سيطرة للقاعدة وتواجد لقوى 8 آذار...
ليست عرسال لوناً سياسياً واحداً كما يحلو للبعض ان يصور خصوصاً مسؤولي تيار المستقبل والأجهزة التابعة له، إن كان في الدولة اللبنانية أو في الساحة الاهلية في لبنان ، فالبلدة مثل غيرها من البلدات اللبنانية تتواجد فيها تيارات سياسية مختلفة ومتعارضة وهي وإن كانت تؤيد تيار المستقبل بغالبيتها فإن لقوى الثامن من آذار مؤيدين كثر في عرسال، وهؤلاء ما زالوا في البلدة ومعروفون بالأسماء ، ويجاهرون بمعارضتهم تحويل عرسال الى معقل مسلح تكفيري يغذي الحرب في سوريا ويعادي محيطها اللبناني من جمهور المقاومة وذلك لسببين: عقائدي أولاً ولحسن الجوار ثانيا ً.
وتشهد البلدة حالة من الاستنفار الدائم غير المعلن بين أنصار الطرفين، ويتهم انصار القاعدة وتيار المستقبل ، أنصار التيارات الناصرية واليسارية بالتعاون مع الجيش اللبناني ، وبالتعاون مع حزب الله ضد جبهة النصرة وتيار المستقبل.
وشهدت البلدة عدة أحداث كادت تتطور الى اشتباك بين الطرفين لولا التوازن العائلي الهش في البلدة والذي يمنع تيار المستقبل من البطش والتنكيل بأنصار قوى 8 آذار في عرسال.
وتشهد اجتماعات فعاليات عرسال التي تعقد في مبنى البلدية خلافات كبيرة بين الطرفين تصل لحد التهديد والوعيد بينهما , كما حصل في الإشتباك بين (ش . ر) ورئيس البلدية علي الحجيري الملقب أبو عجينة أثناء اجتماع لفعاليات البلدة بعد الكمين الذي تعرض له رئيس البلدية في اللبوة وأصيب خلاله بجروح في يده . أبو طاقية كان حاضرا في الاجتماع بحضور معظم مخاتير البلدة ، وحضر أيضا مسؤول الجماعة الاسلامية في البلدة (باسل الحجيري) الذي يلعب دورا كبيرا في دعم المسلحين السوريين في البلدة ويؤمن لهم بعض من التمويل المنهمر على عرسال هذه الفترة .
بدأ ابو عجينة الحديث بالترحم على (محمد حسن الحجيري) المعروف (محمد حسن دخان) وقال انه شهيد مظلوم.
(ش .ر): وأيضا تنطبق كلمة المظلوم على أولاد امهز وجعفر الذين قتلتموهم في وادي رافق.
مصطفى الحجيري (أبو طاقية) وهو مسؤول جبهة النصرة في عرسال: هؤلاء كفرة ولا يمكن ان نقول انهم مظلومون إنهم جيف.
وهنا تدخل (ا. ح) وخاطب الجميع : من منكم يقول أن قتل أولاد أمهز وجعفر كان عملا جيدا؟
ساد صمت ولم يتدخل احد من الحاضرين لمساندة الثنائي رئيس البلدية ومسؤول جبهة النصرة وشهد الاجتماع مشادات كلامية حول كل المواضيع قبل ان ينفض على خلاف وتهديدات وجهها (أبو طاقية) لكل من (ش .ر) و(ا. ح ) قبل ان يغادر الاجتماع غاضباً.
حالات الاستنفار العسكري التي تحصل بين الطرفين كثيرة ، وتكاد في الكثير من الأحيان تصل حد المواجهة العسكرية ، كما حصل في إحدى المرات على خلفية احتجاز بعض الأشخاص من آل جعفر داخل أحد المقالع الصخرية من قبل مسلحين سوريين ولبنانيين بقيادة (عبادة الحجيري) ابن أبو طاقية نتج على اثره استنفار مسلح، وتوجه مسلحون من البلدة الى المقلع لإخراج المحاصرين منها وتأمينهم الى خارج البلدة.
شخص مقرب من تيار المستقبل قال لنا أن هناك ثلاثين عائلة عرسالية تحصل على مساعدات من مؤسسة إمداد الإمام الخميني منذ سنوات عديدة ، فيما يحصي فرع المعلومات وجماعة أبو طاقية حوالي خمسين ناشطا مقربا سياسياً من حزب الله في عرسال من أبناء البلدة ومن مختلف العائلات ينتمون جميعهم للتيارات القومية العربية.
ويمكن تحديد توزيع القوى في داخل البلدة بمجموعات ثلاث:
1 - تيار المستقبل والقوى السلفية وهؤلاء يشكلون نظريا غالبية أبناء البلدة من حيث الصوت الانتخابي فيما تبلغ نسبة الناشطين منهم حوالي العشرين بالمائة من أبناء البلدة.
2 - قوى الثامن من آذار وهؤلاء تبلغ نسبتهم 10 بالمائة من أبناء البلدة.
3 - الغالبية الصامتة بين الطرفين هذه هي النسبة الأكبر وهي تصب انتخابيا في خانة تيار ألمستقبل تبعا لمصالحها فضلا عن تأثيرات شد العصبي السني الذي يعمل عليه التيار دوماً.
هذه الفئة تعيش تناقضا في خياراتها بين القلق من تدخل عسكري للجيش السوري والصراع مع المحيط الشيعي في لبنان، وبين الاستفادة المالية التي تعيشها بسبب وجود 80 الف نازح سوري في البلدة وتدفق الأموال والمساعدات اليها ما سبب حالة انتعاش اقتصادي استفاد منها الجميع بطريقة مباشرة وغير مباشرة وساهمت في حالة الصمت على تجاوزات أبو عجينة وأبو طاقية ومن ورائهم فرع المعلومات ومسلحي المعارضات السورية...
حسين الحجيري الملقب (ملا أبو طاقية) نشأته الدينية كانت في باكستان أثنا الحرب الأفغانية. عاد الى لبنان بعد سقوط حكم طالبان في افغانستان وبدء الحملة الأمريكية لاعتقال جماعة القاعدة في باكستان ، واستقر به المقام في صيدا وفي مخيم عين الحلوة حيث أقام علاقات وطيدة مع جماعة فتح الإسلام قبل أن يعود ادراجه الى عرسال بعد انتهاء حرب نهر البارد تحت رعاية تيار المستقبل.
يملك مدرسة كبيرة في عرسال محاطة بسور مرتفع يمنع رؤية ماذا يدور داخلها ، متهم بقتل جنود الجيش اللبناني ، وقتل أشخاص من آل جعفر وآل امهز، والتعاون في تفخيخ السيارات وإرسالها الى الداخل اللبناني كما انه متهم بقتل مجموعة من الهجانة السورية عند معبر جوسية في شباط عام 2012.
محمد الحجيري: لقبه الشيخ محمد (الورد) يقيم في المملكة العربية السعودية، خدم في تسعينات القرن الماضي في كتيبة حزب البعث العربي الاشتراكي قرب مزرعة الامين العام القطري السابق عاصم قانصوه في الهرمل ، اختفى عن الانظار بعد حوادث الضنية عام 2000، يتولى محمد الورد حاليا مسؤولية حلقة من حلقات التركيبة العنقودي التي يتشكل منها تنظيم القاعدة اللبناني في عرسال و مسؤول الخارج الذي يؤمن التواصل بين جماعة التيار السلفي السعودي في السعودية من جهة وبين أبو طاقية والمسلحين السوريين في عرسال من جهة اخرى.
دولة الاسلام في عرسال والشام -1
دولة الاسلام في عرسال والشام -2
دولة الاسلام في عرسال والشام -3
دولة الاسلام في عرسال والشام -5