الفتنة الطائفية فى سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن". وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، التى تبدى ترددا من التدخل فى صراعات دموية، ترى نفوذها الإقليمى يزداد تضاؤلا بينما العراق، التى كلفتها أكثر من تريليون دولار و4 آلاف جندى لقى حتفه، تتجه بشكل سريع إلى حالة عدم الاستقرار والاضطراب.
وتابعت أن "إيران عرضت أمس الاثنين مشاركة الولايات المتحدة فى إرسال مساعدات عسكرية إلى الحكومة الشيعية فى بغداد حيث تخوض معارك قتالية فى الشوارع مع عناصر مسلحة فى محافظة الأنبار معقل الطائفة السنية، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى أول أمس أنه يستطيع تصور دور إيران فى مؤتمر السلام القادم الخاص بالأزمة السورية فى جنيف على الرغم من أن هذا الاجتماع يفترض أن يتوصل إلى خطة لسوريا عقب تنحى الرئيس السورى بشار الأسد الذى يمثل أهم حليف لإيران". ولفتت الصحيفة إلى أن البعض يرى تحركات إيران بمثابة إستراتيجية ماهرة للرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى ووزير خارجيته محمد جواد ظريف بهدف جعل دولتهما قوة إقليمية، لكن البعض الآخر يرى أن هذه التحركات عبارة عن إستراتيجية تهدف إلى دفع الغرب للتراخى بينما تتابع برنامجها النووى وتدعم العناصر الجهادية فى أنحاء المنطقة.
واشنطن بوست: شبح الحرب يطارد العراق من جديد
الصحيفة ترى إن اندلاع العنف في العراق يهدد التراجع عن الكثير مما أنجزته القوات الأمريكية، التي وضعت استقرار البلاد على خط البداية وأزالت شبح حرب أهلية جديدة في المنطقة المضطربة بالفعل تحت وطأة الصراع في سوريا.
وقالت الصحيفة إن ما يحدث في الأنبار والفلوجة بدأ يتحول من حرب على "الإرهاب" وتنظيم القاعدة إلى صراع طائفي بين السنة والشيعة قد يعيد البلاد إلى مرحلة الفوضى التي أعقبت الإطاحة بصدام حسين. ونقلت الصحيفة عن المحللين قولهم أن جذور المشكلة، قبل كل شيء، هي فشل حكومة المالكي بالوصول إلى السنة وتضمينهم في عمليات صنع قرارات الحكومة الائتلافية، وبالتالي تعزيز شعور السنة بأنهم منبوذون من السلطات في بغداد. وتقول الصحيفة أن هذا الشعور بدأ عند السنة عندما غزت القوات الأمريكية العراق وأطاحت بصدام حسين، وهو سني، في عام 2003. ولفتت الصحيفة إلى معارضة الجماعات السنية بمدينة الأنبار غربي العراق للحكومة الشيعية التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي، ما تسبب في استغلال تنظيم القاعدة للاضطرابات بهدف السيطرة على مناطق طردتهم منها القوات الأمريكية من قبل. وأكدت أن الجيش العراقي تلقى تدريبا بشكل جيد للتصدي لمثل هذه المواقف من قبل القوات الأمريكية، موضحة أن سكان الفالوجة يمتنعون عن مواجهة الجماعات المسلحة مثلما فعلوا تماما قبيل الهجوم الأمريكي على المدينة.
وتابعت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية سارعت بالوعود لتسليم السلاح اللازم للحكومة العراقية حيث صرح جاي كارني بأن الحكومة الأمريكية تعمل مع نظيرتها العراقية لوضع استراتيجية شاملة لمواجهة تنظيم القاعدة. واضافت بان إدارة أوباما قد استجابت للأزمة بشكل كبير لتسريع تسليم الاسلحة الى الحكومة العراقية ، بما في ذلك صواريخ هيلفاير و طائرات الاستطلاع بدون طيار . واشارت الى ان "أسلحة إضافية و طائرات بدون طيار لن تحل هذه المشكلة. في الواقع، فإنها سوف تجعل الأمور أسوأ ، لأن ذلك سوف يشجع المالكي الى اعتماد الحل العسكري لهذه المشكلة، و هذا هو ما يديم الحروب الأهلية "، وبحسب الصحيفة فإن " معنويات الجيش العراقي منخفضة، وأن القوات الحكومية ليست قادرة على قتال الشوارع ، في حين أن القبائل هم على استعداد للموت لمنع الجيش العراقي من دخول مدنهم." وبحسب المقال فان الولايات المتحدة تراجع استراتيجيتها في اعمال العنف الحاصلة في الانبار.
المونيتور: شراكة فرنسيّة-سعوديّة من أجل لبنان
شكّل القرار السعودي القاضي بتخصيص ثلاثة مليارات دولار أميركي لمساعدة الجيش اللبناني بعتاد وأسلحة فرنسيّة، مفاجأة لمؤيّدي الخطوة هذه ولمنتقديها على حدّ سواء. وأهمّ ما في هذه الخطوة لا يقتصر فقط على قيمة المبلغ المخصّص وهو الأعلى في تاريخ ما قدّم للجيش اللبناني من مساعدات لا بل قل ما وصل الدولة اللبنانيّة من هبات، إنما يكمن في الشراكة الفرنسيّة-السعوديّة المستجدّة والذي تشكّل تحولاً أساسياً على ساحة الشرق الأوسط، بخاصة في ظلّ التراجع الأميركي الذي فتح المنطقة على فراغ هرولت إلى ملئه ليس فقط القوى الإقليميّة المعنيّة ولكن أيضاً المنظمات الإرهابيّة الآتية من كلّ حدب وصوب.
أعلن عن المساعدة السعوديّة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ميشال سليمان عن طريق رسالة وجّهها إلى اللبنانيّين، ما يدلّ ليس فقط على أن الخطوة منسّقة بين الأطراف الثلاثة إنما يشير أيضاً إلى نواة شبكة أمان دوليّة يتمّ نسجها للإحاطة بالبلد الصغير الواقف على حافة الهاوية. فعن يمينه يطلّ شبح حرب مذهبيّة امتدّت من سوريا لتبلغه وتلهب مدنه وشوارعه. وعن يساره يهدّده فراغ دستوري قد تقع فيه الجمهوريّة اللبنانيّة برمّتها، فيطيح ليس فقط بالمؤسسات لا بل قل بالكيان إن لم يصار إلى تأمين استمراريّة للسلطة عند نهاية ولاية رئيس الجمهوريّة في أيار المقبل. فحكومة [رئيس الوزراء نجيب] ميقاتي المستقيلة فقدت كل المقوّمات الشرعيّة التي تقوم عليها السلطات، وما من إمكانيّة لتشكيل حكومة تضمّ الأطراف كافة كما جرت العادة بعدما تعطلت المؤسسات الدستوريّة. ففي كلّ يوم يمرّ على البلد الصغير، يتعمّق الانشقاق أكثر. ولم يعد أمام الرئيس سليمان سوى تشكيل حكومة مع علمه المسبق بأنها لن تلاقي موافقة جميع الأطراف، لا سيّما حزب الله الذي شرع يطلق الوعيد والتهديد. لكن قراراً من هذا النوع بحاجة إلى دعم دولي. قد تكون المبادرة الفرنسيّة-السعوديّة أول خطوة في هذا الاتجاه. فمساعدة الجيش وإعلان الرئيس عن هذه المساعدة، هما في رمزيتهما رسالة دعم للشرعيّة اللبنانيّة المهدّدة بالفراغ.
ولهذا التقارب الفرنسي-السعودي أبعاد إقليميّة أيضاً. ها إن فرنسا تعود إلى المشرق العربي بعدما أخرجت منه كقوة منتدِبة وعلى مراحل في أعقاب الحربَين العالميتَين الأولى والثانية، على أثر ثورة عربيّة وجهاد وطني قام بهما الشعب السوري تحت شعار الدفاع عن الإسلام والعروبة. ومن المفارقة بمكان أن تعود فرنسا إلى ساحة المشرق العربي اليوم ومن البوابة السوريّة تحديداً وبشراكة مع المملكة العربيّة السعوديّة أرض الحرمَين الشريفَين، أي بغطاء عربي وإسلامي، سنيّ على وجه التحديد، وذلك في مواجهة غير معلنة مع المدّ الإيراني الذي يتّخذ من التواجد الشيعي ومن حليفه العلوي في بلاد المشرق مرتكزاً له. أما في لبنان فكان الأمر مختلفاً، إذ إن الوجود الفرنسي كان ضامناً للوجود المسيحي ومن خلاله عراباً للجمهوريّة اللبنانيّة التي كان للطائفة المسيحيّة الدور الأول في إنشائها. تطوّرت هذه العلاقة الفرنسيّة-اللبنانيّة وشملت كل اللبنانيّين مع ما سمّيَ بالسياسة العربيّة لفرنسا التي أرسى قواعدها الجنرال الفرنسي شارل ديغول.
بلغ الانفتاح الفرنسي على المسلمين ذروته مع رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري نتيجة لما مثله هذا الرجل على المستوى العربي والسعودي تحديداً، وللعلاقة الوثيقة التي ربطته بالرئيس الفرنسي الديغولي جاك شيراك. ولطالما تطابقت المصالح السعوديّة-الفرنسيّة في المسألة اللبنانيّة. فالبَلدان يلتقيان على دعم الشرعيّة اللبنانيّة على قاعدة التسوية التي أرساها اتفاق الطائف. وقد بلغ هذا التقارب حدّ التماهي في أعقاب اغتيال الرئيس الحريري، من خلال دعم الطرفَين لفريق 14 آذار ولقرار إنشاء المحكمة الدوليّة الخاصة بلبان. خطوتان من شأنهما إعادة التوازن في البلد الصغير الذي يرزح تحت الوصاية الإيرانيّة-السوريّة. صحيح أن هذه الشراكة شهدت انتكاسة مع وصول الرئيس نيكولا ساركوزي إلى السلطة وتقدّم قطر على خطّ الملفَّين اللبناني والسوري، لكن الأمور ما لبثت أن عادت إلى ما كانت عليه في أعقاب الربيع العربي واشتداد الصراع مع إيران.
هذه ليست المساعدة الأولى التي تقدّمها السعوديّة إلى لبنان. فقد كان للمملكة الدور الأول في دعم لبنان سياسياً ودعم اقتصاده ومسيرة إعادة إعماره، وحتى في دعم عملته الوطنيّة عبر ودائع لدى المصرف المركزي اللبناني. لكنها المرّة الأولى التي يأتي فيها هذا الدعم بشراكة مع فرنسا، في خطوة لها مدلولاتها وأبعادها على المستوى الإقليمي. فالبَلدان وكلّ واحد من موقعه، يجلسان في المقاعد الأماميّة لجهة دعم الثورة السوريّة والوقوف في وجه النفوذ المتنامي للطرف الإيراني في جميع بلدان المشرق العربي، بخاصة في أعقاب التقارب الأميركي-الإيراني الذي أخلّ بكلّ الموازين وأجبر قوى إقليميّة بارزة مثل المملكة العربيّة السعوديّة على استحداث بدائل عن الشريك الأميركي أو قل الوسائل لمواجهة النفوذ الإيراني.كسرت هذه الخطوة الفرنسيّة-السعوديّة الحلقة المفرغة التي كانت تدور فيها سياسة دعم الجيش اللبناني. فالكل كان يريد دعم الجيش، والجيش لا يتلقى أي دعم. والطرف الأميركي المؤيّد للشرعيّة اللبنانيّة والذي مدّ الجيش اللبناني بالتدريب والمعدات، لطالما كان يتوانى عن تقديم السلاح النوعي إليه مخافة من أن يقع هذا السلاح في يد حزب الله وأن يشكّل تهديداً للأمن الإسرائيلي. أما حزب الله، فقد بنى على هذا التناقض الذي أعاق بناء قدرات الجيش وجعل منه حجّة للإبقاء على سلاحه وتكريس دوره الموازي للقوى العسكريّة الشرعيّة في إستراتيجيّة الدفاع الوطني. إن الخطوة الفرنسيّة-السعوديّة الأخيرة تكسر هذه الحلقة المفرغة، ولذا فهي مرشّحة لأن تلاقي سيلاً من الانتقادات والمعارضة.
رويترز: صحفى: سنودن لديه المزيد من أسرار إسرائيل وأمريكا ليكشفها
قال الصحفى الذى كان أول من نشر تسريبات إدوارد سنودن، المتعاقد الأمريكى السابق مع وكالة الأمن القومى الأمريكية، إن سنودن لديه المزيد من الأسرار المتعلقة بإسرائيل ليكشفها. ومن بين المزاعم التى سربها سنودن العام الماضى، أن وكالة الأمن القومى الأمريكية، ونظيرتها البريطانية (جى.سى.اتش.كيو) استهدفت عام 2009 عنوان البريد الإلكترونى المخصص لرئيس الوزراء الإسرائيلى حين ذاك إيهود أولمرت، كما راقبتا الرسائل الإلكترونية لكبار مسؤولي الدفاع. وهونت إسرائيل، من شأن ما كشف عنه سنودن، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرح بأنه أمر بفحص المسألة، وأن "هناك أشياء يجب ألا تفعل" بين الحلفاء. والتقى جلين جرينوولد الصحفي بالغارديان البريطانية، وجهًا لوجه مع سنودن، وكتب أو شارك فى تحرير الكثير من التقارير، التى نشرتها الصحيفة، واعتمدت فيها على المادة التى جمعها. وخلال مقابلة مع تلفزيون إسرائيلي، سُئل عما إذا كان سنودن لديه المزيد من الأسرار المتعلقة بإسرائيل، فقال "نعم. لا أريد أن أتحدث عن أى تقارير لم تنشر بعد، لكن من المؤكد أن هناك عددًا كبيرًا من التقارير الهامة جدا التى لم تنشر بعد." وقال جرينوولد، المقيم فى البرازيل لقناة (تين تى.فى) من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة "حصلنا على هذه الوثائق لمدة سبعة أشهر فقط، وهى فترة ليست طويلة بالنظر إلى حجم (الوثائق) وطبيعتها المعقدة، بالقطع هناك تقارير لم تنشر، تمس الشرق الأوسط وإسرائيل، نشر التقارير سيستمر بنفس الوتيرة تقريبا." وفى الشهر الماضى، قال عدد من الوزراء الإسرائيليين، وأعضاء البرلمان (الكنيست) إن الكشف عن تقارير التجسس الأمريكى على إسرائيل، فرصة للضغط على واشنطن حتى تفرج عن الجاسوس الإسرائيلى جوناثان بولارد.
واشنطن بوست تطالب أمريكا بالتخلي عن نهجها الحذر مع سوريا
حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الولايات المتحدة على ضرورة التخلي عن نهجها الحذر الذي، تبنته خلال الفترة الماضية في مواجهة الخطر المتزايد للحرب السورية على منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى مصالحها الحيوية هناك. ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الإدارة الأمريكية لطالما تبنت النهج الحذر في تعاملها مع الأزمة السورية، دون اتخاذ أي إجراء صارم ضد النظام السوري، مكتفية بالتحذير من أنه وبدون وضع نهاية لهذه الأزمة، فإنها يمكن أن تمتد إلى دول الجوار وتهدد مصالحها الحيوية. ورأت "واشنطن بوست"، أن هذه التحذيرات باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تتجسد أمامنا بشكل حقيقي، وذلك بالنظر إلى موجة أعمال العنف الجديدة التي اجتاحت كلا من لبنان والعراق مؤخرا. واستطردت الصحيفة الأمريكية قائلة: إن تنظيم القاعدة يبدو وكأنه عاد بقوة، إذ أنه في العراق، شن هجوما للسيطرة على مدينتي "الفلوجة" و"الرمادي"، اللتين سعت القوات الأمريكية لتطهيرهما بقوة من الإرهاب بين عامي 2004 و 2008؛ وفي لبنان، شهد انفجار سيارة ملغومة في ضاحية يسيطر عليها جماعة "حزب الله" في بيروت وذلك عقب أيام فقط من اغتيال أحد أبرز المنتقدين للحركة الشيعية في تفجير أخر.
ومن ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى "حزب الله"، الذي لعب دورا حاسما هو الآخر في نشر الحرب الطائفية، عن طريق إرسال الآلاف من مقاتليه إلى سوريا للدفاع عن نظام بشار الأسد، كما ساعدت حكومة العراق الشيعية ورئيس وزراءها نوري المالكي، في تأجيج نيران الحرب الطائفية من خلال هجماتها على معسكرات الاحتجاج التي أقامها المعارضين السنة الأكثر اعتدالا في الفلوجة والرمادي. وفي الوقت نفسه، تدفق المقاتلون السنة الأجانب الى سوريا وغرب العراق، ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة فكرية إسرائيلية صدرت الخميس الماضي، يبدو أن ما بين 6 آلاف إلى 7 آلاف مسلح تسللوا إلى المنطقة وانضموا إلى جماعات تابعة لتنظيم القاعدة، من بينهم أكثر ألف من الدول الغربية. وأوضحت "واشنطن بوست"، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لطالما رفض تقديم المساعدات الأمريكية للمعارضة السورية التي تقاتل ضد نظام الأسد، خوفا من وجود تنظيم القاعدة، الأمر الذي حال دون وضع نهاية للحرب السورية المستعرة. ورأت الصحيفة أن هذه السياسة تسببت في عدم وجود استراتيجية واضحة لمنع الإرهابيين من اتخاذ سوريا كملاذ آمن لهم وتوسيع نفوذهم في لبنان والعراق. وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية وافقت على تزويد الحكومة العراقية ببعض الأسلحة و الموارد الاستخباراتية في كفاحها ضد تنظيم القاعدة، إلا أن هذا لن يكون كافيا لدحر القاعدة والجماعات الجهادية التابعة لها. واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مؤكدة على أن الولايات المتحدة عاجلا أم آجلا ستكون في أمس الحاجة لمواجهة التهديد الصاعد لمصالحها الحيوية في جميع أنحاء بلاد الشام.
الديلي تلغراف: الغرب يعتبر توحيد صفوف المعارضة في سوريا خطوة في الاتجاه الصحيح
نشرت في صحيفة الديلي تلغراف تحليلاً لريتشارد سبنسر بعنوان "الغرب يعتبر توحيد صفوف المعارضة السنية في سوريا خطوة في الاتجاه الصحيح". وقال سبنسر إن "الهجوم المنسق من المتمردين السوريين على الجماعات الموالية للقاعدة في شمال البلاد، يعد خطوة طال انتظارها". وأضاف سبنسر أن "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي يضم مئات البريطانيين وغيرهم من الجهاديين، أساء للجميع تقريباً وخاصة المدنيين نتيجة عدة عوامل منها حظر التدخين، والتورط في معارك مع قادة إسلاميين آخرين، لاسيما حادثة قطع رأس أحد هؤلاء القادة عن طريق الخطأ". وأشار سبنسر إلى أن (داعش) تعد خطرا كبيرا على هؤلاء المتمردين، مضيفاً أنه إذا فشلت هذه الوحدة السنية فإنهم سيواجهون عقاباً شرساً، موضحاً أنه إذا تمكن المتمردون السوريون من القضاء على داعش، فإن ذلك سيكون بمثابة مكافآة كبيرة لهم، لاسيما أن بزوغ نجم (داعش) أرخى بظلاله سلبياً على قوات المعارضة السورية داخل البلاد. وأوضح كاتب المقالة أن السعودية ودول الخليج الأخرى التي تدعم المعارضة السورية عمدت إلى إرسال عدد أقل من الأسلحة الثقيلة التي تحتاجها داعش لمواجهة قوات النظام السوري وحزب الله المتحالف معه. وقال سبنسر إن جماعة أحرار الشام التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، تعد من أهم جماعات التمرد في شمال سوريا، مضيفاً أن هذه الجماعة ليست صديقة للغرب على الرغم من قيام بريطانيا والولايات المتحدة ببعض المبادرات المترددة نحوهم. وأوضح سبنسر أن التوصل إلى جبهة موحدة بين الجماعات السنية المسلحة في سوريا سينظر إليه كخطوة في الاتجاه الصحيح بالنسبه للغرب وحلفائه من دول الخليج.
سي آن آن: وكالة الأمن القومى الأمريكية تتجسس على أعضاء الكونغرس
كشفت محطة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية قيام وكالة الأمن القومى الأمريكية بالتنصت على أعضاء الكونغرس، ولم تنف الوكالة الأمريكية التنصت على الاتصالات الهاتفية لأعضاء الكونغرس، قائلة إن البرنامج الذى يقوم بجمع المعلومات عبر التنصت على الاتصالات الهاتفية فى الولايات المتحدة، لا يستطيع أن يستثنى أرقام أعضاء الكونغرس الهاتفية، وكذلك أرقام من يتصلون بالأعضاء. يأتى ذلك فى الوقت الذى من المقرر فيه أن يعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما الأسبوع القادم قراره بشأن التوصيات التى تم تقديمها إليه فى الشهر الماضى، بشأن إعادة هيكلة برامج التنصت التابعة لوكالة الأمن القومي، والتى أثارت جدلا واسعا مؤخرا فى الولايات المتحدة، كما سببت أزمة دبلوماسية للبيت الأبيض مع العديد من دول العالم.
صحف أمريكية: كلينتون أقرب إلى اتخاذ قرار بالترشح فى انتخابات 2016
أكدت تقارير صحفية أمريكية، أمس الاثنين، أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، أصبحت الآن أقرب إلى اتخاذ قرار بخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة عام 2016. وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن هيلارى كلينتون اجتمعت فى أواخر الصيف الماضى فى منزلها مع عدد من المستشارين السياسيين، لبحث تفاصيل الاستعداد لحملة الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2016. وقال مقربون لهيلارى فى تصريحات للصحيفة الأمريكية، إن هناك بالفعل حملة فى انتظار قرار السيدة الأولى السابقة للترشح للانتخابات المقبلة. يأتى ذلك فى الوقت الذى أشارت فيه مجلة "التايم" الأمريكية إلى أن أنصار هيلارى يعملون حاليا على تشجيعها على خوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، ويعدون قائمة بأسماء أنصارها الذين دعموها خلال المرة السابقة عام 2008، لبعث رسائل إلكترونية إليهم لتدعيمها.
الاندبندنت البريطانية: "ماك علي" في إيران
نشرت صحيفة الاندبندنت مقالة لمراسلها في طهران جيسين رزين بعنوان "ماك علي.. طعم أمريكا في إيران". وقال كاتب المقالة إن سلسلة من المطاعم الراقية المختصة بتحضير أطباق البرغر المشوية التي تحمل نفحة أمريكية تثبت نجاحا كبيرا في المناطق الغنية في طهران". وأضاف رزيين أن في أحد هذه المطاعم التي يطلق عليها اسم "garage grill"، والتي توجد في أحياء طهران الراقية، تصدح أغاني الروك الكلاسيكية في أرجائها، كما تنتشر على جدرانها صور لبول نيومين وجيمس دين. ويرى رزين أن هذه المطاعم قد تكون إلى حد كبير شبيهة بالمطاعم الأمريكية التي تقدم خدمة الوجبات السريعة إلا أن أسعار شطائر اللحم المشوي (البرغر) التي تقدمها لزبائنها مرتفعة الثمن لذا فهي تستقطب الفئة الثرية من المجتمع الإيراني. وأوضح كاتب المقالة أن انتشار المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة في إيران يعد إحدى صرعات الموسم في البلاد، مشيراً إلى أن أحد المراقبين في طهران علق على هذا الموضوع بالقول إن "الإيرانيين يعشقون اللحم المشوي كما أن البرغر، طبق يسهل تحضيره". ووصف أحد الإيرانين انتشار هذه الظاهرة بالقول "إن الإيرانيين يعشقون كل ما هو أجنبي، كما أن البرغر يعد طبقاً أجنبياً، الأمر الذي يعتبر عاملاً هاماً في انتشار هذا النوع من المطاعم ذات الطابع الأمريكي في إيران". وأخيراً، قال أحد أصحاب هذه المطاعم، ويدعى جفادي، إن "ما من أحد ينظر إلى البرغر على أنه طبق أمريكي أو أجنبي، بل على أنه من أطيب وأفضل المأكولات التي تباع عالمياً".
معهد واشنطن: طريق وعرة نحو التوصل إلى اتفاق نووي
منذ بداية المحادثات النووية في جنيف في تشرين الأول، برز في الأفق نمطان فريدان ألا وهما: (1) زخم سابق لأوانه لتواصل الدول الأوروبية مع الحكومة الإيرانية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولا سيما إيطاليا و (2) جهود يبذلها مجلس الشورى الإسلامي لضبط فحوى الاتفاق النووي من خلال التشريعات التي يمكن أن تُحدث تغييراً جذرياً في الاتفاق النهائي في حال فشلها في ضمان "حقوق" معينة بما فيها تحديد مستويات تخصيب اليورانيوم والمحافظة على استكمال بناء المنشآت الأساسية وعملها، من بينها تلك القائمة في فوردو ونطنز وآراك. ومؤخراً تجلت هذه الجهود من خلال تقرير صدر في الثاني من كانون الثاني/يناير حول إضافة عضوين من أعضاء البرلمان (المجلس) إلى فريق المفاوضات.
روحاني: إيطاليا "بوابة تفاعل إيران مع أوروبا" في الفترة 21 - 23 كانون الأول، أصبحت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو أول وزير خارجية أوروبي منذ عقد يقوم بزيارةً رسميةً إلى طهران وبحضور عشرين صحفياً. وجاءت الزيارة في أعقاب فورة من التبادلات الدبلوماسية بين البلدين شملت زيارة نائب وزيرة خارجية إيطاليا إلى إيران بعد ثلاثة أيام فقط من تولي حسن روحاني الرئاسة؛ وتوقف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تشرين الثاني في روما أثناء رحلة كان يقوم بها؛ وقيام رئيس الوزراء الإيطالي السابق ووزير الخارجية السابق ماسيمو داليما بزيارة إلى طهران، قبل أسبوع فقط من وصول بونينو. كما التقى روحاني أيضاً مع رئيس الوزراء الإيطالي أنريكو ليتّا وسط هذه المناسبات وعلى هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول. ووفقاً للتقارير الصحفية يخطط ليتّا للقيام بزيارة مبتكرة إلى طهران في عام 2014. وقالت بونينو: "إن إيطاليا مستعدة بكل حماس للمضي قدماً بالتطورات الإيجابية في العلاقات بين البلدين وتمهيد الطريق لتعزيز التعاون في طائفة واسعة من الأنشطة في مجالات الاقتصاد والصناعة والطاقة والسياحة والأبحاث والعلوم." وفي المقابل، أشاد روحاني بإيطاليا كونها "بوابة تفاعل إيران مع أوروبا."
وتنبع لفتات إيطاليا جزئياً من تهميشها خلال العقد الماضي بالمقارنة مع دول أوروبية أخرى في مجال المفاوضات النووية، مع العلم أنها ستشغل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في عام 2014. وفي الواقع، عبّر ليتاً عن هذا الشعور علناً لدى لقائه مع روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، وقد طمأنه روحاني من خلال عدم رفضه لمجموعة «دول الخمسة زائد اثنين». وفي مذكرات وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر من عام 2011 التي تخوض في تفاصيل المفاوضات النووية مع مجموعة دول الاتحاد الأوروبي الثلاث (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) بين العامين 2003 و2005 أشار فيشر إلى "هوس" إيطاليا بمنع "إعطاء" ألمانيا - التي كانت ناشطاً أساسياً في المفاوضات النووية على مدى العقد الماضي - "أي سلطة أعلى من إيطاليا". وفي الواقع، أن روحاني الذي أشار في مذكراته حول المفاوضات النووية عام 2011 إلى حديث فيشر، هو على بيّنة من موقف إيطاليا المعقد وفرص الاستفادة من ذلك. وقد اعترفت بونينو شخصياً بهذه المنافسة داخل الاتحاد الأوروبي قبل زيارتها إلى طهران عندما عبرت في مؤتمر صحفي عن ارتياحها لـ "حذو دول أخرى حذو إيطاليا" في التواصل مع إيران ووصفت محادثات جنيف بأنها "داعمة لحدس إيطاليا."
وبالإضافة إلى السعي لتجاوز التهميش الذي تشعر به، تُستوحى محاولة إيطاليا الدفع نحو التعاطي مع إيران من مبدئها المتمثل بـ "دبلوماسية النمو" الذي يسعى إلى تجديد "النظام الإيطالي." وخارج السياق الإيراني، يتم تأكيد هذا النمط من خلال تطوع بونينو بمرفأ إيطالي لنقل السفن الأمريكية التي تحمل الأسلحة الكيميائية الآتية من سوريا. وفي مرحلة من أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة شكلت إيطاليا أكبر شريك تجاري أوروبي لإيران. وعلى مدى العقد الماضي، أبرمت شركة إيني الإيطالية المتعددة الجنسيات للنفط والغاز عدداً من العقود بمليارات الدولارات لتطوير حقل غاز "بارس الجنوبي" وحقل النفط "داركوين". وتنظر إيطاليا إلى مد اليد إلى إيران من الناحية الاقتصادية البحتة وليس من الناحية الإيديولوجية. ومع ذلك، توضح وثائق الحكومة الإيرانية وكتابات روحاني صراحة إستراتيجية جغرافية- سياسية تربط التواصل الأوروبي بتعطيل الأهداف الدبلوماسية الأمريكية. ويزعم روحاني أنّه بمد اليد إلى أوروبا يمكن لإيران ليس فقط أن تستحصل على المزيد من الاستثمارات الأجنبية وعلى الشرعية الدولية بل بإمكانها أيضاً أن تدق إسفيناً بين وجهات النظر الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الأمر الذي يعزل في الواقع الولايات المتحدة وتأثيرها على المسألة الإيرانية.
