تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 18-1-2014 الحديث عن مجموعة من المستجدات الامنية والسياسية، بداية من البقاع مع استمرار التحقيقات في ملابسات العملية الانتحارية الارهابية
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 18-1-2014 مجموعة من المستجدات الامنية والسياسية، بداية من البقاع مع استمرار التحقيقات في ملابسات العملية الانتحارية الارهابية التي استهدفت مدنيين ابرياء في الهرمل في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة صباح امس سقوط صواريخ اصابت بلدات عدة من ضمنها مدينة عرسال التي وقع فيها مجزرة مروعة بحق المدنيين، اما سياسيا فقد كان لافتا موقف الرئيس سعد الحريري في لاهاي الذي عبّر فيه عن استعداده للمشاركة في حكومة جامعة مع حزب الله، اما دوليا فتحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.
السفير
«صواريخ الفتنة» تحصد 9 شهداء معظمهم أطفال في عرسال
الحريري يبادر: الاستقرار بشراكة «حزب الله»
وكتبت صحيفة السفير تقول "اختار الرئيس سعد الحريري توقيته السياسي، فأطلق من أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في لاهاي، أمس، إعلان نيات يشكل فاتحة مرحلة سياسية جديدة في لبنان، إذا أحسنت مختلف الأطراف والأطياف السياسية التعامل معه وعدم تضييعه، بما يؤدي إلى توفير مآس وصور جديدة، على شاكلة تلك التي عاشها أبناء البقاع الشمالي، سواء بصواريخ الفتنة التي حصدت، أمس، باقة من الأطفال والفتيان الأبرياء، أو بالتفجير الانتحاري المجرم في الهرمل الذي حصد، أمس الأول، ثلاثة شهداء.. والحبل على جرار الأمن المثقوب، بدليل التوتر الذي ساد، ليل أمس، مدينة طرابلس وأعاد تحريك مواجعها التي لم تندمل بعد.
فقد أبلغ الحريري وكالة «رويترز» أنه مستعد للمشاركة في حكومة ائتلافية مع «حزب الله» باعتباره حزباً سياسياً. وقال: «أنا متفائل جداً بتأليف هذه الحكومة»، معتبراً أن ذلك «شيء جيد للبلد وللاستقرار فيه»، مشيرا إلى أنه لم يقدم تنازلات في خصوص المشاركة مع الحزب، وقال: «مبدأ المحاكمة هو أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ونحن نعرف بأنهم افتراضياً ارتكبوا الجرائم. ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين».
وقال الحريري: «نحاول أن نحكم البلد مع الجميع فلا نريد أن نبقي أحدا خارجا، ونحن نريد أن يستقر البلد».
وحول ما اذا كانت هناك خطوط حمراء، قال الحريري: «الخطوط الحمراء تمليها احتياجات البلاد».
وكان لافتا للانتباه أن موقف الحريري جاء بالتزامن مع انتهاء مرافعة فريق الادعاء في المحكمة الدولية، والتي تمحورت في معظمها حول قرينة الاتصالات، من دون أية إضافات نوعية جديدة، وهي النقطة التي جعلت فريق الدفاع يطلق النار على مطالعة الادعاء.
وبدا واضحاً أن الحريري كان يريد لمطالعة الادعاء في المحكمة أن تنتهي، حتى يفتح صفحة جديدة في الداخل اللبناني، وهي نقطة صارح بها فريق المحيطين به، ولم يكتف بذلك، بل كان حريصاً على تعميم مناخها في اتجاه كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف تمام سلام والنائب وليد جنبلاط، وذلك قبل نحو 48 ساعة من إعلانها.
وبحسب أوساط سياسية بارزة «بدا سعد الحريري أمس أقرب من أي وقت مضى من صورة والده السياسية»، وقالت إن هناك مسؤولية وطنية بحماية هذه الوجهة الإيجابية من كل أطياف لبنان، «لأن البديل هو التفريط بالاستقرار».
لقي موقف الحريري صدى إيجابيا لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال لـ«السفير»: «هذا موقف كبير جدا، فبرغم المناسبة القاسية والمريرة، غلـّب (الحريري) حسه الوطني على كل شيء».
وفيما التزم «حزب الله» الصمت إزاء إعلان الحريري، قالت أوساط سياسية بارزة إن الحزب لم يتفاجأ بالموقف، وأشارت الى أن المطلوب من الجميع تقديم تنازلات في هذه اللحظة التاريخية المفصلية.
بدوره، أشاد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط بموقف الحريري، وقال لـ«السفير»: «هذا مؤشر إيجابي، من شأنه ان يفتح آفاقا واسعة لتشكيل الحكومة»، وتمنى أن يتفاعل الجميع معه «من أجل إخراج الحكومة الجامعة من التداول النظري الى التطبيق الفعلي والترتيب العملاني».
وقال الوزير وائل ابو فاعور لـ«السفير» ان جنبلاط يتابع اتصالاته المكثفة مع رئيسي الجمهورية والمجلس والرئيس المكلف والرئيس السنيورة، إضافة الى قيادة «حزب الله» في محاولة للخروج بصيغة نهائية للتوافق على تشكيل الحكومة، وكبّر للحريري موقفه وقال ان من شأنه تسريع الأمور، مشيرا الى أن التفاصيل المتعلقة بالحصص الوزارية وتوزيع الحقائب، «متروكة بصورة أساسية لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف».
وقالت مصادر متابعة لـ«السفير» إن معظم القضايا النظرية تم التفاهم عليها على الشكل الآتي:
أولا، حسمت الصيغة الثلاثية (8ـ8ـ8)، ومعها مبدأ مشاركة جميع القوى في الحكومة السياسية الجامعة.
ثانيا، لا ثلث معطلا أو ضامنا لأي فريق من الفريقين.
ثالثا، إقرار مبدأ المداورة، على أن تكون سياسية وطائفية ?