26-11-2024 06:24 PM بتوقيت القدس المحتلة

مؤتمر الوحدة الاسلامية بطهران: التكفير هو العدو الأساس للأمة الإسلامية

مؤتمر الوحدة الاسلامية بطهران: التكفير هو العدو الأساس للأمة الإسلامية

أعلن رئيس التحالف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري أن التكفير هو العدو الأساس للأمة الإسلامية، "ومن يكفر الكل هو عدونا الحقيقي"، وذلك في افتتاح المؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الإسلامية بطهران

أعلن رئيس التحالف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري أن التكفير هو العدو الأساس للأمة الإسلامية، "ومن يكفر الكل هو عدونا الحقيقي"، وذلك في افتتاح المؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الإسلامية بطهران. وفي ما يخص أحداث الأنبار، أوضح رئيس التحالف الوطني العراقي أن "ما يحدث في محافظة الأنبار هو أن بعض المتسللين حاولوا بث الفرقة وتحويل هذه المحافظة الى معقل للتفرقة، وقاموا بقتل أبناء هذه المحافظة ونثروا جثثهم على أرضها، وقاموا بتفجير انفسهم لإثارة الحرب والفتنة في الوقت الذي يئسوا فيه من وحدة الأمة الاسلامية بشيعتها وسنتها في العراق".

وأشار الجعفري الى أن التكفيريين "بعثوا بانتحارييهم لإراقة دماء السنة والشيعة في العراق، لكنهم فشلوا في مخططهم"، مضيفاً "هاهم أبناء الأنبار لجأوا الى أبناء كربلاء الذين فتحوا لهم بيوتهم وصدورهم". وأضاف الجعفري"علينا التمسك بأصول القرآن الكريم وأن نجتمع حول المحور الوسطي، فأصحاب الرسول الحقيقيون كانوا محور الوسطية والإعتدال"، متابعاً "بعض الناس يدّعون الإسلام ويرتكبون أبشع الفظائع في الوقت الذي كان فيه الرسول الأكرم بثقافته أمرنا حتى بالتوري عن قتل حيوان بريء".

من جهة ثانية، طالب الجعفري العلماء "بالوقوف بوجه البدع التي يطلقها البعض وتبث الفرقة بين المسلمين"، مضيفاً "لقد دعانا الرسول صلى الله عليه وآله الى التعاون وحذرنا وتوعدنا بجهنم اذا لم نلتزم بتعاليمه، وعلى التكفيريين الذين يريقون الدماء أن يستحوا من الرسول الأكرم على استباحتهم دماء المسلمين".

السيد ابراهيم أمين السيد: تواجد حزب الله في سورية هو جزء من التصدي للحرب التي تستهدف الأمة الإسلامية

من جهته، حذر رئيس المجلس السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد من حرب جديدة تُثار بين المسلمين؛ مؤکداً أن تواجد حزب الله في سورية إنما هو جزء من التصدي لهذه الحرب التي تستهدف الأمة الإسلامية. وأشار رئيس المجلس السياسي في حزب الله إلى أن ما يحدث في سورية يهدف إلى "تناسي ما يجري في فلسطين والقدس". وأکد إبراهيم أمين السيد في کلمته بالمؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الإسلامية، "إننا نقاتل باسم الأمة الإسلامية التي تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين"، مشدداً علي أن انتصارات المقاومة ضد الكيان الصهيوني ليست خاصة بها بل هي لكل المسلمين.

وأشار السيد إلي أن انتصارات الأمة الإسلامية "إنما هي موجهة إلى العدو الداخلي والعدو الصهيوني"، محذراً من "اننا نواجه اليوم حرباً جديدة تقوم على قاعدة احتراب الأمة والتصالح مع العدو". هذا ونوّه السيد أن الحرب الجديدة باتت تدور على أساس التطبيع مع العدو الصهيوني والتحالف معه ضد الأمة الإسلامية، محذراً من أن "الأعداء يريدون قتل الإسلام الحنيف وإبادة الأمة". ودعا إبراهيم أمين السيد جميع المفكرين الإسلاميين للوقوف بكل شجاعة ضد الأفكار المنحرفة للتكفيريين.

حسون: الشعب السوري وقف صامداً بوجه 88 دولة

وفي كلمة له خلال المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام، أكد مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ احمد بدر الدين حسون أن "الشعب السوري وقف وصمد بوجه 88 دولة ارسلت الإرهابيين وامدتهم بالسلاح للقتال في سورية". وأوضح الشيخ حسون أنه "لم نأت هنا للتكلم بالكلمات المعسولة، وإنما للحديث عن الألم والعلاج له والعمل على توحيد الأمة الإسلامية"، قائلاً "نحن دولة استطاعت أن تفرض وجودها على العالم".

كما شدد الشيخ حسون على أن "الغرب أراد السيطرة على الأمة التي تحمل ثروات أعظم من ثروات الأرض، واذا استطاع المسلمون أن يبينوا مواقف إيران فسنقف بوجه محور الشر في العالم"، مشيراً الى أن الدول الغربية حرّضت النظام العراقي السابق على شنّ حرب ضد الجمهورية الإسلامية في ايران.

وفي السياق، لفت حسون إلى أنه "كنا ضعفاء قبل ظهور الإمام الخميني (قدس سره)، وعندما قوينا بظهوره اثار الغرب الفرقة الطائفية"، مشيراً الى أن "الإمام الخميني استطاع أن يبدأ ثورته بتوحيد الجهود ونبذ الفرقة". وأكد حسون أنه ينبغي البحث عن العلاج لما شتت اوصال الأمة الإسلامية ومحاربة الإرهاب". هذا وأكد مفتي الجمهورية العربية السورية أن "ايران تمكنت من فرض ارادتها على الغرب والدخول في نادي الدول التي تمتلك الطاقة النووية، واستطاعت انتزاع اعتراف الغرب في جنيف، ونبارك لها تقنيتها النووية".

وبدأ المؤتمر 27 للوحدة الاسلامية أعماله في العاصمة الايرانية طهران بحضور مئات العلماء والفقهاء والمثقفين من اكثر من 50 بلداً. ويبحث المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام الوحدة الاسلامية في إطار تعاليم القرآن الكريم ووضع الامة الاسلامية إضافة الى التحديات والعوائق التي تواجه العالم الاسلامي التي سيتم مناقشتها عبر تشكيل ست لجان مختلفة.

ومن أبرز المشاركين في المؤتمر مفتي تونس الشيخ حمدة بن عمر ومفتي سوريا الشيخ احمد بدر الدين حسون ورئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري إضافة الى رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد ووزير الاوقاف الاردني هائل داود.

هذا ويتزامن مؤتمر الوحدة الاسلامية مع ولادة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله، حيث يسعى المجتمعون للتذكير بالنبي الاكرم كنموذج للتسامح ورص الصف ونبذ الفتنة الطائفية والافكار التكفيرية.

ويمهد مؤتمر الوحدة الإسلامية لحل العقبات والعراقيل التي تواجه مسيرة الإسلام الإصلاحية في العالم، ويبحث السبل والطرق التي تحد من الخلاف وتحول دون تفكك المسلمين وتشتت شملهم.

كما ينصب جهود العلماء في المؤتمر الدولي للتقريب بين المذاهب إلى التركيز على مبدأ الاتحاد بين الشعوب المسلمة والذي لا يلغي الاختلاف الموجود في الآداب والتقاليد المتبعة في المجتمعات الإسلامية كما أنه لا يلغي الاختلافات الموجودة في الاجتهادات الفقهية وإنما يعنى مبدأ الوحدة باتخاذ موقف موحد.

ومن ضمن الموضوعات التي ستطرح في المؤتمر "الوحدة الإسلامية وضرورتها في القرآن" و"وحدة الأمة الإسلامية حول محور القرآن الكريم التحديات والقيود" و"الأوضاع الحالية للمجتمع الإسلامي من منظار القرآن الكريم".

كما سيبحث المؤتمر القضية الفلسطينية ودورها المحوري في حياة الأمة الإسلامية والآليات العملية في القرآن الكريم لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية وموقف القرآن الكريم من تكفير المسلمين وهدر دمائهم ومالهم وكرامتهم وتزييف مفاهيم القرآن الكريم لبث الأفكار المخربة والمتطرفة.

ويناقش المؤتمر أيضا الدور الاجتماعي والسياسي للشباب في الحركات الإسلامية ودور الشبان والنساء في النشاطات السياسية والاجتماعية وتقييم التخلف الحالي في العالم الإسلامي من منظار القرآن الكريم والولاية الإلهية وغير الإلهية في القرآن الكريم ودورها في الوحدة والفرقة والحفاظ على الهوية الإسلامية والسعي لتعزيزها في ظل تعاليم القرآن الكريم.