أعضاء البرلمان الإيراني يسعون إلى تحقيق النفوذ والهيبة، وينظرون إلى الكونغرس في العشرين من تشرين الثاني، صادق 100 من أصل 290 عضواً من البرلمان الإيراني - معظمهم أعضاء متشددين في "لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية" - على مشروع قانون بعنوان "التزام الحكومة بحماية الحقوق النووية". وفي حال إقرار القانون، يتوجب على فريق المفاوضات الإيراني دمج أربعة عشر إجراءاً منفصلاً في الاتفاق النهائي. وتشمل أبرز المطالبات: (1) التطوير المستمر لمواقع التخصيب وتقنية الطرد المركزي، (2) حماية حق تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المائة (3) إتمام مفاعل آراك لإنتاج البلوتونيوم الذي يعمل بالماء الثقيل. ويتضمن مشروع القانون أيضاً بنداً يستهدف تحديداً مجموعة «دول الخمسة زائد واحد»، ويدعو البرلمان الإيراني إلى "الرد على أي من المؤسسات الحكومية التابعة للدول المشاركة في المفاوضات النووية التي فرضت عقوبات غير ملائمة ضد المؤسسات والشخصيات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية."
وحتى مع وضع مشروع القانون هذا جانباً في النهاية، فثمة مشروع قانون آخر بعنوان "التزام الحكومة بتخصيب اليورانيوم حتى 60 في المائة" تم رفعه في الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر وقد جمع حتى الآن أكثر من مائتي توقيعاً - مما يعني أنه حصل على دعم أكبر بكثير من مشروع القانون السابق. وبناءً على نص مشروع القانون الأخير، فإن فرض عقوبات جديدة من قبل أي من أعضاء مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» أو في حال فشل المحادثات، فسيتطلب ذلك استئناف إيران لنشاطاتها بالكامل في فوردو ونطنز وآراك بالإضافة إلى تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 60 في المائة ليتم استخدامه "في الغواصات والسفن العابرة للمحيطات". ويبرر مشروع القانون ضمنياً هذا الإجراء الأخير من خلال التحدث عن الدور المحوري الذي يؤديه السفر عبر البحر في التجارة الإيرانية وفرض "العقوبات الأمريكية والغربية" التي تحد من فرص تزود الناقلات الإيرانية بالوقود. ولا يُعتقد أن بحوزة إيران تقنية لبناء سفن تعمل بالطاقة النووية كما أن التخصيب إلى نسبة 60 في المائة يشكل خطوةً أساسيةً للتوصل إلى نسبة اليورانيوم المستخدمة في بناء الأسلحة. وتعليقاً على مشروع القانون هذا، صرح أحد أبرز مناصريه، النائب في المجلس ورئيس "لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية" علاء الدين بروجردي قائلاً: "ضَمَن الغربيون في اتفاق جنيف عدم فرض عقوبات جديدة على الأمة الإيرانية. وستُستخدم مشاريع قوانين المجلس للنشاطات النووية الجديدة كزخم إضافي (لضمان تحقيق ذلك)."
من ناحية أخرى، يواجه روحاني ثلاثة تهديدات من البرلمان، الذي تَوجه إليه في سبع مناسبات مختلفة منذ انتخابه - وغالباً ما يكون ذلك من باب التخفيف من حدة الخلافات. ويأتي أول هذه التهديدات من المتشددين التقليديين الذي يعارضون مد اليد للغرب ومعظمهم أعضاء من "جبهة الصمود" التابعة لآية الله محمد تقي مصباح يزدي؛ وينبع الثاني من أعضاء في "لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية" المستاؤون من إقصائهم من فريق المفاوضات على الرغم من المطالب التي رفعها هذا الفريق إلى وزارة الخارجية؛ أما التهديد الثالث فهم أعضاء البرلمان العاديين الذين يسعون إلى إعادة التأكيد على دور المجلس كفرع من فروع الحكومة يوازي السلطة التنفيذية. وهدد هؤلاء الأعضاء بدعوة وزير الخارجية ظريف للمثول أمام المجلس للمساءلة وإقصائه المحتمل - والمصطلح التقني في هذه الحالة هو "الاستجواب" بموجب المادة 89 من الدستور الإيراني - وذلك بسبب أعماله كمفاوض في الشؤون النووية. كما أنهم هددوا مؤخراً بجلب 12 من وزراء روحاني ليمثلوا أمام البرلمان. ولم يواجه أسلاف ظريف تهديداً مماثلاً لأنهم لم يكونوا وزراء حاصلين على موافقة المجلس أيضاً.
أما بالنسبة إلى روحاني الذي كان عضواً في البرلمان لخمس ولايات، فما زال يتمتع بدعم شخصي وهيكلي واسع داخل المؤسسة. والأهم من ذلك أنّ رئيس المجلس والمفاوض النووي السابق علي لاريجاني الذي يدعم عمل الفريق النووي، يحظى بنفوذ كبير على ماهية الإجراءات التي تطرح للنقاش. وحتى لو تم اعتماد تشريعات تتعارض مع روح المحادثات يمكن لـ "مجلس صيانة الدستور" أن يستخدم حق النقض؛ وتجدر الإشارة إلى أن هذا المجلس هو هيئة دينية موالية للمرشد الأعلى علي خامنئي الذي، حتى هذه اللحظة، يدعم مفاوضات روحاني مع الغرب، كما أن حكم مجلس صيانة الدستور يطغي على حكم المجلس بموجب المادة 110 من الدستور كونه هيئة تخدم لصناعة السياسة وليس لسنّ القوانين.
كما أنّ خامنئي هو الذي يتحلى بالتأثير الأكبر على الساحة البرلمانية، مع أنّ أحكام المواد 77 و125 من الدستور الإيراني تمنح الأولوية للمجلس من حيث الموافقة على "المعاهدات والبروتوكولات والعقود والاتفاقات" الدولية، الأمر الذي يعزز التصور بأن بإمكان هذا المجلس تنظيم الاتفاق النووي، إلا أنه وخلال العقد الماضي وقبله، وفي سياق المفاوضات النووية، تجاوزت موافقة خامنئي الشخصية بصورة دائمية هذا التفويض الدستوري. وتجدر الإشارة إلى أنّه قد تم التوصّل إلى كل من "إعلان طهران" في عام 2003 و "اتفاق باريس" في عام 2004 بين إيران و مجموعة الدول الثلاث في الاتحاد الأوروبي من دون موافقة البرلمان مع تعبير بعض أعضائه عن اعتراضاتهم بشكل متكرر منذ ذلك الحين. وفي حواره الصبور نوعاً ما مع البرلمان، اعتمد روحاني على سلطة المرشد الأعلى كما كان عليه الحال في خطابه أمام المجلس في العاشر من تشرين الثاني عندما ذكر هذه السلطة تسع مرات. وفي خطاب ألقاه مؤخراً صرّح روحاني قائلاً "يعلن المرشد الأعلى عن أفكاره بكل وضوح وعلينا نحن (الفرع التنفيذي والمجلس) أن نحضّر خططاً لتنفيذها."
الخاتمة مع تقدّم المفاوضات النووية، تواجه مجموعة «دول الخمسة زائد واحد» تحدياً أساسياً في انتزاع تنازلات من إيران حول برنامجها النووي. فبالنسبة إلى صانعي السياسة الأمريكيين تتطلب هذه المهمة ضمان استمرار دعم نظام العقوبات المتعددة الأطراف إلى حين التوصل إلى اتفاق شامل ودائم. فإن شكّت إيران بضعف عزم الغرب على الاستمرار بفرض العقوبات كما هو الحال من خلال جهود إيطاليا لتجديد التجارة والاستثمار مع إيران قبل استكمال الاتفاق النووي، فقد تشعر طهران بعدم ضرورة التوصل إلى حل شامل. وعلى النقيض من ذلك، إذا كان مدّ اليد لإيران مشروطاً بحلّ كامل للمأزق النووي، فعندئذ يتعزز نفوذ مجموعة «دول الخمسة زائد واحد». وفي هذه الأثناء، يمكن ملاحظة وجود تناقض بين استجابات إدارتي روحاني وأوباما للتطورات في الهيئات التشريعية في كل من بلديهما. فلم تعترض إدارة روحاني على مشروع القانون الإيراني الذي يقضي بالتخصيب حتى 60 في المائة في حال فشل المحادثات ولم تحذّر حتى من أنّ مثل هذا التشريع قد يضر المفاوضات. وفي الواقع، صرح نائب وزير الخارجية عباس أراكشي في التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر "كل ما يقره البرلمان ويصبح قانوناً يكون ملزماً بالنسبة لنا." بيد، عبرت إدارة أوباما عن معارضتها الصارمة لمشاريع القوانين في الكونغرس الأمريكي التي تفرض عقوبات أقسى في حال فشلت المحادثات. وأخيراً، كان الموضوع الرئيسي في إيران منذ بداية المحادثات في جنيف هو الرغبة في "الكرامة" واحترام "التقدم والإنجازات" العلمية والصناعية في إيران. إن هذه الرغبة بالسعي إلى الكرامة مع المحافظة على منطق المصلحة الذاتية منصوص عليها في شعار الحكومة الإيرانية الخاص بالمفاوضات والمؤلف من ثلاثة أجزاء: "الكرامة والحكمة والنفعية." ومع استمرار المحادثات النووية، تُعتبر "مساحة الكرامة" الضمنية للإيرانين شرطاً مسبقاً أساسياً لسعيهم اللاحق إلى تحقيق النفعية وتقديم التنازلات.
عناوين الصحف
نيويورك تايمز
• الولايات المتحدة وإيران تواجهان أعداء مشتركين في الشرق الأوسط.
• الاقتتال الداخلي بين المتمردين ينتشر في مدينة رئيسية سورية.
سي بي اس الاميركية
• بايدن يدعو القادة العراقيين لقتال القاعدة وسط تصاعد العنف.
• الولايات المتحدة تعزز ارسال الصواريخ، والطائرات بدون طيار إلى العراق لمحاربة تنظيم القاعدة.
• بعد مرور 10 سنوات، العراق ينزلق الى حرب طائفية.
الغارديان البريطانية
• المتمردون السوريون يخرجون الجهاديين التابعين لتنظيم القاعدة من مدينة الرقة الشمالية.
• الولايات المتحدة تكثف شحنات الأسلحة العراقية.
• الصين تحث على انهاء النزاع بشكل فوري في جنوب السودان.
واشنطن بوست
• المتمردون السوريون يصعدون القتال ضد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
الاندبندنت البريطانية
• جنيف 2: إيران لن تكون موجودة في الجولة الأولى من محادثات السلام السورية.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها