تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها مؤتمر جنيف 2 الذي انطلقت اعماله أمس الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها مؤتمر جنيف 2 الذي انطلقت اعماله أمس الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية..
السفير
تباعد المقاربات بشأن سوريا وتهديدات بالمغادرة وتوجُّس أميركي من قوة النظام
كرنفال خطابي.. قبل الحسم في جنيف اليوم
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "مناورات الساعات الأخيرة، قبل الدخول في "جنيف 2"، أو احتمالات سقوط المفاوضات ما بين مونترو وجنيف، فيما يقول مسؤول في الوفد السوري إن الرئيس بشار الأسد قد أعطى توجيهاته بعدم المغادرة، والبقاء كما يطالب الروس، ما بين أسبوع إلى عشرة أيام لإنجاز المرحلة الأولى من المفاوضات.
وفدا "الائتلاف" والنظام السوريين تبادلا عبر الأمم المتحدة تهديدات بمغادرة مونترو، وأبلغا مسؤولين يعملون على الإعداد للاجتماع المحتمل في جنيف غداً، أنهم لن يحضروا جلسة المفاوضات الأولى.
التهديدات بالمغادرة، التي تضاربت مع إعلان راعيي المؤتمر، وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، أن المفاوضات ستبدأ غداً الجمعة، تعكس ضعف التنسيق مع الوسيط الأخضر الإبراهيمي، وبقاء مصير المفاوضات مرتبطاً بحجم التفاهم الأميركي - الروسي حول سوريا. كما تعكس التهديدات هشاشة المسار التفاوضي، وتباعد ما بين مقاربة الوفد "الائتلافي"، كما عبر عنه كل من خطاب رئيسه احمد الجربا، ومقاربة دمشق كما عبر عنها خطاب وزير الخارجية وليد المعلم. (تفاصيل صفحة 10)
ويبدو المسار هشاً أكثر من المتوقع، بالعودة إلى ما قاله مصدر أممي عشية توجّه الوفدين السوريين إلى جنيف، من أن الإبراهيمي شديد التشاؤم بمستقبل المفاوضات، ولا يملك "خريطة طريق" واضحة، ولا أفكاراً جاهزة أو خطة عمل للتقريب بين الطرفين، وانه سيحاول بعد ظهر اليوم تأكيد بقاء الوفدين في جنيف، وتحديد الشكل الأسهل لبقائهم، عبر العودة إلى نقطة الصفر في المفاوضات، واقتراح مفاوضات منفصلة، ريثما تنضج الظروف لاستقبال الوفدين في قاعة واحدة.
وسيكون لقاء ما بعد ظهر اليوم مهماً في حسم استمرار المفاوضات في جنيف ومصير المحاولة الأولى لإطلاق العملية السياسية في سوريا، أو توضيب الطرفين حقائبهم ليعودوا أدراجهم إلى دمشق واسطنبول.
ولن يقيّض للوفدين البقاء، وللإبراهيمي أن ينقذ مؤتمره ومهمته، من دون الضغوط الأميركية والروسية على الطرفين، ووعود روسية بعودة لافروف، عندما تستدعي الحاجة مع بقاء نائبه ميخائيل بوغدانوف على رأس وفد كبير من الخبراء في جنيف للمساعدة على تسهيل الاتصالات بالوفد الذي يرأسه المعلم، فيما يتعهّد الأميركيون وفد "الائتلافيين" عبر مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز والسفير المشرف على ملف المعارضة السورية روبرت فورد. وكان فورد يعمل بين طاولات قاعة المؤتمر، وتحديد مقاعد أعضاء الوفد "الائتلافي"، وتوزيعهم في القاعة، ومرافقتهم على دفعات نحو قاعة الافتتاح في مونترو.
ويعكس التشاؤم حجم الصدمة التي شكلها التباعد الكبير في مقاربة المفاوضات وأهدافها، كما ظهرت جلية في خطابات الجربا والمعلم. فبعيداً عن استخدامات منبر مونترو لأهداف إعلامية، التي تفوّق فيها المحنّك وليد المعلم، على المغمور احمد الجربا، فحاز الوفد الدمشقي من بين ما جاء من أجله استعادة الاعتراف بشرعية النظام السوري، وتحطيم أسوار العزلة التي رفعت حوله، رغم الخطابات التي ظهر أكثرها عدائياً، في كرنفال الخطابات الذي شكله يوم مونترو السوري.
وحاز "الائتلافيون"، اعترافاً بندية احتلالهم قلب المعارضة على المستوى الإعلامي، بقبول النظام الوقوف تحت سقف واحد معهم، للمرة الأولى، خارج أطر "أصدقاء سوريا"، وهو أمر لا يزال هشاً ويحتاج إلى الكثير من التصليب، إذا ما تواصل المسار. ويبدو التباعد، مبعث التشاؤم، في تقديم قراءتين لبيان "جنيف 1"، تصعب مصالحتهما. اختصر الجربا عملية التفاوض بما تحدث النظام عنه وحذر منه، باعتبار جنيف مجرد عملية تسلّم وتسليم للسلطة، ومحاكمة الأسد، على أن تعمل المفاوضات في جنيف على تحديد جدول زمني لذلك.
