أثبتت دراسة حديثة أن التدخين أثناء الحمل قد يتسبب في تقليل مستوى الكولسترول الحميد في أجسام الأطفال، الأمر الذي يكون له تأثير سيء مع تقدم العمر.
أثبتت دراسة حديثة أن التدخين أثناء الحمل قد يتسبب في تقليل مستوى الكولسترول الحميد في أجسام الأطفال، الأمر الذي يكون له تأثير سيء مع تقدم العمر.ويُعرف الكولسترول الحميد بالبروتين الدهني ذا الكثافة العالية (HDL) كما يساعد في الوقاية من أمراض القلب مع تقدم الإنسان في العمر.
وقام فريق البحث باختبار تأثير تدخين الأم على سُمك جدران الشرايين ومستويات البروتين الدهني (الكولسترول الحميد) عند 405 طفل في سن الثامنة بين أعوام 1997-1999، وكان هؤلاء الأطفال قد تم إدراجهم قبل الميلاد ضمن تجربة عملية تبحث في أمراض الحساسية والأزمات الصدرية.
وقام الباحثون بجمع معلومات عن عادة التدخين عند الأمهات أثناء وبعد الحمل وتأثير ذلك على الأطفال بعد مولدهم، واستخدموا الأشعة فوق الصوتية لقياس سُمك جدار الشرايين، كما تم أخذ عينات من دم 328 طفلا من أفراد العينة لقياس مستوى البروتين الدهني.
وثبت عدم وجود تأثير للتدخين على سُمك جدار شرايين الأطفال، والذي يمثل أحد علامات أمراض القلب إلا أن مستوى الكولسترول الحميد كان أقل من المستوى الطبيعي، الأمر الذي يزيد من مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي في مراحل متقدمة من عمر الأطفال بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15%.
وأوضحت الدراسة أنه ببلوغ الطفل سن الثامنة تقل لديه نسبة الكولسترول الحميد بحوالي 10% عن المستوى الطبيعي إذا كان ولد لأم مدخنة أثناء الحمل، وسواء كان الأطفال تعرضوا للتدخين السلبي بعد الميلاد أم لا فهذا لم يغير نتيجة البحث وهو الدليل على أن تعرض الجنين للتدخين يكون له التأثير البالغ على صحته عند الكبر.
وصرَّح كاتب الدراسة ديفيد سيلرماجر الأستاذ بجامعة سيدني: "تقترح نتائج هذه الدراسة أن التدخين في فترة الحمل يترك بصمة على مجموعة من الخصائص غير الصحية على الأجنة في رحم أمهاتهم، والتي تجعلهم أكثرعرضة للأزمات القلبية فيما بعد، وتظل هذه السمات تؤثر في الطفل حتى سن الثامنة وربما أكثر".
وربط الباحثون بين التدخين أثناء وبعد الحمل وسلسلة من المشاكل الصحية عند الأطفال، بما في ذلك المشاكل السلوكية والعصبية المعرفية بل والوفاة المفاجئة للرضع، إلا أنه لم يثبت بعد ما إذا كان تعرض الأجنة للتدخين السلبي من الأم يزيد من مخاطر أمراض شرايين القلب في المستقبل أم لا.وأضاف: "لازلنا في حاجة لمتابعة حالة هؤلاء الصغار لفترات أطول لمعرفة ما إذا كان هذا التأثير السلبي لتدخين الأم الحامل سوف يستمرعلى نسبة الكولسترول الحميد عند الصغار أم لا".
يُذكر أن هناك ما يقرب من 15% من السيدات في المجتمع الغربي لا يتوقفن عن التدخين أثناء فترة الحمل.