تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها الشأن المحلي وخاصة المشاورات المستمرة بشأن تأليف الحكومة وأزمة النفايات وكذلك اشتباكات طرابلس..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها الشأن المحلي وخاصة المشاورات المستمرة بشأن تأليف الحكومة وأزمة النفايات وكذلك اشتباكات طرابلس..
السفير
طرابلس: من يطلق النار على خيار الحريري؟
مشروع الحكومة يواجه "الشهيات المفتوحة"
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "برغم الأجواء الإيجابية التي أشاعها الموقف الأخير للرئيس سعد الحريري من لاهاي، حول استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع "حزب الله"، إلا أن ولادة هذه الحكومة في بيروت لا تزال تنتظر تسويق التسوية لدى مسيحيي "8 و14 آذار" ومعالجة "عقد" الحقائب والأسماء.
وإذا كانت طرابلس قد دفعت في السابق كلفة الانقسام الداخلي الحاد والفراغ الحكومي، فإن هناك من يريد تدفيعها الآن ثمن استعداد الحريري للانضمام الى حكومة جامعة مع "حزب الله"، وقد بلغت فاتورة الجولة 19حتى ليل أمس قتيلين و23جريحاً، في ظل استمرار الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن.
وفي انتظار ما سيقوله الرئيس ميشال سليمان في خطابه أمام السلك الديبلوماسي اليوم، وما سيدلي به الحريري في مقابلته التلفزيونية مساء، يبدو ان شبه توافق قد جرى حتى الآن بين كل من الرئيس نبيه بري و"حزب الله" والرئيس الحريري حول الخطوط العريضة للتفاهم الحكومي، وأبرزها اعتماد صيغة "8-8-8"، والمداورة الشاملة في الحقائب، وتأجيل البحث في البيان الوزاري الى ما بعد التأليف.
وعُلم أن الحريري أبدى تجاوباً مع الطرح القائل بوجوب إرجاء النقاش في البيان الوزاري الى المرحلة التي تلي تشكيل الحكومة، وإن لم يعلن ذلك رسمياً بعد. وإذا كان موقف الحريري المؤيد للحكومة الجامعة معطوفاً على المرونة التي ابداها بري و"حزب الله"، قد فتح أفقاً واسعاً أمام عملية التأليف، إلا أن هذه العملية لا تزال تواجه تحديات عدة، لعل أبرزها الحصول على موافقة العماد ميشال عون على التركيبة المقترحة.
وقد رشح من الرابية أن عون يرفض المداورة في الحقائب الوزارية، أولاً لأن المدة القصيرة المفترضة للحكومة لا تحتمل إعادة توزيع الحقائب، وثانياً لأن هناك يقين لدى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" بأن المستهدف من المداورة هو موقع الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة.
وعلم أن وفداً من "حزب الله" ضم المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل ومسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا التقيا عون في جلسة أولية، لم تخرج بنتائج إيجابية. ومن المتوقع ان تتجدد اللقاءات بين الحزب وعون في محاولة لإقناع الأخير بالانضمام الى التسوية الحكومية المقترحة. وتردد أن عون يفضل أيضاً أن تتألف الحكومة من 30 وزيراً بدل 24 كما هو متداول حالياً.
والتحدي الآخر الذي يواجه ولادة الحكومة الجامعة هو التوفيق بين المطالب المتناقضة للقوى السياسية في شأن الحقائب الوزارية، لا سيما في ظل الشهية المفتوحة التي يثيرها خيار المداورة.
وفي هذا الإطار، يتمسك الرئيس تمام سلام بمنح "الداخلية" لمحمد المشنوق، فيما يطالب "تيار المستقبل" بأن تكون هذه الحقيبة من حصته. كما أن عون يصر على الاحتفاظ بحقيبتي "الطاقة" و"الاتصالات"، وهو يرفض استبدالهما بـ"العدل" و"الاشغال"، فيما تردد ان النائب وليد جنبلاط يرغب في أن تكون "الاتصالات" من حصته الى جانب "الصحة" التي يريدها للوزير وائل ابو فاعور.
ويتطلع الرئيس أمين الجميل الى أن تأخذ الكتائب حقيبة "التربية"، التي كان من المخطط منحها الى النائب بطرس حرب. كما ان مصير الحقائب السيادية سيكون موضع تجاذب بالنظر الى حساسيتها، لا سيما في ما خص "الداخلية" و"الخارجية".
وقال الرئيس ميشال سليمان أمام زواره إن الموقف المسؤول للرئيس سعد الحريري حول استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جامعة مع "حزب الله" أعطى دفعاً إيجابياً لعملية تشكيل الحكومة، ووضعها على المسار العملي الذي لا يجب ان يستهلك وقتاً طويلاً كي لا تدهمنا الاستحقاقات الدستورية الأخرى.
وإذ ثمّن سليمان تخطي الحريري الاعتبارات الشخصية والسياسية في سبيل المصلحة الوطنية، دعا جميع الأطراف الى عدم تعمد تسجيل النقاط على الحلفاء والخصوم والابتعاد عن المزايدات والشروط في سبيل الإسراع في ولادة حكومة تحتاجها البلاد لإدارة الشؤون الحياتية الضرورية ومواكبة التطورات الداخلية والإقليمية.
وتوقع الرئيس نبيه بري عبر "السفير" تشكيل الحكومة الأسبوع الحالي، إذا لم تطرأ مفاجآت او تعقيدات غير محسوبة، مشيراً الى ان الاتصالات ستتواصل خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة لإنضاج مشروع الحكومة الجامعة وإخراجه الى النور. وكشف بري عن أن كل فريق يتولى حالياً تنظيم الأمور في صفه ومع حلفائه لتسهيل الولادة الحكومية، متوقعاً أن يتطلب هذا الجهد بضعة أيام.
واعتبر انه لا يوجد مبرر لطلب "14 آذار" ضمانات او تطمينات من "8 آذار" في ما خص الحكومة وبيانها الوزاري، ما دام ان أهم ضمانة قائمة، وتتمثل في الرئيس المكلف الذي يفترض ان يشكل مصدر طمأنينة للقلقين لأنه يستطيع باستقالته ان يُسقط الحكومة، وبالتالي أن يوقف أي شيء يعتقد انه غير ملائم.
وأكد أنه من غير الوارد مناقشة البيان الوزاري قبل تشكيل الحكومة، موضحاً أنه سيطالب بحقائب وزارية تعادل في الأهمية تلك التي يشغلها حالياً وزراء "أمل". وجدد بري الإشادة بالكلام الذي صدر مؤخراً عن الرئيس الحريري في لاهاي حول استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع "حزب الله"، مشيراً إلى أن "هذا الكلام لا يصدر في توقيته وظروفه إلا عن زعامة، وليس عن رجل سياسي عادي".
وفي سياق متصل، أكد الرئيس المكلف تمام سلام لـ"السفير" أن "موقف الحريري مسؤول ويُسهم في معالجة الأجواء المشحونة ويسهل تشكيل الحكومة". واستغرب سلام فرض شروط وعناوين للبيان الوزاري قبل تشكيل الحكومة وتشكيل اللجنة الوزارية التي يجب ان تُكلف بإعداد البيان، فإذا لم يحصل تفاهم حوله يُعاد البحث في كل الأمور، أو يذهب كلٌ في طريقه. وقال: إن هذا الأمر مخالف للدستور وللأعراف، وهو بمثابة وضع العربة أمام الحصان، وفرض الشروط المسبقة للبيان الوزاري من أي طرف أتى، يعني وضع العراقيل أمام التفاهم على تشكيل الحكومة.
ولفت سلام الانتباه إلى أن "الاتصالات لا زالت قائمة عبر الوسطاء المعروفين من أجل تدوير الزوايا وإقناع الأطراف بتسهيل التشكيل، ومن ثم الاتفاق على البيان الوزاري"، نافياً ما تردد "عن تشكيلات جاهزة وتوزيع حقائب لهذا الفريق أو ذاك"، قائلاً إن الأمور لا زالت قيد البحث، وهناك تقدم. وتلقى سلام مساء أمس اتصالاً هاتفياً من الوزير جبران باسيل، واتفقا على لقاء قريب يُرجح أن يكون اليوم.
طرابلس
أمنياً، دخلت طرابلس في جولة عنف جديدة حملت الرقم 19 بعناوين مختلفة تنوعت بين الثأر لمجزرة الأطفال التي تسببت بها الصواريخ التي أطلقت على عرسال، وبين الثأر للمواطن طالب عاصي (من جبل محسن) الذي قتله مسلحون في القبة مساء الجمعة الماضي، وبين غضب بعض المجموعات المسلحة من مواقف الرئيس سعد الحريري الإيجابية حيال الشراكة في حكومة جامعة مع "حزب الله".
وإذا كان الجيش اللبناني قد نجح على مدار الساعات الـ 48 الماضية في تطويق المواجهات وحال دون اتساع رقعتها بفعل رده الناري العنيف على مصادر النيران، فإن المسلحين كان لهم ليل أمس رأي آخر في التعاطي مع هذه الجولة.
إذ بعد يوم هادئ نسبياً اقتصر على بعض المناوشات وأعمال القنص، عنفت الاشتباكات ليلاً على مختلف المحاور وتركزت في المنكوبين، الملولة، البزار، بعل الدراويش، حي الزعبي، ستاركو، سوق الخضار، طلعة العمري، الحارة البرانية، الشعراني، ساحة الأميركان، البقار والريفا، واستخدمت الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ونشطت أعمال القنص ما أدى الى أضرار كبيرة في الممتلكات التي تعرضت للحرق، فيما تابع الجيش تصديه للمسلحين ورده على مصادر النيران.
وأسفرت الاشتباكات منذ اندلاع الجولة 19 عن مقتل امرأة وجرح 24 آخرين بينهم 3عسكريين. وعند العاشرة ليلا وبعد اشتداد المعارك بشكل عنيف، تداعى عدد من رجال الدين، إلى اجتماع في مقر "الجماعة الإسلامية" في منطقة أبي سمراء، للبحث في الأوضاع الأمنية في المدينة. وطلب المجتمعون من "جميع مسؤولي المجموعات المسلحة، وقف إطلاق النار فوراً"، معتبرين أن "هذه المعركة هي معركة عبثية لا تخدم سوى النظام السوري وحلفائه في لبنان".
النهار
الحكومة: تأخير لوجستي ولا تراجع في التأليف
سلام يمهد للولادة بـ "حل أزمة النفايات"
وتناولت صحيفة النهار الشأن الداخلي اللبناني من أزمة النفايات الى اشتباكات طرابلس ومشاورات تأليف الحكومة وكتبت تقول "ما بين تدوير الزوايا وتدوير النفايات، تمضي الامور في اتجاه الحلول الداخلية مع ترقب اشارات ايجابية في عدد من الملفات الاقليمية، فلا تراجع في التأليف وانما بعض التأخير اللوجستي في عملية ولادة الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام الذي أطل البارحة رئيساً ممارساً لصلاحيات لم ينلها بعد بحكم القانون، اذ رأس اجتماعا لحل قضية النفايات التي كادت تطمر الشوارع اثر اقفال طريق مطمر الناعمة، وأكد أمام وفد من بلديات القرى المحيطة بالناعمة أنه "سيعمد فور تسلمه السلطة التنفيذية إلى إنشاء هيئة طوارىء لمعالجة الموضوع في أسرع ما يمكن". وهكذا باشرت شركة "سوكلين" منذ التاسعة ليلا اعادة جمع النفايات.
اما سياسياً، فالمشاورات في شأن الحكومة الجديدة تنتظر حلحلة بعض العقد التي لم تبلغ مرحلة التعطيل كما اكدت لـ"النهار" مصادر متابعة لعملية التشكيل. لكن الساعات الثماني والاربعين المقبلة لن تشهد الولادة، اذ اخذ كل من فريقي 8 و14 اذار مهلة ثلاثة ايام لتسوية أمور "البيت الداخلي".
سليمان
ومع اصرار كل فريق على موقفه وشروطه، توزعت الرسائل الايجابية في أكثر من اتجاه، وخصوصا حيال الكلام الاخير للرئيس سعد الحريري، اذ رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "الموقف المتقدم والمسؤول الذي اعلنه الرئيس الحريري أسس لمناخ ايجابي على المستوى الوطني، واعطى دفعاً عملياً جدياً لمسار تشكيل الحكومة". ونقل عن سليمان قوله "ان الموقف الشجاع للحريري في توقيت حساس له وللعائلة ولجمهوره يستلزم التشجيع والتقدير وليس مضاعفة لائحة الشروط والمطالب والشعارات". وشدد الرئيس الذي تلقى سلسلة اتصالات من شخصيات في 14 و8 اذار والوسيط الاشتراكي لاطلاعه على المشاورات داخل كل فريق، على ضرورة عدم المماطلة واستهلاك المهل التي تقترب من الخط الاحمر للاستحقاقات الدستورية الاخرى.
كذلك اعتبر الرئيس نبيه بري ان "الحريري يتعامل مع المرحلة بحكمة وزعامة حقيقية ومسؤولية". فيما صرح رئيس "جبهة النضال الوطني " النائب وليد جنبلاط لـ " النهار" "بأن كلام الحريري ايجابي ويفتح آفاقاً وانفراجاً واسعاً في تأليف الحكومة".
وأبلغ وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابوفاعور "النهار" ان جنبلاط أجرى أمس جولة اتصالات لمواكبة الجهود لتأليف الحكومة شملت الرئيس سليمان والرئيس بري والرئيس المكلف والرئيس الحريري تناولت آخر التطورات. وأضاف: "إن الامور تسير في المسار الايجابي بعد الموقف الشجاع للرئيس الحريري".
"المستقبل"
وقال مصدر في "تيار المستقبل" لـ "النهار" إن ما اعلنه رئيس التيار سعد الحريري عن تأليف الحكومة يعتبر "تطوراً كبيراً في اطار اعلان النيات "وهو ما سيوضح مساء اليوم في المقابلة التي ستجريها قناة "المستقبل" التلفزيونية معه، اذ سيعبر عن وجهة نظره بأن لبنان عند "مفترق خطير".
في غضون ذلك، تكثفت الاتصالات امس بين مكونات 14 آذار وأفاد المصدر أن الاجوبة التي طلبتها هذه القوى في شأن البيان الوزاري عن "اعلان بعبدا" بدل ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة لم تصل بعد. أما عن اعتماد المداورة في توزيع الحقائب فقد تبلغت القوى جواب الرئيس بري وحده في حين تنتظر موقف كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".
وعلمت "النهار" ان منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية سيلتقيان اليوم في باريس الرئيس الحريري، قبيل اطلالته التلفزيونية مساء.
وقالت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار لـ"النهار" ان المساعي تتقدم للإتفاق على النقطة العالقة داخل التحالف السيادي في شأن الإتفاق سلفاً على مضمون البيان الوزاري وتضمينه "إعلان بعبدا" في الشق السياسي وحذف أي كلام على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، أو ترك هذه المسألة لما بعد تأليف الإعلان لتعالجها اللجنة الوزارية المختصة، على ألا يقبل وزراء قوى 14 آذار بأي تراجع في هذا المجال مهما كلف الأمر، حتى لو أوصل إلى استقالة الحكومة.
ويقول من يؤيدون السير في عملية التأليف إنها بالأسلوب المعتمد تسقط ما بات يشبه العرف، بعدم وجود ثلث معطل فيها، وكذلك بالمداورة والمبادلة بين الوزارات، فلماذا المخاطرة بإدخال عرف جديد يقضي بالتفاهم على البيان الوزاري قبل تأليف الحكومة؟ لكنهم يبدون تفهماً لوجهة النظر التي يعبر عنها خصوصا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
"حزب الله"
في الجهة المقابلة قالت مصادر مواكبة لمواقف "حزب الله" لـ "النهار" إن ما أدلى به أمس النائب محمد رعد ليس جديداً، فالحزب منذ تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 أيد تفاوض ميقاتي مع الطرف الاخر للمشاركة في الحكومة بثلث معطّل. وعند تسمية سلام رئيسا مكلفاً كان الحزب مع تأليف حكومة سياسية جامعة ولم يقل يوماً إنه لا يريد حكومة بل قال إنه يرفض قيام حكومة أمر واقع، وهو يعلم ان سلام من مكونات 14 آذار. ولفت الى ان الحزب لم يحدد يوماً سقفاً لمواقفه في شأن البيان الوزاري ولم يتخذ موقفا متشدداً إلاّ عندما كانت تصدر تبريرات للتفجيرات تحت ستار انتقاد دور الحزب في سوريا.
"التيار الوطني الحر"
وعلى خط الرابية، علمت "النهار" ان موفداً من "حزب الله" يرجح انه مسؤول وحدة الارتباط وفيق صفا، أجرى حواراً أول من أمس مع "تكتل التغيير والاصلاح" على ان تستكمل المحادثات اليوم في موضوعي البيان الوزاري وتوزيع الحقائب، وهو ما يجعل موقف 8 آذار من تأليف الحكومة رهن ما سينتهي اليه هذا الحوار .
وفهم من مصادر مواكبة ان موضوع المداورة في توزيع الحقائب يخضع لحوار بين "حزب الله" والعماد ميشال عون بحيث يؤخذ في الاعتبار ان نقل حقيبة الطاقة من "التيار" يجب ان يوازيه اعطاء التيار حقيبة بوزن الطاقة، وهذا ما يدور عليه البحث الان. وتوقعت المصادر ان يبدأ العد العكسي لولادة الحكومة اذا ما تحلحلت الامور ابتداء من بعد ظهر غد الثلثاء. واسترعى الانتباه أمس موقف للوزير جبران باسيل قال فيه إن على المسيحيين ان يكونوا ممثلين بالحكومة بكل الحقائب ومنها السيادية، وهو ما اعتبر موافقة ضمنية على المشاركة في انتظار الاجابة عن بعض الاسئلة.
الاسماء والحقائب
وعن الحقائب والاسماء، أفادت مصادر متابعة انه لم يتفق عليها بعد، كما ان المرحلة الاولى للبحث تبدأ بتوزيع الحقائب على الافرقاء قبل الدخول في لعبة الاسماء. وقالت إن بعضها قد يكون صحيحاً اذا كان الاطراف يصرون على مرشحين محددين. وثمة اختلاف على وزارة الداخلية بين الرئيس تمام سلام وقوى 14 اذار، ويصر احد الاحزاب داخل قوى 14 اذار على المطالبة بحقيبة التربية، فيما يعترض آخر على جعل الاشغال من حصة "التيار الوطني الحر". كما ثمة جدل حول حقيبة الخارجية. وينتظر فريق 8 اذار موقف العماد عون قبل البحث في الحقائب.
طرابلس
والمسار الايجابي للحكومة لم ينعكس على الشارع الطرابلسي الذي عوض ان ترتاح اجواؤه، توترت الاوضاع مجدداً بوتيرة عالية على جبهة التبانة - جبل محسن، وسقط 20 مصاباً توفيت منهم امرأة متأثرة بجروحها. وترددت معلومات أمس مفادها أن الحزب العربي الديموقراطي بدأ نصب راجمات كورية الصنع من نوع "اس اس 300" ومدافع 220. لكن مصدراً امنياً لم يؤكد هذه المعلومات، إلا أنه حذر من انه اذا لم تتم السيطرة على الوضع في غضون 24 ساعة، فان المدينة معرضة للتحول ساحة صراع حقيقية وستستحيل السيطرة عليها وضبط الوضع فيها.
الأخبار
خلافات البيان الوزاري أجّلت... وبدأت حول الحصص والحقائب
كما تناولت صحيفة الأخبار مسألة تأليف الحكومة وكتبت تقول "أطلق الرئيس سعد الحريري صفّارة البدء في في المشاورات على تشكيلة الحكومة العتيدة، بعدما بات محسوماً إرجاء البحث في البيان الوزاري. وفيما سيقرر الرئيس المكلف تمام سلام ما اذا كان سيكتفي بثلاث ثمانات أو يتجه الى ثلاث عشرات، انتقل النقاش الى صفوف الحلفاء في الجبهتين.
في تطور لافت، أعطى الرئيس سعد الحريري الرئيس المكلف تمام سلام الضوء الأخضر لبدء المشاورات للاتفاق مع الأطراف كافة على تشكيلة الحكومة، لناحية عدد الوزراء وتوزيع الحقائب. كما وضع الرئيس ميشال سليمان في أجواء موقف تيار المستقبل الذي سيشرحه الحريري في حديث تلفزيوني مساء اليوم. وتمثّل التطور في نجاح النائب وليد جنبلاط في انتزاع موافقة الحريري وسليمان وسلام على تأجيل النقاش حول البيان الوزاري الى ما بعد تأليف الحكومة، في مقابل حسم مبدأ المداورة الشاملة في الحقائب. ومع أن الجميع عاشوا أمس مناخات بالغة الإيجابية، لامست حد توقع إعلان تشكيلة حكومية خلال أيام قليلة، إلا أن المشكلة انتقلت الى صفوف الحلفاء في الجبهتين.
14 آذار
وقال مطّلعون إن سلام بات قادراً على فتح أوراقه الخاصة بالتشكيلة وتوزيع الحقائب. وإنه سيحسم سريعاً ما إذا كانت الحكومة ستضم 24 وزيراً أو يجري توسيعها إلى 30 وزيراً لإرضاء قوى عدة، علماً بأن أبرز المواقف المعارضة جاء من القوات اللبنانية التي ظلّت، حتى مساء أمس، رافضة الدخول في الحكومة، ولكن من دون مواجهتها، على ما نقل جعجع الى الحريري. وقالت مصادر بارزة في 14 آذار إن جعجع لن يعطي موقفه الرسمي قبل إعلان الحريري موقفه اليوم، علماً بأن النائب أنطوان زهرا قال أمس: «نريد اتفاقاً سياسياً مسبقاً حول الالتزام بإعلان بعبدا كمقدمة لتطبيقه».
كذلك يجري البحث في الأمر مع مسيحيي 14 آذار الآخرين، حيث الانقسام كبير بين موقف حزب الكتائب الموافق على المشاركة، ومعه بعض النواب، وبين شخصيات الصف الثاني الرافضة والغاضبة من موقف الحريري.
أما بخصوص الموقف داخل تيار المستقبل، فيبدو أن الرئيس فؤاد السنيورة «حرد» قليلاً بعدما تبلغ موافقة الحريري على عدم ربط المشاركة باتفاق مسبق على البيان الوزاري، علماً بأن السنيورة برر عدم العودة بأجوبة الى الرئيس نبيه بري، الأسبوع الماضي، بأنه لم يعد يجد مبرراً لذلك بعد إعلان رئيس المجلس موقفه المتمسك بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. ويبدو أن السنيورة غير مرحب أيضاً بموقف جنبلاط من المبدأ نفسه، وكان شديد الانزعاج مما تبلغه عن أن جنبلاط أبلغ الرئيس سلام أنه سيتوقف عن كل مسعى، ولن يشارك في الحكومة إذا ظل هناك إصرار على إثارة ملف التوافق المسبق على البيان.
من جهته، دعا رئيس حزب الكتائب أمين الجميل إلى «تأليف حكومة موقتة تتحمّل مسؤولياتها وتحضّر لانتخابات رئاسة الجمهورية، وعلى أثرها تتشكل حكومة». وقال:«لا يهمنا أن ينتصر هذا الفريق على ذاك، إنما المواطن هو من يهمنا».
من جهته، أشار النائب بطرس حرب إلى أنه خلال الأسبوع الجاري قد يكون هناك فرصة لصدور مراسيم تأليف حكومة جديدة. وقال «لا يمكن أن نخاطر بوحدة 14 آذار».
التيار و8 آذار
وعلى جبهة 8 آذار، يبدو أن التعقيدات برزت الى السطح. وفي هذا السياق، عقد قبل يومين اجتماع عمل بين قيادتي حزب الله والتيار الوطني الحر لتثبيت نقاط التفاهم على أمور تخص التركيبة الحكومية. وبارك التيار الجهود والمفاوضات التي أثمرت التفاهم على حكومة شراكة، وأكد أنه معنيّ بالوجود ضمنها. لكنه أبدى مجموعة ملاحظات على التركيبة المفترضة وتوقف بصورة خاصة أمام بند المداورة في الحقائب.
وعلم أن الباب لم يوصد نهائياً أمام محاولة يقودها التيار الوطني الحر للاحتفاظ بحقائبه في الحكومة الحالية. وهذه المحاولة سيتولاها الوزير جبران باسيل اليوم مع الرئيسين سليمان وسلام، بعدما نال دعم حزب الله وموقفاً داعماً من الرئيس بري، الذي قالت أوساطه إن المداورة ربما تجعل منه خاسراً كبيراً، لكنه يقدم العنوان السياسي على هذه التفاصيل، وهو مستعد أيضاً للتعاون من أجل ضمان تمثيل قوي وعادل للتيار داخل الحكومة.
وعلمت «الأخبار» أن تكتل التغيير والإصلاح يعتبر أنه أنهى بنجاح مهمته بالتوفيق بين تيار المستقبل وحزب الله، وهو ما انعكس في تصريح الحريري، ولكن، هذا لا يعني أن يتم الاتفاق على حساب حصته وحصّة المسيحيين في الحكومة. وقالت المصادر إن «كل الصيغ التي طرحت قبلاً حول التوزيعات الحكومية والحقائب والمداورة لا تعني التكتل، لا من قريب ولا من بعيد. وبدءاً من اليوم، سيبدأ العمل الجدي في موضوع الحقائب والتوزيع، والتيار سيتعاطى مباشرة بالموضوع، وسيفاوض على حصة التكتل، ولن يسهل أي اتفاق على حسابه».
وكان باسيل قد غمز من قناة حلفاء التيار، قائلاً: «إذا نادينا بالوفاق فهو ليس لمحونا، وإذا أردنا التوفيق بين المتخاصمين فذلك ليس ليتفقوا على حسابنا وليلغونا عندما يتفقون». ولفت خلال وضع الحجر الأساس لانطلاق أعمال بناء محطة طاقة شمسية على مجرى نهر بيروت بقدرة واحد ميغاوات، إلى «أننا موجودون بمسيحيتنا ووطنيتنا في لبنان ووجودنا له تعبير عنه، بالمناصفة في مجلس النواب، وبالرئاسة بالرئيس القوي وبالحكومة بتمثيل صحيح»، مشدداً على «أننا يجب أن نكون ممثلين بالحقائب السيادية والخدماتية والعادية».
بدوره، أوضح عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون أنه «لا يمكن أن نعطي موقفاً نهائياً من مسألة المداورة بالحقائب انطلاقاً من تحديد نقطتين: أولاً، مهمة الحكومة. وثانياً أي حكومة ستشكل يجب أن تكون متوازنة. ومن هنا، يصبح كل شيء قابلاً للنقاش».
من جهته، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ضرورة مناقشة مضمون البيان الوزاري ومفرداته لاحقاً. وقال «قناعاتنا لا تزلزلها الصواعق، وربما لديهم إصرار على قناعاتهم يريدون أن يطرحوها أثناء النقاش في البيان الوزاري». لكنه أكد في المقابل «أننا سنتنازل بما لا يُضيّع استراتيجيتنا وخيارنا»، مشيراً إلى أن «التجارب المريرة التي عشناها علمتنا أنه لا يحك جلدك مثل ظفرك»، واصفاً الكلام عن الاعتماد على القوى الإقليمية والدولية لتحقيق الأمن والاستقرار بـ«الفارغ».
اللواء
تدخّل سلام يبعد «كارثة النفايات» .. وسوكلين تتنصّل
الرئيس المكلّف يتوقع التأليف قريباً .. و«امتعاض» لدى الفريق العوني يتظهّر غداً
صحيفة اللواء تناولت ازمة النفايات ومشاورات التأليف وكتبت تقول "تدخل الرئيس المكلّف تمام سلام، فتحركت آليات جمع النفايات المتراكمة منذ يومين في شوارع العاصمة والجبل، وأمام المنازل، وبدأت بجمعها من الحاويات ونقلها الى مطمر الناعمة كالمعتاد، في ضوء الوعد الذي تلقاه وفد بلدي بيئي لإيجاد حل دائم للمطمر بعد تأليف الحكومة ونيلها الثقة، حيث ستضع وزارة البيئة مع خبراء ومختصين خطة طوارئ لمعالجة هذا الملف المزمن بين الطمر ومعالجة النفايات الأخرى، وفقاً لما هو معمول به عالمياً.
وشكلت هذه الخطوة، بداية عمل لتحمّل الرئيس المكلّف مسؤولياته قبل تأليف الحكومة، الأمر الذي ترك ارتياحاً واسعاً لدى البيروتيين وسكان العاصمة، وعشرات البلدات في محافظة جبل لبنان، ولا سيما بلدات الغرب الأعلى والشحار وبلدة الناعمة.
وبنتيجة تدخل الرئيس سلام وتفاهمه مع اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار، على «خطة الطوارئ» فتحت الطريق عند مدخل مطمر الناعمة أمام شاحنات شركة «سوكلين» قبيل منتصف الليل بقليل، فيما كان من المفترض فتحها حوالى السابعة مساءً. علماً أن «سوكلين» تنصلت من مسؤوليتها عن أزمة النفايات، معتبرة أن لا علاقة لها بالموضوع، بالرغم من مخالفتها لأصول العقد مع الدولة، فلم يتم طمر العوادم إلا خلال هذه السنة فقط، وبنسبة 80٪ بدل أن تكون بنسبة 10٪ فقط.
وكانت دارة المصيطبة شهدت دينامية اتصالات ملحوظة، سياسية وشعبية، في ضوء الحلحلة المتقدمة، وإزالة العقبات السياسية التي كانت تعترض تأليف حكومة جامعة من جهة وسياسية من جهة ثانية. ونقل زوار الرئيس المكلف تفاؤلاً ثابتاً بقرب تأليف الحكومة في ضوء موقف الرئيس سعد الحريري القاضي بقبول الاشتراك بحكومة واحدة مع «حزب الله».
ووفقاً لما نقله هؤلاء الزوار عن الرئيس سلام فإن ثوابته لاقت قبولاً في نهاية المطاف على الرغم من التأخير، سواء في ما يتعلق برفض الثلث المعطِّل، إبقاء حق الفيتو في يد رئيسي الجمهورية والحكومة، والتمسك بالمداورة في الحقائب، وإشراك الجميع بتحمّل المسؤولية لحماية البلد. وقال الرئيس سلام أمام زواره: «بتنا في المراحل النهائية بعدما اجتزنا ثلاثة أرباع الطريق، وذللنا الكثير من العقبات وبتنا في مرحلة البحث في توزيع الحقائب، والتي يتولاها كل فريق مع حلفائه.
وعلمت «اللواء» أن هناك أزمة صامتة داخل فريق 8 آذار، في ضوء مجرى التفاهمات المتصلة بتسمية الرئيس سلام، وما طرأ من تطورات لجهة القبول بمبدأ المداورة من دون التفاهم المسبق مع التيار العوني. وتسجل أوساط التيار أنه بعد عودة رئيسه النائب ميشال عون الى بيروت، فإن تكتل الاصلاح والتغيير، ينتظر اتصالاً من الرئيس المكلّف يبحث معه الحقائب التي يمكن أن تُسند الى التيار، في ضوء توجه الرئيس سلام بإجراء مداورة شاملة في الحقائب الوزارية، وماذا ستكون حصة التيار وحلفائه المسيحيين إذا أخذت منه حقيبتا الاتصالات والطاقة.
وقالت هذه الأوساط، إن التيار يرغب «لمقاربة بانارامية» للحكومة حقائب وبرنامج سياسي، مع حذر بالغ من أن تكون البديل المقترح لملء الفراغ الرئاسي، لأن التيار العوني يعطي الأولوية للانتخابات الرئاسية على تأليف الحكومة. وكشف مصدر محايد على اطلاع على ما يدور بين فريق 8 آذار، أن العلاقة متوقفة بين «أمل» والممثلين العونيين الذين جرت الاتصلات معهم، عندما كان عون في روما، وأن الصلة مع الفريق الشيعي ما تزال قائمة عبر حزب الله، قبل زيارة الوزير جبران باسيل لافتتاح محطة كهرباء وبعدها.
وفي انتظار اجتماع تكتل «الاصلاح والتغيير» غداً وتلاوة بيان على لسان رئيسه إزاء مساعي تأليف الحكومة والموقف منها، فإن الوزير باسيل لم يُخفِ «حالة الزغل» التي يعيشها التيار مما وصفه بالتفاهمات الجارية، في إشارة إلى التقارب السياسي حول الاشتراك في الحكومة بين تيّار المستقبل وحزب الله، وذلك من خلال قوله اننا «اذا أردنا التوفيق بين المتخاصمين، فذلك ليس ليتفقوا على حسابنا وليلغونا عندما يتفقون»، مشدداً على ضرورة أن يكون تياره ممثلاً في الحكومة من خلال حقائب سيادية وخدماتية وحقائب عادية، معتبراً انه «على هذا الأساس يكون لنا دور». وفهم أن اتصالاً جرى بين باسيل والرئيس سلام، وانه سوف يستكمل بلقاء ربما اليوم صباحاً.
وتوقعت مصادر مواكبة لعملية الاتصالات الجارية بشأن تأليف الحكومة، أن يكون الأسبوع الطالع مفصلياً فيما خص هذا الملف، مشيرة إلى أن هناك ضغطاً يمارسه العاملون على خط التأليف في اتجاه عدم التأخير في بت الأمر، وأن تكون الأجوبة النهائية لمشاركة معظم القوى السياسية جاهزة في غضون أيام قليلة، لا سيما وأن الإيجابيات التي رشحت من المعنيين بالملف، توحي بأنه شق طريقه نحو الحل، اما التفاصيل الأساسية فهي متروكة للمزيد من النقاش.
وأكدت المصادر أن المشاورات لا تزال مفتوحة امام تبادل الاقتراحات، في ما خص مسألة توزيع الحقائب، انطلاقاً من وجوب عدم القفز فوق ما تمّ الاتفاق عليه بالنسبة للمداورة، مشيرة إلى أن هذا الأمر متروك للموفدين في نقل الرسائل والاقتراحات، من دون ان يرشح عن أسماء جديدة.
كلمتان لسليمان والحريري
إلى ذلك، سيكون الموضوع الحكومي حاضراً في الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان امام أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي اليوم في مناسبة تقديمهم التهاني بالعام الجديد، وسيلقي الرئيس سليمان كلمته في حضور الاعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا، وانه سيتحدث صراحة عن أهمية قيام حكومة جديدة، من ذكر تفاصيل مسار عملية التأليف، كما انه سيتناول موضوع الاستحقاق الرئاسي، انطلاقاً من ضرورة اجرائه في موعده، وكذلك ستحضر الأزمة السورية وتحييد لبنان عنها.
ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس سليمان رئيس الأركان الفرنسي ويتناول معه مسألة المساعدات العسكرية الفرنسية إلى الجيش اللبناني، في إطار الهبة السعودية، وضرورة مضاعفتها، على أن تكون متطورة ليتمكن الجيش من القيام بمهامه.
تزامناً، ستكون للرئيس الحريري إطلالة عبر شاشة تلفزيون «المستقبل» عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، وصفت بأنها مهمة، على اعتبار انها تأتي بعد الموقف السياسي المهم الذي أعلنه الجمعة من موضوع استعداده للدخول في حكومة ائتلافية مع «حزب الله»، وهو الموقف الذي لقي أصداءً ترحيبية واسعة من قبل فريقي الأزمة.
وقد حرصت أوساط تيّار «المستقبل» على القول بأن الصورة النهائية ستتوضح بعد هذه الإطلالة، على اعتبار أن كلام الحريري يوم الجمعة كان بمثابة «اعلان نوايا ايجابي» وأن التعامل معه يجب ان يكون ضمن هذه الحدود، على حدّ تعبير عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق، الذي شدّد أيضاً على أن «اي حكومة ستتشكل يجب أن تكون بالتوافق مع قوى 14 آذار، وعلى صياغة واضحة ومسبقة للبيان الوزاري، مشيراً إلى انه «لا يعتقد بأن الرئيس الحريري يتحدث عن حكومة لا تضم القوى الحليفة في 14 اذار».
ولفتت أوساط «المستقبل» لـ «اللواء» أن المشاورات داخل قوى 14 آذار، ما زالت مستمرة لاتخاذ القرار بموضوع المشاركة، خصوصاً وانها لم تتلق اي أجوبة بصدد موضوع البيان الوزاري، وخاصة «اعلان بعبدا»، كما انها لم تتلق أجوبة بعد على موضوع المداورة من العماد عون. وتوقع مصدر في 14 آذار مشاركة القوات اللبنانية في الحكومة، بعدما أبدى الرئيس أمين الجميل موافقة مبدئية. ووصفت الأوساط إعلان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أمس، عن استعداد «حزب الله» لتقديم تنازلات، بأنه ايجابي، لكنها سألت عن المقصود من تعبير «التنازل بما لا يضيع استراتيجيتنا وخيارنا».. مشيرة إلى ان كلا موقفي الرئيس الحريري ورعد يحتاجان إلى بعض الوقت والجهد من أجل اتضاح الصورة أكثر.
طرابلس
اما في طرابلس، فبدا واضحاً من طبيعة التوتر الذي عاد إلى المحاور التقليدية، ولا سيما بين التبانة وجبل محسن، والاشتباكات العنيفة التي حصلت منذ مساء الجمعة، انها بمثابة إطلاق نار على مبادرة الرئيس الحريري بالانفتاح على «حزب الله»، والتي أسست على ما يبدو لجولة جديدة من العنف، يمكن وصفها بالجولة التاسعة عشرة.
وقد أدت هذه الاشتباكات التي كانت تعنف ليلاً، وتهدأ صباحاً، إلى سقوط قتيلين و24 جريحاً، فيما سجل اتساع نطاق الاشتباكات إلى مناطق بعيدة نسبياً عن المحاور التقليدية، بعدما افيد عن سقوط قذائف في منطقة باب الحديد، وسمع أصداء القصف الصاروخي المتبادل في زغرتا ومرياطة.
المستقبل
تدهور أمني كبير في طرابلس وكبّارة يحمّل مسؤوليته للمتضرّرين من تشكيل حكومة جديدة
سليمان: مواقف الحريري شجاعة وتستدعي الابتعاد عن المزايدات
أما صحيفة المستقبل فتناولت تأليف الحكومة واشتباكات طرابلس وكتبت تقول "بانتظار ما سيعلنه الرئيس سعد الحريري الليلة عبر قناة "المستقبل" مع الزميلة بولا يعقوبيان، فإن مواقفه الأخيرة التي أطلقها من لاهاي بقيت أمس محطّ ترحيب استثنائي باعتبارها أعطت زخماً لجهود تشكيل حكومة جديدة وأكدت من جديد وضع مصلحة لبنان وأهله في الصدارة.
وعلى النقيض من ذلك، بدت مواقف مسؤولي تيار النائب ميشال عون وخصوصاً الوزير جبران باسيل وكأنها لا تعرف التآخي مع المناخات الايجابية العامة وإنما تنمو (وتستثمر) في المناخات السلبية والمتفجرة.
لكن وفي وقت تعود المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى الانعقاد اليوم للاستماع الى مطالعات محامي الدفاع عن المتهمين، فإن الوضع الأمني في طرابلس ازداد إشعالاً بعد تصعيد مسلّحي "الحزب العربي الديموقراطي" اعتداءاتهم بشتى أنواع الأسلحة على أحياء باب التبانة وجوارها تحديداً ما رفع عدد القتلى في غضون يومين الى ثلاثة والجرحى الى أكثر من عشرين معظمهم من المدنيين العزّل.
سليمان
واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان اعلان الرئيس الحريري استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله وفي لحظة وجدانية وسياسية حسّاسة بالنسبة إليه وإلى جمهوره، يمثّل موقفاً شجاعاً يتوجب الثناء والتعاطي معه بقدر مماثل من الايجابية والابتعاد عن المزايدات ووضع العقبات والشروط المعرقلة لإنجاز تشكيل حكومة جامعة". ورأى الرئيس سليمان كما نقل عنه، "ان مبادرة الرئيس الحريري بالفعل بين مساري المحكمة والحكومة يؤكد التلازم بين العدالة المطلوبة لتنقية العلاقات بين المكونات اللبنانية من الشوائب، والاعتدال السياسي الضروري لتحصين العيش المشترك في اطار المؤسسات الدستورية بعيداً عن منطق العزل والانعزال".
وبدورها لاحظت أوساط نيابية قريبة من الرئيس نبيه بري "ان كلام الرئيس الحريري بما يمثل ومن يمثل هو موضع تقدير ويأتي من أجل لبنان ولمصلحته". مشيرة الى "ان كل فريق يقدّم تنازلاً إنما يفعل ذلك ليس لأنه ضعيف بل لحرصه على لبنان. من الرئيس الحريري الى حزب الله الى الرئيس بري". وأكدت لـ"المستقبل" "ان المواقف الجدية اتخذت من كل الفرقاء، والقرار السياسي بتشكيل الحكومة صدر، والأمور ستقلع وستمشي باتجاه قيام حكومة جامعة. والقطيعة والشرخ اللذان حكما العلاقة بين القوى السياسية سيوضع لهما حد ونحن أمام مرحلة جديدة من التعاون".
ووصفت الأوساط الكلام الذي قاله رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أمس "في سياق "مدّ اليد والرد ايجاباً على الرئيس الحريري".كما رأت فيه تأكيداً "على التزام الجميع التعاون". واعتبرت ان "لا مشكلة حقيقية مع عون "إذ إن الحكومة ليست آخر الدنيا وقد لا تعمّر طويلاً في حال تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا تستأهل بالتالي كل هذا الصخب". معتبرة "انهم (جماعة عون) يئنون لكنه أنين لن يؤخر انطلاق قطار تشكيل الحكومة ولن يبقيهم على الرصيف بل سيصعدون إليه".
باسيل
وكان الوزير باسيل عبّر أمس بوضوح عن امتعاضه من الأجواء الايجابية المتنامية. وقال "نحن ان نادينا بالوفاق فذلك ليس لمحونا. والتوفيق بين المتخاصمين لكن ليس ليتفقوا على حسابنا. نحن موجودون(...) بالمناصفة في مجلس النواب وبالرئاسة وبالرئيس القوي وبالحكومة التي تعطي التمثيل الصحيح للناس(...) يجب أن نكون موجودين وممثلين في الحقائب السيادية والخدماتية والعادية".
وأوضح عضو "كتلة الاصلاح والتغيير" النائب ابراهيم كنعان لـ"المستقبل" ان ما قاله باسيل "هو ثوابت نعود الى تأكيدها لأننا نسعى أساساً الى حكومة جامعة. وما حصل الآن هو تجاوب من تيار المستقبل والرئيس الحريري وهذا الأمر يجب أن يُستكمل بطرح متكامل يأخذ في الاعتبار كل ما له علاقة بالأصول والميثاق كي يكون التجاوب مثمراً وتشكل حكومة من ممثلين عن كل الأطراف ويكون عملها صحيحاً وسليماً وفاعلاً".
ورأى "انه يجب الانتقال الآن من التفاوض بين الأطراف الى الحديث مع الرئيس المكلّف لأنه من الناحية الدستورية هو الذي يجري المشاورات". وأشار الى "ان موضوع الحكومة يجب أن لا يكون جزيرة معزولة، بل يفترض أن يتبعها استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية". ودعا الى "الاقرار بالدور المسيحي في هذا الاستحقاق" وقال "نحن كتيار، لا نقبل بحكومة لتدير الفراغ(...) المطلوب حكومة لشهرين أو ثلاثة تمهّد الطريق لانتخابات الرئاسة ولا يجب بالتالي أن نتخطى معايير هكذا حكومات. والآن دخلنا مرحلة التفاوض الجدّي حول تفاصيل الحكومة في ضوء حصول الإجماع عليها بعد موقف الرئيس الحريري الايجابي الذي يُبنى عليه".
رعد
من جهته أمِلَ النائب رعد خلال احتفال تأبيني في عرمتى في "أن تقوم الحكومة المرتقبة بدور يسهم على الأقل في تنفيس الاحتقان ودفع المخاطر الاستراتيجية عن البلد". وأكد "إن حزب الله منفتح إذا كان الهدف هو العبور بالبلد بأمان حتى لا تغرقه الأزمة الراهنة والأمر يتطلب تنازلات من الفريقين"، لافتاً الى "ان الحزب سيتنازل بما لا يضيع استراتيجيته وخياره".
حوري
واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن الخلاف بين قوى "8 آذار" يجب أن يحل في ما بينهم وأن يخرجوا بموقف موحد في المفاوضات حول تشكيل الحكومة. وقال لـ"المستقبل" إننا "كقوى 14 آذار لدينا سقف واحد كل النقاشات تدور بيننا تحته، وإذا كانت هناك تباينات بيننا حول أي موضوع سياسي، فإن هذا التباين لا يتجاوز هذا السقف الذي هو سقف الوحدة الوطنية. وانطلاقاً من هذا الاعتبار نتوقع أن يكون موقف الفريق الآخر موحداً أيضاً". أضاف "لكن ما نسمعه عن خلافات بين أركان قوى 8 آذار لا يؤشر الى أنهم سيخرجون بموقف موحد، لكن لا بد من الإشارة الى أنه عندما يكون هناك اتفاق مثلاً على المداورة في الحقائب وتوحيد الرؤية الوطنية، فإن المواقف يجب أن ترقى الى أعلى من التمسك بحقيبة من هنا أو المطالبة بحقيبة أخرى من هناك".
طرابلس
ميدانياً، شهدت محاور القتال التقليدية في طرابلس تصعيداً كبيراً في القتال اعتباراً من ساعات المساء ودارت اشتباكات عنيفة بين جبل محسن والتبانة وعند محور الشعراني الأميركان، بعد أن كان رصاص القنص أدى نهاراً الى مقتل إمرأة وإصابة عدد آخر من سكان التبانة بجروح.
ووضع النائب محمد كبّارة التصعيد في خانة "المتضررين من تشكيل الحكومة". وقال لـ"المستقبل" "هذا مخطط رهيب لإبقاء البلد في مرحلة الفراغ بحيث تبقى الحكومة الحالية مسيطرة على مقوماته". واشار الى "وجود تعبئة في المناطق السنية ضد الرئيس الحريري وهذا من ضمن المؤامرة على الطائفة وعلى طرابلس بحيث يجري تصويرها وكأنها مناطق للفوضى والفلتان والارهاب والتكفير وخارجة عن سلطة الدولة". وأشار الى "الخطة الأمنية الخاصة بطرابلس والتي تتمتع بغطاء سياسي" وسأل "أين صار تطبيقها ولماذا لا توجد جدّية في ذلك؟".