24-11-2024 05:42 AM بتوقيت القدس المحتلة

"صقور" المملكة و"الانعطافة" القاتلة

عُقد لسان صقور السعودية بعد تبلغهم الرسالة الأميركية. سمع أمراء المملكة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن "جنيف (2) سينعقد بمن حضر". كلام كيري جاء عطفاً على افرازات التقارب مع إيران

صقور السعودية

المنعطف التاريخي يبدأ بمنعطف سياسي.

عُقد لسان صقور السعودية بعد تبلغهم الرسالة الأميركية. سمع أمراء المملكة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن "جنيف (2) سينعقد بمن حضر". كلام كيري جاء عطفاً على افرازات التقارب مع إيران، ليُشكل كل ذلك مُجتمعاً منعطفاً تاريخياً يعيد رسم المنطقة.

فهل تستطيع المملكة أن تقاوم "انعطافة تاريخية" يشكلها محور المقاومة؟

قبل أيام برزّت وسائل إعلامية تغريدات نشرها "مجتهد"* على موقع "تويتر" تحدثت عن تغيّر في التعاطي السعودي مع معارك الأنبار. رُبط ذلك بالموقف الأميركي الحاسم في دعم الجيش العراقي في معركته ضد تنظيمات إرهابية والملزم للسعودية. وقيل إن حسابات المملكة لها علاقة بتوسع نفوذ القاعدة الذي يُهدد نفوذ الرياض نفسها. تحدث "مجتهد" عن غرفة عمليات مشتركة عراقية-سعودية-أردنية، وعن احياء لنفوذ سعودي في الوسط العشائري والحث على مساندة "الصحوات", وعن تغيّر في تعاطي الآلة الاعلامية للمملكة.

 "انعطافة" نحو "الحمائم"

أمير موسويفي إيران، الحديث عن السياسة السعودية يأتي في سياق تغيرات يتوقعها المسؤولون. يقول الخبير الايراني في الشؤون الاستراتيجية أمير موسوي إن مفاجآت على صعيد السياسة السعودية تجاه المنطقة، كان يُتوقع أن تظهر تباشيرها بعد تاريخ 22 الجاري، إلا أنها أتت بشكل مبكر.

الحلحلة المفاجئة في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، معطوفة على قبول "الائتلاف السوري" المشاركة في "جنيف 2" والمعارك التي تخوضها جماعات المملكة كـ "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" ضد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش).

والتطورات الجديدة أضيف إليها تصريحات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والتي طالب فيها برفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية، قائلاً: "ايران جارتنا ولا نريد اي مشاكل. . ارفعوا العقوبات وسوف ينتفع الجميع"، قرأت فيها طهران اشارات "انعطاف" سعودي.

قرأت ايران في تصريحات حاكم دبي تراجعاً عن سياسات متشددة يمثلها محور تتزعمه السعودية. ويفسّر الموسوي أن السعودية لم يعد بامكانها الاصرار على سياساتها القديمة. الارداة الدولية تغيّرت، وبالتالي فإن التمسك بالسياسات التأزيمية من شأنه أن يفرض عزلة دولية على المملكة، وهذا ما أخذته الرياض بعين الاعتبار، في وقت ينصب الاهتمام الأميركي على ملفات ثلاث: المفاوضات الفلسطينية والانسحاب من أفغانستان ومحاربة الارهاب. 

"يبدو أن بعض الأمور تغيرت. جاءت زيارة كيري الأخيرة لتحدث تغييراً كبيراً". فهم السعوديون ان أولويات الأميركيين تغيرت، وأن قرارهم حُسم لناحية المُضي في حل للأزمة في سورية. فكان الايعاز لـ"الائتلاف السوري" للمشاركة في "جنيف 2" حتى لا تخلو الساحة من أي نفوذ سعودي.

يضيف الخبير الايراني في حديثه لموقع المنار أن المتغيرات اضافة إلى القرار الأميركي شكلت عوامل أحدثت تغييراً سريعاً في سياسات السعودية "التي استندت في الفترة الماضية على الاسلوب البدوي في معالجة الملفات". يعود الموسوي ليميّز بين تيارين في المملكة: الصقور والحمائم. ويقول إن تيار الحمائم عاد لينشط في المشهد السياسي السعودي، فيما بدأ حصر تيار "الصقور" المتشدد في المملكة والذي يمثله كل من بندر بن سلطان وسعود الفيصل وتركي الفيصل.

"كثير من النخب السياسية في المملكة تعي اليوم اهمية التواصل مع ايران، للحد من التطرف الديني وفتح صفحات جديدة مع قوى اقليمية في المنطقة. هناك نوع من العقلانية بدأت تفرض نفسها على السعودية، وهي لن تكون لصالح الصقور الذين سيطروا على المشهد السياسي في الفترة الماضية"، يوضح أمير موسوي.

"الانعطافة" السعودية المتأملة قد تتجلى معالمها أكثر وضوحاً بعد تاريخ 22 الجاري – موعد انعقاد "جنيف2"- ، يقابل الايرانيون ما يصفونه بأنه "اشارات ايجابية" من المملكة برسائل ود، تضمنها تصريح وزير خارجية ايرانية محمد جواد ظريف في لبنان، والذي جاء فيه ان بلاده تسعى لأفضل العلاقات مع المملكة، والتي من شانها أن تساعد على تعزيز استقرار المنطقة.

اتصالات ورسائل بندر الهاتفية والسرية

الحديث عن "انعطافة سعودية" تنفيه مصادرعراقية وثيقة الاطلاع. في الأيام القليلة الماضية كان يتكرر في مواقف رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي اتهام دولة خليجية بالوقوف وراء "داعش". يتحدث المالكي بثقة، وبين يدي أجهزته ما يوثق هذه الاتهامات: اتصالات مباشرة بين بندر بن سلطان ومقاتلين من داعش، ورسائل هاتفية من بندر ضبط على هاتف أحمد العلواني، إضافة إلى لقطات تظهر سيارات رباعية الدفع تحمل لوحات سعودية.

تقول المصادر العراقية إنه يجري خلف الكواليس البحث في تقديم مذكرة احتجاج عن التورط السعودي في دعم "داعش" وحركات التمرد على الحكومة.

النائب محمود الحسنوفي حديث خاص لموقع المنار، يفيد النائب عن ائتلاف دولة القانون العراقية محمود الحسن عن وجود تقارير رسمية وقد اطلع عليها السفير الأميركي نفسه ومن بينها اعترافات لارهابيين تؤكد تورط السعودية في تجنيدهم وتمويلهم.

وكما عدة مصادر عراقية، لا يقتنع الحسن بالحديث عن تغييرات في السياسة السعودية، التي تهدف إلى "تعزيز المشروع الطائفي في المنطقة، وقد تأثر ساسة عراقيون بذلك وقدموا غطاءً سياسياً لجرائم ارهابية، ومنهم من انسحب من مجلس النواب رفضاً لانطلاق العملية العسكرية ضد الارهابيين في العراق".

يقول الحسن إن السعودية لازالت "تحاول ارساء المشروع الطائفي لضرب المشروع الديمقراطي في المنطقة ولذلك عارضوا عقد جنيف".

ووفقاً لما يشهده العراق، فإنه لا مؤشرات تلقتها بغداد عن المتغيرات التي يجري الحديث عنها في الرياض، تؤكد مصادر الموقع ذلك لتضع كلام "مجتهد" في خانة الصراعات الداخلية بين أمراء المملكة.

ويريد بندر أن يستثمر هذه الثقة عند الإيرانيين بخاشقجي خاصة أن له علاقات أسرية وصداقات مع شخصيات لها حضور وتأثير قوي في إيران

 

يعود "مجتهد" مجدداً هذه المرة عن بندر بن سلطان تحديداً، مغرداً أن الأمير السعودي وسّط المليادير السعودي عدنان الخاشقجي مساعدته في فتح علاقة مع الايرانيين.. ماذا لو صح كلام المغرد المجهول ماذا سيحل بـ"صقور" المملكة؟