أما المعلم، وبعده مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فاعتبرا نص البيان على وقف العنف، شرطه الأول الذي يفسر بمكافحة الإرهاب. وقيّد المعلم أي اتفاقات تنتج عن جنيف بضرورة طرحها على الاستفتاء الشعبي، نازعاً من جنيف حق القرار، باعتباره محفلاً خارجياً يمس بسيادة الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره.
لكن الخطابات ليست المفاوضات. ويبدو طبيعياً في منطلق أي مفاوضات أن يلجأ الطرفان إلى رفع سقف المطالب، إلى أن تحين ساعة القاعات المغلقة ويبدأ تدوير الزوايا، والبحث عن تسويات وسطية.
ويتعارض تدليل كيري على صعوبة التفاوض في سوريا، وفي أي حرب أهلية على المثال الفيتنامي الذي استغرق عاماً كاملاً، من أجل تحديد شكل الطاولة التي سيجلس إليها المتنازعون، قبل أن تنطلق المفاوضات.
ويقول مصدر أممي يرافق المفاوضات إن الروسي والأميركي يملكان تصورات لأرضية مشتركة، تشكل بديلاً عن "جنيف 1"، الذي أصبح مشكلة جنيف نفسها، بعد أن كان حلاً مقترحاً، أدى دوره في جلب السوريين إلى مونترو وإطلاق العملية السياسية.
والأرجح أن يتهاوى تدريجياً التمسك بـ"جنيف 1"، لأنه لم يعد يعكس حقيقة ميزان القوى، ولا يعبر عن احتمالات التسوية الواقعية في سوريا، بغض النظر عن الطموحات والمطالب. فعندما تم التوافق على "جنيف 1" في حزيران العام 2012، كان تعبيراً عن توازن القوى الميداني الذي كان يميل نسبياً لمصلحة المعارضة. فقد كانت دمشق شبه محاصرة، والمعارضة في ريف حلب تتأهب للانقضاض على عاصمة سوريا الاقتصادية، وكانت معركة القصير المنعطف، بعيدة عاماً كاملاً، وحمص كانت بيد المعارضة، ودرعا مخترقة بقوة من الوحدات القادمة من الأردن، وقد تراجع الجيش السوري بشكل عام من الأرياف نحو المدن، ولم تكن الجماعات "الجهادية" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) و"جبهة النصرة"، قد انتصرت في قلب المعارضة المسلحة، وتلاشى "الجيش الحر".
ويبدو اليوم تجمع مطالب المعارضة السورية والولايات المتحدة والسعودية وقطر وفرنسا وبريطانيا محاولة للحصول بالسياسة على ما خسره هؤلاء في الميدان. فمنذ حزيران العام 2012، جرت مياه كثيرة تحت جسر الحرب السورية، وعاد الجيش السوري للإمساك بالمبادرة الميدانية، واسترجع أكثرية حمص، وفكك طوق الغوطة ويتقدم في حلب، فيما تحول جزء مهم من المعارضة، فصيلاً في "القاعدة" والإرهاب، وذهب "المجلس الوطني" وحل محله "الائتلاف"، من دون أن يؤكد سلطته على الأرض، ولكن نقطة الضعف الكبيرة أن أعداء النظام لا يزالون يرفضون الاعتراف بنصره.
وتبدو سياسة الخطوة خطوة، الأكثر قرباً من مسار التفاوض، والأكثر واقعية. فإذا كان لا يزال مجهولاً ما هي آليات مكافحة الإرهاب، وما يعنيه ذلك من توافق بين دول الجوار على وقف تدفق المسلحين والسلاح، وتخلي السعودية الصعب عن الهجوم على النظام السوري، والركون إلى حل سياسي مع إيران، فإنه يبدو أن النقاش سيدور حول العناوين الإنسانية. ولا يوجد اتفاق حتى بشأن معنى المصطلحات المستخدمة.
فإزاء المطالبة بإنشاء "ممرات إنسانية"، يقول الوفد السوري في مونترو بغلبة الإمداد الغذائي، الذي ينزع عن العملية طابع الالتزام أو الإكراه. وإزاء الاقتراح أن تبدأ العملية بإطلاق معتقلين لدى النظام في إطار تدابير الثقة، يقول مسؤول سوري في مونترو، إن المعارضة السورية تحتفظ بآلاف المخطوفين والأسرى من الجنود والعسكريين، ولن يكون هناك إلا عملية تبادل للمعتقلين. أما مسألة وقف إطلاق النار، التي قال كيري إنها ستكون موضعية ومحلية وليست شاملة، فالأرجح أن الإعلان يعبر أصلاً عن عجز "الائتلاف" عن تنظيم وقف إطلاق نار شامل، وإدخاله في نزاع مفتوح مع "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سوريا"، التي تشترط استمرار القتال لتكفّ عن نقد "جنيف".
ويقول الوفد السوري إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وإن الاسم الحقيقي لاقتراح المعلم بشأن حلب، هو ترتيبات أمنية تفضي إلى خروج المسلحين من بعض أحياء حلب ودخول الشرطة إليها. وقال مسؤول في المعارضة في مونترو، لـ"السفير"، "إننا نعمل منذ وقت قريب مع الروس والأميركيين على مقايضة الإغاثة بوقف لإطلاق النار، في الغوطة وحلب وحمص".
وعلى العكس مما قاله كيري من عدم استبعاد الخيار العسكري، لم ير أحد، حتى من المقربين من الوزير في الوفد الأميركي، جدية في اقتران المفاوضات بالتلويح مجدداً بالتدخل، الذي يعلم الجميع أنه أصبح بندقية لا ذخيرة فيها.
وتحدث لـ"السفير" مصدر أميركي، مقرب من فورد، عن التقييم الحقيقي للولايات المتحدة لمفاوضات جنيف. وقال إن السوريين يفاوضون من موقع قوة، ولسنا جاهزين للتدخل عسكرياً لمصلحة المعارضة، لأسباب معروفة، وما جرى اليوم هو كرنفال خطابات، والخطر أن نكون ندخل في "ستاتيكو" في سوريا إذا لم تتوصل المفاوضات إلى نتائج سريعة، وسيكون ذلك من مصلحة الحكومة السورية.
وحذر المسؤول الأميركي من أن يؤدي فشل المفاوضات إلى دفعنا نحو السيناريو الأسوأ، حيث ينبغي قريباً، الاختيار بين النظام على مساوئه والذي يحارب الإرهاب، وبين المعارضة التي ستضطر للتعاون أكثر مع "الجهاديين" و"القاعدة". وقال المسؤول في الخارجية الأميركية، لـ"السفير"، إن المفاوضات لن تذهب بعيداً، وأقصى ما يمكن توقعه هو أن يعطي النظام بعض الفتات للمعارضة.
أما بشأن الاتصالات مع قنوات سورية، فهل أنت متأكد من أنها غير موجودة؟ يرد المسؤول الأميركي: لقد أسأنا تقدير قوة جميع اللاعبين من خصومنا في سوريا، من الأسد، حتى إيران، فـ"حزب الله"، فحجم الصدمة التي أصابت الروس بعد خسارة ليبيا، جعلتهم يصمّمون على التعويض في سوريا، معتبراً أنه ورغم ذلك لا يزال رحيل الأسد أولوية في جهودنا، لكننا غير واثقين من قدرتنا على تحقيق هذا الهدف.
أما بشأن التنسيق السعودي - الأميركي في سوريا، قال: إننا نتفق معهم في العمق ونحن نريد معهم شيئاً واحداً، لكنهم اختاروا طريقهم، ونحن اخترنا طريقنا في ما يتعلق بدعم الجماعات التي لا نوافق على تفكيرها وطريقة عملها.
النهار
مونترو جمعت النظام والمعارضة والأسد فرّقهما
الجربا تحدّى المعلّم أن يوقِّع جنيف 1 فوراً
وتناولت صحيفة النهار مؤتمر جنيف 2 في مدينة مونترو السويسرية وكتبت تقول "بدت المعركة الديبلوماسية في القصر الأصفر بمدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان أشد ضراوة من معارك الميدان، وقبل أن يتمكن فريقا الصراع السوري من التحدث بلغة مشتركة ومفهومة بينهما، يحتاج الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي ربما الى عشرات الجولات التفاوضية. فقد كان الفارق واضحاً والشرخ كبيراً بين حدود الخطين المتوازيين، لا مجال لالتقائهما، النظام ومن خلفه الروس في واد، و"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ومن معه في واد آخر.
حمل الفريقان "دشمهما" إلى سويسرا وتمترسا خلفهما، النظام لا يعنيه من المؤتمر سوى العنوان المعروف والمرفوع سلفاً أي "محاربة الإرهاب"، ويتهم الفريق الآخر بأنه جزء من هذا الإرهاب ويعمل لمصلحة إسرائيل، أما "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" فيشترط جدولاً زمنياً لرحيل الرئيس بشار الأسد ومحاكمته، والبدء فوراً بتطبيق ما اتفق عليه في جنيف 1 (حزيران 2012)، أي نقل السلطة بكامل صلاحياتها التنفيذية وخصوصاً الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابرات إلى الهيئة الانتقالية.
ولم تتضمن كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، التي استهلكت أكثر من وقتها المحدد مما أثار حفيظة الأمين العام للأمم المتحد بان كي – مون، اشارة الى أي سبب داخلي للأزمة السورية "الأسباب خارجية، أساسها استخدام البترودولار الذي ساهم في زعزعة استقرار سوريا والذي شجع آلاف الإرهابيين من الشيشان إلى أفغانستان إلى دول أخرى أوروبية وعربية إلى المجيء إلى سوريا بهدف بناء دولة إسلامية وهابية إرهابية، تعود بنا مئات السنين إلى الوراء".
وفي المقابل، كان رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، ند المعلم في هذه المنازلة الديبلوماسية، على النقيض تماما من خصمه، فالإرهاب يتحمل مسؤوليته الأسد، والإرهاب لا يعني من وجهة نظر الجربا المجموعات الإسلامية المتطرفة التي تحارب في سوريا ("داعش" وغيرها) فقط، إنما وضع "حزب الله" اللبناني "الذي يحاكم في لاهاي الآن لقتله رفيق الحريري" في سلة واحدة مع هذه التنظيمات، والتي "يقوم الجيش السوري الحر بمحاربتها جميعا".
