تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها موضوع تشكيل الحكومة والاجواء الايجابية الحاصلة، بعد مضي عشرة اشهر من تكليف الرئيس تمام سلام.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها موضوع تشكيل الحكومة والاجواء الايجابية الحاصلة، بعد مضي عشرة اشهر من تكليف الرئيس تمام سلام.
السفير
ظريف يمد اليد للرياض.. وكيري يهدد «حزب الله»
«سلالم سياسية» لإنقاذ حكومة الكل
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "دخلت الإيجابيات النظرية التي رافقت المفاوضات الحكومية في الأيام الماضية مرحلة الاختبار العملاني بـ«الذخيرة الحية»، مع الغوص في التفاصيل ومحاولة ترويض شياطينها، تمهيداً لإنزال الجميع من سقوفهم العالية عبر «سلالم سياسية»، تعيدهم الى حضن التسوية.
وفي هذا الإطار، سُجلت «دفعة على الحساب» من طرفي النزاع، فتنازلت قوى «8 آذار» عن»9-9-6» ووافق «تيار المستقبل» على مبدأ الجلوس مع «حزب الله» حول طاولة حكومية واحدة من دون ربط ذلك بالانسحاب من سوريا، على أن تكون هناك تتمة في الأيام القليلة المقبلة، إذا صدقت النيات المحلية والإقليمية.
ويشكل اللقاء المرتقب اليوم بين الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة محطة أساسية على طريق تظهير الصورة النهائية لموقف «المستقبل»، وقياس مدى إمكانية الوصول قريباً الى حكومة جامعة على قاعدة صيغة «8-8-8» المخصبة عددياً وسياسياً، علماً أن وظيفة زيارة النائب وليد جنبلاط، أمس، إلى عين التينة هي تهيئة الأرضية أمام اجتماع بري - السنيورة اليوم.
وإذا كان لا يمكن فصل الخيار النهائي لـ«تيار المستقبل» عن الحسابات السعودية، فإن مصادر واسعة الاطلاع أكدت لـ«السفير» أن الرياض أبلغت المعنيين أنها لا تمانع في تشكيل حكومة «8-8-8» تضم «حزب الله» إذا حصل توافق لبناني عليها، وأنها في الوقت ذاته لا تتحمس لها وليست مستعدة لممارسة أي ضغط سياسي من أجل الدفع في اتجاه تشكيلها.
وترافقت هذه الإشارات السعودية مع وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ليل أمس إلى بيروت للقاء عدد من المسؤولين والقيادات.
وقد أكد ظريف في مطار بيروت أن لبنان مقاوم وصامد «ونحن نعوّل على أهميته في المنطقة وعلى تعزيز العلاقات معه»، مؤكداً أن طهران تسعى إلى أفضل العلاقات مع الرياض، «لأنها تؤسس للاستقرار والسلام في المنطقة»، ورحب بأي لقاء إيراني سعودي وعلى أي مستوى من المستويات.
أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فقد اعتبر في مؤتمر صحافي في باريس مع نظيره القطري خالد العطية ان «حزب الله» منظمة إرهابية، وانه «انخرط في عمليات اغتيال عبر الحدود وأنشطة إرهابية، وهو يشارك في المعارك في سوريا، وشارك في نشاطات في لبنان تساهم في زعزعة الاستقرار».
في هذه الأثناء، أفادت المعلومات المتصلة بالملف الحكومي أن الرئيس سعد الحريري اتخذ قراراً قاطعاً وحاسماً بالمضي في حكومة جامعة على أساس «8-8-8»، لكن «تسييل» القرار الإيجابي للحريري يتطلب تأمين الإخراج المناسب ومنح فريق «14آذار» ثمناً ما، ولو كان شكلياً، في مقابل موافقته على الدخول الى حكومة تجمعه مع «حزب الله»، لأن هذا الفريق محرج بعد السقوف المرتفعة التي بلغها في خطابه السياسي و«الفيتو» الذي وضعه على مشاركة الحزب، لا سيما أن مفاوضات التأليف تزامنت مع قرب انطلاق أعمال المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 16 الحالي.
كما أن وجود رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على يمين الحريري يزيد من حراجة موقف رئيس «تيار المستقبل» الذي يسعى خلال المفاوضات الى الحصول على الحد الأدنى المتاح من المكاسب لتبرير الموافقة على الدخول الى حكومة جامعة.
ويبدو أن فريق «14 آذار» يحاول تسجيل بعض النقاط على مستوى البيان الوزاري، لحفظ ماء وجهه، وتحديداً لجهة نيل ضمانات بعدم الإتيان على ذكر معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، على أن يحل مكانها تأكيد الالتزام بإعلان بعبدا، علماً ان الرئيسين سليمان وسلام وفريق «8 آذار» يطرحون تأجيل البحث في هذه المسألة الى ما بعد تشكيل الحكومة.
وقال الرئيس بري لـ«السفير» ان أجواء المشاورات والاتصالات الجارية جيدة، مشيرا الى أن لقاءه مع النائب جنبلاط يندرج في إطار «المراجعة المشتركة لنتائج الجهد الذي يبذله كل منّا لتسهيل الولادة الحكومية».
ونوّه بري بالجهد الذي يبذله الرئيس الحريري على هذا الصعيد، وأضاف: ان الرئيس الحريري ليس متجاوباً فقط مع المساعي التي تُبذل لتشكيل الحكومة الجامعة، بل هو يساهم في تذليل العقبات التي تعترضها.
وردا على سؤال حول المهلة التي حددها الرئيس سليمان حتى 20الحالي لتأليف الحكومة، أجاب: أعتقد أن هذه مهلة حث للإسراع في تشكيل الحكومة، على قاعدة أن خير البر عاجله.
وعما إذا كانت قوى «8 آذار» قد قدمت أجوبة شافية رداً على الاسئلة التي تطرحها قوى «14 آذار»، قال: لا أسئلة أو أجوبة أو شروط بل مقترحات تحسينية، حتى تأتي الحكومة بأفضل صيغة ممكنة.
وعما إذا كانت المداورة في الحقائب قد حُسمت، لفت الانتباه الى ان «الرئيس المكلف تمام سلام كان أول من طرحها، وأنا أؤيدها على أساس العدالة والشمولية، بحيث تشمل المداورة كل الحقائب والطوائف، وحتى الطوائف الصغرى». وتابع: لقد حان الوقت لنضع حداً لعادة درجت في لبنان وهي أن تصبح الوزارة أو الإدارة ملكاً لمن يتولاها، خلافاً لمبدأ «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك».
وقال النائب جنبلاط لـ«السفير» إن الجلسات مع بري هي دائما إيجابية ومريحة، لافتاً الانتباه الى أنه لمس لديه حرصاً على الاستقرار والحوار. وأشار الى أن النقاش تناول الى جانب الملف الحكومي، الوضع في المنطقة، مؤكدا أهمية الحل السياسي في سوريا.
أما الوزير وائل ابو فاعور، فأكد لـ«السفير» أن اللقاء مع بري إيجابي والنقاش الذي دار معه حول الوضع الحكومي كان مثمراً.
وأبلغت أوساط سلام «السفير» أن الجو الإيجابي يطغى على الاتصالات، مشيرة الى أن ثلاثة من الأسئلة التي طرحها فريق 14 آذار» لا خلاف عليها وهي المتعلقة بشكل الحكومة، والمداورة الشاملة في الحقائب، وعدم فرض أي اسم للتوزير على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، ويبقى موضوع البيان الوزاري والتزام إعلان بعبدا، وهو أمر يرى الرئيسان سليمان وسلام انه يجب أن يؤجل الى ما بعد التأليف.
وأشارت الى أن ما يجري خلال المفاوضات محاولات تطمين من الكل للكل، وقالت إن النصيحة على ما يبدو أُسديت لكل الأطراف اللبنانية ومن أغلب القوى الدولية والاقليمية بأن يعمل اللبنانيون على معالجة أزمتهم بأيديهم. وأضافت: «بناءً على هذه النصائح والتمنيات يبدو أن طرفي الأزمة اقتنعا بتدوير الزوايا وتقديم تنازلات أو تسهيلات متبادلة، وتبقى تفاصيل من شأنها أن تطمئن هذا الطرف أو ذاك، ستبحث خلال الأسبوع الحالي».
الى ذلك، وصل العماد ميشال عون أمس الى روما، حيث سليتقي البابا فرانسيس وعدداً من المسؤولين في الفاتيكان، للتباحت معهم في المخاطر التي تتهدد الوجود المسيحي في المشرق، الى جانب الوضع اللبناني، لا سيما ما يتصل منه بالشأن الحكومي والاستحقاق الرئاسي.
النهار
الحكومة: أجواء إيجابية لولادة قيصرية
14آذار تحسم موقفها بعد انطلاق المحكمة؟
وتناولت صحيفة النهار الشأن الحكومي وكتبت تقول "من بيروت الى باريس وروما وصولاً الى جنيف، مروراً بالرياض وطهران، حركة اتصالات ناشطة وجرعة زائدة من التفاؤل، مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف 2، وانطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان. ومعها يبدو لبنان وحكومته تفصيلين صغيرين ضمن صفقة أو اتفاق ترعاه الدول الكبرى ويشمل الخط الممتد من لبنان الى سوريا فالعراق وصولاً الى ايران. لكن ربط ملف الحكومة اللبنانية بمجمل هذه الملفات لا يدفع في اتجاه التأليف السريع، وخصوصاً اذا ما طرأت متغيرات وعثرات انتفت معها امكانات المضي الايجابي في هذه القضايا المعقدة.
أما القراءة المتفائلة بقرب ولادة الحكومة خلال الاسبوع الجاري، أو بعيد انطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان، وقبل الاطلالة الاعلامية المتوقعة للرئيس سعد الحريري في العشرين من الجاري، ففيها انه لم يكن ممكناً حتماً الوصول إلى التنازلات التي قدمها كل من فريقي 14 و 8 آذار للآخر، لو لم تكن تلك التنازلات تحمل في طياتها مظلة إقليمية برعاية دولية تدفع الى تحييد لبنان عن ارتدادات الصراع الإقليمي وحمايته منها. لكن هذه المظلة، وفق مصادر متابعة، تفسح في المجال لتطورات عدة في أكثر من ملف، مما يعطي هامشاً للافرقاء اللبنانيين لعدم الانجراف في عملية التأليف "إذ يمكن ان يتم اتفاق أوسع من الحكومة ويشمل الاستحقاق الرئاسي".
الحريري
في باريس، التقى الرئيس الحريري مساء أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان.
وتخلل اللقاء عرض تفصيلي للأوضاع في لبنان والمنطقة. وفيما التزمت اوساط الحريري الصمت حيال اللقاء، أفادت مصادر متابعة ان رئيس الديبلوماسية الروسية نقل دعم بلاده للمحكمة الخاصة بلبنان، وشدد على أن موسكو مع حكومة تشكل في لبنان لإنقاذه من الحرب الدائرة في المنطقة، انطلاقاً مما نص عليه اعلان بعبدا، وانه يدعم كل المساعي لعمل المؤسسات اللبنانية بالشكل الصحيح.
عون
واذ تردد ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي يزور روما، قد يلتقي الرئيس الحريري، علمت "النهار" ان لا موعد محدداً للقاء، لكنه قد يكون ممكناً في اطار سياسة الانفتاح التي يعتمدها "التيار الوطني الحر" وسعيه الى التقريب بين مختلف الأفرقاء لإنقاذ لبنان من أتون التفجير الداخلي والانجرار الى حروب الآخرين. الا ان المكتب الاعلامي لعون رد على الخبر الذي أوردته إحدى محطات التلفزيون بان لا مصادر للرابية، وما يريد عون قوله يصدره في بيان رسمي.
بري
وأما داخلياً، فروزنامة التواصل والتشاور حافلة: لقاء للرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة السبت، على أن يزور الأخير الرئيس نبيه بري اليوم، بعدما سبقه الى عين التينة أمس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعكس بري وجنبلاط بعد لقائهما لـ"النهار" أجواء إيجابية في مسار التأليف، فيما ينتظر أن يكون لقاء بري – السنيورة محطة أساسية لبلورة ما آلت اليه الجهود.
وقال رئيس المجلس: "الاجواء جيدة في ما يتعلق بتأليف الحكومة، والرئيس سعد الحريري يبذل جهودا كبيرة للتوصل الى ولادة الحكومة وهو يساهم في تذليل الصعوبات وليس القبول فقط بصيغة 8 -8 - 8 ". وعن قول رئيس الجمهورية ان هناك حكومة جديدة في 20 من الجاري، قال: "هذا كلام جيد وهدفه الحث على الاسراع في تشكيل الحكومة وخير البر عاجله".
وهل يجيب خلال لقائه السنيورة عن الاسئلة الخمسة التي طرحها " تيارالمستقبل"؟ اجاب: "ليست هناك اسئلة واجوبة انما هناك دائما أخذ ورد". وعن المداورة في الحقائب قال: "أول من اقترح المداورة هو الرئيس المكلّف تمام سلام، وأنا أيّدت ذلك على قاعدة العدالة والشمولية ولا مانع ان تشمل هذه المداورة ايضا الادارات في الوزارات".
جنبلاط
وبدوره قال النائب جنبلاط لـ"النهار": "كل مرة التقي فيها الرئيس بري المس حرصه الدائم على الاستقرار والحوار وخصوصا ولادة الحكومة، واللقاء كان ايجابياً".
سلام
وكشف الرئيس سلام لـ"النهار" انه لا يزال عند وعده بالتريث فترة قصيرة اخرى اذا كانت الجهود القائمة ستؤدي بالنتيجة الى توافق بين القوى السياسية المتخاصمة. وقال: "كانت اخبار التأليف عندنا عندما كنا في صدد تأليف حكومة حيادية، أما وأن الامور ذهبت في اتجاه الحكومة السياسية الجامعة، فقد أصبحت الكرة في ملعب القوى السياسية".
14 آذار
في المقابل، وفيما يلتزم الرئيس السنيورة الصمت، لم تمتنع اوساطه عن وضع النقاط على الحروف وأكدت عبر "النهار" جملة معطيات: ان لا صحة إطلاقا لما يتردد عن خلافات، مشيرة الى انه حتى لو شارك "تيار المستقبل" وامتنع "حزب القوات" فهذا لا يعني خلافا او تشرذما داخل الفريق الواحد، ان مسألة الثلث المعطل إنتهت فعلاً، إستعادة الحق الدستوري لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف توزيع الحقائب، التوافق على موضوع المداورة لكنه لا يزال يحتاج الى مزيد من البحث والضمانات من أجل جعله دائماً وليس ظرفياً.
وقالت هذه الاوساط إن خيار الحكومة الحيادية لا يزال قائما ويمكن العودة اليه في أي لحظة اذا تعطلت التفاهمات السابقة أو توقفت.
على أن مصادر أخرى في 14 آذار تساءلت عن دورها في المفاوضات الجارية "أليس من الافضل ان يشعر الجميع بأنهم معنيون ولهم دور؟" وأفادت ان هذه النقطة ستكون موضوع الاتصالات في الايام المقبلة. وعلمت "النهار" ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سيعلن موقفا من الحكومة في لقاء "زمن العدالة" الذي ينظم في معراب، بعد ظهر اليوم "تحية للوزير الشهيد محمد شطح، ووفاء لشهداء ثورة الارز".
الأخبار
8 آذار ترفض بحث البيان الوزاري: إلى ما بعد التــأليف
كما تناولت صحيفة الأخبار موضوع تأليف الحكومة وكتبت تقول "لم تُحل جميع العقد التي تحول دون تأليف الحكومة. لكن الإيجابية التي يبشر بها فريقا النزاع تتيح، في حال استثمارها، صدور مرسوم التأليف قريباً. وفيما يدور سجال حول التوقيت ربطاً بانطلاق عمل المحكمة الدولية، يختفي رئيس الحكومة المكلف تمام سلام عن طاولة المفاوضات، مخلياً الساحة للرئيس فؤاد السنيورة.
صيغة «8 ـــ 8 ـــ 8» الحكومية، مع «تدوير زوايا» و«مداورة عادلة وشاملة للحقائب الوزارية» هي كل ما تم الاتفاق عليه حتى الآن بين طرفي التفاوض. وبحسب مصادر مشاركة في مفاوضات تأليف الحكومة، فإن الاتفاق الأولي يمنح الرئيس المكلف تمام سلام القدرة على إجراء جولة مشاورات تؤدي في النهاية إلى تأليف حكومة جامعة. لكن سلام لم يقدم على أي خطوة بعد، بانتظار الضوء الأخضر من تيار المستقبل الذي لا يزال ينتظر قراراً من الرئيس سعد الحريري، مبنياً على «أجوبة في سلة متكاملة، تتمحور حول توزيع الحقائب ومضمون البيان الوزاري». وفيما كان الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط يدفعان باتجاه تأليف حكومة جامعة قبل انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم الخميس المقبل، «لتحرير الاستحقاق الحكومي من ثقل المحاكمات» على حدّ قول مصدر معني بهذا الطرح، قالت مصادر سياسية وسطية، وأخرى من 14 آذار، إنه بات من الصعب تأليف الحكومة قبل انطلاق عمل المحكمة، بسبب عدم الاتفاق على كافة التفاصيل، وصعوبة إنجاز التفاهمات خلال اليومين المقبلين.
وتريد قوى 14 آذار الحصول على «ترضية لفظية» في البيان الوزاري، بحسب مصادر وسيطة. أما 8 آذار، فتعمل على تجزئة النقاط الخلافية. فهي بحسب مصادرها تريد ترحيل البحث في البيان الوزاري إلى ما بعد تأليف الحكومة. ولتحقيق هذا الهدف، تتلطى خلف «الصلاحيات الدستورية لأي حكومة جديدة، والتي لا تجوز مصادرتها أو تجاوزها». ومن المتوقع أن يكون هذا الامر سبب الكباش السياسي خلال اليومين المقبلين. فالرئيس فؤاد السنيورة أثار هذا الموضوع مع الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا أول من أمس. وينتظر أن يتابعه مع الرئيس نبيه بري اليوم. وفي ضوء نتائج هذا اللقاء يبلغ السنيورة رئيس الحكومة المكلف تمام سلام موقف «المستقبل» النهائي من المشاركة في الحكومة، إذ كشف الوزير علي حسن خليل أن السنيورة طلب موعداً من بري وسيتم اللقاء في خلال 24 ساعة، مؤكداً في الوقت عينه «أننا لسنا أمام أسئلة تحتاج إلى إجابات، وليس هناك شروط وهناك نقاش مفتوح»، بينما أكدت مصادر نيابية بارزة في قوى 8 آذار لـ«الأخبار» أنه «لا أحد يستطيع أن يأخذ حقاً ولا باطلاً من الرئيس بري حول البيان الوزاري قبل صدور مرسوم تأليف الحكومة».
وكان بري قد استقبل أمس النائب وليد جنبلاط، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، بحضور وزير الصحة العامة علي حسن خليل. وقالت مصادر المجتمعين إن «اللقاء كان إيجابياً جداً وجرى عرض كل جوانب عملية التأليف، لكن جنبلاط لم ينقل أي جديد عن الحريري».
وفضلاً عن الخلاف الرئيسي بين فريقي 8 و14 آذار، تستمر الخلافات داخل كل فريق على حدة. وفي هذا الإطار، كان السنيورة قد أجرى مشاورات داخلية مع عدد من الشخصيات في فريقه السياسي التي ترى أن «من الضروري التمسك بثوابت 14 آذار في الحوارات الجارية من أجل تأليف الحكومة، أي التمسك باتفاق الطائف وإعلان بعبدا والتزام حزب الله بجدول زمني للانسحاب من سوريا». وترى أوساط في قوى 14 آذار أن «من الضروري التركيز على البند الثالث، مع العلم المسبق بأن هذا القرار يفوق إرادة حزب الله، ليصبح قراراً إيرانياً. لكن من المهم على الحزب الاعتراف بدوره وخطورة وجوده في سوريا وانعكاسه على لبنان». وكذلك لا تزال الاتصالات جارية بين المستقبل وحزب القوات اللبنانية لتنسيق المواقف.
أما في الطرف المقابل، فعلّق رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على ما نُسب إليه من إجابات عن أسئلة في موضوع تأليف الحكومة، مؤكداً في تغريدة على موقع «تويتر» أن «هذه الأسئلة لم تطرح أصلاً»، وقال: «لم أبدِ حتى الآن أي رأي في ما يخصّ تأليف الحكومة، لأن لا شيء واضحاً للحظة، إلا مسألة العدد». وفي هذا الإطار، قالت مصادر واسعة الاطلاع في فريق 8 آذار لـ«الأخبار» إن اتصالات رفيعة المستوى جرت بين حزب الله والتيار الوطني الحر خلال الساعات الماضية، «ولا نعتقد أن أزمة ما ستنشب داخل فريقنا. فنحن نجحنا في نقل المشكلة إلى داخل صفوف 14 آذار من خلال الطرح الأخير للرئيس بري والنائب وليد جنبلاط. وكما أفشلنا قبل 9 أشهر توجه قوى 14 آذار لتسمية رئيس منه يؤلف حكومة من لون واحد، أفشلنا الأسبوع الماضي توجه رئيس الجمهورية لتأليف حكومة حيادية». وختمت المصادر: «لا نتوقع التفريط في ما حققناه من خلال نقل المعركة إلى داخل فريقنا».
وفيما لا تزال الصالونات السياسية منشغلة بتحديد أسباب انفتاح تيار المستقبل وحزب الله على تأليف حكومة جامعة، وإحصاء تراجعات كل من الطرفين وخسائره، تحدّثت مصادر في تيار المستقبل وأخرى وسطية ومن 8 آذار، عن أسباب هذه الإيجابية المفاجئة لدى الطرفين، ولخصتها بالآتي:
وافق حزب الله على صيغة حكومية كان يرفضها لأنه لا يريد توتراً إضافياً في البلاد قد ينعكس توتراً أمنياً يتحاشاه الحزب.
تيار المستقبل، ومن خلفه السعودية، يئسا من إمكان إحداث تعديل في موازين القوى. كذلك فإنهما أحرجا، كما سليمان وسلام، من موافقة فريق 8 آذار على صيغة حكومية طرحها الرئيسان سابقاً. يخشى تيار المستقبل والسعودية من ردّ فعل حزب الله في حال تأليف حكومة أمر واقع. الضغوط والنصائح الاميركية للحريري والرياض، وتعبير واشنطن عن القلق من «منح ذريعة لحزب الله للسيطرة على لبنان».
ضغوط ونصائح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على الحريري خلال لقائهما الأخير في السعودية، وتركيز هولاند على ضرورة عدم استفزاز حزب الله إلى درجة دفعه إلى السيطرة على البلاد، فضلاً عن خطورة نقل الحرب السورية إلى داخل لبنان.
وبحسب مصادر وسطية وأخرى من 14 آذار، ثمة مساهمة، ولو جزئية، للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي زار السعودية الأسبوع الماضي، وشرح للمسؤولين هناك خطورة الوضع في لبنان.
وكان الحريري قد التقى في باريس أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حضور نائبه ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان.
