تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 22-1-2014 الحديث محليا عن التفجير الانتحاري الارهابي الذي ضرب من جديد الضاحية الجنوبية لبيروت وبالتحديد شارع الشهيد أحمد قصير
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 22-1-2014 الحديث محليا عن التفجير الانتحاري الارهابي الذي ضرب من جديد الضاحية الجنوبية لبيروت وبالتحديد شارع الشهيد أحمد قصير "الشارع العريض" في منطقة حارة حريك ليحصد معه ارواح ثلاثة شهداء صودف وجودهم في المكان، كما تحدثت الصحف عن مستجدات ملف تاليف الحكومة، أما دوليا فتناولت الصحف التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية مع انطلاق اعمال مؤتمر جنيف-2 اليوم لبحث سبل حل الازمة السورية.
السفير
عون يقاوم المداورة وجنبلاط يدعو لإنصافه
سلام يتمسك بـ«صلاحية» توزيع الحقائب
وكتبت صحيفة السفير تقول "مرة أخرى، ضرب الإرهاب المتنقل في حارة حريك، متسببا بسقوط المزيد من الضحايا الابرياء، في تعبير جديد ومدو عن فداحة استمرار حالة انعدام الوزن في الداخل، بفعل عدم تشكيل الحكومة الجامعة حتى الآن، وهي حكومة تصبح مع كل انتحاري وسيارة مفخخة أكثر إلحاحا، أقله من أجل تحسين شروط المواجهة ضد الارهاب، إذا كان من المتعذر استئصاله في الوقت الحاضر.
وفي طرابلس، تجددت الاشتباكات ليلا، وعنفت على بعض المحاور في التبانة والبقار، وقد رد الجيش على مصادر النيران وسير دوريات مكثفة في محاولة منه لاعادة ضبط الوضع، علما بان احدى دورياته كانت قد تعرضت لرمي قنبلة يدوية وإطلاق نار ما أدى الى إصابة ضابط وأربعة عناصر
وسط هذا المناخ الامني القاتم، لا يزال التأليف الحكومي ينتظر توزيع الحقائب، الذي ينتظر بدوره تثبيت المداورة، في حين يستمر العماد ميشال عون بمعارضته لها، متمسكا بحقيبتي الطاقة والاتصالات. كما تستمر على الضفة الأخرى عقدة التوفيق بين حصص سليمان وسلام و«تيار المستقبل» و«حزب الكتائب» والمستقلين (بطرس حرب) في ظل الشهيات المفتوحة.
وإذا كانت المفاوضات ستعطى فرصتها، إلا ان أوساطا مطلعة أبلغت «السفير» ان هذه الفرصة ليست مفتوحة، وان سلام وسليمان قد يعتمدان في لحظة ما خيار «الولادة القيصرية» للحكومة، إذا تعذر التوافق على الحقائب، بحيث يعمدان الى تشكيلها وفق التوزيع الذي يعتقدان انه ملائم ومنصف، على ان يتحمل كل طرف مسؤولية قراره.
ونقل في هذا الإطار عن سلام قوله امام بعض زواره ان الامور نضجت ولا بد من تشكيل الحكومة قريبا جدا.
وفي حين قال العماد عون لـ«السفير» ان الإصرار على المداورة برغم العمر القصير المفترض للحكومة هو عقاب للوزراء الناجحين، بدا انه لا يزال يتجنب سلوك منحى السلبية في التعاطي مع ملف التأليف، فأطلق بعد اجتماع «تكتل التغيير والاصلاح» موقفا متوازنا جمع فيه بين سعادته بالصيغة الجامعة التي تم التوصل اليها، وبين رفضه التنازل عن «حسن التمثيل المسيحي»، مع ما يعنيه ذلك من رغبة لديه في الاحتفاظ بـ«الطاقة» و«الاتصالات» وبحقه في تسمية وزراء «التيار الوطني الحر».
ويبدو ان سلام أبلغ مفاوضيه برفض الخوض في نقاش تفصيلي حول الحقائب والاسماء، معتبرا ان هذا الملف هو بالدرجة الاولى من مسؤوليته كرئيس مكلف، وانه المعني الاساسي بوضع التشكيلة وفق المعطيات التي تتجمع لديه، ثم عرضها على رئيس الجمهورية.
