تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 10-1-2014 الحديث محليا عن التطورات الاخيرة في ملف تاليف الحكومة بعد موافقة المملكة العربية السعودية على الحكومة الجامعة
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 10-1-2014 الحديث محليا عن التطورات الاخيرة في ملف تاليف الحكومة بعد موافقة المملكة العربية السعودية على الحكومة الجامعة وابلاغها الاطراف اللبنانية ذلك، كما تحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية لكل من الازمة السورية والساحة العراقية.
السفير
تحوّل سعودي مفاجئ: نعم للحكومة الجامعة
هل يفجّر عون وجعجع.. «تفاهم المختلفين»؟
وكتبت صحيفة السفير تقول "اتسعت دائرة المتفائلين بملف التأليف الحكومي، في ضوء معطى سياسي بارز تمثل في إبلاغ السعودية حلفاءها في لبنان والنائب وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، في الساعات الأخيرة، موقفا مرحبا بتشكيل حكومة سياسية جامعة لا تستثني أحدا، وهو الموقف الذي حاولت جهات لبنانية التدقيق به عن طريق التواصل مع الرياض مباشرة، فجاء الجواب مطابقا.
أما لماذا قررت السعودية اتخاذ هذا الموقف، وأين باقي العناصر الإقليمية والدولية المؤثرة، من التطورات الأخيرة المفاجئة، على صعيد تشكيل حكومة جديدة وفق صيغة 8 ـ 8 ـ 8 المخصبة، فإن الجواب يمكن أن يأتي على شكل وقائع جديدة، تشكل إما عنصر دفع أو تعطيل في الأيام المقبلة.
حتى الآن تم تثبيت مبدأ الحكومة السياسية الجامعة التي لا تستثني أحدا. أيضا تم تثبيت صيغة الـ8 ـ 8 ـ 8 المخصبة على قاعدة أن يشكل مستشار رئيس الجمهورية الأمني العميد عبد المطلب حناوي، ضمانة متبادلة بين رئيس الجمهورية و«فريق 8 آذار»، بمنحه أحد المقاعد الشيعية الخمسة، وعلى الأرجح برتبة وزير دولة الا اذا حصلت مفاجأة في اللحظة الأخيرة.
أما النقطة الثالثة التي تم التفاهم عليها، فهي مبدأ المداورة سياسيا وطائفيا، في موضوع الحقائب الوزارية، من دون الذهاب نحو تثبيت هذا العرف على صعيد كل الوزارات المقبلة، وهي النقطة التي طلبها «المستقبل»، لكن الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط فضلا تركها رهن مشيئة الحكومات المقبلة، على أن يسري مبدأ المداورة على الحكومة قيد التأليف.
ولعل النقطة الرابعة، تتمثل في إعطاء حق تسمية الوزراء لكل كتلة نيابية، شاركت في تسمية الرئيس المكلف.
هذه النقاط بيّنت أن علامات الاستفهام التي كان «فريق 14 آذار» يطرحها، قد تم تبديد معظمها من خلال أجوبة الرئيس بري عليها، وقال رئيس المجلس لـ«السفير»: لا توجد أسئلة وأجوبة بل حوارات بين الأطراف وحين سمعت حديثا عن أسئلة طلبت من الوزير علي حسن خليل توضيح الأمر (عبر «المنار» أمس).
وأضاف بري: أنا مع تدوير الزوايا في كل شيء إلا العزل وهو لا يشمل «أمل» و«حزب الله» فقط بل الجميع من دون استثناء.
وردا على سؤال، قال بري ان الأجواء ايجابية والأمور تسير في هذا الاتجاه، وان كنا لم نتوصل الى نتائج ملموسة حتى الآن، وشدد على وجوب الإسراع في التأليف لوضع حد للفجور السياسي الذي يتسبب بالتوترات الأمنية.
واعتبر أن النقاش في البيان الوزاري يجب أن يؤجل الى ما بعد التأليف، وقال: «ألتقي في هذه النقطة مع رئيس الجمهورية».
وهذه النقطة تحظى أيضا بتفهم النائب جنبلاط الذي رفض استباق الأمور، وهو سبق أن أشار الى أن اللغة العربية «غنية بالتعابير التي يمكن ان تؤدي الى صياغة تلصق هذا على ذاك» (في البيان الوزاري).
واعرب جنبلاط عن الامل في بلوغ الحلول المطلوبة لكل النقاط المطروحة، وقال لـ«السفير»: «أنا أسعى بكل جهدي لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية، والمهم ان تتشكل الحكومة في أقرب وقت ممكن».
وأوفد جنبلاط، أمس، الوزير وائل ابو فاعور للقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام. كما تواصل أبو فاعور مع «تيار المستقبل» عبر نادر الحريري، وسجل اكثر من اتصال هاتفي بين أبو فاعور وعلي حسن خليل الذي تواصل بدوره مع مستشار رئيس الجمهورية خليل الهراوي.
وفي موازاة ذلك، استقبل رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة الوزير الاسبق خليل الهراوي موفدا من رئيس الجمهورية، فيما التقى عضو «كتلة المستقبل» النائب نهاد المشنوق في باريس الرئيس سعد الحريري.
وتحدثت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» عن لقاء مرتقب بين الرئيسين بري والسنيورة، وكذلك عن لقاء محتمل قبل الاثنين المقبل بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، وعن لقاء سيجمع تمام سلام بسعد الحريري في احدى العواصم الأوروبية في نهاية الأسبوع الحالي.
وقالت المصادر ان اللغم الأكبر الذي يمكن أن يهدد المساعي الحالية، يتمثل في موقف كل من العماد ميشال عون وسمير جعجع، بعدما قررت «الكتائب» التعامل بإيجابية مع الصيغة المقترحة، وسمت أحد القياديين لأحد المقاعد الوزارية المارونية.
وأشارت المصادر الى أن جعجع يمكن أن يفاجئ الحريري برفض الانضمام الى حكومة تجعله يغطي انخراط «حزب الله» في الأزمة السورية، وهو أبلغ المحيطين به أنه لن يتساهل في هذه النقطة، حتى لو كان الثمن السياسي كبيرا.
ونقلت المصادر عن العماد عون قوله انه لن تكون هناك حكومة جديدة اذا لم يتمثل فيها جبران باسيل في مقعد وزارة الطاقة.
وسألت «السفير» الوزير باسيل رأيه في ما يحكى عن المداورة في الحقائب الوزارية، فأجاب: نحن ايجابيون الى ابعد الحدود في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، ويدنا ممدودة الى الجميع لكي نصل الى حكومة تضم الجميع وتتمكن من مواجهة المخاطر التي تحدق بلبنان في هذه الفترة.
اضاف: الاولوية لتشكيل الحكومة، وبالتالي، وقبل الحديث عن اي أمر آخر يجب ان نجيب على السؤال التالي هل نريد ان نجلس كلنا مع بعضنا البعض، وهل نريد ان نضع يدنا بأيدي بعضنا البعض لننقذ البلد، ام اننا نريد ان نثبت سياسات الالغاء ونعتمد منطق العزل والنكد وعدم الاعتراف بالآخر، فإذا اتفقنا على ان الجواب الاساس هو تثبيت منطق الشراكة، عندها يتم الانتقال للحديث بكل الامور والتفاصيل.
بدورها، اكدت «كتلة الوفاء للمقاومة»، التي اجتمعت برئاسة رئيسها النائب محمد رعد، أمس، حرصها على تسهيل المساعي الوطنية الجادة لتشكيل حكومة سياسية جامعة، وحذرت من الذهاب الى حكومة الامر الواقع، معتبرة اياها ايا كانت تسمياتها، «فاقدة للشرعية الميثاقية ومناقضة للدستور واتفاق الطائف». وشددت على ضرورة التنبه لمخاطر الانزلاق الى مغامرة غير مسؤولة تعقد الازمة وتعطل انجاز الاستحقاق الرئاسي.
يذكر أن بعض الأوساط المقربة من مطابخ التأليف الحكومي سربت صيغة أولية لتوزيع المقاعد على الشكل الآتي:
8 مقاعد لـ«8 آذار»:
أربعة مقاعد شيعية بحيث لن يحصل تعديل في الأسماء الحالية (علي حسن خليل وحسين الحاج حسن ومحمد فنيش وعدنان منصور)، على أن تؤدي المداورة الى اسناد وزارة المال (سيادية) الى أحد الوزراء الشيعة الأربعة.
أربعة مقاعد مسيحية للعماد عون وحلفائه بينها مقعدان مارونيان ومقعد كاثوليكي ومقعد أرمني، وعلى الأرجح ستكون من نصيب جبران باسيل ويوسف سعادة(«المردة») ونقولا الصحناوي وهاغوب بقرادونيان (او من يسميه «الطاشناق»).
8 مقاعد للوسطيين على الشكل الآتي:
مقعد شيعي لرئيس الجمهورية (عبد حناوي بعدما استبعد «حزب الله» وبري اسم الدكتور سعود المولى الذي تبنته جهة خليجية)، مقعد أرثوذكسي لرئيس الجمهورية يكون من نصيب سمير مقبل (نائبا لرئيس الحكومة)، مقعدان مارونيان لرئيس الجمهورية لمصلحة توزير مروان شربل (الداخلية) وخليل الهراوي (الدفاع)، الا اذا أسندت الخارجية لرئيس الجمهورية فتكون من نصيب السفير والمستشار الرئاسي ناجي أبي عاصي.
مقعدان سنيان لتمام سلام ومحمد المشنوق.
مقعدان درزيان لوائل أبو فاعور ورامي الريس.
8 مقاعد لـ«فريق 14 آذار» تتوزع على الشكل الآتي:
مقعد أرثوذكسي لـ«القوات»، مقعد ماروني لـ«الكتائب» (ساسين ساسين)، مقعد كاثوليكي لـ«المستقبل» (ميشال فرعون)، مقعد أرثوذكسي لـ«المستقبل» (عاطف مجدلاني)، ثلاثة مقاعد سنية لـ: محمد شقير (او عدنان القصار)، أشرف ريفي (أو سمير الجسر) وزياد القادري، بالاضافة الى مقعد وزاري للأقليات من نصيب «14 آذار».
اجتماع للمعارضة في قرطبة وباريس تشكك بالحل السياسي
معارك «رفاق الجهاد» تطغى على «جنيف 2»
طغى صوت المعارك بين التنظيمات «الجهادية» وغيرها من الفصائل المسلحة في سوريا على الحراك السياسي المتزايد مع اقتراب موعد مؤتمر «جنيف 2». وبينما انعقد مؤتمر في مدينة قرطبة الاسبانية بمشاركة العديد من الشخصيات المعارضة، وجرت اتصالات بين كل من الوزيرين الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، وبين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني، رمت باريس مجددا، عشية استضافتها لمؤتمر «اصدقاء سوريا»، الشكوك حول فرص انعقاد المؤتمر السويسري في 22 من كانون الثاني الحالي، وحول الهدف السياسي من انعقاده.
ولا يزال الميدان في شمال سوريا مشتعلا بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومجموعات مسلحة، مع انتقال «داعش» إلى تكتيك الهجمات الانتحارية والتفجيرات في المناطق التي انسحب منها، مركزا عملياته في ريف حلب وادلب، بالإضافة إلى الدفاع عن معقله الرئيسي في الرقة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «داعش» شن هجوما على عدد من البلدات في عدة محافظات بشمال سوريا بعد طرده من حلب، موضحا أن هجمات انتحارية وبسيارات استهدفت حواجز في أرياف حلب ودير الزور وادلب تسيطر عليها مجموعات مسلحة، كما أرسل «الدولة الإسلامية» تعزيزات من دير الزور «لمؤازرة مقاتليه في ريف حلب». وتدور اشتباكات عنيفة في الرقة، أهم معاقل «داعش». وذكرت قناة «الميادين» ان التنظيم يسيطر على 80 في المئة من المدينة، وهو يشن حملة اعتقالات بحق كل المعارضين له. وامتدت الاشتباكات للمرة الأولى إلى الرستن في ريف حمص الشمالي.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «سانا» ان «وحدات من الجيش تصدت لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت التسلل من أحياء القصور والقرابيص وجورة الشياح إلى منطقة المطاحن في حمص، وقضت على 37 من أفرادها»، فيما ذكر «المرصد» ان «الكمين ادى الى مقتل 45 مسلحا، يتبعون الى ألوية مختلفة، كانوا يحاولون كسر الحصار الذي تفرضه القوات السورية على احياء في حمص».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمام البرلمان امس، «آمل أن يعقد (جنيف 2)، لكني لست موقنا بان ذلك سيحدث. إذا أرسل (الرئيس بشار) الأسد ممثلين، فقبول الدعوة يعني قبول هدف المؤتمر. وهدف المؤتمر هو إنشاء حكومة انتقالية لها كل السلطات التنفيذية.. أي سلطات بشار الأسد».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وكيري بحثا، في اتصال هاتفي، «الوضع حول سوريا، بما في ذلك التحضير لمؤتمر جنيف 2 لتسوية الأزمة السورية سلميا، وفقا للمبادرة الروسية - الأميركية. وتم التوصل إلى اتفاق على مواصلة الأعمال المشتركة تحضيرا لهذا المؤتمر خلال اجتماع الوزيرين في باريس» الاثنين المقبل.
وكان بوتين وروحاني بحثا، في اتصال هاتفي، «القضايا الدولية الراهنة، بما يشمل الوضع في سوريا وإطار التحضيرات لجنيف 2 وتطبيق الاتفاقات حول البرنامج النووي الإيراني».
اجتماع معارضين في قرطبة
واجتمع حوالى 150 شخصا، يمثلون مجموعات المعارضة السياسية وأخرى مسلحة، في قرطبة جنوب اسبانيا «للحد» من انقساماتها قبل «جنيف 2». ويشارك في الاجتماعات، التي تختتم اليوم، أعضاء من «الائتلاف الوطني السوري».
ووصفت وزارة الخارجية الاسبانية، في بيان، «المشاركين في الاجتماع بالأصوات المهمة في المعارضة المشمولة بهدف الاندماج والاعتدال». وذكرت أن «اجتماع قرطبة يريد أن يعطي فرصة جديدة للسماح بالتحاور والحد من انقسامات المعارضة السورية في إطار عملية جنيف 2 والعملية السياسية الانتقالية في البلاد».
وقال المعارض كمال اللبواني إن «معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا، بل إن أحد أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد يشارك في الاجتماع». وأضاف أن «ثلاثة أعضاء على الأقل من الجبهة الإسلامية جاءوا أيضا لحضور الاجتماع»، لكنه أشار إلى أن «الخلافات بين الوفود عميقة جدا، لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود».
ويقول ديبلوماسيون إن «الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني يفقد نفوذه في الميدان، وأن هناك حاجة لتكتل أشمل قبل محادثات جنيف».
وقال المعارض فواز تللو، أحد منظمي الاجتماع، إن «قرطبة تستعد منذ ثلاثة أشهر لاستضافة جميع أطياف المعارضة السورية للجلوس معا ووضع رؤية مشتركة»، مضيفا أن «الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد الوفود المشاركة في جنيف».
وقال عضو «المجلس الوطني السوري» سمير نشار، لوكالة «نوفوستي»، إن «المجلس قرر بالإجماع الانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر المشاركة في جنيف 2». وأضاف «لن يكون هناك مجال لبحث الحل السياسي الذي يسعى المجلس إليه، ما لم يتضمن من روسيا والولايات المتحدة نصا صريحا بضمانات دولية أن الأسد ليس له أي دور في العملية السياسية أو في مستقبل سوريا».
وأكد المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبد العظيم تلقيه مقترحا أميركيا لحضور «جنيف 2» مع عدد من أعضاء الهيئة. وقال، لوكالة «فرانس برس»، «هناك محاولة أميركية جرت من اجل دعوة بعض أعضاء الهيئة بأسمائهم في مؤتمر جنيف 2»، مشيرا إلى أن «الاقتراح تم على أساس حضور هذه الشخصيات ضمن وفد الائتلاف»، مؤكدا أن «هذا الأمر مرفوض».
وأضاف «نريد حضور المعارضة في الداخل والخارج بوفد واحد، ومطالب ورؤية وبرنامج واحد، يضم الهيئة والائتلاف وجميع القوى والشخصيات المستقلة». وتابع «هناك قوى ستدعى وأخرى ستغيب، لكن المهم هو انعقاد المؤتمر بتوافق دولي ليخط مسارا جديدا لوقف العنف وإيجاد حل سياسي» للازمة السورية.
المالكي: الإرهاب سيرتد على رعاته
مساران أمني وعشائري في العراق
وقفت التطورات الميدانية عند حالها في محافظة الانبار العراقية، أمس. القوات الحكومية تحاصر الفلوجة ولا تطلق العملية العسكرية، فيما تسعى بمساندة قوى عشائرية إلى استعادة الأجزاء الأخيرة من مدينة الرمادي.
في هذا الوقت، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في منطقة البوبالي الواقعة بين الرمادي والفلوجة، فيما قتل 23 شخصاً، على الأقل، عندما فجر انتحاري نفسه بين مجموعة من المتطوعين إلى الجيش أمام مركز عسكري وسط بغداد.
وتأتي في خلفية هذه التطورات الميدانية ديناميكية حراك بات يتضح يوماً بعد يوم. فالحكومة برئاسة نوري المالكي لا تريد دخول الفلوجة عسكرياً، إذ قد يكون لذلك تداعيات أكيدة على محافظات أخرى. وانطلاقاً من هنا، يعزز المالكي خيارات التفاوض، وإن بشكل غير مباشر، مع القوى العشائرية، ومن خلفها القوى المناهضة له على المستوى الوطني. أما واشنطن، وهي الطرف الثالث في هذه المعادلة، تؤكد على دعمها للحكومة العراقية في سياق بحثها عن حلول تصالحية مع القوى المناهضة لها، داعية إياها إلى الإكمال في هذا المسار بموازاة التحضير لعملية عسكرية.
وفي هذا السياق، كان الحراك الأميركي واضحاً. فقد علق المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، مساء أمس الأول، على الاتصال الثاني لنائب الرئيس جو بايدن بالمالكي، في غضون أقل من 72 ساعة، قائلاً إنّ واشنطن دعت المالكي إلى العمل من أجل المصالحة في موازاة مواصلة العملية العسكرية ضد تنظيم «القاعدة» في محافظة الأنبار.
بدوره، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى في بغداد إنّ إيجاد حل لقضية سيطرة مقاتلي «القاعدة» على مناطق في مدينتي الفلوجة والرمادي قد يتطلب أسابيع وليس أياماً. وأوضح «نحن نشجع على العمل للوصول إلى مقاربة متأنية، لذا فالأمر لن يحل بأيام. اعتقد أنّ فترة أسابيع معقولة أكثر، ولكن حتى مع ذلك، علينا أن نكون واقعيين ونذكر أنفسنا بما نواجهه هنا».
وفي واشنطن، قال رئيس مجلس النواب الأميركي جون بونر، أمس، إنّ الرئيس باراك اوباما يجب أن يوافق على دور أميركي «أكثر فعالية في العراق»، لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بمشاركة قوات أميركية. وقال بونر، وهو من أعضاء «الحزب الجمهوري»، إن الإدارة الأميركية يمكن أن تساعد الجيش العراقي بمعدات إضافية.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، إلى أنّه وبفعل ضغط الإدارة الأميركية، فإنّ تقدماً حصل في الكونغرس بشأن مسألة بيع الجيش العراقي طوافات «أباتشي»، العالقة منذ فترة.
أما في بغداد، فقد واصل المالكي، الذي من المفترض أن يخوض وباقي الأطراف السياسية العراقية انتخابات عامة خلال الربيع المقبل، سياسة التعبئة ضد الإرهاب والدول الداعمة له، من دون أن يسمّيها. وقال، في كلمة لمناسبة عيد الشرطة، أمس، «يجب أن تتوقف الدول التي تركب موجة الإرهاب وتموّله وتحميه إعلامياً»، معتبراً أن هذا الأمر «سيرتد عليهم كما ارتد على من سبقوهم، ونصيحتي لمن يمدّون العون للإرهاب أن يكفوا عن دعمه».
وأضاف أن هناك «دولاً وعقائد فاسدة» تقف خلف «المنظمات الإرهابية وتحميها، فيما يخوض العراق حرباً مقدسة ضد أشر خلق الله من الإرهابيين الذين ينتهكون حرمة الإنسان وكرامته». وتابع أنّ «العراق أول من واجه الإرهاب وكسر شوكة القاعدة واتجه للبناء، لكن الإرهاب استفاد من الظروف التي تمر بها الدول العربية وعاد من جديد، لكن العراقيين في الجيش والشرطة والعشائر اصطفوا جميعاً بوجه هذه التحديات».
ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة، أمس، بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم «داعش» في منطقة تقع بين الرمادي والفلوجة، في وقت قتل 23 شخصاً، على الأقل، عندما فجر انتحاري نفسه بين مجموعة من المتطوعين إلى الجيش أمام مركز عسكري وسط بغداد.
وقال مصدر أمني إنّ «قوة كبيرة هاجمت مساء (أمس الأول) أوكار القاعدة في منطقة البوبالي التي تحولت إلى معقل لمقاتلي القاعدة، وتدور منذ الصباح (أمس) اشتباكات عنيفة بين الطرفين تشارك فيها دبابات الجيش». وتعتبر البوبالي الواقعة بين الفلوجة والرمادي، وهي منطقة وعرة تحيط بها البساتين، آخر منطقة انسحب منها مقاتلو «القاعدة» في العام 2007 بعد فرض سيطرتهم عليها.
وبينما تدور الاشتباكات في البوبالي، شهدت الرمادي والفلوجة هدوءا، أمس، بعد يوم من معارك في الرمادي وعودة شرطة المرور إلى شوارع الفلوجة، برغم استمرار سيطرة المسلحين ذوي الانتماءات المختلفة عليها.
ويتجنب المسلحون الظهور داخل الفلوجة ولم تحاول القوات المنتشرة في محيطها دخول المدينة التي فرّ كثير من سكانها، البالغ عددهم 300 ألف نسمة، بعد اشتباكات وقعت الأسبوع الماضي. غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك جاء نتيجة اتفاق، يُشاع أنه جرى التوصل إليه بين حكومة المالكي وزعماء العشائر ويقضي بانسحاب المسلحين وبقاء الجيش خارج الفلوجة. ويمكن لهذا الاتفاق فيما لو تم تبنيه من غالبية الأطراف أن يُنهي الصراع على المدينة الواقعة على مسافة 70 كيلومتراً غربي بغداد.
أما في بغداد، فقد قتل 23 متطوعاً في الجيش العراقي، على الأقل، وأصيب نحو 30 بجروح في تفجير انتحاري استهدف مركزاً للتطوع تابعاً للجيش العراقي. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن إنّ «الاعتداء حصل بواسطة انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً قام بتفجير نفسه على جموع المتطوعين بالقرب من مطار المثنى وسط العاصمة بغداد»."
النهار
جلسة تمهيدية لغرفة البداية تحضيراً لبدء المحاكمة تناولت ضمّ ملف مرعي وعدم تعاون السلطات اللبنانية
كلوديت سركيس
وكتبت صحيفة النهار تقول "تناولت الجلسة التمهيدية الثالثة لبدء المحاكمة في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، رأي الافرقاء من ادعاء ودفاع ومتضررين في جدول اعمال الجلسات الاولى من المحاكمات التي ستتضمن بحسب المتحدثين في الجلسة التي ترأسها القاضي دايفد راي تصريحات تمهيدية من بعض محامي الدفاع، بينهم المحامي انطوان قرقماز.
أبدى رئيس المحكمة حرصه على توفير الوقت الكافي للدفاع للادلاء بتصريحاته التمهيدية قبل عرض الادلة، مشيرا الى انه ناقش مع "رئيس قلم المحكمة ماديا موضوع بقاء المتضررين في هولندا في عطلة الاسبوع الاولى بعد بدء المحاكمة وتقديم الدعم المعنوي لهم، ولا نريد الاستعجال في المحاكمة".
وأبدى ممثل مكتب الادعاء انه سيتم سماع ثمانية شهود بعد الانتهاء من التصريحات التمهيدية، سبعة منهم سيكونون في قاعة المحكمة للادلاء بافاداتهم فيما الشاهد الثامن سيدلي بافادته عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، مع مراعاة الامور اللوجستية لهؤلاء الذين وصلوا الى هولندا وجهوزيتهم للاستماع الى اقوالهم اعتبارا من الاثنين 20 كانون الثاني الجاري.
وأعطي الكلام لرئيس مكتب الدفاع المحامي فرنسوا رو فأبدى تحفظه عن وجود محامي المتهم حسن حبيب مرعي في قاعة الجمهور، ورأى انه لا يمكنه الحضور في القاعة او سماع شهود الادعاء العام في المحاكمة لعدم تقرير قضية مرعي بعد بضمها الى القضية الاساسية.
وتحدث محامي المتهم مصطفى بدر الدين مستوضحا عن جدول حضور الشهود الخبراء وهوياتهم وان كانوا سيحضرون شخصيا الى القاعة او سيُستمع اليهم بواسطة نظام المؤتمرات المتلفزة. ثم تلا القاضي راي قرارا بناء على طلب الادعاء بقبول الغرفة الاستماع الى افادة شاهد بواسطة هذا النظام وبعد موافقة جهة الدفاع "نظرا الى ان مصلحة العدالة تقتضي سماعه بهذه الواسطة ونظرا الى الوضع في لبنان". وقال ان قواعد الاجراءات والاثبات تجيز الاستماع الى افادة شاهد عبر نظام المؤتمرات المتلفزة وانه سيدرس كل طلب في هذا الشأن على حدة". واعلن الموافقة على طلب الادعاء الاستعاضة عن عدم حضور شاهدة لأسباب صحية بالاستماع الى افادة ادلت بها سابقا امام لجنة التحقيق الدولية ووقعت كل صفحة في تلك الافادة، وهي متضررة كانت مصادفة في محيط مكان الانفجار.
ولفت ممثل مكتب المدعي العام الى الحرص في مسألة تهيئة الشهود "اذ قد تبرز معلومات جديدة سنكشفها للدفاع في الوقت الملائم وفق ما تقتضي الظروف وبعد التشاور معه. ورد الدفاع موضحا انه تقدم الى الغرفة بمذكرة في شأن تهيئة الشهود، داعيا الغرفة الى تحديد مهل لتسليمه المعلومات التي يمكن ان تنتج من تهيئة الشاهد، مقترحا الكشف عنها خلال 48 ساعة. واقترح ان تكون مسجلة على شريط يمكن ان يساعد في الاستجواب المضاد من الدفاع لشاهد الادعاء. وطالب ايضا بترتيب استدعاء الشهود وتاريخ وصولهم اسبوعيا ووضع قائمة بذلك للاسبوعين اللاحقين، مبديا حرصه على تأمين التواصل مع كل الافرقاء في الملف. واكد ان اي ادلة يقتضي الكشف عنها للدفاع. وعلق الدفاع على ضرورة تقديم اشعار قبل اسبوعين من بدء الخبراء بالادلاء بشهاداتهم امام المحكمة لتأمين الاستجواب المضاد لهم.