كذلك وصل إلى بيروت وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على رأس وفد، في سياق جولة على دول المنطقة تشمل دمشق وعمان وبغداد. وسيجري ظريف محادثات مع المسؤولين الللبنانيين وقيادات سياسية، حول الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأعلن أن وفداً قضائياً إيرانياً سيزور لبنان قريباً لتدارس ملابسات الانفجارين الانتحاريين اللذين استهدفا سفارة بلاده في بئر حسن.
اللواء
مسار التأليف: التفاهمات تنتقل إلى الحقائب والهواجس
سلام لـ «اللــواء»: 20 ك2 مهلة للوزارة الجامعة
صحيفة اللواء تناولت الموضوع نفسه وكتبت تقول "عشية ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يصادف اليوم، عززت اتصالات الـ 48 ساعة الماضية، كفّة الإيجابيات على صعيد جبهة التأليف الحكومي، وسط مروحة متوقعة من الانفراجات، على أبواب انعقاد مؤتمر جنيف-2 الخاص بالبحث عن تسوية للحرب الدائرة في سوريا منذ آذار 2011.
وبين بيروت وباريس وعواصم عربية وإقليمية، تقدمت حركة الاتصالات بشكل ملحوظ، فقبل أيام قليلة من انطلاق المحاكمات في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لاهاي يوم الخميس المقبل، وتسعة أيام على انعقاد مؤتمر جنيف-2 الذي سيعقد في مونترو، تبلغ الرئيس سعد الحريري الموجود في باريس من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ثلاثة مواقف مترابطة تتعلق بالوضع اللبناني:
1- دعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من خلال إرسال ممثل روسي لحضور جلسات المحاكمة.
2- دعم تشكيل حكومة لبنانية تكون قادرة على إنقاذ لبنان من «لهيب المحيط».
3- دعم موسكو «لإعلان بعبدا» وحثّ «حزب الله» على الخروج من سوريا، بالإضافة الى أطراف لبنانية وخارجية أخرى.
ووصفت مصادر مطلعة اللقاء الذي عقد في الدائرة السابعة في باريس، وهو بيت السفير الروسي التاريخي، بأنه كان مثمراً وإيجابياً.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن الوفد الروسي الذي ضم الى لافروف نائبه ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، قال خلال اللقاء أن «روسيا لم تتزوج بشار الأسد، ولكن الأسد هو أمر واقع، ويجب التعاطي على هذا الأساس».
وتزامنت مغادرة الحريري برفقة مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره في الشؤون الروسية جورج شعبان بيت السفير مع وصول رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا للاجتماع مع لافروف.
وأشاد الوزير الروسي بدور الرئيس الحريري في إطفاء الصراع السنّي - الشيعي في المنطقة، ولا سيما في لبنان، وخاصة محاربة الفتنة، وأيّد الوفد وجهة نظر الحريري من أن الإرهاب متعدد الجهات وليس إرهاباً أحادياً، وسمع أيضاً في الموضوع السوري أن موسكو مع حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، في مرحلة ما بعد مؤتمر جنيف. وعلم أن الرئيس الحريري سيشارك في الجلسة الافتتاحية للمحاكمة المقررة في لاهاي بصفته متضرراً.
الملف الحكومي
وكانت الاتصالات لم تنقطع منذ أن عادت الحرارة الى حركة مشاورات تأليف الحكومة قبل أسبوع.
وكشفت معلومات خاصة بـ «اللواء» أن النائب وليد جنبلاط أطلع الرئيس نبيه بري أثناء لقائهما مساء أمس في عين التينة، على أجواء الاتصالات مع رئيس تيار «المستقبل»، وأن رئيس المجلس أعرب عن تثمينه للدور الإيجابي للرئيس الحريري وجديته في التوصل الى حكومة «لمّ شمل»، فضلاً عن جهوده لتذليل العقبات.
وهذا الموضوع سيكون على بساط البحث اليوم بين الرئيس بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، حيث سيتم التطرق الى سلسلة من الاستفسارات والأسئلة المتبادلة بين الطرفين لتعزيز ما وصفه وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل بأنه «مسار متقدم تجاه السير بحكومة جامعة»، وأن «تراكم الإيجابيات يعزز الوصول الى تفاهم يجتمع حوله كل الأطراف للاقتراب من الحكومة الجامعة»، مشيداً بالدور المحوري للنائب جنبلاط على صعيد بلورة صيغة الحكومة السياسية الجامعة وتذليل العقبات من أمامها.
وفيما حدد الرئيس المكلف تمام سلام، في موقف أبلغه لـ «اللواء» أن الـ20 من الشهر الجاري مهلة مرجحة ونهائية لولادة الحكومة، سجلت أوساط التيار العوني، بالتزامن مع سفر رئيسه النائب ميشال عون إلى الفاتيكان وعدد من العواصم الأوروبية، عتباً على الحلفاء في مسألة المشاورات الجارية حول الحكومة، فيما يرجح أن تعقد قوى 14 آذار اجتماعاً ثانياً، في غضون الأيام القليلة المقبلة لحسم موقفها من موضوع الحكومة، في ضوء الجواب الذي سيعود به الرئيس السنيورة من عين التينة على الأسئلة الخمسة التي كان طرحها تيّار «المستقبل».
وكشفت مصادر مطلعة، أن الموقف المتميز لـ «القوات اللبنانية» من الملف الحكومي، لم يكن لوحده في الاعتراض على الحكومة الجامعة، بل إن رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» دوري شمعون كان له موقف مشابه، وكذلك الأمر بالنسبة لعدد من المستقلين في قوى 14 آذار، لكن النقاش الذي كان هادئاً وتفصيلياً في «بيت الوسط» مساء الجمعة - السبت، انتهى الى تأجيل اعلان الموقف من مسألة المشاركة أو عدمها الى حين عودة الرئيس السنيورة بالاجوبة، مع التأكيد على انه مهما يكون الموقف فانه لن يؤثر على وحدة قوى 14 اذار، لأن ما يجمع اطرافها اكبر من حكومة لن تدوم كثيراً.
ومع أن اللقاء الذي جمع الرئيس ميشال سليمان والرئيس السنيورة مساء السبت، كان جيداً وجدياً، كما كان صريحاً وشاملاً، كما وصفه المكتب الإعلامي لرئيس كتلة «المستقبل» فان رئيس الجمهورية فضل ترك مناقشة أدق المسائل للرئيس المكلف، انطلاقاً من حرصه على عدم تجاوز الأصول الدستورية في مسألة تشكيل الحكومة.
وعلى هذا الأساس، فان سيناريو حركة الرئيس السنيورة، ستكون اليوم في اتجاه عين التينة، ليعود بجواب قوى 8 آذار على الأسئلة الخمسة إلى اجتماع كتلة «المستقبل»، ليصار بعد ذلك، إلى اجتماع لقوى 14 آذار، على أن يعود الرئيس السنيورة بالقرار النهائي إلى الرئيس المكلف. وبطبيعة الحال فان القرار لن يكون متاحاً، قبل نهاية الأسبوع الطالع، وهي المهلة التي حددها الرئيس سلام لـ «اللواء»، والتي تنسجم مع المهلة التي حددها أيضاً الرئيس سليمان، بحيث تكون زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى بيروت قد انتهت مساء اليوم، بعد اللقاءات التي سيجريها مع المسؤولين، والتي ستشمل الرؤساء الأربعة ونظيره اللبناني عدنان منصور، وكذلك بعد انتهاء انطلاق محاكمات المحكمة الدولية في لاهاي، والتي يرجح أن تتأجل بعد تلاوة القرار الاتهامي للادعاء فترة خمسة أشهر لإعداد مطالعة هيئة الدفاع عن المتهمين الخمسة.
وفي الانتظار، رفضت مصادر سياسية مطلعة نعي المساعي الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة وفق صيغة 8-8-8، وقالت أن أبواب التفاؤل لم توصد بعد، وأن هناك استكمالاً للمشاورات والاتصالات الهادفة إلى الوصول إلى توافق حول الحكومة الجامعة، والتي يرغب الرئيسان سليمان وسلام في تأليفها.
وتحدثت مصادر كل من رئيسي الجمهورية والمكلف عن أجواء إيجابية تظلل حركة العاملين على خط تأليف الحكومة، رغم ان أي حل ملموس لم يتبلور في الوقت الراهن، متوقعة تكثيف وتيرة الاتصالات في الأيام القليلة المقبلة.
وأوضحت أن عناوين التفاصيل التي لم تبحث في لقاء الرئيس سليمان مع الرئيس السنيورة ستحضر في لقاء الاخير مع الرئيس بري اليوم، ومن ضمن هذه التفاصيل نقل الموقف النهائي من صيغة الثلاث ثمانيات ومشاركة تيّار «المستقبل» في الحكومة واسئلته حول البيان الوزاري و«اعلان بعبدا» وصيغة الجيش والشعب والمقاومة.
ورأت المصادر نفسها ان صورة الواقع الحكومي لا تزال تترنح بين القرار النهائي لقوى 14 آذار في المشاركة، وامكانية السير بحكومة حيادية أو أمر واقع في حال فشلت المساعي لقيام توافق حول الطرح المقترح.
ولفتت إلى ان لقاء الرئيس بري بجنبلاط في عين التينة، جاء بنتيجة عدم وضوح الرؤية في الملف الحكومي، وفي اطار استكمال العمل لتسهيل عملية تشكيل الحكومة، مشيرة إلى ان اللقاء كان تشاورياً لغربلة بعض الأمور.
ان زوار عين التينة، فقد نقلوا عن الرئيس بري تأكيده ان منسوب الايجابية بشأن تأليف الحكومة قد ارتفع، من دون أن يعطي أية معلومات تفصيلية، لكنه أشاد بجهود الرئيس الحريري في هذا المجال.
وجدد رئيس المجلس قوله انه مع المداورة الشاملة والمعادلة في مسألة توزيع الحقائب الوزارية، وانه ينتظر لقاء الرئيس السنيورة لكي يطلع منه على موقف 14 آذار ليبني على الشيء مقتضاه.
لكن مصادر مطلعة، لاحظت ان لقاء بري - جنبلاط لم يسفر سوى عن غزل متبادل بينهما، مشيرة إلى أن المشاورات ما زالت جارية حول الحكومة، لأن بعض الايضاحيات ما زالت مطلوبة، أولاً حول البديل عن عبارة «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري، اضافة إلى الإيضاحات حول حقيبتي «الطاقة» و«الاتصالات» اللتين ترفض كتلة «المستقبل» ابقائهما بيد تكتل «التغيير والاصلاح».
وأكدت معلومات محطة «M.T.V» ان الاتصالات لم تنقطع بين باريس ومعراب، وان الرئيس الحريري قال لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «اذا لم تدخل الحكومة فلن أدخلها أنا».
المستقبل
الحريري يعرض مع لافروف أوضاع لبنان والمنطقة
"المستقبل" ينتظر من برّي أجوبة "نهائية وواضحة"
أما صحيفة المستقبل فكتبت تقول "مع استمرار الأجواء المتفائلة المحيطة بتشكيل الحكومة العتيدة، يُنتظر أن تكون الساعات المقبلة موعداً لـ"أجوبة نهائية وواضحة" حول أسئلة قوى 14 آذار، يفترض أن يتلقّاها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، مباشرة، خلال اللقاء المرتقب بينهما. فيما كانت أوضاع لبنان والمنطقة مدار "عرض تفصيلي" بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في اللقاء الذي عُقد بينهما مساء في باريس في حضور نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان.
وكشف مصدر رفيع في كتلة "المستقبل" مساءً أن الرئيس السنيورة ينتظر من لقائه مع الرئيس برّي أن يتلقى "أجوبة نهائية وواضحة" عن الأسئلة التي طرحتها قوى 14 آذار حول تشكيل الحكومة.
يأتي ذلك بعد أن تلقّى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "إشارات مشجّعة" حسب أوساطهما من الرئيس برّي تتعلّق ببعض الأسئلة المطروحة، فيما أكدت أوساط رئيس الجمهورية لـ"المستقبل" رفضه الثلث المعطّل الذي سبق وأعلنه مراراً وتكراراً، إضافة الى التزامه والرئيس المكلّف تمام سلام العمل لتوزيع الحقائب مداورة، وكذلك تمسكهما بحقهما الدستوري في رفض توزير أي اسم "نافر" في الحكومة.
وأضافت أن الرئيس سليمان الذي أبلغ جميع المعنيين تمسّكه بإعلان بعبدا وسبق وحمله الى مجلس الأمن ونال موافقة دولية عليه، أكد لمن التقوا به في الأيام الماضية أن الوزارء المحسوبين عليه في الحكومة العتيدة سوف يتمسّكون بهذا "الاعلان" في البيان الوزاري.
هذه "الإشارات" يُنتظر أن يتبلّغها الرئيس السنيورة من الرئيس برّي بالإضافة الى أجوبة حول مبدأ المداورة الدائمة التي سبق وتحدّث عنها رئيس كتلة "المستقبل" خلال الاستشارات النيابية ووافق عليها رئيس المجلس، بالإضافة الى السؤال المتعلّق بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، كما أضاف المصدر الرفيع في "المستقبل"، باعتبار أن هذا العنوان يحتاج الى إجابة "دقيقة ووافية" في ظل تمسك 14 آذار باعلان بعبدا.
وكان الرئيس برّي استقبل مساءً النائب جنبلاط ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور في حضور وزير الصحة علي حسن خليل حيث جرى عرض النتائج التي تمّ التوصل إليها في شأن الحكومة.
"حزب الله"
وفي ردود الفعل على جديد تشكيل الحكومة، طالب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش بتشكيل "حكومة وطنية على قاعدة الشراكة والتعامل مع المؤشرات والمبادرات بإيجابية للوصول الى تشكيل هذه الحكومة من أجل التمهيد لإجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها"، لافتاً الى أن "نظام البلد السياسي وتركيبة مجتمعه والمعادلات السياسية المحيطة به لا تسمح لفريق وحده أن يمتلك القرار السياسي"، في حين أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي ان "حزب الله لم يغيّر يوماً موقفه الداعي الى الحوار والى حكومة وحدة وطنية جامعة يشترك فيها كل الأطراف" متمنياً "أن تكون هناك حكومة الأسبوع المقبل". أما نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق فتطرق الى أن "الخطر التكفيري المتزايد الذي يهدد كل الوطن يفرض على الجميع اتخاذ موقف وطني لإنقاذ لبنان من مسار الفتنة من خلال تشكيل حكومة وطنية جامعة لكل الأفرقاء".
من جهته لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي الى أن "المرحلة حرجة ودقيقة"، ودعا الى تشكيل "حكومة جامعة تحتضن الجميع في الأيام المقبلة، تعيد الاستقرار وتطرد الفتنة وشبح الحرب والسيارات المفخخة".
ظريف
على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف لدى وصوله مساء أمس الى بيروت أن "وفداً قضائياً ايرانياً سيزور لبنان قريباً لتدارس ملابسات الانفجارين الانتحاريين" اللذين استهدفا سفارة بلاده في منطقة بئر حسن، وشدد خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي على أن لبنان يحتل "الحيّز الأساسي في السياسة الخارجية الإيرانية".
وفي ملف الأزمة السورية، أكد ظريف أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد" لهذه الأزمة، مبدياً استعداد طهران للمشاركة في مؤتمر "جنيف2" إذ وجّهت إليها "دعوة مسبقة غير مشروطة". وأعلن من جهة ثانية أن بلاده تسعى الى "أفضل العلاقات مع السعودية لأنها تؤسس الى الاستقرار والسلام في المنطقة"، داعياً الى "توحيد الجهود السياسية لمواجهة الإرهاب والتكفير".
البناء
فريق "14 آذار" عقد اجتماعين يومي الخميس والجمعة الماضيين بعيداً من الأضواء
من جهتها، قالت صحيفة "البناء" أنه "لم تمنع عطلة الأحد باريس من خطف أضواء النشاط الدبلوماسي الطويل ولا تسببت بحجب الأضواء عن اجتماعات ومشاورات لبنانية تمهيداً لولادة الحكومة الجامعة وإذا كانت بيروت لم تسجل حراكاً ملفتاً باستثناء اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه بري بالنائب وليد جنبلاط فإنه بالقياس للدور الحاسم الذي يحتله الرجلان في صوغ التسوية الداخلية التي سيترجمها ظهور مرسوم تشكيل الحكومة الجامعة قبل نهاية الأسبوع فاللقاء وما نجم عنه من إشارات إيجابية كان كافياً لتأكيد أن الأمور بخير وتسير على الطريق المرسوم بخطى حثيثة.
واضافت "إلا أن ذلك لم يمنع أن تسجل بيروت بالواسطة حدثان بارزان واحدٌ وصلت أصداؤه من باريس إلى بيروت تمثل في اللقاء الذي عقده وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي يضطلع بدور الدينامو الصانع للتسويات في الشرق الأوسط مع الرئيس سعد الحريري لينقل إليه خطوط التفاهمات المتصلة بالمنطقة وأهمية إسراع اللبنانيين بتلقف الإشارات الدولية الإيجابية للخروج من الانقسام وملاقاة التطورات المقبلة والثاني حطّت رحاله في بيروت من طهران تمثل بقدوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي حسم اختيار بيروت نقطة البداية لإطلاق الدور الإقليمي لإيران في صناعة الإستقرار في الوقت الذي كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعلن من باريس وضع التفاهم مع إيران قيد التطبيق مفتتحاً التفاوض نحو الاتفاق النهائي .
وتتابع" أنه في باريس وبيروت ستنطلق اليوم صافرة بدء السير نحو التسويات الإقليمية والمحلية. ففي باريس سيلتقي لافروف وكيري ومعهما الأخضر الإبراهيمي لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات مؤتمر جنيف الخاص بسورية الذي تحوّل بفعل التشابكات والتطورات إلى إطار لصوغ النظام الإقليمي الجديد وفي بيروت سيلتقي الرئيس نبيه بري بالرئيس فؤاد السنيورة لإطلاق الحركة المكوكية لولادة الحكومة التي سيتولاها الرئيس المكلف تمام سلام بمجرد تبلغه نتائج الإجتماع وهي لن تكون مسالة أسئلة ستة أو خمسة كما يشاع إعلامياً بل بحث هادئ في الأسس التي ستبنى عليها مداميك الحكومة الجديدة .
وقالت إنه "في قلب هذه المتغيّرات والتحولات التي تلقت بصددها كل الأطراف الإشارات الكافية للخروج من خطابها التصعيدي والتهيؤ لملاقاة المناخات الجديدة بحكومة لبنانية جامعة ينعقد لقاء بري ـ السنيورة اليوم والقضية لم تعد تتصل لا بقاعدة الثلاث ثمانيات ولا بالحصة الوسطية ونوعية وزرائها تعويضا عن صيغة صارخة لوزير ملك ولا بالمداورة بين الحقائب ولا بالبيان الوزاري الذي حسم رئيس الجمهورية مع السنيورة أنه أمر لا يمكن أن يسبق تشكيل الحكومة وبالتالي فكل ما يتصل بالشأن السياسي حول بيان بعبدا أو حول ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وعبره دور سلاح المقاومة ودور حزب الله في سورية لتصبح مهمة اللقاء البحث في هواجس مصدرها خطاب السقف العالي لقوى الرابع عشر من آذار حول المشاركة في حكومة واحدة مع حزب الله وحاجتها للمساعدة وبعض الوقت لتأمين سلّم يوفر لها نزولاً آمناً عن شجرة التصعيد.
ورغم أن الاتصالات لم تنقطع في عطلة نهاية الأسبوع وكان أبرزها زيارة النائب وليد جنبلاط إلى عين التينة مساء أمس واجتماعه بالرئيس بري. وقالت أوساط اللقاء إن الاجتماع هو من أجل مراجعة مشتركة بين بري وجنبلاط للاتصالات التي أجروها "وتلك التي جرت من قبل أطراف آخرين لتقويم البناء عليها". وما رشح الأجواء أكثر إيجابية ونقل عن الرئيس بري أن ذلك يعود إلى أن الحريري يشارك في بذل الجهود لولادة الحكومة كما ركز بري في اتصالاته على المداورة وأن تكون كاملة.
وكان السنيورة زار صباح يوم السبت الرئيس سليمان في قصر بعبدا حيث أوضح رئيس كتلة «المستقبل» أن الأجواء كانت جدية وجيدة لكن بحسب معلومات لمصادر مواكبة أن الاجتماع لم يحسم نهائياً ما يريده «المستقبل» من أجوبة على أسئلته الخمسة خصوصاً أن رئيس الجمهورية أكد للسنيورة أن هذه التفاصيل تبحث مع الرئيس المكلف بالتشاور والتنسيق بينهما.
وقالت أوساط بعبدا إن أجواء البحث كانت إيجابية وأن الأمور باتت بين الموافقة على صيغة الثلاث ثمانيات والدخول في تفاصيل التشكيلة.
أضافت إن تفاصيل التأليف تبحث مع الرئيس سلام بما في ذلك الأسئلة التي لدى «تيار المستقبل» وأوضحت أن موضوع البيان الوزاري يترك عادة إلى ما بعد تشكيل الحكومة حيث يصار إلى تشكيل لجنة وزارية لوضع مسودة البيان.
وفي السياق ذاته علمت «البناء» أن فريق «14 آذار» عقد اجتماعين يومي الخميس والجمعة الماضيين بعيداً من الأضواء وفي مكان لم يعلن عنه ويرجح أن يكون في بيت الوسط وقالت أوساط في هذا الفريق إن البحث تناول موضوع المشاركة في الحكومة الجامعة وما يجري بحثه من أسئلة طرحها «المستقبل». كما تم التركيز على رفض «القوات» المشاركة في الحكومة وأوضحت الأوساط رغم أنه لم يتم الخروج بموقف نهائي إلا أن الأجواء تميل نحو المشاركة بما في ذلك «القوات اللبنانية»!
في كل الأحوال فإن مصادر قريبة من مرجع بارز لا تستبعد صدور مراسيم التشكيلة الحكومية نهاية الأسبوع الحالي في حال سارت الأمور في الاتجاه الصحيح واعتبرت أنه بعد التوافق على الصيغة ستنطلق الاتصالات في الساعات المقبلة للبحث في التشكيلة من حيث الأسماء والحقائب.
وفي هذا السياق لاحظت أوساط متابعة أن عملية شدّ الحبال الأساسية ستكون على أربع حقائب هي: الخارجية الداخلية الطاقة والاتصالات لكنها رجحت أن يتم إسناد هذه الحقائب إلى أسماء غير مستفزّة لأيّ من الأطراف التي ستشارك في الحكومة. وقالت إنه ينتظر أن تكون حقيبتا الخارجية والداخلية من حصّة كلّ من الرئيسين سليمان وسلام. وأوضحت أن هناك أسماء عدة مطروحة لهاتين الحقيبتين لكن لا شيء محسوماً بانتظار توزيع الحصص والحقائب بين الأطراف المختلفة. وأشارت الأوساط إلى إمكان إعادة النظر بعدد أعضاء الحكومة من 24 وزيراً إلى 30 وزيراً لكي يمكن تمثيل معظم القوى السياسية فيها.