لكن سلام تبلغ من «8 آذار» ان حق تسمية الوزراء يعود الى القوى السياسية، مع احتفاظه بحق «الفيتو»، تبعا للاتفاق الذي جرى التوصل اليه، وانه يجب التقيد بهذا البند، واي خرق له سيكون بمثابة نسف للاتفاق.
وضمن إطار التحرك الذي يقوم به وزير الطاقة جبران باسيل لشرح موقف عون، التقى باسيل أمس النائب وليد جنبلاط بحضور الوزير وائل ابو فاعور. واكد باسيل لجنبلاط ان «المداورة مرفوضة ونحن المستهدفون منها»، مشيرا الى انه من غير المبرر ولا المنطقي اعتمادها في حكومة، يفترض انها لن تستمر طويلا.
إلا ان جنبلاط لفت انتباه باسيل الى ان اتفاقا سياسيا قد تم وهو ينص على المداورة، فأكد له وزير الطاقة ان «هذا الاتفاق لا يعنينا لما يمثله من افتئات على حقوقنا».
وقال جنبلاط لـ« السفير» انه اطلع من باسيل على مقاربة «التيار الوطني الحر» لطرح المداورة. واكد وجوب إنصاف «تكتل التغيير والاصلاح» على مستوى التمثيل الوزاري، «لكن في الوقت ذاته لا نستطيع ان نخرج عن المداورة التي توافق عليها الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وتمام سلام».
وعلمت «السفير» بان باسيل كان قد ابلغ سلام خلال اللقاء بينهما، أمس الاول، ان الهدف الحقيقي من المداورة هو إقصاؤه عن وزارة الطاقة ومنعه من الإشراف على تلزيم البلوكات النفطية، فرد سلام مؤكدا ان النفط هو لكل لبنان والتلزيم سيحدث، «ولا شيء موجها ضدك او يستهدفك شخصيا».
وفي المعلومات ان سلام طلب من باسيل الموافقة على تثبيت مبدأ المداورة، «ثم اتركوا الباقي علي وما بتكونوا إلا مبسوطين».
أما الرئيس بري، فنقل عنه زواره انه لا يزال عند توقعه بإمكان ولادة الحكومة هذا الأسبوع على قاعدة 8-8-8، والمداورة، و24 وزيرا، إذا تمت معالجة مسألة توزيع الحقائب، لافتا الانتباه الى ان هذه المسألة لا تتعلق بطرف محدد، بل تشمل كل الاطراف المعنية بالتأليف، وبالتالي هناك حاجة داخل كل فريق لبعض الوقت من أجل ترتيب الامور.
وأشار الى انه يجب السعي الى تشكيل الحكومة بطريقة توافقية، لا عن طريق الفرض، معتبرا انه لا يجوز وضع مهلة للتفاهم على الحقائب، وإن يكن من الافضل الاسراع قدر الإمكان في إنجازه.
واعتبر الرئيس سليمان في كلمة امام السلك القنصلي أن الإيجابية الأساسية هي قرب تأليف الحكومة، آملاً في أن «نكمل بهذه الإيجابية وتصل الأمور إلى خواتيمها في أسرع وقت». وأكد أن «كل أمر يؤذي فريقا معينا نبحث فيه، وأي غبن على فريق يمنعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة»، مشددا على ضرورة أن «تتم المداورة لأنها في روحية الدستور».
ورحب العماد عون بـ«الصيغة الحكومية الجامعة التي يتمثّل فيها الجميع»، لكنّه حذّر من أن «أي تلاعب بالقواعد والأعراف الميثاقية هو تلاعب بالصيغة والدستور والميثاق، وله أثر تدميري ميثاقي»، مشددا على أنه «لا يمكن التنازل عن حسن التمثيل المسيحي، ولا التنازل عن حق كل فريق بتسمية ممثليه في الحكومة».
وأكد أنه «يمكن التضحية بالكثير، إلا بمن نمثّل، ويمكننا قبول الكثير إلا الغاء الذات.» وقال: لا نقبل أن نعرف أسماء وزرائنا على طريقة الزواج البيروتي التقليدي قديماً، حيث نتزوج من دون أن نعرف العروس أو نراها قبل العرس.
وإذ رفض مبدأ التمسّك بأي موقع وزاري لأي طائفة أو فريق بشكل دائم، اعتبر ان التبديل جائز عند بدء عهد نيابي جديد ضمن المناصفة الفعلية، رافضا التلاعب بأسس استمرارية العمل النموذجي المنتج خلافاً للمنطق.
لافروف: التفاهم مع واشنطن لا يتضمن «تغيير النظام»
«جنيف 2»: استعراض إعلامي .. قبل التفاوض
محمد بلوط
سوريا التي تستأهل استعراضا إعلاميا، يحتفل بها اليوم في مدينة مونترو السويسرية، بعد ثلاثة أعوام من المذابح، وعام ونصف عام من انبعاث «جنيف 1» ومحاولة إدخال السياسة في الحرب السورية.
يوم لإلقاء الخطابات والتهنئة، من دون كبير قناعة، بتحرك عربة التفاوض في سوريا، نحو هدف مجهول، ثم ينصرف ممثلو الأربعين بلدا بعد أن يفرغوا من إلقاء كلمات ترحيب بالاجتماع السوري، لن تزيد على خمس دقائق لكل منهم.
وحدهما وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، وقادة الوفدين السوريين، سيتجاوزون تلك المدة لإدامة الاستعراض من التاسعة صباحا حتى السادسة مساء، ذلك أن نزول المؤتمرين ووزراء خارجية 40 بلدا في المدينة الصغيرة المشاطئة الصغيرة، ليس سوى محطة نافلة لإشباع نهم الكاميرات التلصصي، على وجه آخر من سوريا: النظام ممثلا بأحد أهم أركانه وأكثرهم خبرة وحنكة ديبلوماسية، وليد المعلم، والمعارضة التي سيمثل أشلاءها، من فرط ما تمزقت حول جنيف، احمد الجربا، ركن الحضور السعودي القوي في قلب المعارضة.
ويسمع السوريون اليوم، تمنيات سعيدة بان يذهب وقوف وفدين سوريين متقاتلين، تحت ثريات القصر السويسري الصغير، ابعد من مونترو. ووجها لوجه سيتبادل وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس «الائتلاف الوطني المعارض» احمد الجربا خطابات، تقدم قراءة كل منهما، لعامين ونصف عام من المقتلة السورية، بعد أن يفرغ رئيس البلد السويسري المضيف من الترحيب بالمؤتمرين. ويتوجه 30 سوريا يوم الجمعة المقبل، إلى قصر الأمم المتحدة في جنيف، لاختبار التفاوض للمرة الأولى، بعد اختبار الحرب.
وتتفاوت الإشارات الأولية حول أجواء المؤتمر، ذلك أن الوفد السوري الرسمي نفسه، لم يصل إلا بعد أن دفع أعضاؤه نقدا ثمن الوقود الذي زودت به طائرة الوفد على مضض في مطار أثينا. وكان هبوط الطائرة قد حاز موافقة مسبقة من السلطات اليونانية، قبل أن تفاجئ شركة «اولمبيك» الجميع برفض تزويد طائرة الوفد المفاوض بالوقود، بحجة العقوبات المفروضة على سوريا. ولجأت الخارجية اليونانية إلى شركة أجنبية «شجاعة» في مطار أثينا. وأدى ذلك إلى إلغاء اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتأخير لقاء بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تنسيقي أخير قبل لقاء الوزير الروسي بنظيره الأميركي.
وكان السجال حول توجيه الدعوة إلى إيران ثم سحبها، في ظروف بدت فيها الأمم المتحدة مرة أخرى رهينة السياسة الأميركية، قد أضافت مؤشرات على الاستخفاف الذي تعامل فيه قضية مشاركة طرف أساسي في النزاع حول سوريا، والذي ينبغي إجلاسه في قاعة المفاوضات، وإلزامه بالاتفاقات، إذا ما تم التوصل إليها، تسهيلا لمستقبل العملية السياسية، التي لن تجد طريقها من دون الإيرانيين.
ويكشف تشكيل الوفد السوري المعارض ثغرة كبيرة لمصداقية وشرعية التمثيل لكامل أطياف سوريا المعارضة، سياسية وعسكرية. وعبرت مصادر ديبلوماسية أممية عن شكوكها في أن يكون أعضاء الوفد، الذي يقوده الجربا، معبرا، ليس فقط عن تشكيلات المعارضة باقتصاره على «الائتلاف»، وإنما قادرا على الجلوس في مواجهة وفد من طراز الوفد الذي يقوده المعلم.
وطغت على الوفد المعارض أسماء، لا يملك سوى القليل منها خبرة سياسية أو تفاوضية وديبلوماسية. ويضم الوفد إلى الجربا، ميشال كيلو، الذي وصل جنيف ضعيفا بعد تمزق «اتحاد الديموقراطيين السوريين»، دون المقصلة التي طلب أن تقطع رأسه قبل أن يقبل التفاوض مع النظام. كما تضم غلبة إسلامية من «إخوان مسلمين» حاليين كنذير الحكيم، ومحمد حسام الحافظ، أو سابقين كأنس العبدة وعبيدة النحاس. كما يشارك في الوفد برهان غليون. أما التمثيل الكردي فعهد به إلى حميد درويش (٨٦ عاما)، ومؤسس أول حزب سياسي كردي في العام ١٩٥٧ في سوريا. كما عهد به إلى العضو في حزب «يكيتي» إبراهيم برو، مقصيا بذلك قاعدة كردية واسعة، يقع ثقلها الأساسي لدى «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وزعيمه صالح مسلم. ويضم الوفد قادة أربع مجموعات مسلحة، من المفترض أن يعمل حضورها في جنيف، على إعادة تأهيل «الجيش الحر» المتلاشي في حروب إخوة «الجهاد» من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» .
وقال المعلم، قبل وصوله إلى جنيف، إن «الأمم المتحدة فشلت في تشكيل وفد مقبول من المعارضة السورية، ورضخت للضغوط الغربية عندما لم توجه الدعوة إلى أطراف المعارضة الوطنية في سوريا». وأضاف ان «موضوع الرئيس والنظام خطوط حمر بالنسبة لنا وللشعب السوري، ولن يمس بها أو بمقام الرئاسة».
وعما إذا كانت دعوة السعودية إلى المؤتمر مؤشرا على تراجع دورها في دعم «الإرهاب»، قال المعلم «لا نعول ولا ننتظر، وليس لدينا معلومات عن رغبتها بتغيير سياستها بناء على حضور هذا المؤتمر، فهي أعلنت بصراحة أنه حتى لو غيرت دول أخرى مواقفها فإنها مستمرة في هذه السياسة». وانتقد تراجع الأمم المتحدة عن دعوة إيران إلى المؤتمر.
إن من اخفق هو السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي اشرف على تشكيل الوفد المعارض وليس الأمم المتحدة، لكنه حقق على الأقل نصف نجاح، عندما اقنع قادة «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا»، بالتوقف عن انتقاد مؤتمر «جنيف 2»، مع إقناع «جبهة ثوار سوريا» بالمشاركة. ويراهن الأميركيون على إعادة الاعتبار إلى «الائتلاف» وتأكيد سلطته ميدانيا عندما يحين الوقت لبحث تنفيذ وقف إطلاق نار بإشراك ممثلين عن «الجبهة الإسلامية» و«جبهة ثوار سوريا» و«جيش المجاهدين» و«أجناد الشام».
وقال معارض سوري، التقى لافروف، إن الروس لم يبدوا اعتراضا على أسماء المعارضة بعد أن عرضها الأميركيون عليهم، لاعتقادهم أنها لن تشكل عقبة كبيرة في المفاوضات، وأنها ضعيفة المصداقية إلى حد يخدم الاستراتيجية التفاوضية للروس وللسوريين.
والاهم هو أن «الائتلاف» لم يصل إلى مونترو بوفد مكتمل مؤلف من 15 عضوا، ويقتصر عداد الوفد الذي وصل به الجربا إلى مونترو على 11 عضوا، فمن بين «العسكريين» الأربعة المفترض حضورهم في الوفد لم تحصل إلا «جبهة ثوار سوريا» على القبول بموفدها، ولا يزال هناك خلاف كبير على إشراك «قائد هيئة أركان الجيش الحر» سليم إدريس على الحضور. وتشترط «الجبهة الإسلامية» و«أجناد الشام» و«جيش المهاجرين» تسمية أربعة أعضاء في الوفد الأصلي والحصول على حق الفيتو بما يتعلق بتسمية الاعضاء الخمسة الآخرين داخل القاعة، باعتبار أن تشكيلة الصفوف الأولى التي ستفاوض الوفد الرسمي، عبر المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، تفترض وجود 9 أعضاء، بينما يجلس في قاعة مجاورة ستة أعضاء من التقنيين والخبراء.
وعشية انطلاق استعراض مونترو، قبل التوجه إلى جنيف، أكد لافروف عدم التزام التفاوض بالورقة التي أعدت قبل عام ونصف عام، وقد تقادم عليها الزمن السياسي والعسكري في سوريا. وقال إن «المطالبة بتغيير النظام كشرط مسبق تفسير غير نزيه لجنيف الأول الذي تطالب به الأمم المتحدة».
وللمرة الأولى كشف لافروف عن وجود تفاهم روسي - أميركي على إدارة العملية السياسية، يستند إلى ما اسماه بالمبادرة الروسية - الأميركية. وقال إن «تغيير النظام في سوريا، ليس جزءا من المبادرة الروسية - الأميركية الخاصة بالتسوية السياسية في سوريا وبعقد مؤتمر جنيف».
ومن المنتظر إذاً أن يتركز النقاش في المراحل الأولى، التي تستغرق من سبعة إلى عشرة أيام، على الجانبين اللذين يتيحان إطلاق العملية السياسية، وإرضاء الراعيين الدوليين في رؤية عربة الحل تتقدم بهدوء، وتحقيق بعض الانجازات إذا أمكن. وتقتصر المحاولات الأولية على المسارين الإنساني ومكافحة الإرهاب، من دون الدخول في صلب «جنيف 1»، وتشكيل حكومة انتقالية، كما تدعو لذلك المعارضة.
وإنسانيا من الممكن التحدث عن خريطة بعض المواقع والمدن المحاصرة التي سيجري إجلاء من يرغب من أهلها، أو إيصال المساعدات الإنسانية إليها، من دون الحديث عن أي ممرات إنسانية إلزامية. ويبدو خفض التوقعات موقفا مناسبا أيضا في التوافق على إعلان ملزم لمكافحة الإرهاب، وهو ما يعين على تسريع الفرز داخل المعارضة المسلحة بين الجماعات «القاعدية» وغيرها، كما يتيح فتح الأبواب لمناقشة التعاون الأمني مع الأجهزة السورية وغيرها في المنطقة، وإعادة النظر باستراتيجيات الدول المجاورة تجاه تدفق المسلحين والسلاح إلى سوريا."
النهار
المسلسل مستمر: ماريا " الحزينة" سقطت في الانفجار الرابع حلقة
جديدة في الضاحية و"النصرة" تتبنّى ومجلس الأمن يندّد
وكتبت صحيفة النهار تقول "تختصر قصة ماريا حسين الجوهري (18 سنة) وعلي ابرهيم بشير (20 سنة) كل المشهد. تواعدا ولم يكملا المشوار اذ كان الموت ثالثهما. هكذا هي النهايات المأسوية في لبنان، تعاكس الرغبة في الحب وإرادة الحياة.
كتبت ماريا في 2 كانون الثاني: "هيدا ثالث انفجار بزمط منو... ما بعرف اذا الرابع بروح فيه... انني حزينة". وصدق حدسها اذ تكرر الانفجار في الشارع العريض في حارة حريك بعد 19 يوماً من الانفجار الاول، وأودى بحياة ماريا مع ثلاثة آخرين وأوقع نحو 40 جريحاً.
المشهد يتكرر: انتحاري بسيارة مسروقة. لكن اللافت في الامر انه فجر ثلاث قذائف من عيار 120 و 130 ملم قدرت قوتها بنحو 15 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، مما يعني استناداً الى المحققين ان الجهة المنفذة اتخذت قرارها على عجل ولم تملك الوقت الكافي لتجهيز السيارة، بدليل ان القذائف الموصولة بصواعق لم تنفجر كلها، وكذلك الحزام الناسف الذي كان يلف الانتحاري.
ولكن انجازاً امنياً، ولو محدود النتائج، سُجل بالتزامن مع رفع الانقاض، اذ كُشف عن اعترافات ادلى بها الموقوف نبيل احمد الموسوي بمسؤوليته عن سرقة عدد من سيارات "كيا" ومنها تلك التي انفجرت في حارة حريك وقبلها في الهرمل.
ونقل "تلفزيون المستقبل" عن "مصادر موثوق بها" ان الموسوي الموقوف لدى الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي إعترف بسرقة السيارات المفخخة والتي كان يسلمها الى ماهر طليس الذي يرسلها بدوره الى سوريا لتجهيزها بالمتفجرات.
وتبنّت "جبهة النصرة" العملية وقالت إنها رد على مجازر حزب ايران في حق اطفال سوريا وقصف عرسال . لكن اهالي عرسال الذين اجتمع عدد منهم في البلدية ردوا على البيان: "سبق لنا أن تعهدنا في بيان سابق إثر قصف عرسال واستشهاد أبنائنا يوم الجمعة الفائت محاسبة المسؤول عن ذلك ولو بعد حين، ولكن نذكر أننا تعهدنا محاسبة القاتل وليس قتل الابرياء، وإننا ندين هذا النوع من الاعمال الارهابية وتاريخنا يعرفه الجميع وثقافتنا الدينية والوطنية والسياسية وحتى المقاومتية لم ولن تقبل هذا النوع من الاعمال وغيره من أعمال قتل المدنيين..."
مجلس الأمن
وفي نيويورك ("النهار") ندد مجلس الأمن بشدة بـ"الهجوم الإرهابي" الجديد في الضاحية الجنوبية، داعياً كل الأطراف اللبنانيين الى "الإمتناع عن أي تورط" في الأزمة السورية. وحض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون اللبنانيين على "الوحدة من أجل حماية الإستقرار" و"مواجهة الإرهاب" في بلدهم.
وأصدر أعضاء مجلس الأمن بياناً كرروا فيه أن "الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين". وإذ ركزوا على "ضرورة جلب المرتكبين الى العدالة"، ذكروا بـ"البيان الرئاسي الذي صدر في 10 تموز 2013"، وناشدوا "جميع اللبنانيين صون الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات تقويض استقرار البلاد"، مشددين على "أهمية أن يحترم كل الأطراف اللبنانيين سياسة لبنان النأي بالنفس والامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية، طبقاً لالتزامهم في اعلان بعبدا".
طرابلس
وفيما تلهّى السياسيون باصدار المواقف المنددة بالتفجير الارهابي، من دون المبادرة الى التعجيل في الاتفاق، الأمر الذي قد يخفف التوتر، وخصوصا في طرابلس حيث انفجر الوضع مجددا في المدينة بعد مرور دقائق على حصول تفجير حارة حريك واشتعلت خطوط المحاور واطلاق النار ببن باب التبانة وجبل محسن، وهو ما نقله قائد الجيش العماد جان قهوجي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري امس.
واصابت قذيفة ملالة للجيش اللبناني في محور ستاركو - شارع سوريا، واصيب ضابطان وخمسة جنود. كذلك اصيب المواطن خضر الرز برصاصة طائشة في رأسه بينما كان جالسا امام محله في ساحة الشراع بالميناء ونقل الى المستشفى للمعالجة. واستمر اوتوستراد طرابلس في محلة التبانة يتعرض لرصاص القنص حتى ساعات الليل. ونفذت وحدات من الجيش عمليات دهم لتوقيف مطلقي النار.
الحكومة
حكومياً، وعلى خط التأليف، برزت امس عثرات يرى العاملون على خط التشكيل ان معالجتها ممكنة، لكن الكرة صارت في ملعب "تكتل التغيير والاصلاح" الذي عبّر رئيسه النائب ميشال عون عن رفضه المداورة في الحقائب، وقال: "إذ نرفض مبدأ التمسك بأي موقع وزاري لأي طائفة أو فريق بشكل دائم، فالتبديل جائز عند بدء عهد نيابي جديد ضمن المناصفة الفعلية، إلا أننا نرفض التلاعب بأسس استمرارية العمل النموذجي المنتج خلافاً للمنطق، وفي فترات يجب أن تكون قصيرة، وإلا تصبح مشبوهة، تهدف الى النيل فقط من هذا العمل وإحباطه".
وذكر بأن "الحكومة هي السلطة التنفيذية الإجرائية التي تتمثل فيها الطوائف والأطراف السياسيون على قواعد الميثاق والدستور، ولا يمكن التنازل عن حسن التمثيل المسيحي إن لناحية الحقائب وعددها ونوعيتها سيادية كانت أم خدماتية، أساسية أم ثانوية، ولا يمكن التنازل عن حق كل فريق في تسمية ممثليه في الحكومة كي يتحمل هو تجاه ناخبيه المسؤولية في الحكم. وإن أي تلاعب بهذه القواعد والأعراف الميثاقية هو تلاعب بالصيغة والدستور والميثاق، وله أثر تدمير?