ورأى المحاضر أنّ إمكان حلّ معضلة الاحتدام بين الدّين والعلمانيّة هو أمرٌ واقعيٌّ، ما دام الإيمان الدّيني قادراً على احتواء واستيعاب شأن الدّنيا، على قاعدة القيّوميّة الإلهيّة على عالم الخَلق، وعنايته الرّح
في إطار سلسلة المحاضرات الدوريّة التي تنظّمها جامعة آزاد الإسلاميّة في لبنان بالتعاون مع مركز دلتا للأبحاث المعمّقة، نظمت الجامعة محاضرة بعنوان محاضرة تحت عنوان «الإيمان الدّيني والعلمنة»، حضر فيها عدداً من المفكّرين والاساتذة والإعلاميّين.
في البداية رحب الدكتور محمد منطقي رئيس جامعة آزاد الاسلامية في لبنان بالحضور وأكد على ضرورة الاستماع للرأي والرآي الآخر في الندوات والمحاضرات العلمية.
ثمَّ قدّم الباحث في الفلسفة السياسيّة محمود حيدر محاضرة تحت عنوان «الإيمان الدّيني والعلمنة، بين حدّ التناقض وحدّ الاتّفاق»، عرض فيها لواحدةٍ من أهمّ الإشكاليّات المعرفيّة التي تعيشها المجتمعات العالمية المعاصرة.
أكّد حيدر في مستهلّ محاضرته على ضرورة تسوية النّزاع اللفظي حول مصطلح العلمنة، مشيراً إلى وجوب التمييز بين العلمنة بما هي رؤية وجودية للعالم، وبين العلمانية بوصفها حادثاً تاريخياً حصل في أوروبا لتنظيم الدولة والمجتمع في الغرب، ابتداءً من القرن الرابع عشر الميلادي.
ورأى المحاضر أنّ إمكان حلّ معضلة الاحتدام بين الدّين والعلمانيّة هو أمرٌ واقعيٌّ، ما دام الإيمان الدّيني قادراً على احتواء واستيعاب شأن الدّنيا، على قاعدة القيّوميّة الإلهيّة على عالم الخَلق، وعنايته الرّحمانيّة بمخلوقاته.
وختم حيدر محاضرته بتأكيد ضرورة إرساء العقد الاجتماعي المُسدَّد بمكارم الأخلاق النّبويّة، من أجل توفير القواعد المناسبة لحركة الإحياء الحضاري العالمي، انطلاقاً من أُسُس الدّين القيِّم.
يُذكَر أنّ عدداً من المفكّرين والاساتذة والإعلاميّين شاركوا في الحضور منهم الاستاذ بيجن نوبخت والاستاذ محمد نون والاستاذ محمد كوراني , وطرحوا الأسئلة التي أثارتها الإشكاليّات المطروحة من جانب المحاضر.