ورد الادعاء بان محكمة يوغوسلافيا اعتمدت الكشف المضاد بعد الاستماع الى الشاهد. ورأى صعوبة في تحديد جدول زمني بذلك، خصوصا ان ثمة شهودا يتمتعون بشروط الحماية، فيقتضي تنبيه الشاهد وتحديد نطاق الاستجواب المضاد. ورد الدفاع على الرد متمسكا بضرورة توفير القدرة له للقيام بالاستجواب المضاد بعد توفير الادلة له وتوفير اعلى المعايير الدولية لتأمين حق الدفاع.
وفتحت مسألة تعاون السلطات اللبنانية مع طلبات محامي الدفاع الذي اطلع القاضي راي، بناء على طلب رئيس الغرفة على المرحلة التي توصل اليها في مسألة هذا التعاون. وتبين ان ثمة معلومات طلبها الدفاع تتعلق باتصالات ولم تتطرق السلطات اللبنانية في جوابها الى اساس الطلب والذي تناول ناحية الاجراءات فحسب. وذكرت الغرفة ان طلب الدفاع يراعي المعايير القانونية والاخير مقتنع بان الادعاء لا يملك المعلومات التي يسعى اليها الدفاع. وقال القاضي راي"ان الغرفة مقتنعة بتوجيه امر الى السلطات اللبنانية، وستصدر قرارا بعد مدة قصيرة تطلب فيها الى السلطات اللبنانية الامتثال لطلب الدفاع". وطلب الى فريق الدفاع تقديم مسودة الى الغرفة تتضمن طلبات المساعدة من السلطات اللبنانية لتحديدها. وقال "ان الغرفة تتعاطف مع جهة الدفاع في الحصول على طلباتها".
أخيرا اثيرت مسألة ضم ملف المتهم حسن مرعي الى ملف رفاقه المتهمين الاربعة. وحصل اجتماع مع رئيس الغرفة والدفاع والادعاء. واعتبر الدفاع ان مجريات المحاكمة ستفتح الباب امام تفكير في ارجاء المحاكمة لاعطاء الوقت الكافي للدفاع استعدادا فعالا لقضية مرعي. وقال لرئيس الغرفة: "اقترحنا خلال الاجتماع فترة ملائمة وهي اربعة اشهر"، منتقدا الادعاء بسبب التأخر في اصدار القرار الاتهامي المتعلق بالمتهم مرعي. واعتبر ممثل المتضررين ان ارجاء المحاكمة الى موعد آخر لا يخدم مصلحتهم. ورأى ان ضم الملف سيؤدي الى رفع جلسات المحاكمة للسماح لمحامي مرعي درس الملف، والا فستكون اجراءات موازية لتنظر غرفة جديدة في ملفه مما يتعارض مع مبادئ العدالة الحيادية ويؤثر في بحث الادلة التي ستطرح في الملف الاساسي خلال المحاكمة.
وأجاب القاضي راي بان "الغرفة لم تتسلم اي طلب بارجاء المحاكمة التي سنبدأ بها الاسبوع المقبل". واعلن عن جلسة تمهيدية لدرس مسألة ضم ملف مرعي الثلثاء المقبل.
وقال المحامي رو ان"ضم قضية مرعي سيفرض على محاميه قرارات اتخذت في غيابه. ونحن في محكمة ترعى قوانين مختلطة"، داعيا الى النظر في قواعد الاجراءات والاثبات لجهة الوقت اللازم للنظر في القضية. ودعا الى استمزاج رأي محامي مرعي لان كل الافرقاء يجب ان يتوافر لهم حق المشاركة في الاجراءات وحق الكلمة.
وكان الادعاء طلب ضم قضية مرعي الى ملف رفاقه.
يشار الى ان احد المحامين تحدث بالعربية في مداخلته. واستتبع ذلك تعليق للقاضي راي بأن في الامكان التكلم بلغات ثلاث في المحاكمة، الفرنسية والانكليزية اضافة الى العربية."
باريس أقرّت الهبة السعودية للجيش اللبناني
المعارك في سوريا وتورط الحزب يساعدانه في أداء دوره
سمير تويني
أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودر