24-11-2024 05:51 PM بتوقيت القدس المحتلة

السيد نصرالله: القرار الإتهامي خطوة في مسار طويل ولا فتنة بين الشيعة والسنة

السيد نصرالله: القرار الإتهامي خطوة في مسار طويل ولا فتنة بين الشيعة والسنة

إعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن صدور القرار الإتهامي خطوة في مسار طويل مشيرا الى ان هناك هدف خاص من التوقيت،مؤكدا أنه لن يكون هناك فتنة في لبنان بين الشيعة والسنة.

 

أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء اليوم السبت عبر شاشة المنار وتحدث عن القرار الإتهامي الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لافتاً في البداية إلى أنه تعذر عقد مؤتمر صحافي لضيق الوقت، فتم الإكتفاء بالحديث عبر شاشة المنار، وقال إن"هذا المؤتمر هو الجزء الثاني للمؤتمر الأول حول المحكمة الذي عقده في آب العام الماضي"، مشيرا إلى أنه"لن يعيد ما قاله سابقا لأن هناك موضوعات جديدة أمام الرأي العام"، داعيا لمن يريد التدقيق للعودة الى المؤتمرات السابقة التي عقدها.

وقال سماحته إن" سبب حديثي هو صدور قرار إتهامي بحق إخوة لهم تاريخ مشرف في المقاومة"، ووصف القرار الإتهامي بأنه خطوة في مسار طويل، مشيرا الى"ان ملامحه بدأت بعد إنتصار حرب تموز، في مقالة ظهرت في جريدة لوفيغارو الفرنسية، وذكرت أن القرار سيصدر ويتهم أفرادا من "حزب الله"، وأضاف "تم إظهار وشهر هذا السيف وهذا السلاح في وجه المقاومة وسببه نتائج حرب تموز".
وتابع  سماحته "بدأوا باتهام سورية، ثم الضباط الأربعة، ثم اتهمونا"، مردفا "نحن لا نستطيع أن نلغي المحكمة، لأنها صادرة عن إرادة أميركية تريد تحقيقها مهما كانت الخسائر والأرباح، فكان ان دعونا الى تعطيل هذه الأمور، وعدم النيل من المقاومة وتعطيل فتنة في لبنان بين الشيعية والسنة"، ورأى ان لتوقيت القرار الإتهام "هدف خاص".

وأعلن أنه سيتحدث بثلاثة عناوين: مرحلة التحقيق والمحققين، والثاني هو المحكمة التي يرأسها السيد كاسيزي، والذي يطالبنا البعض بقبول الإحتكام إليها، وثالثا: الحديث إليكم والى جمهور 14 آذار.
وتابع السيد نصرالله، متحدثاً عن مرحلة التحقيق، بالقول "من اشكالاتنا الاساسية على هذا التحقيق انه اتخذ مسارا معينا حيث اتهم سورية ثم الضباط ثم حزب الله"، وسأل:"لماذا لا يصار الى الحديث عن المسار الاسرائيلي، وكنت قد ذكرت في مؤتمري الصحافي عن امور كثيرة في هذا الشأن من عملاء الى طائرة التجسس وما قدمناه من قرائن؟".
ثم سأل المدعي العام في المحكمة الدولية دانيال بيلمار هل ابدى اهتماما بهذه القرائن؟، مردفا: "كلا لم يحصل، بل اكتفوا بأخذ نسخة من المؤتمر".

وأعاد سماحته التذكير بالمؤتمر الصحافي الذي عقده النائب محمد رعد والقاضي سليم جريصاتي حول معنى الادلة الظرفية، معتبراً"انه لو تم اعتمادها لطبقت على اسرائيل".
وأضاف"لم يسألوا الاسرائيلي بأي شيء". وقال إن"المحكمة اسست لهدف واضح، ومن آلياتها عدم التحقيق مع اي اسرائيلي".

وتوجه سماحته الى "طلاب الحقيقة"، قائلاً "قدمنا قرائن كافية للانطلاق بها في مسار ولكن التحقيق مسيس".
وأضاف"بدلا من التحقيق مع الاسرائيلي تعاونوا معه وهذا ما ذكره ميليس في حديثه لجريدة "لوفيغارو"، وكرر قوله حول التعاون بدل التحقيق مع الاسرائيلي.

ثم انتقل إلى عرض وثائق، بادئاً بالإشارة إلى أنه بعد انطلاق عمل المحكمة تم نقل موظفي لجنة التحقيق الدولية والمحققين والتجهيزات من لبنان "ولم يبق للمحكمة سوى مكتب"، ليقول انهم غادروا عبر مطار بيروت "الا اجهزة الكمبيوتر وعددها 97 جهازا فقد نقلت عن طريق الناقورة الى اسرائيل"، وعرض وثيقة تثبت ذلك. وسأل "الى اين ذهبت هذه الاجهزة في اسرائيل خاصة وانها من الدول المتطورة جدا في مجال التكنولوجيا".
ثم تمّ عرض عبر الشاشة"نقل هذه الاجهزة بتاريخ 8/7/2009 عبر وثيقة اسرائيلية صادرة عن شعبة الضرائب وفيها محتويات المستوعب الذي ضم 97 جهاز كمبيوتر".

وبعد وثيقة أجهزة الكومبيوتر،انتقل السيد نصرالله إلى الحديث عن العاملين في المحكمة ولجنة التحقيق، قائلا"من أجل التحقيق كان يجب إعتماد ضباط محايدين، ولكن الضباط والخبراء أو المستشارين هم ضباط لهم خلفيات سلبية اتجاه المقاومة وعلى صلة بالمخابرات الأميركية، وأحدهم ضابط كبير في ال"سي آي إي" عمل لخمسة عشر سنة على "حزب الله" وهو شريك في المسؤولية عن مجزرة بئر العبد عام 1985 واستهدفت السيد الراحل محمد حسين فضل الله " وأدت الى إستشهاد حوالي مئة شخص".


 ثم عرضت المنار معلومات عن نجيب (نيك) كلداس المحقق وهو ضابط في الشرطة الأسترالية، ومرتبط بالمخابرات الأميركية، وعمل في العراق العام 2004 لحساب الأميركيين، وبعده مايكل تايلور وهو بريطاني ومسؤول منذ 2010 عن التحقيق وهو رئيس سابق للمخابرات في الشرطة البريطانية ومتخصص في مكافحة "الإرهاب الإسلامي"، وداريل ماتديثر أميركي محقق في لجنة التحقيق الدولية، وهو ضابط سابق أميركي، ودريد بشراوي فهو مستشار قانوني في المحكمة يحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية، وله مواقف سلبية تجاه "حزب الله" ولعب دورا سلبيا وله دور في شهود الزور، وروبرت بير ضابط في ال"سي آي إي" عمل في لبنان ورصد الشهيد عماد مغنية وقد وصل الى لبنان العام 1984، وفي العام 1985 حصل إنفجار بئر العبد مستهدفا السيد الراحل محمد حسين فضل الله، واستمر نشاطه في لبنان والمحيط ورصد "حزب الله".
وبعد حديث سماحته عن الضباط، بثت المنار مقابلة أجرتها قناة ابو ظبي مع روبرت بير حول ملاحقته للشهيد عماد مغنية، وصف خلالها مغنية بأنه قوي وحذر "وحاولت اختطافه ولم نتمكن"، معترفا بفشل المخابرات الاميركية بذلك،كما تمّ الإعلان عن عمله الاستشاري في مكتب لجنة التحقيق الدولية لاستهداف حزب الله.


وعلّق السيد نصر الله على هذا الشريط بالقول"هؤلاء بعضهم قاتل أو جاسوس وأغلبهم مرتبط بالمخابرات الأميركية"، سائلا: "هل هذا الطاقم مؤهل لقبول فرضية اسرائيل؟".

ثم انتقل إلى نقطة ثالثة وهي "عدم مهنية المحققين وارتباطهم وفسادهم"، متحدثا عن "غيرهارد ليمان الضابط المحقق في فترة ميليس حيث كانت فترة وجودهما في لبنان فترة ذهبية لهما"، متهما ليمان بأنه باع وثائق من التحقيقات"، ومبديا استعداده الى تقديم نسخة إلى بلمار من الوثائق التي باعها". وأبى التطرق الى "الفساد الاخلاقي لميليس وليمان ".
ثم بثت المنار شريطا عن ليمان وفيه انه نائب مليس في لجنة التحقيق وهو ضابط سابق في المخابرات الالمانية وحاول الدخول في صفقات مع اللواء جميل السيد وفي شهر كانون الثاني 2006 تقاضى مبلغا من المال لقاء وثائق تتعلق بالتحقيق الدولي.

وعلق السيد نصرالله على صورة تظهر ليمان وهو يتناول مبلغا من المال، بالقول: "انه مبسوط بأخذه المال". وكرر سؤاله حول دور ليمان.

ثم تطرق سماحته الى ملف شهود الزور، مذكرا بما بثته قناة "الجديد" في ال"حقيقة ليكس"، وقال إن"بلمار شخصيا عمل وتابع بنفسه ومن خلال عدد من المسؤولين، مهمة رفع المذكرة الحمراء لدى الانتربول الدولي وووقف ملاحقة زهير الصديق"، واعدا يكشف ذلك لاحقا.

وعن سرية التحقيق قال "انها يجب ان تكون من اهم الشروط، لكن ذلك لم يحصل، بل نشر معظمها في وسائل الاعلام، فماذا بقي فيها من مصداقية؟". وتابع "طالبنا بوقف التسريب ولم يحصل ذلك"، مضيفاً "هناك تسريب متعمد من قبل لجنة التحقيق الدولية لتشويه صورة المقاومة وصولا الى اصدار الاتهام لحزب الله".

واعتبر "ان ابشع التسريبات ما حصل قبل ايام، اذ ان وفد بلمار اجتمع مع ميرزا وتسربت الاسماء قبل ان يتبلغ بها"، معقبا "حتى في اللياقة هناك اصول تعتمد، بحيث صار الى نشر الأسماء كاملة بدلا من الأحرف الاولى".
وبعدما تساءل "اين هي سرية التحقيق؟"، لفت إلى "ان هذا يؤدي الى الطعن بالتحقيق". وتحدث عن "التوظيف السياسي لخدمة فريق وليس لخدمة الحقيقة".

وعن عدم ورود بعض الاسماء التي كانت قد وردت في "دير شبيغل" والتلفزيون الكندي، قال إن" بلمار اعلن انه سيصدر لاحقا اسماء اخرى".
 وذكر نماذج عن "التوظيف السياسي بدءا من الانتخابات النيابية الى تحريك اصدار الاتهام مرارا قبل صدوره في لحظة اعداد البيان الوزاري"، معتبرا "ان ذلك بسبب رهانهم على اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأي ثمن".

وعن مرحلة المحكمة قال سماحته "لا نريد النقاش حول شرعية هذه المحكمة وكيفية تشكيلها واستهدافاتها"، مشددا على "القوانين التي تعمل بها المحكمة لجهة تسهيل اصدار التهم"، ومشيرا الى "عدم انصاف الضباط الاربعة ومنهم عدم حصول اللواء السيد على ابسط حقوقه في كشف التهمة التي ادخل الى السجن بسببها".

وتناول خلال حديثه رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي كاشفا عن "شخصيته وهو صديق عظيم لاسرائيل حسب شهادة صديقه في مؤتمر مرسيليا".
ثم تمّ بث شريطا عنه وفيه "انه ايطالي وانه يحضر عادة مؤتمر مرسيليا"، ناقلة عن صديقه القانوني الأميركي جورج فيلتشر عندما تحدث في مؤتمر مرسيليا، وقال عن كاسيزي إنه "أحد الأبطال العظماء ولم يتمكن اليوم من حضور هذا المؤتمر وهو صديق كبير لاسرائيل".
وعقّب سماحته بالقول "تصوروا ان الذي نريد ان نحتكم اليه مسبقا هو من يعتبر المقاومة ارهابية". وهنا عرضت المنار رسالة لكاسيزي بتاريخ 21 نيسان 2006 بخط يده موجهة إلى اسرائيل بشأن وزير الامن السابق فيها آفي دختر، وفيها يبدي حرصه على اسرائيل "وديموقراطيتها مقابل استبداد الدول المحيطة بها، وعن لجوء أهل غزة الى الارهاب". وندد بكل جرائم اسرائيل ضد حقوق الانسان الفلسطيني طيلة 60 عاما، وكيف "ان كاسيزي يحترم اسرائيل".

ثم تطرق الى القرار الظني الصادر مؤخرا، وقال "بمواجهة هذا الوضع أقول للناس ان كل ما تسمعونه وما يحكى اليوم وخاصة من الاسرائيلي، أقول للناس لن تكون فتنة بين السنة والشيعة، واكرر ذلك اليوم، وعلى أهلنا وشعبنا من كل الاتجاهات ان يكونوا مرتاحين"، مشيدا "بالحكومة الموثوقة الجاهزة للتعاطي ليس بروح الثأر والكيدية ضد المقاومة".

وكرر طمأنته للناس "بأن فتنة لن تحصل لان كل الجهات الصادقة والحريصة على لبنان متفقة على التعاطي بالطرق التي تمنع تحقيق اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مجددا".

وخاطب قوى 14 آذار قائلا "انتم تعتبرون انفسكم معارضة لحكومة ميقاتي، وانا اعرف انكم ستستفيدون من هذا القرار الاتهامي ومن المساندة الدولية لكم ف"صحتين على قلبكم"، ناصحا اياهم "الا يحملوا حكومة ميقاتي هذا الملف".

وتابع السيد نصرالله سائلا 14 آذار"لو لم يكن اليوم هناك حكومة يرأسها ميقاتي بل سعد الحريري أو السنيورة ومن لون واحد فهل كانت هذه الحكومة تستطيع أن تعتقل هؤلاء الأشخاص؟ أو تنفذ مذكرات التوقيف من بيلمار؟" مضيفاً "أقل من ذلك لا تستطيع ان تفعل، ولا يمكنها ذلك، ولذلك اتركوا الموضوع ياخذ مجرياته الطبيعية، ولا بثلاثين يوما ولا ثلاثين سنة ولا ثلاثماية سنة يمكنهم إيقاف أحد".

وأضاف سماحته"بعد 30 يوما يأتي كاسيزي ليقول تفضلوا على المحاكمة الغيابية، وأقول إن لذلك لعبة سياسية، فلا تحملوا لبنان ما أنتم تعلمون ان الحكومة عاجزة عنه وأنتم عاجزن أيضا".
 ثم أردف بالقول:"لا تطلبوا من ميقاتي ما تخلى عنه سعد الحريري"، واعداً بتقديم نسخة مطبوعة "أعطاني إياها دولة الرئيس القطري ووزير خارجية تركيا، وفيها موافقة سعد الحريري على أمور معينة"، وكشف "رفض حزب الله، لحسابات وطنية، لتلك الوثيقة التي كان وافق عليها القطري والتركي والسوري والفرنسي والسعودي، وقيل لنا ان كلينتون كانت ستوقع عليها".

كما استغرب سماحته وصف البعض للقرار الاتهامي بأنه فرصة تاريخية،وخاطب جمهور المقاومة ومحبيها، قائلا:"لا تقلقوا، هذه جزء من الحرب التي نخوضها سويا منذ إحتلال الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرضنا".
وأضاف"إنها جزء من الحرب النفسية ضد آمالنا وخيارنا، وهي جزء من حرب قصف البيوت وارتكاب المجازر، ولذلك هذا ليس مفاجئا لنا".
وأكد السيد نصر الله أن" خيار المقاومة لتحرير فلسطين يعني الدخول في مواجهة قوى دولية تساند اسرائيل".
 وكرر القول"لن ينالوا منا ومنكم ولا من ارادتنا وارادتكم، نحن عازمون على الاستمرار في طريق المقاومة، هذه المقاومة التي استطاعت تغيير اسس النظرية الامنية الاسرائيلية". وشدد على مواجهة ذلك ب"كل صلابة وشجاعة".

وتابع قائلا:"هناك من سيحاول استفزازكم لأن بعض السياسيين في لبنان يريدون الفتنة، وبخجل أقول لأنني لا أحب هذه التوصيفات: هناك بعض مسيحيي آذار يحلمون بالفتنة، فلا تصغوا للكلام الاستفزازي وللكلام "اللي بلا طعمة" ويجب ان نصبر على اي استفزاز وان كان الاستفزاز الاكبر حصل بحق هؤلاء المقاومين الشرفاء".

 

وأضاف سماحته "المحكمة أنشئت لهدف سياسي محدد مسبقا، وهي غير مهنية والقرار الاتهامي الصادر خطوة في هذا المسار وما سينتج عنها هو محكمة أميركية - اسرائيلية"، معلنا رفضها "لأنها عدوان علينا وعلى مقاومينا ولن نسمح لها بالنيل من كرامتنا أو بجر لبنان الى أي فتنة".

وتابع قائلا:"المظلوم معنا هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، مردفا "اذا احتكمنا الى العقل نستطيع ان نعبر بلبنان من حلم اسرائيل القائم على القتل".

وختم بالقول:"هذه المقاومة، قبل وبعد المحكمة وكاسيزي وميليس وكل من يشد على مشدهم هي بأحسن حال فلا تخافوا ولا تقلقوا عليها".