بين مطرقة تيار المستقبل وسندان جبهة النصرة..
عند مدخل البلدة أشار الدلال الذي كان يقود السيارة الى عدة اماكن بيده قائلا أنها مخابىء كاميرات تصور كل من يدخل البلدة ويخرج منها, وقال الرجل العرسالي ان هذه الكاميرات نصبها وسام الحسن وهي موصولة بمركز سري تابع للبلدية ، والمدرسة الدينية التي يديرها مصطفى الحجيري. هذان الشخصان يعرفان التفاصيل عن كل عملية خطف حصلت وعن كل سرقات السيارات التي تحصل ويؤتى بها الى البلدة، كما ويعرفان السيارات المفخخة التي تخرج من هنا بفعل الكاميرات المزروعة والعناصر الموزعة على كل مداخل البلدة وفي الطرقات المفصلية داخلها.
أحد أقرباء عضو البلدية المستقيل يقول أن البلدية عصابة فهناك دور أساسي بمراقبة ومتابعة القوى الامنية وخصوصاً الجيش اللبناني في عرسال ومحيطها تحت أمرة أحد اعضاء البلدية الملقب بالشطاحي عز الدين، فهو الذراع اليمنى لأبو عجينة وصلة الوصل مع النائب المرعبي علماً أن الريس كما يقول "القريب المتحمس " غضب لفترة من الشطاحي لانكشاف سر إحدى عمليات الخطف التي نفذها بأمر منه ... ثم اعاده ابو عجينة للحظيرة بعد لفلفة الموضوع .
في بداية الازمة كان احد الاجهزة الرسمية هو المحرك لعملية تهريب السلاح والأفراد عبر عرسال الى سوريا. كان السلاح يأتي عبر الممرات الاساسية من اللبوة والنبي عثمان الى عرسال ، يحمل بالفانات التي تحمل نسوة للتمويه او عبر سيارات تابعة لشخصيات في تيار المستقبل وعبر النائب خالد الضاهر وأحياناً بسيارات اسعاف ، كما ساهم حزب يميني لبناني بشكل كبير في تمرير السلاح الذي كان يأتي من طرابلس الى برقة قرب دير الأحمر ومن هناك يحمل الى عرسال قبل ان يتم ادخاله الى سوريا عبر القلمون ، او عبر سهل القاع و من ثم القصير التي كانت قاعدة ارسال للسلاح الى حمص وكامل المنطقة الوسطى حتى ريف حماه ، قبل ان يدخلها الجيش السوري وحزب الله.
دور كبير يقوم به مسؤول في تيار المستقبل في عرسال ويدعى علي حسن عيسى الحجيري (عمل سابقاً في تسليح الجيش الحر في مشاريع القاع ) والذي تسلم قيادة الجيش الحر وبشكل فجائي من إبن عمه أبو عجينة وذلك بعد اتهام الأخير بمجزرة رعيان التي استشهد خلالها ضابط ورتيب في الجيش اللبناني ، ولكن بالخفاء بناء على اوامر من قيادة التيار في بيروت، ويتواصل المسؤول مباشرة مع العميد حمود وخالد الضاهر في كل ما يتعلق بشؤون البلدة خصوصا إدارة العلاقة بين أبو عجينة وأبو طاقيةـ حيث يعتبر الاول زعيم تيار الجيش الحر في البلدة بينما الثاني امير جبهة النصرة فيها، لكن لرئيس البلدية السلطة السياسية والمعنوية التي تجعله متفوق على مصطفى الحجيري في النفوذ رغم أن الاخير اقوى منه عسكريا بفعل المسلحين السوريين الذين يخضعون لأمرته.
حزب المستقبل هو المحرك الفعلي لكل الاحداث التي تجري في عرسال، وهو الضامن الاول لسلامة كل الناشطين عراسلة او سوريين منذ بداية الازمة السورية عمل على فتح الحدود أمام المسلحين السوريين بناء على قرار واضح من قيادة حزب المستقبل.
كانت بدايات العمل عبر الحدود تتم تحت غطاء عمليات الاغاثة ونقل الجرحى من سوريا الى المستشفيات اللبنانية وكان عملية نقل الجرحى تتم عبر معبر الجورة في سهل القاع المحاذي لبلدة جوسيه ، وكان الجرحى يأتون من المستشفى الميداني في القصير التي كانت ناشطة منذ بدايات الازمة السورية واشتعلت قبل اندلاع الاحداث في القلمون، وكانت عدة سيارات اسعاف منها سيارة الاسعاف التابعة لبلدية عرسال تذهب الى سهل القاع بحماية فرع المعلومات وتنقل جرحى سوريين الى لبنان تحت مراقبة حزب الله في معبر الجورة حيث كان شباب تابعون لحزب الله يأخذون كامل هوية الجريح ومواصفاته قبل ان يسمحوا له بالمرور وكانت سيارات الاسعاف تمر عبر المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله إن كان عبر مناطق البقاع الشمالي الى مستشفيات البقاع الاوسط والغربي او عبر الهرمل الى مستشفيات الشمال، كل هذا كان يتم بالتنسيق مع تيار المستقبل ومسوؤله في مشاريع القاع أبو خالد القطشة الذي كان يتعاون بشكل كبير ومباشر مع قادة المسلحين في الطرف السوري بناء على اوامر من قيادة حزب المستقبل.
المختار محمد حسن دابلة كان قائداً ميدانياً مهما لدى الجيش الحر وممولاً ومسلحاً له وأحيانا لجماعة النصرة وذلك عبر تواصله الهاتفي المباشر مع سعد الحريري علناً، وتنفيذاً كان يتلقى الدعم من النائب معين المرعبي .
هذا الدور لتيار المستقبل في حماية كل من ينشط عسكريا في عرسال ظهر بقوة بعد عملية الاعدام التي تعرض لها جنود الجيش اللبناني في شباط 2013 ، عندما ارسلت النائب بهية الحريري اثني عشر محاميا برفقة كاتب عدل الى مبنى بلدية عرسال، ليأخذوا توكيلا للدفاع عن كل الذين وردت اسماؤهم في مذكرات الادعاء التي اصدرها القضاء العسكري اللبناني وهذا الدعم السياسي والغطاء الامني لم يقتصر على تيار المستقبل، بل تعداه ليصل الى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الذي اتصل بقائد الجيش اللبناني وقال له لن أقبل ان يتم اعتقال رئيس بلدية بلدة سنية كبرى ، وأرسل مقربين منه الى عرسال لتقديم العزاء ولقاء ابو عجينة في إظهار واضح للغطاء السياسي الذي يتمتع به هؤلاء في كل اعمالهم علما ً أن ابو عجينة وبناءً على أوامر عليا من حزب المستقبل كان يتشاور ولمرات عديدة مع أحد المقربين من رئيس الحكومة قبل التصريحات الإعلامية .
عبادة الحجيري: ابن مصطفى الحجيري (ابو طاقية) مسؤول جبهة النصرة في عرسال والذي تلقى دورات عسكرية عدة في عين الحلوة وعكار رتبته نقيب , عمل منذ بداية القتال في سورية على تدريب مجموعات المسلحين العراسلة ( حوالي 85 ) وسوريين حوالي 250 عنصراً في جرود البلدة الشمالية .
في المرحلة التالية كان عمله اليومي نقل المسلحين للقتال في القصير وضواحيها من والى عرسال , وعند احتدام المعارك كان يقود عملية نقل الجرحى بشكل سري للبلده، وهناك معلومات مؤكدة عن أحد أفراد جبهة النصرة ( ترك الجبهة لأسباب عائلية ) الذين قاتلوا في القصير أن عبادة أمرهم عدة مرات بدفن أكثر من 17 قتيلاً سورياً في جرود عرسال أثناء نقلهم كجرحى ولم يتسن ايصالهم للمستشفيات الميدانية في عرسال .
دولة الاسلام في عرسال والشام -1
دولة الاسلام في عرسال والشام -2
دولة الاسلام في عرسال والشام -4
دولة الاسلام في عرسال والشام -5