أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 14-01-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 14-01-2014
غلوبال ريسيرش: المملكة العربية السعودية: الدكتاتورية الرجعية والإرهاب العالمي
لدى المملكة العربية السعودية جميع رذائل دولة غنية بالنفط مثل فنزويلا لكنه ليس لديها أي من فضائلها. فالبلاد محكومة من قبل ديكتاتورية عائلية لا تتسامح مع أي معارضة وتعاقب المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين بشدة. وتتحكم الملكية المستبدة بمئات المليارات من عائدات النفط وتغذي الاستثمارات التضاربية في جميع أنحاء العالم. وتعتمد النخبة الحاكمة على القواعد العسكرية الامريكية وشراء الأسلحة الغربية لحماية نفسها. كما وُتختلس ثروة الأمم المنتجة للاستهلاك الواضح للأسرة السعودية الحاكمة. وتقوم النخبة الحاكمة بتمويل الطائفة "الوهابية" التي هي أكثر نسخ الإسلام أصولية ورجعية وكراهية للمرأة.
وتعي الدكتاتورية السعودية التي تواجه معارضة داخلية نابعة عن الكبت ووجود أقليات دينية، التهديدات والأخطار المحيطة بها من كل جانب: ما وراء البحار: الحكومات العلمانية والقومية والشيعية؛ وعلى الصعيد الداخلي: القوميين السنة المعتدلين والديمقراطيين والحركات النسوية؛ وداخل الاسرة الملكية: التقليديين والتحدثيين . واستجابة لذلك، صبت المملكة اهتمامها على تمويل وتدريب وتسليح شبكة دولية من الإرهابيين الإسلاميين الذين يُوجهون لمهاجمة وغزو وتدمير الأنظمة المعارضة لنظام الملالي الديكتاتوري - السعودي.
والعقل المدبر لشبكة الإرهاب السعودية هو بندر بن سلطان، الذي يتمتع بعلاقات قديمة ووثيقة مع مسؤولين سياسيين وعسكريين واستخباراتين أميركيين كبار. وقد دُرب بندر ولقن في قاعدة ماكسويل الجوية وجامعة جونز هوبكنز كما شغل منصب السفير السعودي في الولايات المتحدة لأكثر من عقدين من الزمن ( 1983-2005 ) . وبين عامي 2005 - 2011 كان بندر أمين مجلس الأمن القومي، وفي عام 2012 عُين في منصب رئيس وكالة الاستخبارات السعودية. مبكرا، اصبح بندر غارقا في عمليات إرهابية سرية متصلة مع وكالة المخابرات المركزية . ومن بين العديد من "العمليات القذرة " مع وكالة الاستخبارات المركزية خلال الثمانينيات، أرسل بندر 32 مليون $ دولار لحركة الكونترا في نيكاراغوا المتورطة في حملة إرهابية لإسقاط الحكومة الساندينية الثورية في نيكاراغوا . وخلال فترة توليه منصب السفير، عمل بندر بنشاط على حماية أعضاء الملكية السعودية الذين كانت لديهم صلات بتفجير الأبراج الثلاثية والبنتاغون في الحادي عشر من ايلول. وما يثير الشكوك في أن بندر وحلفاءه في الأسرة الملكية كانوا على علم مسبق بتفجيرات الإرهابيين السعوديين (11 من أصل 19 منهم)، هو الرحلة الملكية المفاجئة عقب العمل الإرهابي . وثائق المخابرات الامريكية بشأن صلة السعودي بندر هي قيد المراجعة في الكونغرس.
ومع ثروة من الخبرة والتدريب في ادارة العمليات الإرهابية السرية، المستمدة من عقدين من التعاون مع وكالات الاستخبارات الأمريكية، كان بندر في وضع يمكّنه من تنظيم شبكة إرهابية عالمية للدفاع عن النظام الملكي الاستبدادي السعودي الرجعي الضعيف والمعزول.
شبكة بندر الإرهابية
حوّل بندر بن سلطان المملكة العربية السعودية من نظام قبلي ذات توجه داخلي يعتمد اعتمادا كليا على القوة العسكرية الأمريكية في بقائه، إلى مركز إقليمي رئيسي لشبكة واسعة للإرهاب، وداعم مالي نشط للديكتاتوريات العسكرية اليمينية (مصر) وأنظمة وكيلة (اليمن) وأنظمة تتدخل فيها المملكة عسكريا في منطقة الخليج (البحرين) . وقد سلّح بندر وموّل مجموعة واسعة من العمليات الإرهابية السرية، باستخدام مجموعات إسلامية تابعة لتنظيم القاعدة، والطائفة الوهابية السعودية التي تسيطر عليها السعودية فضلا عن العديد من الجماعات المسلحة السنية الأخرى. وبندر هو مشغل إرهابي "براغماتي": حيث يقمع خصومه من تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية ويمول إرهابي تنظيم القاعدة في العراق وسوريا وأفغانستان وأماكن أخرى. ورغم أن بندر كان أحد الأوراق القديمة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، فإنه اتخذ في الآونة الأخيرة "مسارا مستقلا" عندما تباعدت المصالح الإقليمية لدولته الاستبدادية عن مصالح الولايات المتحدة. وفي السياق نفسه، ورغم عدواة المملكة العربية السعودية القديمة تجاه إسرائيل، أرسى بندر "تفاهما سريا"، وعلاقة عمل مع نظام نتنياهو، تتمحور حول عدائهم المشترك لإيران، وبشكل أكثر تحديدا معارضتهما للاتفاق المؤقت بين أوباما ونظام روحاني. وقد تدخل بندر بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء في إعادة تشكيل تحالفات سياسية وزعزعة خصومه وتعزيز وتوسيع نطاق التدخل السياسي للدكتاتورية السعودية من شمال إفريقيا إلى جنوب آسيا، ومن القوقاز الروسية إلى منطقة القرن الأفريقي، وأحيانا بالتنسيق مع الإمبريالية الغربية، ومرات اخرى خدمة لطموحات الهيمنة السعودية.
شمال أفريقيا: تونس والمغرب وليبيا ومصر
لقد اغدق بندر المليارات من الدولارات لدعم الأنظمة اليمينية الإسلامية في تونس والمغرب، لضمان قمع الحركات المؤيدة للديمقراطية وتهميشها وتسريحها .. ويتم تشجيع المتطرفين الإسلاميين الذين يتلقون الدعم المالي السعودي لدعم "المعتدلين" الإسلاميين في الحكومة عن طريق اغتيال قادة الحركات الديمقراطية العلمانية والقادة النقابيين الإشتراكيين في المعارضة. وتتوافق سياسات بندر إلى حد كبير مع مصالح الولايات المتحدة وفرنسا في تونس والمغرب، ولكن ليس في ليبيا ومصر.
لقد جاء الدعم المالي السعودي للإرهابيين الإسلاميين والحركات التابعة لتنظيم القاعدة ضد الرئيس الليبي القذافي، تزامنا مع الحرب الجوية للناتو . ومع ذلك، فقد برزت الخلافات في أعقاب ذلك: لقد وقف النظام العميل المدعوم من الناتو والذي كان يتكون من ليبراليين جدد قبالة عصابات القاعدة والإرهاب الإسلامي ومسلحين ولصوص قبليين مختلفين مدعومين من السعودية. وقد جرى تمويل المتطرفين الإسلاميين المدعومين ماليا من بندر في ليبيا لتوسيع عملياتهم العسكرية إلى سوريا، حيث كان النظام السعودي ينظم عملية عسكرية واسعة لإسقاط نظام الأسد. وقد امتد الصراع الضروس بين الناتو والجماعات المسلحة من السعودية في ليبيا، حتى أدى إلى مقتل السفير الاميركي وعملاء لوكالة المخابرات المركزية في بنغازي على يد جماعات اسلامية. من جانبه، وبعد أن أطاح بالقذافي، فقد بندر اهتمامه تقريبا بحمام الدم والفوضى التي تلت ذلك والتي أثارتها جماعاته المسلحة. هؤلاء بدورهم، أصبحوا ذات تمويل ذاتي – فسرقوا البنوك، والنفط وفرغوا الخزانات المحلية - "المستقلة " نسبيا عن سيطرة بندر.
في مصر طوّر بندر، بالتنسيق مع إسرائيل (ولكن لأسباب مختلفة)، استراتيجية لتقويض نظام محمد مرسي (الإخوان المسلمين) المنتخب ديمقراطيا والمستقل نسبيا. وقد دعم بندر والديكتاتورية السعودية الإنقلاب العسكري ودكتاتورية الجنرال سيسي ماليا. وخُربت بذلك الاستراتيجية الاميركية للتوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة بين الإخوان المسلمين والنظام العسكري، يجمع بين الشرعية الانتخابية الشعبية والجيش المؤيد لإسرائيل ولحلف شمال الاطلسي. ومع حزمة مالية بقيمة 15 مليار دولار من المساعدات والوعود بالمزيد في المستقبل، قدم بندر للجيش المصري شريان حياة مالي وحصانة اقتصادية تحميه من أي أعمال انتقامية مالية دولية. فسحق الجيش جماعة الإخوان المسلمين، وسجن وهدد بإعدام قادتها المنتخبين. كما حظر الجيش قطاعات من المعارضة الليبرالية اليسارية التي كانت قد استخدمت لتبرير استيلائه على السلطة. وبدعمه للإنقلاب العسكري، قضى بندر على نظام إسلامي منافس منتخب ديمقراطيا وقف على نقيض من الاستبداد السعودي. وضمن استيلاء نظام ديكتاتوري التفكير على السلطة في دولة عربية رئيسية، على الرغم من أن الحكام العسكريين هم أكثر علمانية، وموالاة للغرب، وتأييدا لإسرائيل وأقل معاداة للأسد من نظام الإخوان . نجاح بندر في تشحيم عجلات الإنقلاب المصري أمّن له حليفا سياسيا لكنه تركه يواجه مستقبلا غامضا .
إن إحياء حركة جماهيرية جديدة مناهضة للديكتاتورية من شأنه أن يستهدف الروابط السعودية أيضا. وعلاوة على ذلك، لقد قوّض بندر واضعف وحدة دول الخليج: فقطر مولت نظام مرسي وقدمت 5 مليارات دولارات الى النظام السابق .
شبكة بندر الارهابية هي الأكثر وضوحا في تجربته الطويلة الأجل على نطاق واسع في تمويل وتسليح وتدريب ونقل عشرات الآلاف من "المتطوعين" الإرهابيين الإسلاميين من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط والقوقاز وشمال أفريقيا وأماكن أخرى .. إرهابيو القاعدة في المملكة العربية السعودية أصبحوا "شهداء الإسلام" في سوريا. والعشرات من العصابات المسلحة الإسلامية في سوريا تتنافس على السلاح والمال السعودي . وتم إنشاء قواعد تدريب مع مدربين أميركيين وأوروبين وبتمويل سعودي في الأردن وباكستان و تركيا. كما موّل بندر 'متمردي' مجموعة إسلامية مسلحة إرهابية كبيرة، هي الدولة الإسلامية في العراق والشام، لشن عمليات عبر الحدود.
وفيما يدعم حزب الله الأسد، قدم بندر المال والسلاح لكتائب عبد الله عزام في لبنان لتفجير جنوب بيروت، وطرابلس والسفارة الإيرانية. وقدم بندر 3 مليارات دولار للجيش اللبناني مع فكرة إثارة حرب أهلية جديدة بين الأخير وبين حزب الله. وبالتعاون مع فرنسا والولايات المتحدة، ولكن بتمويل وحرية عمل أكبر لتجنيد إرهابيين إسلاميين، تولى بندر الدور القيادي وأصبح المدير الرئيسي لهجوم عسكري على ثلاث جبهات وحملة دبلوماسية ضد سوريا وحزب الله وإيران. بالنسبة لبندر، إن استيلاءا إسلاميا على سوريا سيؤدي إلى غزو سوري إسلامي دعما لتنظيم القاعدة في لبنان من اجل هزيمة حزب الله على أمل عزل إيران. وبذلك تصبح طهران هدفا لهجوم إسرائيلي سعودي وأميركي. غير أن استراتيجية بندر هي أقرب الى الخيال من الحقيقة.
بندر يبتعد عن واشنطن: الهجوم في العراق وإيران
كانت المملكة العربية السعودية عميلا مفيدا جدا ولكن خارجا عن السيطرة في بعض الأحيان بالنسبة لواشنطن. وهذا هو الحال سيما منذ تولي بندر منصب رئاسة المخابرات: وبوصفه أحد الأوراق القديمة لوكالة الاستخبارات المركزية فإنه أيضا، وفي بعض الأحيان، يأخذ حريته في انتزاع "خدمات" لتحقيق مصالحه، وخصوصا عندما تعزز هذه " الخدمات" تقدمه التصاعدي داخل هيكل السلطة في السعودية. فعلى سبيل المثال، إن قدرته على تأمين أواكس على الرغم من معارضة ايباك أكسبته نقاط جدارة . كما فعلت قدرته على تأمين ترحيل عدة مئات من "الأمراء" السعوديين المرتبطين بهجومي الحادي عشر من ايلول، على الرغم من الحملة الأمنية الوطنية رفيعة المستوى في أعقاب التفجير. وفي حين كانت هناك تجاوزات عرضية في الماضي، انتقل بندر الى تباعد أكثر خطورة عن سياسة الولايات المتحدة . فمضى قدما، وبنى شبكة إرهابية خاصة به، تهدف الى تعظيم الهيمنة السعودية - حتى فيما تتعارض مع وكلاء الولايات المتحدة ونشطائها السريين.
ففي حين أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم نظام المالكي اليميني في العراق، يقدم بندر الدعم السياسي والعسكري والمالي لإرهاب "الدولة الإسلامية في العراق والشام" السنية. وعندما تفاوضت الولايات المتحدة على "اتفاق مؤقت" مع إيران أعرب بندر عن معارضته و"اشترى" الدعم لموقفه. حيث وقعت السعودية على اتفاقية للأسلحة بقيمة مليار دولار خلال زيارة الرئيس الفرنسي هولاند، مقابل فرض المزيد من العقوبات على ايران. كما أعرب بندر أيضا عن تأييده لإستخدام إسرائيل للقوة الصهيونية للتأثير على الكونغرس، من اجل تخريب المفاوضات بين الولايات المتحدة و إيران.
وقد خرج بندر عن انصياعه الأصلي لرؤسائه في المخابرات الامريكية. وقد شجعته علاقاته الوثيقة مع رؤساء أميركيين وأوروبيين حاليين وسابقين وشخصيات سياسية نافذة على الإنخراط في "مغامرات كبرى للقوة ". وقد التقى الرئيس الروسي بوتين لإقناعه بإسقاط دعمه لسوريا، مستخدما سياسة الجزرة أو العصا: صفقة أسلحة بمليارات الدولارات وتهديد بإطلاق العنان للإرهابيين الشيشان لتقويض اولمبياد سوتشي. كما جعل أردوغان يتحول من حليف للناتو يدعم المعارضة المسلحة 'المعتدلة' لبشار الأسد، الى احتضان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المدعومة من السعودية، وهو تنظيم إرهابي تابع لتنظيم القاعدة. وقد تغاضى بندر عن جهود اردوغان "الانتهازية " للتوقيع على صفقات نفطية مع إيران والعراق، وترتيباته العسكرية المتواصلة مع حلف شمال الأطلسي وتأييده السابق لنظام مرسي البائد في مصر، من أجل ضمان دعم اردوغان لعبور سهل لأعداد كبيرة من الإرهابيين المدربين من قبل السعودية إلى سوريا وعلى الارجح الى لبنان.
وقد عزز بندر علاقاته مع حركة طالبان المسلحة في أفغانستان وباكستان، وقام بتسلّيح وتمويل المقاومة المسلحة ضد الولايات المتحدة، فضلا عن التفاوض مع الولايات المتحدة ل 'الرحيل". ومن المرجح أن بندر يدعم ويسلح إرهابيي اليوغور المسلمين غرب الصين، والإرهابيين الإسلاميين من الشيشان والقوقاز في روسيا، حتى فيما توسع السعودية اتفاقياتها النفطية مع الصين وتتعاون مع شركة جازبروم الروسية. المنطقة الوحيدة التي مارست فيها السعودية تدخلا عسكريا مباشرا هي دولة البحرين الخليجية، حيث سحقت القوات السعودية الحركة المؤيدة للديمقراطية التي تتحدى الطاغية المحلي .
بندر: الإرهاب العالمي على أسس محلية متزعزعة
شرع بندر في تحول غير عادي للسياسة الخارجية السعودية وتعزيز نفوذها العالمي. وكل ذلك نحو الأسوأ. فعلى غرار إسرائيل، عندما يتولى حاكم رجعي زمام السلطة ويقلب النظام الديمقراطي، تصل السعودية الى الساحة محملة بالدولارات لدعم النظام. وكلما تظهر هناك شبكة إرهابية إسلامية لتخريب نظام قومي أو علماني أو شيعي، فإنه بإمكانها الاعتماد على المال والسلاح السعودي. وما يصفه بعض الكتبة الغربيين مجازا بأنه "جهد طفيف لتحرير وتحديث" النظام السعودي الرجعي، هو في الحقيقة ترقية لنشاطها الإرهابي العسكري في الخارج. ويستخدم بندر التقنيات الحديثة للإرهاب لفرض النموذج السعودي للحكم الرجعي على أنظمة الدول المجاورة والبعيدة. المشكلة هي أن عمليات بندر "المغامرة" والواسعة النطاق في الخارج تتعارض مع أساليب البعض داخل العائلة المالكة في الحكم . أنهم يريدون أن يُتركوا وحدهم لجمع مئات المليارات من عائدات النفط لاستثمارها في عقارات راقية في جميع أنحاء العالم، ولدعوة الفتيات في واشنطن ولندن وبيروت – فيما يظهرون بوصفهم الحماة الاتقياء للمدينة المنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة. حتى الآن لم يتحد أحد بندر، لأنه كان حريصا على تقديم الولاء للعاهل الحاكم ودائرته . وقد اشترى بندر وجلب رؤساء وزراء ورؤساء دول وشخصيات بارزة اخرى هامة بالنسبة للرياض في الغرب وفي الشرق لتوقيع اتفاقيات وللقيام بمجاملات لإسعاد الطاغية الحاكم. غير أن سلوكه التواق لعمليات تنظيم القاعدة في الخارج، وتشجيعه المتطرفين السعوديين على السفر الى الخارج والتورط في حروب إرهابية، يزعج بعض الدوائر الملكية . إنهم يشعرون بالقلق من أن هؤلاء الإرهابيين المسلحين والمدربين من السعودية - أو ما يعرف ب " المجاهدين " - قد يعودون من سوريا وروسيا والعراق ويفجرون قصور ملوكهم. علاوة على ذلك، قد تقوم الأنظمة الخارجية المستهدفة من قبل شبكة بندر الإرهابية بالانتقام: فقد تطور روسيا أو إيران أو السوريين أو المصريين أوالباكستانيين أو العراقيين حركات خاصة بهم بهدف الانتقام.
على الرغم من إنفاق مئات المليارات على شراء الأسلحة، إن النظام السعودي ضعيف للغاية على جميع المستويات. وبصرف النظر عن جحافل القبائل، ليس لدى النخبة الغنية تأييد شعبي كبير، والوضع أسوأ فيما يتعلق بالشرعية . إن السعودية تعتمد على العمال المهاجرين، و"الخبراء" الأجانب وقوات الجيش الامريكي . كما أن النخبة السعودية مكروهة أيضا من قبل معظم رجال الدين الوهابيين لأنها تسمح "للكفار" بدخول الأرض المقدسة. وفي حين يوسع بندر سلطة السعودية في الخارج، فإن المؤسسات المحلية للحكم تضيق . وفيما يتحدى صناع السياسة الأمريكية في سوريا وإيران وأفغانستان، إن النظام يعتمد على سلاح الجو الأميركي والأسطول السابع لحمايته من مجموعة متزايدة من الأنظمة المعادية.
قد يعتقد بندر، بغروره المتضخم، أنه "صلاح الدين الأيوبي" وانه يبني إمبراطورية إسلامية جديدة، ولكن اشارة واحدة من سيده الملك يمكن أن تؤدي إلى إقالته سريعا. وقد تؤدي التفجيرات المدنية الاستفزازية من جانب المستفيدين الإرهابيين الإسلاميين من دعمه إلى أزمة دولية كبرى للمملكة العربية السعودية تصبح على أثرها هدفا لازدراء العالم.
في الواقع ، إن بندر بن سلطان هو ربيب وخليفة بن لادن، لقد عمّق ونظّم الإرهاب العالمي . وقد قتلت شبكة بندر الارهابية ضحايا أبرياء أكثر بكثير مما قتل بن لادن. هذا، بطبيعة الحال، أمر متوقع ، ففي النهاية لدى بندر مليارات الدولارات من الخزينة السعودية، وتدريب من وكالة المخابرات المركزية ومصافحة من نتنياهو.
كريستيان ساينس مونيتور: معركة ثوار سوريا ضد "داعش" قد تقوى المعارضة فى قتال الأسد
اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن معركة ثوار سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" المرتبط بالقاعدة شتتتهم وأبعدت اهتمامهم عن القتال ضد النظام، غير أنه حال إعادة الثوار التركيز على الرئيس السورى بشار الأسد فإنهم قد يصبحون أقوى من أى وقت مضى. وذكرت الصحيفة أن الحملة التى يشنها تحالف جماعات ثوار سوريا المفكك لسحق تنظيم "داعش" فى شمال البلاد يمكن أن تكون لها انعكاسات ذات تأثير قوى على وحدة المعارضة المسلحة والقتال ضد نظام الأسد. وقالت الصحيفة إن الأسد قد يتمتع برؤية أعدائه يقاتلون بعضهم البعض حيث إنه دليل ربما على مزيد من الفوضى والاضطراب داخل المعارضة. وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام تبدو أنها توضح تنسيقا أفضل ووحدة كذلك بين جماعات الثوار البارزة، مما قد يجعلهم قوة قتالية أكثر تماسكا عندما يحولون كامل اهتمامهم نحو الأسد مرة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أنه حينئذ يمكن أن يواجه نظام الأسد معارضة من الثوار يهيمن عليها الإسلاميون ولديها خبرة فى المعارك وتتمتع بالتنسيق والوحدة وتكون قادرة بشكل أفض على مواجهة الجيش السورى وحلفائه أكثر مما هو عليه الوضع حاليا. ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة المسلحة يمكن أن تجد نفسها تقاتل فى حقيقة الأمر على جبهتين خلال الأشهر القادمة – ضد قوات نظام الرئيس السورى وتنظيم "داعش"، غير أنه بحسب خبراء فإن محاربة عدوين فى نفس الوقت قد توحد وتقوى تشكيلات الثوار البارزة مثل جبهة ثوار سوريا المرتبطة بالجيش السورى الحر وجيش المجاهدين وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية والتى تحتفظ بعلاقات تعاون جيدة فيما بينها.
الاندبندنت البريطانية: لندن وواشنطن تهددان بسحب دعمهما لمعارضة سوريا حال عدم مشاركتها بجنيف
هددت بريطانيا والولايات المتحدة بسحب دعمهما للمعارضة السورية فى حال قررت عدم المشاركة فى محادثات السلام فى جنيف الأسبوع القادم. ونقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن مسؤول بارز فى المعارضة السورية تأكيده وجود انقسام بين الداعمين الدوليين للمعارضة، مشيرا إلى أنه فى الوقت التى أصدرت فيه بريطانيا والولايات المتحدة إنذارا، فإن تركيا والسعودية وفرنسا تعهدت بمواصلة الدعم بصرف النظر عن حضور المعارضة للمؤتمر أم لا. وقال المسؤول البارز فى المعارضة خلال زيارته للعاصمة البريطانية لندن "الولايات المتحدة وبريطانيا يقولا لنا إنه يجب علينا أن نذهب إلى جنيف. فرنسا تطلب منا الذهاب ولكنها أبلغتنا أنها تدعمنا بصرف النظر عن قرارنا، وهو نفس موقف السعودية وتركيا". وأضاف "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانا واضحين جدا أنهما لن يواصلا دعمهما، وأننا سنفقد مصداقيتنا مع المجتمع الدولى إذا لم نحضر". يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا أوقفتا إرسال المواد العسكرية غير القتالية بعد وقوع بعض هذه المواد فى أيدى المجموعات المتطرفة. ورفض وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج يوم، أمس الاثنين، دعوة بعض البرلمانيين، ومن بينهم وزير الشرق الأوسط السابق أليستر بيرت، بإرسال أسلحة للمعارضة السورية.
صحف اميركية: من ضيّع الشرق الأوسط؟
تناولت صحف أميركية الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وتساءلت إحداها بالقول: من ضيع الشرق الأوسط؟ وانتقدت السياسة الأميركية إزاء ما يشهده من أحداث، وقالت أخرى إن الإدارة الأميركية فشلت في تحسين صورتها في المنطقة على النطاق الأوسع. فقد انتقدت مجلة نيوزويك سياسة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، وقالت إن الأنظمة العربية بدأت تضعف، وإن الدول العربية آخذة بالتفكك، وإن الحدود القديمة بدأت بالتلاشي. وأضافت نيوزويك إن الشرق الأوسط يشهد أزمات عاصفة، وأن "المتطرفين" بدؤوا يحققون انتصارات ومكتسبات على الأرض وسط الصراع الطائفي الملتهب في المنطقة، وخاصة في سوريا والعراق. كما انتقدت نيوزويك الموقف الأميركي السلبي إزاء الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وقالت إن الولايات المتحدة انسحبت من العراق دون أن تعقد اتفاقا أمنيا يكون من شأنه إبقاء قوات عسكرية أميركية في البلاد. وقالت نيوزويك إن الموقف الأميركي المتردد إزاء اتخاذ موقف بشأن الأزمة التي تعصف بسوريا منذ قرابة ثلاث سنوات جعل شعوب المنطقة تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير مهتمة بالمنطقة أو غير قادرة على التأثير فيها. وأضافت نيوزويك أن النقاد يتهمون إدارة أوباما بإهمال الشرق الأوسط، والذي لا يزال يعتبر منطقة هامة جدا للمصالح الأميركية، وقالت إنه ليس لدى الرئيس الأميركي أي خطة لإعادة تشكيل المنطقة بعد أن بدأ نموذج الدولة المركزية يفقد السلطة لصالح المجتمعات المحلية، والتي بدأت بدورها تمارس حكما ذاتيا بعيدا عن سلطة الحاكم المستبد.
كما أشارت نيوزويك إلى أن الشرق الأوسط يشهد فراغا للسلطة في ظل غياب الدور الأميركي، موضحة أن هذه الظاهرة واضحة أكثر ما يكون في سوريا، حيث يتنافس كلا من إيران وتنظيم القاعدة أكثر ما يكون على السلطة والنفوذ في البلاد. واعتبرت نيوزويك أن غياب الولايات المتحدة والفراغ الذي تتركه في الشرق الأوسط من شأنه تهديد استمرار وجود الدول التي نشأت بناء على اتفاقية سايكس بيكو في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وهي الاتفاقية التي رسمت خطوطا مستقيمة لتمثل حدودا بين دول المنطقة. كما حذرت نيوزويك من انتشار شرر الحرب في سوريا إلى دول المنطقة، وأشارت إلى أن نيران الأزمة السورية المتفاقمة بدأت تنشب في لبنان والعراق على نطاق كبير، وأضافت أن اليمن أيضا يعاني أزمة عاصفة أخرى في المنطقة. وقالت إن السُنة في العراق يرغبون في الحصول على نفس السلطة التي يتمتع بها الأكراد، ولكن العراق يحتاج إلى موقف أميركي يكون من شأنه دعم عقد اتفاق بين أطرافه المتنافسة قبل أن تشغل القاعدة الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في البلاد.
من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست إن أوباما تعهد قبل خمس سنوات بتحسين صورة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث. وأوضحت الصحيفة أن الدور الأميركي بدأ يتضاءل في الشرق الأوسط، وأن خطة أوباما الكبرى لاستعادة مكانة واشنطن ونفوذها ووجهت بالتطورات السريعة والمشؤومة من أفغانستان إلى تونس، وسط صراع مرير بين السعودية وإيران للهيمنة على المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تواجه انتقادات إزاء سياساتها في كل من سوريا والعراق ومصر وليبيا وفلسطين وإسرائيل وأفغانستان وإيران ومنطقة الشرق الأوسط برمتها. وقالت إن إدارة أوباما فشلت في تنفيذ تهديداتها ضد نظام الرئيس بشار الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية، وفشلت في اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، وفي الحفاظ على قوة عسكرية في العراق، وفي عقد اتفاق أمني في أفغانستان يكون من شأنه بقاء قوات عسكرية أميركية لما بعد 2014.
وأضافت الصحيفة أن إدارة أوباما تسعى لشراكة مع إيران دون الاهتمام بالديمقراطيات الناشئة في تونس وليبيا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تخسر حلفاءها في المنطقة الواحد تلو الآخر.
الغارديان والديلي تلغراف البريطانيتين: أزمة اللاجئين السوريين "أكبر كارثة إنسانية في الأزمنة الحديثة"
كرست صحيفة الغارديان افتتاحيتها وتغطية اخبارية موسعة لأزمة اللاجئين السوريين، وجاءت افتتاحيتها تحت عنوان "أزمة اللاجئين السوريين: نقاط في محيط". وترى الصحيفة أنه وسط الانشغال بمتابعة التحضيرات لمحادثات جنيف المقررة الأسبوع المقبل والتقارير عن المذابح التي يرتكبها المسلحون الجهاديون في شمال سوريا والتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، يتم تجاهل "المأساة الإنسانية الكبرى في سوريا". وتقول الصحيفة إنه لا عجب أن توصف أزمة اللاجئين السوريين بأنها "أكبر كارثة انسانية في الأزمنة الحديثة"، فثمة نحو 6 ملايين نازح ممن اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بسبب النزاع المسلح في سوريا، وتمكن نحو 2.3 مليون منهم من عبور الحدود ليصبحوا لاجئين في دول الجوار. وأن نصف هذا العدد الكبير من النازحين هم من الاطفال. وتتوقف الصحيفة عند دعوة وجهتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي تعمل على توفير الغذاء والملابس والمواد الأساسية للاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف إنسانية ومناخية قاسية للشتاء الثالث منذ اندلاع النزاع المسلح في سوريا، إذ دعت المفوضية إلى نقل نحو 30 ألفا من اللاجئين الأكثر عرضة للخطر إلى بلدان أخرى قبل نهاية عام 2014. بينهم نساء وفتيات عرضة للخطر، وناجون من التعذيب ومعوقون وكبار السن وذوو الحالات الصحية الخاصة، فضلا عمن يحتاجون إلى لمّ الشمل مع عوائلهم. وتقول الصحيفة إن استجابة جاءت من المجتمع الدولي، إذ من المتوقع أن تستوعب الولايات المتحدة بضعة آلاف من اللاجئين السوريين ضمن هذا المنهاج، كما أعلنت ألمانيا عن أنها ستقبل نحو 10 آلاف منهم على مدى ثلاث سنوات، وقبلت كل من النرويج وفنلندا والسويد ما بين 400 إلى 1000 لاجئ لكل منهم. وقبلت فرنسا والنمسا 500 لاجئ ومولدافيا 50 لاجئا.
وتحض الصحيفة بريطانيا على الاسراع في إعلان مساهمتها في برنامج قبول اللاجئين السوريين، مشيرة إلى حديث نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليج عن اللاجئين السوريين أمام مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي حين قال إن المملكة المتحدة قد قبلت "مئات ومئات " من السوريين ضمن التزامات قوانين اللجوء البريطانية. وترد الصحيفة في افتتاحيتها على نائب رئيس الوزراء البريطاني بالقول إن نحو 1500 أو ما يقارب من طالبي اللجوء السوريين الذين استقبلتهم بريطانيا في عام 2013 لا يمثلون سوى قطرات في محيط بالنسبة لعدد اللاجئين السوريين أو عدد الناس الذين يسمح لهم في العيش في بريطانيا سنويا. وتكرس الصحيفة ذاتها تغطية خاصة في صفحاتها الداخلية لأزمة اللاجئين السوريين، وضمنها تحقيق كتبه موفدها باتريك كينغسلي من مدينة الاسكندرية المصرية عن المعاناة الكبيرة لللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا في مصر، وتعرضهم للاحتجاز لأشهر من قبل السلطات المصرية التي تجبرهم على العودة إلى مناطق القتال التي فروا منها في سوريا.
وفي الشأن السوري أيضا تتوقف صحيفة ديلي تلغراف عند خبر إرسال بريطانيا لفرقاطة عسكرية للمساعدة في الجهود الدولية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وتقول الصحيفة إن بريطانيا تخطط أيضا لتقديم معدات تقدر قيمتها بـ 2.5 مليون جنية استرليني فضلا عن التدريب للمساعدة في تدمير الترسانة الكيماوية السورية بأسرع وقت ممكن. وقد وصف وزير الخارجية البريطاني الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد بأنها "مثال قوي للتعاون الدولي" مشيرا إلى أن ثمة خطط لتقديم تبرعات ومنح مالية "كبيرة" لتخفيف أزمة المعاناة الانسانية للسوريين.
صحف أميركية: حرب بالوكالة تهدد استقرار المنطقة
تناولت صحف أميركية الأزمة السورية المتفاقمة، وقال بعضها إن حربا بالوكالة تدور رحاها على الأراضي السورية، وسط صراع للهيمنة على المنطقة في ما بين من السعودية وإيران، ودعت أخرى المعارضة السورية إلى التعاون لإنهاء الحرب المستعرة منذ قرابة ثلاث سنوات في البلاد. فقد قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز -في مقال للكاتب دويل مكمناص- إن سوريا تشهد حربا بالوكالة تعصف بها منذ قرابة ثلاث سنوات، وأن دولا أبرزها السعودية وإيران تتصارع من خلال الحرب الأهلية في سوريا لأجل الهيمنة على ما سمته "الشرق الأوسط العربي" برمته. وأشارت الصحيفة إلى أن لبنان سبق أن تحول إلى ساحة حرب بالوكالة في سبعينيات القرن الماضي، وأن الحرب فيه بدأت بسلسلة مناوشات محدودة للسيطرة على دولة صغيرة، لكنها سرعان ما اشتعلت بعد تدخل دول أخرى مثل سوريا العراق وليبيا وإسرائيل وغيرها. وأضافت أن تلك الدول دعمت الفصائل المتناحرة المفضلة لديها على الساحة اللبنانية، فتحولت الصراعات الداخلية في لبنان إلى حرب بالوكالة تديرها قوى خارجية ولم تزل آثارها بادية حتى اللحظة.
وعودة إلى الأزمة السورية، فقد قالت الصحيفة إن شرر الحرب بالوكالة في سوريا -التي يديرها الخصمان المتنافسان السعودية وإيران- بدأ يتطاير إلى كل من لبنان والعراق، مضيفة أن دولا أخرى في المنطقة تحاول النأي بنفسها عن الأزمة، وأن الولايات المتحدة وجدت نفسها في المنتصف. وأوضحت أن "الانتفاضة" السورية بدأت في 2011 على شكل ثورة داخلية ضد القمع، ولكن سرعان ما تحولت إلى صراع طائفي بين النظام العلوي الشيعي بدعم من إيران وحزب الله اللبناني والمعارضة السنية بدعم من السعودية. وأضافت أن نظام الرئيس بشار الأسد يواصل قصف المدنيين من الجو، وأن الحرب ستستمر لفترة طويلة، وسط سعي أممي لعقد مؤتمر جنيف2 في 22 كانون الثاني الجاري، في محاولة لوضع حد للحرب المستعرة في سوريا، ولكن لا أحد يتوقع نتائج سريعة. وفي تقرير منفصل، قالت الصحيفة إن قطر تعتبر حليفا رئيسيا للمعارضة في سوريا، وأنها تدعم المعارضة السورية على المستويين المالي والعسكري، وأضافت أنه رغم النفوذ السعودي في الصراع بسوريا فإنها تلعب دورا كبيرا ومهما في دعم المعارضة السورية وفي دعم الجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد نظام الأسد.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الحرب في سوريا -التي حصدت حياة أكثر من 130 ألف إنسان على مدار قرابة ثلاث سنوات- قد أصبحت معقدة للغاية، وإنها تنذر بزعزعة استقرار المنطقة برمتها. وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في سوريا تزداد استعارا في ظل الصراع بين السعودية، بوصفها راعية العالم الإسلامي السُني، وإيران كونها راعية العالم الإسلامي الشيعي، وقالت إنه ليس هناك من مؤشر على أنه يمكن للولايات المتحدة أو أي قوة أخرى وقف الصراع في سوريا، وأن آفاق مؤتمر جنيف2 لا تعتبر مشجعة. وفي سياق الأزمة، دعت صحيفة واشنطن بوست المعارضة السورية إلى التعاون من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية تحل محل نظام الأسد، موضحة أن مؤتمر جنيف2 قد يكون آخر وأفضل فرصة لوضع حد للحرب الأهلية في سوريا.
وكالة نوفوستى: غواصة روسية جديدة تقلق الولايات المتحدة
أقلق انضمام أحدث غواصة إلى الأسطول الروسي الولايات المتحدة الأمريكية لأن هذه الغواصة محصنة ضد كل الأسلحة المضادة بحسب ما ذكرته بعض الصحف الروسية والغربية، التى امتدحت كثيرا الغواصة الروسية "سيفيرودفينسك"، التى دخلت مؤخرا للخدمة فى القوات البحرية الروسية. ونقلت وكالة أنباء "نوفوستى" الروسية عن صحف غربية، أن مسؤولا فى جهاز المخابرات التابع للبحرية الأمريكية، قال "إن ظهور الغواصة الروسية الجديدة "سيفيرودفينسك" أثار قلق الولايات المتحدة الأميركية لأننا لا نعرف نصف ما هو موجود على متنها". وأشارت صحف أخرى، حسب "نوفوستى"، إلى أن اكتشاف هذه الغواصة أمر غير ممكن، وبالتالى فإن كل الأسلحة المضادة للغواصات عاجزة عن ملاحقتها. وقالت بعض الصحف إن روسيا احتلت المركز الأول متقدمة على سائر الدول الأخرى فى صناعة الغواصات بدخول "سيفيرودفينسك" الخدمة العسكرية. يُذكر أن القوات البحرية الروسية قد استلمت غواصة "سيفيرودفينسك" 30 ديسمبر 2013. وتستطيع هذه الغواصة التى يقودها طاقم مكون من 90 فردا أن تسير بسرعة تصل إلى 30 عقدة، وتغوص فى عمق 600 متر. وتتميز غواصة "سيفيرودفينسك" عن الغواصات الأخرى بموضع طربيداتها التى توضع فى وسط الغواصة، وليس مقدمتها التى وضع فيها هوائى كبير للسمعيات تحت المائية، الأمر الذى يزيد القدرة البصرية للغواصة إلى حد كبير. وتتميز هذه الغواصة أيضا بقدرتها على كتم ضجيجها الأمر الذى يجعلها "خفية". وتخطط روسيا لصنع 8 غواصات من هذا النوع حسب الصحيفة الروسية "كومسومولسكايا برافدا".
معهد واشنطن: إيران وسوريا ومصر
تسعى الولايات المتحدة الآن إلى إبرام اتفاقات في جنيف مع كل من إيران وسوريا - وهما نظامان معاديان قمعيان ودكتاتوريان منذ وقت طويل. وفي الوقت نفسه، تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن مصر - وهي حليف رئيسي منذ وقت طويل اتسم نظامه الحاكم بالاستبداد نوعاً ما. وإذا أعدنا صياغة مقولة تاليراند يمكننا القول إن هذا أسوأ من النفاق، إنه موقف خاطئ. ويقول الداعمون لهذه السياسة بأن الفارق هو أن الولايات المتحدة تقوم في الحقيقة بتقديم الدعم لمصر - ولهذا ينبغي على واشنطن أن تستخدمه كنقطة نفوذ لتعزيز الديمقراطية هناك. ولكن بعيداً عن حقيقة أن هذا الدعم لا يؤتي ثماره، فإنه أيضاً يقلب المنطق رأساً على عقب. فالدعم المقدم لمصر ليس منة أو فضلاً في مقابل الديمقراطية ولكنه استثمار لدى حكومة صديقة تدعم مصالح أمريكية حيوية وهي: مكافحة الإرهاب والوصول الاستراتيجي والسلام مع إسرائيل والعلاقات الجيدة مع الدول العربية الرئيسية المنتجة للنفط. ولكن نرى اليوم مرة أخرى مشهداً عبثياً للولايات المتحدة التي لا تحاول مممارسة الضغط سوى على أصدقائها - وليس على أعدائها - لكي يقوموا بإصلاح أنظمتهم السياسية الداخلية.
وعطفاً على ذلك، يضيف الاتفاق النووي التكتيكي الحالي مع إيران عدة أسباب جديدة لتعزيز العلاقات الأمريكية مع مصر وليس لتقويضها. أولاً: هذا من شأنه أن يساعد في إعادة طمأنة حلفاء الولايات المتحدة الغاضبين من السياسية الأمريكية - من الخليج إلى إسرائيل وما وراءها بأن الولايات المتحدة سوف تبقى إلى جانب أصدقائها - على أن تكون مصر في القلب من اهتمامها على وجه الخصوص. ثانياً: من خلال دعم حلفاء الولايات المتحدة وخياراتها في المنطقة، فإن ذلك سيكون بمثابة حافز إضافي لإيران يدفعها إلى التفاوض على اتفاق نووي مقبول طويل الأجل. ثالثاً: العلاقات القوية مع مصر تعتبر بمثابة بوليصة تأمين جيدة لتقوية دائرة التحالفات الإقليمية الأمريكية الأساسية في حال ما فشل الاتفاق مع إيران. والحجة الأخيرة لأنصار مدرسة "قطع المساعدات" هو أن من شأن ذلك أن يكون في صالح مصر لأن الضغط للقيام بإصلاحات هو وحده الذي سيعزز الاستقرار على المدى الطويل هناك. ولكن إذا ما نظرنا إلى النزاع بين الجيش و «الإخوان» الذي محصلته صفر، فمن المرجح في الواقع أن يسبب الدعم المتذبذب للحكومة المصرية إلى تشجيع ألد خصومها على شن حرب جهادية ضدها - وبالتالي يؤدي إلى تصاعد العنف والحُكم على 90 مليون مصري بمزيد من المعاناة. وبذلك ينتهي الأمر بالمؤيدين لسياسة ممارسة الضغوط من أجل الديمقراطية إلى إثارة حالة عدم الاستقرار البالغة التي يزعمون أنهم يسعون لتجنبها. وفي ضوء جميع الأسباب المذكورة، فإن المستقبل السياسي لجماعة «الإخوان» في مصر هو ليس في مصلحة الولايات المتحدة.
وفي مقابل ذلك، كان الركن الأساس في العلاقات الأمريكية المصرية هو التعاون العسكري فيما بينهما. حيث لعبت علاقة واشنطن الأمنية الإستراتيجية عميقة الجذور مع أقوى جيش عربي دوراً بارزاً في حربها ضد تنظيم «القاعدة» وعمليات مكافحة الإرهاب و أمن الطاقة الإقليمي والجيوسياسي. ولكن سياسة إدارة أوباما الحالية تجاه مصر تعرّض هذه المصالح المشتركة إلى الخطر. ويأتي مستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر في مقدمة تلك المخاوف. حيث أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً في 9 تشرين الأول جاء فيه أنه سيتم تعليق بعض المساعدات، ولكن يمكن استئنافها "عند إحراز تقدم حقيقي نحو قيام حكومة مدنية شاملة لجميع الأطياف مُنتخَبة بطريقة ديمقراطية". ومع ذلك، يبقى معنى "الشمولية" غير واضح. فهناك شريحة واسعة جداً من المصريين تم إدماجها في العملية السياسية منذ الإطاحة بنظام مرسي. وحتى أن بعض السلفيين الذين يُعتبرون أكثر الحركات الإسلامية المحافظة في مصر غدوا جزءاً من العملية. وحتى أن الجناح السياسي لجماعة «الإخوان» - "حزب الحرية والعدالة" - قد تمت دعوته في البداية للمشاركة في المرحلة الانتقالية التي بدأت في 3 تموز. ولكنهم رفضوا الدعوة وظلوا غير معترفين بهذه الأحداث. وتحول هذا الرفض إلى حملة لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء حيث بدأ قادة «الإخوان» في تحريض جماهيرهم في ساحات التظاهرات على استخدام العنف ضد الدولة المصرية وضد الداعمين للإطاحة بمرسي من المدنيين. وأدى ذلك إلى اعتقال العديد من قادة «الجماعة». ولكن هناك كبار رموز «الإخوان» خارج السجن مثل عمرو درّاج الذين لم يقبلوا بعد بالواقع السياسي الجديد الموجود على الأرض.
وفي ظل هذه الظروف، فإن التصور الذي يلوح في الأفق بأن البيت الأبيض عازم على إدراج «الجماعة» المحظورة في العملية السياسية المصرية سيسهم في المزيد من زعزعة الاستقرار في البيئة الجيوسياسية في الشرق الأوسط. فتعليق المساعدات نال ترحيباً من جماعة «الإخوان» الأمر الذي شجعهم بشكل غير مباشر على الاستمرار في التمرد والعصيان. أما الجهاديون والإرهابيون في سيناء - الذين اغتالوا وارتكبوا عشرات الهجمات الإرهابية ضد الجنود المصريين - فهم يرحبون بأي قرار يصدره أوباما والذي يُضعف من القوات المسلحة المصرية - عدوهم الأوحد في هذه المرحلة - أو يشكل ضغطاً عليها. وكان الوزيران الأمريكيان هاغل وكيري داعمين للحكومة الانتقالية في مصر حيث أقر كيري على الملأ بأن مصر "تستعيد الديمقراطية". وأوضح أن "تدخل الجيش كان انصياعاً لمطلب الملايين والملايين من المصريين" بعد "أن سُرقت الثورة من قبل الكيان الأكثر تنظيماً في الدولة - وهو جماعة «الإخوان»". ولعل هذه التصريحات تبدو متناقضة مع تلك التي أدلت بها [مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي] سوزان رايس التي أكدت على أنه "بعد استخدام الحكومة الانتقالية .... للعنف المفرط ضد المدنيين فإن الولايات المتحدة أوضحت جلياً أنه لا يمكن لنا أن نفعل أشياء كالمعتاد".
لذا يجب تسوية التوتر الداخلي بشكل سريع ويكون ذلك مستوحى من المصالح الإستراتيجية الواضحة للولايات المتحدة. وبالنظر إلى التعريف الجديد والضيق الذي صاغه الرئيس أوباما لهذه المصالح الأساسية في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل بضعة أشهر، فإن إدارته (وحلفاؤها في الكونغرس) ليسوا بحاجة للتظاهر بأن مصر تتبنى نظاماً ديمقراطياً بالكامل. وسوف يكون الاستفتاء القادم على الدستور في شهر كانون الثاني - والذي وافق الاتحاد الأوربي أن يشرف عليه مؤخراً - مناسبة مبكرة ملائمة لكي تستأنف الولايات المتحدة تقديم المساعدات الكاملة لمصر. وفي هذا الشرق الأوسط المضطرب، لم تكن العلاقة الأمريكية المصرية على نفس القدر من الأهمية الذي هي عليه الآن. ولا يزال الاتفاق الخاص بإيران ومؤتمر جنيف الثاني القادم بشأن سوريا يضيفان مجموعة أخرى من الأسباب الوجيهة لاستعادة تلك العلاقة الهامة بدلاً من تقويضها من خلال استمرار تعليق المساعدات.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها