المفارقات تتحدث عن نفسها, حلفاء بدأوا الاقتتال فيما بينهم, وخصوم –أخوة, مدوا الايادي لبعضهم في ساحات كانت حرارتها أشد من نيران البنادق في أيديهم.
خليل موسى - دمشق
المفارقات تتحدث عن نفسها, حلفاء بدأوا الاقتتال فيما بينهم, وخصوم –أخوة, مدوا الايادي لبعضهم في ساحات كانت حرارتها أشد من نيران البنادق في أيديهم.
على ما يبدو وحسب مراقبين بدأ العد العكسي للأزمة السورية, فبعد المعضمية في ريف دمشق تعود اليوم منطقة برزة البلد إلى حضن البلد, فبعد أيام على حبس الانفاس والاحتمالات الكثيرة حول المصالحة او التسوية في منطقة برزة البلد ، تم الإعلان أخيرا عن إنهاء العمليات العسكرية فيها والتي استمرت ما يزيد على العام بقليل, والإعلان جاء بدخول الدكتور بشر الصبان محافظ مدينة دمشق, ليدخل معه فريق متكامل من فرق الخدمات الفنية يضم الى جانب المهندسين فنيين وعمال للشروع السريع بعمليات اتمام إزالة المتاريس وتنظيف الشوارع وإعداد دراسة كاملة عن المنطقة من اجل تأهيلها من جديد وترميم وإصلاح المباني الأهلة للسقوط ومن أجل عودة الاهالي الذين خرجوا منها على خلفية بدء المعارك فيها. من جانب آخر، بدأ إدخال المواد الغذائية لأهالي برزة, والعمل على ما يضمن تحسين المستوى المعيشي لهم حسب الخطط الموضوعة من قبل الحكومة.
اللافت في حديث المحافظ, إفصاحه عن مخطط تنظيمي لمنطقة برزة " يضمن فوائد مادية وعوائد نفعية على أهالي المنطقة", المحافظ تحدث أيضا عن اللحمة الوطنية وإفشال كل المخططات لضرب وحدة سورية داعيا ومبشرا بتسويات في مناطق أخرى من ريف دمشق, ستتوالى بعد تجربتي المعضمية وبرزة البلد.
أذاً ها قد بدأت المصالحات والتسويات بين السوريين في أرياف دمشق, في حين ما زال مزيدا من الاستعار ينشب بين المسلحين التكفيريين أنفسهم في باقي المحافظات, وكأن الحالة تنقلب والعكسية ليست فقط في عد أيام الأزمة كما قال محللون, إنما في انقسامات التكفير على بعضهم بعضاً.