22-11-2024 04:26 PM بتوقيت القدس المحتلة

انتحاري الهرمل وما بعده..

انتحاري الهرمل وما بعده..

في الهرمل كان الجميع يتوقعون وصول السيارات المفخخة الى المدينة، ذلك لرمزيتها

 

انتحاري الهرمل أتى من عرسال، هذا ما تأكد لدى جميع المعنيين بالوضع الامني في المنطقة ، وهذا ما سجلته كاميرات المراقبة الموضوعة في المنطقة، وأيضا هذا ما اكده الهجوم المتزامن مع تفجير الهرمل الذي شنته الجماعات المسلحة بالصواريخ والمدفعية  من اعماق  الجبل الشرقي  في منطقة النعمات باتجاه بلدة جوسية السورية المحاذية لسهل القاع في لبنان والتي تعتبر الممر الإجباري باتجاه القصير.

في الهرمل كان الجميع يتوقعون وصول السيارات المفخخة الى المدينة، ذلك لرمزيتها , كان الشباب الموكل عمليات الحراسة والمراقبة في المحيط الجغرافي الصعب من تلال ووديان وحتى في مجرى نهر العاصي يقول ان الردع لا يكون بالمراقبة بل بالقضاء على  مرسلي السيارات وعدم السماح لهم بالاستقرار في منطقة آمنة.

للهرمل رمزية كبيرة في عقلية السلفية العالمية المحاربة في سوريا حاليا ،  منها انطلق حزب الله ليلحق بهم الهزيمة الكبرى في حرب سوريا، وفيها الثقل الجغرافي الذي يمنع تواصل حمص والداخل السوري مع البحر في طرابلس، وهي تشكل جغرافيا أيضا العقبة القوية للالتفاف على الساحل السوري من ناحية الجنوب ، بعدما فشلت الهجمات من سلمى والحدود التركية. وفي الهرمل تركيبة عشائرية مسلحة ومقاتلة تجعل  الحرب معها صعبة المراس وغير قابلة للحسم او الانتصار ، كما ان السلفية العالمية تخشى جبال الهرمل في السفح الغربي وما فيه من قوة نارية تجعل المدينة ومنطقتها حصنا يصعب اقتحامه. هذه الرمزية هي التي قصدتها السلفية العالمية المحاربة من ارسال انتحاري الى الهرمل وهذا الانتحاري في طريقه الى المدينة عبر بلدات وقرى في البقاع الشمالي مماثلة للهرمل سياسيا وسكانيا لكنه كان يستهدف الرمز اكثر من أي شيء آخر.

من اجل هذا ولهذه الأسباب ليس  انتحاري الهرمل مثل باقي  الانتحاريين  ولا يمكن التعامل مع هذه العملية كما تم التعامل مع غيرها ، لان في هذه المنطقة ردة الفعل  في موضوع الثأر غير مرتبطة  بأي قرار سياسي نظرا للطبيعة العشائرية.

الجميع في الهرمل وفي بعلبك الهرمل يعرف ان المفخخات تأتي من عرسال، ويحددون مرسليها بالأسماء وبعض المهربين من أبناء عشائر وعائلات  المنطقة يعطيك تفاصيل عنهم لانه يشاركهم تهريب المازوت والخردة  وكل شيء يتم تهريبه على جانبي الحدود.  ولولا الغطاء الأمني والسياسي والمادي الذي يؤمنه تيار المستقبل  لما أصبحت عرسال وكرا للمسلحين ومرسلي السيارات المفخخة.

ولا يمكن اقناع الناس ان في الحكومة المنتظرة حلا جذريا ، فالذي يبتز  البلاد والعباد عبر السيارات  المتفجرة والانتحاريين سوف يستمر في ابتزازه .

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه