واستفاض الموقع في تحليل الصورة، قائلاً إنّها قد تكون لنساء شيعيات في العراق وليس في سوريا. ثم أشار، للمزيد من «الدقّة»، إنّ البعض أكّد على حقيقة الصورة، «وعلى أنّ بيع وشراء الجواري لا يخالف الشريعة
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة النبطية بصورة نشرتها مواقع الكترونية، وتداولها نشطاء، قالوا إنها «لسوق جوار تباع فيه النساء وتشرى في سوريا». «الصورة تظهر نساءً وقد لبسن عباءات سوداء، وعلى وجوههن قماش شفاف تظهر منه وجوههن، بينما أياديهن مكبلة بحبل يربطهن بعضهن ببعض، ويقف بجوارهن شخص يحمل سيفاً»، كما دقّق في وصفها أحد المواقع.
كامل جابر/ جريدة السفير
لكنّ الصورة لم تلتقط في سوريا، بل خلال مسيرة التاسع من عاشوراء في مدينة النبطية، جنوب لبنان، أثناء تجسيد «عملية سبي النساء من كربلاء في العراق إلى الشام في سوريا»، وهو تقليد متّبع في النبطية منذ سنين طويلة. وتمثل مسيرة التاسع من عاشوراء عملية انتقال الإمام الحسين وآل بيته من مكة في السعودية إلى كربلاء في العراق، وما تلاه من مذبحة جماعية، انتهت بسبي النساء والأطفال.
احتارت المواقع والصفحات الالكترونية في أمر تلك الصورة، وتساءلت عمّا إذا كانت حقيقية أو من أعمال درامية. والحقيقة أنّ تلك الصورة التقطت قرب «دار المعلمين والمعلمات في النبطية» أما الشخص الظاهر فيها يحمل سيفاً، فهو م. م. ش. من قرية هونين.
«لم تكن المرة الأولى التي تستخدم صورة كارثية في غير موقعها»، يقول عباس برجاوي من النبطية، متحدّثاً عن البلبلة التي دارت على موقع التواصل الاجتماعي بسببها.
وكتب موقع «الأهرام الجديد الكندي» تحت عنوان «كارثة أول صورة لسوق جواري في سوريا لبيع وشراء النساء السوريات». واستفاض الموقع في تحليل الصورة، قائلاً إنّها قد تكون لنساء شيعيات في العراق وليس في سوريا. ثم أشار، للمزيد من «الدقّة»، إنّ البعض أكّد على حقيقة الصورة، «وعلى أنّ بيع وشراء الجواري لا يخالف الشريعة الإسلامية، وقالوا أن جبهة «النصرة» و«داعش» طبقا الشريعة الإسلامية، من وجهة نظرهم المتشدّدة».
ورغم طرافة الموقف، إلا أنّ عدم التدقيق في الصور الآتية من سوريا، تحوّل إلى كرة ثلج تتضخّم كلّ يوم على مواقع التواصل. فخلال اليومين الماضيين، انتشرت صورة على مواقع التواصل، قيل إنّها لطفل سوري، يرقد بين قبري والديه اللذين قتلا في المعارك. ليتبيّن لاحقاً، أنّ الطفل سعودي، وأنّ الصورة التقطت على يد خاله المصّوّر عبد العزيز العتيبي، وتمّ التقاطها في جدّة ضمن مشروع فنّي يعمل عليه المصوّر الشاب. وذلك ليس إلا غيضاً من فيض الصور غير الدقيقة، والتي يتمّ نسبها لغير مصادرها هذه الأيّام، على الشبكة العنكبوتيّة.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه