تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الخميس 9-1-2014 الحديث محليا عن التطورات الاخيرة في ملف تاليف الحكومة
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الخميس 9-1-2014 الحديث محليا عن التطورات الاخيرة في ملف تاليف الحكومة، كما تحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية لكل من الازمة السورية والساحة العراقية.
السفير
هل ينجو التأليف من الاشتباك السعودي ــ الإيراني؟
«الصيغة المخصّبة» تختبر تردد «المستقبل»
وكتبت صحيفة السفير تقول "على وقع «الشائعات المفخخة» حول احتمال حصول تفجير هنا او هناك، والتي لا يقل تأثيرها السلبي عن السيارات المفخخة، استمر المد والجزر في شأن الملف الحكومي الذي بات يتلاعب بأعصاب اللبنانيين، بفعل الصعود والهبوط في التوقعات، بين ليلة وضحاها، كما حصل في اليومين الماضيين.
ومنذ أن أتت «بشارة» سعد الحريري بـ«الايجابية» الطائرة، عن طريق مدير مكتبه وابن عمته نادر الحريري، بدا أن عاملا من اثنين يتحكمان بمسار اللعبة الحكومية، أولهما، حصول مشاورات غير معلنة في الخارج، خصوصا بين طهران والرياض، قد تمهد لتنازلات حكومية متبادلة، يمكن أن تنسحب لاحقا على استحقاقات أخرى. وثانيهما، بروز معطيات داخلية أملت على كل طرف ان يحاول إحراج الآخر.
غير أن إيجابيات الليل الضبابية سرعان ما بددها بيان «كتلة المستقبل» الصباحي بدعوته الى تشكيل حكومة جديدة «من غير الحزبيين»، معيدا الأمور الى المربع الأول، بشكل أدى الى فرملة الاندفاعة القوية التي اكتسبتها مساعي التسوية خلال يوم أمس الاول.
ثم جاء ما صدر مساء أمس على لسان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، من انتقادات حادة وغير مسبوقة للسعودية، ليحمل في طياته إشارة متجددة الى بلوغ الاشتباك الايراني ـ السعودي مرحلة لم يصل اليها، حتى في زمن محمود أحمدي نجاد، عندما حاول رفسنجاني فتح قناة مع الملك السعودي عبدالله بالتنسيق مع آية الله علي الخامنئي، الامر الذي دفع بعض المراقبين في بيروت الى التساؤل عما إذا كانت هناك إمكانية واقعية للتفاهم على حكومة جامعة في ظل احتدام المواجهة على محور الرياض - طهران.
ومع صدور بيان «المستقبل»، أظهر التدقيق في العناصر الداخلية، أن ثمة مناورة لجأ اليها «فريق 14 آذار»، وذلك في معرض الرد على نجاح الرئيس نبيه بري وحليفه السياسي وليد جنبلاط، في انتزاع موافقة «8 آذار» على صيغة 8 ـ 8 ـ 8 ـ المخصبة، وبالتالي رمي كرة التأليف في وجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام وفريقه السياسي.
لبى بري وجنبلاط من خلال صيغتهما المعدلة الزوايا متطلبات كل الرافضين لتكرار تجربة «الثلث المعطل»، وأعطيا رئيس الجمهورية حق تسمية الاسم القابل للتخصيب، مشترطين عليه أمرا واحدا: عدم تجرع كأس «حكومة الأمر الواقع»، حتى أنهم طلبوا منه ضمانة أو وعدا شفهيا بسحب هذا الخيار من التداول، غير أن ميشال سليمان غادر ديبلوماسيته واحتكم الى باطنيته، محتفظا بورقة أقسم بأن لا يغادر مكتبه الرئاسي، الا وقد استخدمها ردا على من قطعوا عليه طريق التمديد والتجديد.
في المضمون، ألقى بري وجنبلاط ومن يقف معهما، بالحجة على الآخرين. صار أي تجاوز لـ«المكرمة المخصبة»، يحمل في طياته نيات تنفيذ انقلاب سياسي بعنوان «تفادي الفراغ وتحصين الاستقرار»، بينما الحقيقة تكمن في مكان آخر، ما دام منطق تصريف الأعمال هو الذي سيتحكم بالفراغ سواء مع الحكومة الحالية، أو التي ستخلفها، بفارق أن الأخيرة، أي المفروضة، ستكون فاقدة للميثاقية وغير محصنة بالثقة النيابية والسياسية.
قيل لسعد الحريري بالحرف الواضح: أسهل الأمور أن ترفض أنت وفريقك السياسي الصيغة المخصبة، لكن ماذا يضير إن تركت الأبواب مفتوحة وأربكت الآخرين وكسبت المزيد من الوقت؟
جاء نادر الحريري بالوصفة، وأتقن الرئيس فؤاد السنيورة في اليوم التالي، لعبة توزيع الأدوار مستفيدا من الالتباسات التي تحيط بالمفاوضات وما يرافقها من عروض، وإن يكن البعض يعتقد ان الحريري قد يوافق رسميا في اللحظة الاخيرة على صيغة 8 ـــ 8 ـــ 8 المعدّلة، بعدما يمهد المسرح لها، سواء في داخل تياره او مع حلفائه وفي طليعتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
واذا كان ثمة من أخذ على سعد الحريري من حلفائه المسيحيين أنه لم يتشاور معهم، قبل أن يعطي جوابه الايجابي الأولي، فان الادارة السياسية لفريق «8 آذار» بدت أكثر تماسكا في ظل التفويض الذي أعطي لبري بإدارة دفة التفاوض، خصوصا أنه سبقته جولة مشاورات واسعة للخليلين على كل مكونات هذا الفريق، بعد لقاء ظل بعيدا عن الاعلام في نهاية العام 2013 بين السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون، «تميز بطابعه الاستراتيجي» على حد تعبير أحد المتابعين.
ومع تعثر خطوات الحكومة السياسية الجامعة، تحرك الوسطاء، وطلب نبيه بري من المنتمين الى فريقه السياسي إشاعة جو ايجابي ما دامت محركات وليد جنبلاط لم تهدأ حتى الآن، «والرجل صادق معنا في خياراته»، مؤكدا اعتماد سياسة النفس الطويل في مواجهة العقبات.
ويبدو واضحا ان هامش الخيارات يضيق لدى كل الأطراف التي باتت مخيّرة بين السيئ والأسوأ، وهي مقارنة قد تجعل كفة 8 ـــ 8 ـــ 8 ترجح في نهاية المطاف، بعد إجراء الافرقاء المعنيين، لاسيما «14 آذار»، مراجعة دقيقة لحسابات الربح والخسارة، في حال تعطلت كليا المكابح السياسية وأطلق العنان لسيناريو «الامر الواقع».
وتركزت الجهود الجنبلاطية طيلة الثماني والأربعين ساعة الماضية على صياغة مجموعة مبادئ عامة استنادا الى أسئلة طرحت «كتلة المستقبل» معظمها وتولى جنبلاط وموفدوه نقلها الى بري بالتشاور مع سليمان وسلام، «حتى تبنى على اساس الأجوبة المتبادلة، قاعدة توافقية مشتركة بين الجانبين» وفق أوساط سياسية متابعة.
وكان لافتا للانتباه أن أجوبة بري على أسئلة «المستقبل» جاءت «مرضية وإيجابية»، وبالتالي فان الأوساط نفسها اعتبرت أن بيان كتلة «المستقبل» لا يعتبر قطعاً للطريق على المساعي والاتصالات التي تسعى للحؤول دون ولادة حكومة خلافية يمكن أن تؤدي إلى مشكلة.
وبعدما كان الرئيس سليمان قد أكد لكل من علي حسن خليل وحسين الخليل أنه سيعطي فرصة لمسعى جنبلاط، تابع الأخير نشاطه على محور عين التينة، أمس، حيث زار الوزير وائل أبو فاعور بري، لاستكمال المشاورات التوفيقية، فيما التقى سليمان في قصر بعبدا الرئيس نجيب ميقاتي.
وأبلغت أوساط قصر بعبدا «السفير» ان الفرصة المعطاة للتوافق على حكومة جامعة لم تسقط بعد، والرئيس سليمان لن يتحمل مسؤولية إجهاضها، ما دام الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط يواصلان المسعى التوافقي ولم يبلغا رئيس الجمورية انه توقف، لكن الأكيد ان هذا الشهر لن ينقضي إلا وقد تشكلت حكومة جديدة.
وإذ اقرت الاوساط بانه لم يُسجل أمس تقدم في الجهد المبذول لتأليف الحكومة، لفتت الانتباه في الوقت ذاته الى ان إمكانية التفاهم لا تزال قائمة وإن تكن أسهمها ترتفع حينا وتنخفض حينا آخر، تبعا لمسار التفاوض.
وقال مصدر نيابي في «كتلة المستقبل» لـ«السفير» ان باب التفاوض حول الحكومة لم يقفل بعد، والبيان الذي صدر عن الكتلة في أعقاب اجتماعها أمس لم يكن يهدف الى إغلاق هذا الباب، مشيرا الى ان البيان الذي دعا الى تشكيل حكومة من غير الحزبيين إنما يأتي في إطار التعبير عن الموقف المبدئي لـ«تيار المستقبل، ما دام لم يتم التوصل حتى الآن الى بدائل واضحة.
ونفى المصدر وجود تمايز او توزيع أدوار بين الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، مؤكدا ان كلاهما يشارك في صياغة الموقف النهائي من الاقتراحات المتداولة، وعندما يصدر يلتزم به الجميع.
وإذ أكد المصدر استمرار الانفتاح على الحوار لمعالجة الازمة الحكومية، اعتبر ان موقف «المستقبل» ينطلق من ثابتتين، الاولى وجوب التصدي للفراغ في الحكومة ورئاسة الجمهورية، والاخرى ضرورة عدم تكرار التجارب السابقة من نوع اعتماد الوزير الملك سواء مباشرة او مواربة.
واعتبر المصدر انه يجب التفاهم على الخطوط السياسية العريضة قبل تشكيل الحكومة لأن من شأن ذلك ان يحصنها، لافتا الانتباه الى انه في حال التوصل الى مقاربة مشتركة لمسألة التدخل في سوريا وإعلان بعبدا وحياد لبنان، لا تعود هناك مشكلة في المعادلات الرقمية للحكومة، أما إذا تعذر مثل هذا التفاهم السياسي فان حكومة من غير الحزبيين تصبح هي البديل الواقعي الأفضل.
حلب من دون «داعش»
بعد ستة أيام من اندلاع المعارك بين المسلحين وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، تخلى التنظيم عن مقاره في حلب، من دون أن يتضح بعد ما إذا كان هذا الأمر تكتيكاً يعتمده «داعش» للتركيز على معركته في الرقة التي استعاد زمام المبادرة فيها، أم أنه ينفذ تهديده السابق بالانسحاب من خطوط المواجهات المتعدّدة ضد الجيش السوري في حلب.
في هذا الوقت، قال مصدر ديبلوماسي في باريس، أمس، إن وزراء خارجية 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سوريا»، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر، سيعقدون الأحد المقبل اجتماعاً مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» احمد الجربا، تحضيراً لعقد مؤتمر «جنيف 2» الذي سيفتتح أعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الحالي. يشار إلى أن اجتماع «أصدقاء سوريا» يأتي قبل يوم من اجتماع سيعقده وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس.
إلى ذلك، يجتمع 150 شخصاً من المعارضة السورية، في مدينة قرطبة جنوب أسبانيا، اليوم وغداً، لاتخاذ «موقف موحد تجاه جنيف 2». ويهدف الاجتماع، الذي تدعمه الحكومة الإسبانية، إلى «توحيد المعارضة السورية، وسيحضره ممثلون عن مجموعات لا تعترف بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً لها».
وبحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع السفير السوري في موسكو رياض حداد «تطورات الأوضاع في سوريا وحولها في ضوء التحضيرات لعقد جنيف 2».
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال لقائه نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في طهران أمس الأول، «رفض إيران أي شرط مسبق للمشاركة في جنيف 2، وفي حال توجيه دعوة رسمية للمساعدة في حل الأزمة فإنها على استعداد للمشاركة الرسمية والكاملة في هذا المؤتمر». وقال «ما يحدث في سوريا حالياً اختبار كبير ومصيري من أجل الاستقرار والأمن في المنطقة برمّتها، وإن التصدي لموجة الإرهاب والتطرف يتطلب تعاون وتنسيق جميع الدول».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «انسحب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من حي الإنذارات، عقب اشتباكات مع كتائب إسلامية مقاتلة»، مشيراً إلى انه «تم تسليم مبنى البريد للمقاتلين، وبذلك أصبحت مدينة حلب، شبه خالية من عناصر الدولة الإسلامية».
ويأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلي ثلاثة تشكيلات هي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» على المقر الرئيسي لعناصر «داعش»، وهو مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر. وأشار «المرصد» إلى «العثور على 42 جثة، بينهم خمسة نشطاء، وما لا يقل عن 21 مقاتلاً من كتائب مقاتلة عدة في المقر»، مؤكداً أنه «تم إعدامهم». وقدر «المركز الإعلامي في حلب» المعارض عدد المحررين بـ300 شخص.
وأوضح «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة بين «الدولة الإسلامية» ومقاتلي المعارضة في الريف الشرقي والشمالي لمدينة حلب، لا سيما في مدينة الباب وبلدتي عندنان وحريتان».
وذكر أن «عناصر لواء مبايع لجبهة النصرة سيطروا على فرع الأمن السياسي الذي كان أحد مقار الدولة الإسلامية في الرقة، ويقومون منه بقصف مبنى المحافظة الذي يُعدّ المقر الرئيسي لـ«الدولة الإسلامية» في المدينة، ويبعد مئات الأمتار فقط». وأوضح أن «العناصر الجهاديين انسحبوا في ?