مواجهة غير مباشرة
وقد تخاطب الوفدان بطريقة غير مباشرة وبشكل يعمق الانقسام والبعد بينهما، إذ سأل المعلم الموجودين من المعارضة في القاعة ساخراً عن "برنامجهم السياسي لبناء سوريا وعن أدوات التغيير على الأرض غير المجموعات الإرهابية المسلحة"، ليردف ذلك باتهامهم بأنهم مجموعات مرتزقة تقوم بحشد "الخزي والعار جراء التوسل الى الولايات المتحدة لشن عدوان عسكري على سوريا"، وقال: "باختصار لم تترك ثورتكم السورية المجيدة موبقة واحدة على وجه الأرض الا وفعلتها". من جهته دعا الجربا فريق النظام الى التراجع عن "كونه وفداً يمثل الرئيس السوري بشار الأسد والتحول إلى وفد سوري وطني يوقع مباشرة وثيقة جنيف1".
لافروف وكيري
وفيما اقتصرت مداخلة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على دعوة الى الحل السياسي "الذي يتضمنه بيان جنيف1"، وخلت من أي إشارة واضحة الى مسار المفاوضات، ومن أي موقف واضح مما اذا كانت بلاده تدعم بقاء الأسد أو رحيله، جاءت مداخلة وزير الخارجية الأميركي جون كيري مطابقة لمداخلة الجربا من حيث المطالبة برحيل الأسد وتطبيق بنود جنيف1. ووضع كيري هيكلاً للهيئة الانتقالية لا يتضمن من "ساهم في قتل الشعب السوري" من الجهتين، "الجهة التي تمثل آلاف الإرهابيين الذين ينشرون إيديولوجيات الحقد ويساهمون في عذاب الشعب السوري"، والجهة التي تمثل النظام الحالي برئاسة الأسد، "لن يكون للأسد مكان في هذه الهيئة لا هو ولا أولئك الذين ساندوه في تعذيب الشعب السوري، لا يمكن أن يكون هذا حتى في الخيال، فالرجل الذي واجه شعبه بوحشية لا يمكن أن يستعيد شرعية الحكم".
وتماشى هذا الموقف مع كلمة وير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، التي عارضها الوفد السوري بخروجه من القاعة، راداً بذلك على موقف مماثل للوفد السعودي الذي كان ترك بدوره القاعة خلال إلقاء المعلم كلمته.
قوي بـ"حزب الله" وإيران
وقالت أوساط الوفد الأميركي المواكب لكيري لـ"النهار"، أن كلمة المعلم كانت قاسية جداً ولم تقدم أي جديد على ما هو معروف سلفاً عن الموقف السوري النظامي، وعزت ذلك إلى "معرفة النظام السوري أنه بات الأقوى في الميدان بفضل داعميه من إيران و"حزب الله" اللبناني، وهو يستفيد من ذلك لتحسين شروطه في المفاوضات ولتضييع الوقت". وأضافت أن الولايات المتحدة متفقة مع الروس على عدم السماح بقيام دولة إسلامية في سوريا. ورداً على سؤال عن وجود اتصالات بين الأميركيين والنظام، أكدت إن هذه الاتصالات لم تنقطع يوماً.
وفي مؤتمر صحافي مع انتهاء اليوم الاول من المؤتمر، اعلن وزير الخارجية الاميركي ان بلاده تنوي زيادة الدعم للمعارضة السورية، في اطار البحث عن "وسائل ضغط" اضافية على النظام. وقال انه على رغم ان التهديد بضربة عسكرية اميركية لدمشق تراجع، فان الرئيس الاميركي باراك اوباما "لم يستبعد نهائيا هذا الخيار". وترك الباب مفتوحا أمام مشاركة إيران في محادثات السلام السورية قائلاً إن طهران يمكن أن تقوم بدور فاعل في انهاء الصراع.
وفي دردشة مع الصحافيين بينهم مراسل "النهار"، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "أن أهم ما حصل اليوم (أمس) في مونترو هو تمكن الدول الراعية للمؤتمر من الضغط على الطرفين وحملهما على الجلوس الى طاولة المفاوضات".
الجعفري
أما المندوب السوري لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري فسئل خلال مؤتمر صحافي هل ترفض دمشق اتفاق جنيف 1، فأجاب: "من قال اننا نرفض؟ ولكن كيف نبحث في حكومة انتقالية في ظل استمرار العنف؟". واضاف ان الوفد السوري المفاوض يذهب الى جنيف للتفاوض مع وفد المعارضة من أجل "تطبيق جنيف1 كسلة واحدة". واشار الى انه لا يمكن اختيار امر من جنيف 1 دون الامور الاخرى.
تحضيرات الجمعة
ومن المقرر ان يعود اليوم الوفدان السوريان إلى مقر إقامتهما في جنيف، وانطلاقاً مما اعتبرته أوساط الأمم المتحدة "الحدة في المواقف بين الطرفين" علمت "النهار" أن ثمة اقتراحاً لفصل الفريقين يوم المفاوضات غداً في جنيف ووضعهما في غرفتين منفصلتين، على أن يقوم الإبرهيمي بجولات مكوكية بين الطرفين. لكن الأوساط الأممية أوضحت أن الإبرهيمي سيلتقي الوفدين اليوم كلاً على حدة في جنيف من أجل جس النبض قبل اتخاذ القرار.
الأخبار
«جنيف 2»: مؤتمر خطابي أمام حـائط مسدود
كما تناولت صحيفة الاخبار المؤتمر وكتبت تقول "إنه «مهرجان للصور»، يقول دبلوماسي أميركي معني بمؤتمر جنيف، ووثيق الصلة بالمعارضة السورية، واصفاً المؤتمر الذي انعقد في يومه الاول أمس، في مدينة مونترو السويسرية. دبلوماسي ألماني يشارك زميله الأميركي الموقف السلبي ذاته. كان متشائماً. أقصى أمله كان طوال يوم أمس ألا ينسحب احد الوفدَين السوريين من المؤتمر. لم يقتصر التشاؤم على الغربيين. دبلوماسي عربي حضر «المؤتمر الخطابي» أمس، خرج ليقول ان الوسيط الأممي، الأخضر الإبراهيمي، كان متشائماً جداً.
يضيف الدبلوماسي ان المفاوضات الجانبية التي جرت على هامش المؤتمر لم تفض بعد الى اتفاق بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين على ان يجلسا في غرفة واحدة، في المفاوضات التي ستبدأ بينهما يوم الجمعة في جنيف، على ان تستمر أسبوعاً على الأقل. تعهّد لهما الإبراهيمي ألا يضطر احدهما إلى محادثة الآخر مباشرة، وأنه سيؤدي دور ساعي البريد بينهما. وفي رأي الدبلوماسي نفسه، فإن الظروف الحالية تشير إلى أن انطلاق المفاوضات في جنيف غداً لن يؤدي إلا إلى حائط مسدود، وإلى وعد بعقد «جنيف ٣». يشير إلى كلمة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال اجتماع عدد من وزراء الخارجية العرب أول من أمس عندما طالب بمباشرة البحث عن أسماء لتولي المرحلة الانتقالية في سوريا.
أحد الدبلوماسيين الأمميين يضيف أيضاً مسحة من التشاؤم. يقول إن انعقاد المفاوضات في جنيف لا يزال مهدداً. يقول ساخراً: انعقد هذا المؤتمر لأنه كان يجب أن يعقد. منذ عام ونصف عام يقولون إنه سيعقد، ولهذا السبب حصراً عقدوه.
التشاؤم يزداد اتساعاً مع مرور الوقت. يرى أحد الوزراء المشاركين في المؤتمر أن فرص نجاح مفاوضات جنيف تتضاءل جداً. ففي رأيه، أظهرت خطابات أمس غياب أي أرضية مشتركة بين الطرفين: يريد كل منهما أن يلغي الآخر.
يستدل أحد المشاركين في المؤتمر على ما تقدم بالقول إن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، لم يستمع إلى الكلمة الأولى لرئيس «الائتلاف»، أحمد الجربا. قضى المعلم الجزء الأكبر من الوقت الذي استغرقته الكلمة وهو يدير ظهره للجربا، متعمداً فتح أحاديث مع أعضاء الوفد السوري الرسمي. وكان أعضاء بعض الوفود يقفون الواحد تلو الآخر لتحري ما يقوم به المعلم. وما إن بدأت كلمة الجربا الثانية بعد الظهر، حتى غادر المعلم، ونائبه فيصل المقداد، القاعة، تاركاً رئاسة الوفد السوري لوزير الإعلام عمران الزعبي.
هذه الأجواء تجري إشاعتها رغم أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد وجود تعهد من الطرفين السوريين بعدم مغادرة جنيف قبل مضي أسبوع على بدء المفاوضات، أي يوم الجمعة المقبل.
وفي السياق ذاته أيضاً، يقول عضو وفد «الائتلاف» أنس العبدة: «سقف توقعاتنا ليس مرتفعاً. فنحن نعرف أن النظام لن يوافق على تسليم السلطة». وماذا سيحدث إذذاك؟ يجيب: «سيتحمل النظام مسؤولية فشل المفاوضات». يعبّر العبدة عن هذا المناخ، رغم أن زميله، برهان غليون، كان يؤكد أن أمام النظام أشهراً معدودة لتسليم السلطة. بالعودة إلى العبدة، فإنه أكّد، رداً على سؤال، أن ضمانات المعارضة لتنازل النظام عن السلطة تتمحور حول «الثوار على الأرض، ومواقف الدول العربية وتركيا التي تدعمنا من كل النواحي؛ وموقف المجتمع الدولي». ورداً على سؤال «الأخبار» له عن الكتائب المقاتلة في سوريا التي يمثلها وفد «الائتلاف» الموجود في مونترو، قال العبدة: «نحن نمثل الجيش الحر. وهناك الكثير من القوى الثورية التي أعلنت تأييدها للحل السلمي ولجنيف ٢، كجبهة ثوار سوريا، وجيش المجاهدين، وأجناد الشام». ولمح إلى أن «الجبهة الإسلامية»، رغم إعلانها رفض «جنيف ٢»، فإنها «تؤيد الحل السلمي»، وما قاله قائدها العسكري زهران علوش عن إصدار مذكرات توقيف بحق المشاركين في المؤتمر، كان في سياق معين، ولا يمثل حقيقة موقف علوش والجبهة.
وسط هذا الكمّ الكبير من السلبية، قال دبلوماسي غربي إن ما يجري حالياً في سويسرا هو تمهيد لـ«جنيف ٣». وبرأيه إن «الأميركيين والروس متفقون على انطلاق التفاوض، ليكون جنيف ٢ شبيهاً بمؤتمر مدريد للسلام. أما الحل، فيأتي على مراحل، ولو طال زمنه».
اللواء
مفاوضات السلام في مونترو: الأخوة- الاعداء مواجهة على الطاولة
وفد النظام: الأسد لن يرحل - الجربا: بقاؤه خروج عن مسار التسوية
وكتبت صيحفة اللواء حول المؤتمر تقول "بأجواء متوترة وخطابات تصعيدية وتوقعات متواضعة، شهدتها جلستان، تخللهما جدال وتلاسن واتهامات بالخيانة، اختتم مؤتمر جنيف-٢ للسلام في سوريا، اعماله في مدينة مونترو السويسرية امس، لتنطلق المفاوضات الحقيقية بين النظام السوري ومعارضيه غدا،في مدينة جنيف برعاية ثلاثية من الامم المتحدة وروسيا واميركا.
وحده وفد النظام السوري الى مونترو، شذ عن الاجماع الدولي على بيان جنيف-١ الذي ينص حكومة انتقالية في سوريا لها صلاحيات تنفيذية كاملة تقود المرحلة الانتقالية. وتمسك ببقاء الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة محاولاً صرف المؤتمر عن اهدافه الحقيقية وتحويله منبراً لمحاربة ما اسماه رئيس وفد النظام وليد المعلم ب»الارهاب الدولي».الامر الذي رفضته كل من السعودية والدول الغربية.
واختتم المؤتمر، بمناشدة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وفدي الحكومة والمعارضة العمل باخلاص للتوصل الى حل للصراع. ودعا بان المؤتمرين لدعم بيان جنيف-١ الصادر في حزيران 2012.وقال «اتمنى ان تبدأ المفاوضات الحقيقية بكل اخلاص وبكل سرعة لتبني هذه الاهداف.
من جانبه،قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعدالمؤتمر، ان وفدي الحكومة والمعارضة قالا انهما سيشاركان في محادثات مباشرة يوم الجمعة وانهم يجب ان يبدأوا باجراءات بناء الثقة. وقال لافروف انه اجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وزعيم المعارضة السورية احمد الجربا.وحث المعارضة ومؤيديها الاجانب على عدم التركيز بصورة حصرية على تغيير القيادة في دمشق.واضاف ان من المتوقع ان تستمر المحادثات اسبوعا قبل فترة توقف وجولة ثانية. وقال ان الامم المتحدة وموسكو وواشنطن تبحث صفقة لتبادل سجناء في سوريا وتبادل قوائم بأسماء اناس قد يشملهم الاتفاق. واشار الى تقدم في المحادثات بشأن اتفاق محتمل لوقف اطلاق النارفي حلب وحمص.
وفي السياق نفسه، قال وسيط الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي انه سيلتقي مع الوفدين السوريين كل على حدة اليوم. وقال الابراهيمي في البداية انه ليس واضحا إن كان سيتمكن من جمع الطرفين السوريين في نفس القاعة في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف غداً.
وشهد المؤتمر بداية صعبة في اجواء متوترة شهدت تبادل التهم ب»الخيانة»وتلاسنا بين بان كي مون والمعلم. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في خطابه الافتتاحي «بعد حوالى ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل». ودعا كي مون السوريين الى اجراء مفاوضات من اجل التوصل الى «نهاية فورية» للنزاع، معتبرا «انه شهد حتى الان الكثير من الفظاعات» و»الآلام». وقال «هذا كثير، لقد طفح الكيل، وحان الوقت لاجراء مفاوضات».
وبعد كي مون، اعطيت الكلمة لرئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا الذي دعاالوفد الحكومي السوري الى توقيع وثيقة «جنيف-1» من اجل «نقل صلاحيات» الاسد الى حكومة انتقالية. وقال الجربا «اننا نوافق بشكل كامل على مقررات جنيف-1 (...)، ونريد أن نتأكد ان كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا». واضاف «انني أدعوه الى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف-1 بحضوركم جميعاً الآن، لنقم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية والأمن والجيش والمخابرات إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سورية الجديدة». وقال ان المعارضة تعتبر هاتين النقطتين «مقدمة لتنحية بشار الأسد ومحاكمته مع كل من أجرم من رموز حكمه، وأي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج بجنيف-2 عن مساره».
بالمقابل، وفي موقف تحد، وصف المعلم في كلمته ممثلي المعارضة الجالسين قبالته ب»الخونة» و»العملاء لاعداء» سوريا. وقال المعلم ان من يريد «التحدث باسم الشعب السوري لا يجب ان يكون خائنا للشعب وعميلا لاعدائه». وقال متوجها الى المعارضة السورية المشاركة في جنيف-2 «ماذا فعلتم يا من تدعون انكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ اين افكاركم وبرنامجكم عدا المجموعات الارهابية المسلحة؟» مضيفا «انا على يقين انكم لا تملكون اي شيء وهذا جلي للقاصي والداني». ورد المعلم مباشرة على وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان اكد في كلمته ان الاسد لا يمكن ان يكون جزءا من المرحلة الانتقالية. فقال «لا أحد في العالم.. سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريين أنفسهم».
وبدا المعلم، في معظم الوقت عابسا، ولم يعبأ بالجرس يقرع اكثر من عشر مرات لانذاره بضرورة التوقف عن الكلام لانه تخطى الوقت المعطى له وقدره عشر دقائق الى 35. واضطر بان لمقاطعته اكثر من مرة. فقال المعلم ان من حقه ان يتكلم لان الموضوع سوري. وقال له بالانكليزية «انا اقيم في سوريا وانت تقيم في نيويورك. لدي الحق بان اعطي الرواية الحقيقية» للوضع. وانفجر اعضاء في الوفد السوري وفي قاعة الاجتماعات وفي مركز الصحافة بالضحك عندما طلب «بين خمس الى عشر دقائق اضافية». وعندما قاطعه بان مرة اخرى، قال له من دون ان يتخلى عن هدوئه «اعدك، بضع دقائق بعد»، ثم قال «جملة اخيرة»، فسمح له بان بالمتابعة معربا عن امله بان «يلتزم بوعده»، فقال المعلم «سوريا تفي بوعودها».
من جانبه،حذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في كلمته من «تغيير مسار» جنيف-2، داعيا الى وضع هدفه القاضي بالعمل على تشكيل حكومة انتقالية موضع التنفيذ. وقال الفيصل»ان «حضور المملكة المؤتمر جاء بناء على الضمانات والتاكيدات التي تضمنتها دعوة الامم المتحدة، وهو ان الهدف من جنيف-2 تطبيق اتفاق جنيف-1». وتابع «من البديهي الا يكون لبشار الاسد او من تلطخت ايديهم بدماء السوريين اي دور بهذا الترتيب».
اما وزير الخارجية الاميركي فاعلن ان الرئيس السوري لا يمكن ان يشارك في الحكومة الانتقالية في سوريا. وقال كيري «علينا ان نتعامل مع الواقع هنا.. ان التوافق المتبادل الذي كان ما جاء بنا جميعا الى هنا، على حكومة انتقالية يعني ان الحكومة لا يمكن ان يشكلها شخص يعترض عليه اي من الطرفين». وتابع «هذا يعني ان بشار الاسد لن يكون جزءا من اي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور ان يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم». لافروف
أما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فقال ان المفاوضات من اجل التوصل الى تسوية للنزاع الجاري في سوريا «لن تكون سهلة ولا سريعة» مؤكدا على «المسؤولية التاريخية» التي يتحملها اطراف النزاع. وقال لافروف ان «هدفنا المشترك هو النجاح في وضع حد للنزاع الماساوي في سوريا». وحذر لافروف من «محاولات تسفير هذه الوثيقة بشكل او باخر» في اشارة الى الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا عبر الاتفاق الذي توصلت اليه القوى الكبرى عام 2012 في ختام مؤتمر جنيف-1. وندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ب»المهاترات الطويلة والعدائية» للمعلم. واتهم فابيوس دمشق ايضا باقامة «تحالف موضوعي مع الارهابيين»، مشيرا بذلك الى المجموعات الجهادية التي تسيطر على مناطق واسعة في سوريا.
وفي مواقف لاحقة،انتقدت الولايات المتحدة بشدة «الخطاب التصعيدي» لوفد النظام السوري.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي «بدلا من تحديد رؤية ايجابية لمستقبل سوريا متعددة تضم كل الاطراف وتحترم حقوق الجميع، فضل النظام السوري القاء خطاب تصعيدي».
ولاحقاً،اعلن وزير الخارجية الاميركي ان بلاده تنوي زيادة الدعم الى المعارضة السورية، في اطار البحث عن «وسائل ضغط» اضافية على النظام. وقال كيري انه على الرغم من ان التهديد بضربة عسكرية اميركية ضد دمشق تراجع، الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما «لم يستبعد نهائيا هذا الخيار».
بالمقابل، اعلن مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان النظام سيذهب الى المفاوضات مع المعارضة بهدف تطبيق اتفاق جنيف-1 «كسلة كاملة»، لا فقط شق تشكيل الحكومة الانتقالية. واضاف «في جلسات الحوار المباشرة هذه، نأمل ببدء آلية حوار تهدف الى تطبيق كل جنيف-1».
المستقبل
واشنطن وباريس تنتقدان "الخطاب التصعيدي" و"المهاترات العدائية" لوفد نظام الأسد
مؤتمر مونترو: سجال بين بان والمعلم وتأكيد فرنسي أن الغاية حكومة انتقالية
صحيفة المستقبل كتبت تقول "سعى نظام بشار الأسد ممثلاً بوزير خارجيته وليد المعلم خلال افتتاح مؤتمر "جنيف 2" في مدينة مونترو السويسرية أمس، إلى حرف المؤتمر عن مساره باعتباره مؤتمراً "لمحاربة الإرهاب" وهو ما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تذكير المعلم بأن غاية المؤتمر هي تشكيل حكومة انتقالية. وفيما أبدى المعلم صلفاً في التعامل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عندما طلب منه التقيد بالوقت، انتقدت واشنطن ما وصفته بـ"الخطاب التصعيدي" لرئيس وفد نظام الأسد، ورفضت باريس "المهاترات العدائية" التي قام بها المعلم.
بان كي مون
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في خطابه الافتتاحي امام ممثلي نحو اربعين دولة ومنظمة بينها وفدا النظام والمعارضة "بعد حوالى ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل". واضاف "اننا نواجه تحديات استثنائية" داعيا المشاركين السوريين تحديدا الى "انطلاقة جديدة". وتابع بان قائلا "ان هذا المؤتمر يشكل فرصة لتظهروا وحدتكم". واضاف "ان جميع السوريين يتوجهون بانظارهم اليكم اليوم .. امامكم انتم الممثلين عن المعارضة والحكومة السورية فرصة هائلة .. وعليكم مسؤولية تجاه الشعب السوري".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة ان على القوى الدولية "ان تبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم على تحقيق هذه الاهداف". وتابع "كم من القتلى سيسقطون في سوريا بعد... اذا اهدرت هذه الفرضة؟" وقال "لا بديل عن وضع حد للعنف... دعونا نثبت للجميع ان العالم بوسعه ان يوحد صفوفه".
وفد نظام الأسد
وفي موقف تحد، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته ممثلي المعارضة السورية الجالسين قبالته بـ"الخونة" و"العملاء لاعداء" سوريا.وقال المعلم ان من يريد "التحدث باسم الشعب السوري لا يجب ان يكون خائنا للشعب وعميلا لاعدائه".
وقال المعلم متوجها الى المعارضة السورية المشاركة في المؤتمر "ماذا فعلتم يا من تدعون انكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ اين افكاركم وبرنامجكم عدا المجموعات الارهابية المسلحة؟" مضيفا "انا على يقين انكم لا تملكون اي شيء وهذا جلي للقاصي والداني".واضاف المعلم "من يريد ان يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سوريا ... من يريد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاوم ويقف ثابتا في وجهه.. ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب".
وتوجه لوزير الخارجية الاميركي بالقول "لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريين أنفسهم".
وجاء ذلك ردا على ما اعلنه كيري في كلمته بان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يشارك في الحكومة الانتقالية. وفي معرض دفاع المعلم الطويل عن سياسة النظام السوري، تدخل الامين العام للامم المتحدة ليقاطعه باعتبار انه تجاوز بكثير الوقت المخصص له. ورد المعلم بانه يريد التعبير عن موقف بلاده وواصل كلمته.
وفي سياق متصل بواقف وفد النظام، اكد وزير الاعلام عمران الزعبي على هامش المؤتمر ان بشار الاسد "لن يرحل". وقال بعد توقف المؤتمرين في استراحة ردا على سؤال في قاعة الصحافيين عن موقف دمشق في حال "قرر المؤتمر رحيل الاسد"، ان "الاسد لن يرحل". واضاف "من الواضح ان هناك الكثير من الدول ووزارات الخارجية ليست على اطلاع ولا بالصورة الحقيقية لما يجري على الارض السورية. بعض الكلمات بدا وكان المتحدثون هم سفراء لمنظمات ارهابية لا ممثلين لدول".
واشار الى ان الوفد باق في المؤتمر، على الرغم من الكلمات التي القيت قبل الظهر. وقال "نحن باقون في المؤتمر وجئنا الى هنا لكي ينجح المؤتمر"، مضيفا "المسألة لا تتعلق باسبوع وجلسة. هذا مسار سياسي وخطوات سياسية تحتاج الى وقت".واضاف "جئنا الى هنا من اجل الخيار والمسار السياسي، لكن المسار السياسي شيء ومحاربة داعش وجبهة النصرة والمنظمات الارهابية شيء آخر".واعتبر ان "من واجب العالم ان يساند الدولة السورية في محاربة الارهاب". وتابع "اذا اردتم ان تساندوا تنظيم القاعدة قولوا ذلك علنا"، و"اسالوا وزير الخارجية السعودي كيف يمكنكم ان تساعدوا القاعدة".
الولايات المتحدة
وقال وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ان "بشار الاسد لن يكون جزءا من اي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور ان يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم".
وانتقدت واشنطن بشدة "الخطاب التصعيدي" لوفد النظام السوري خلال افتتاح المؤتمر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي "بدلا من تحديد رؤية ايجابية لمستقبل سوريا متعددة تضم كل الاطراف وتحترم حقوق الجميع، فضل النظام السوري القاء خطاب تصعيدي".واضافت "الواقع ان الظروف المدمرة التي خلقها النظام على الارض في سوريا لن تتغير عبر كلمات غير دقيقة، ستتغير فقط عبر تطبيق بيان جنيف بما يشمل تشكيل حكومة انتقالية وقيام النظام بخطوات حقيقية وملموسة لتامين وصول المساعدات الانسانية بشكل اضافي وتحسين حياة الاشخاص الذين يعانون" بسبب النزاع.
فرنسا
كما رد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دعوة المعلم للتركيز على "مكافحة الارهاب" في المؤتمر حول سوريا المنعقد في سويسرا، بالقول ان الهدف ليس "الارهاب" بل "الحكومة الانتقالية".وقال "لا يتعلق الامر باجراء نقاش عام حول سوريا، ولا باطلاق تهجمات وشعارات دعائية ولا كسب الوقت ولا القاء الخطب عبر تكرار كلمة الارهاب"، بل "يتعلق الامر بالبحث عن حل سياسي لسوريا يتعلق بهذه السلطة الانتقالية التي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية".
ندد وزير الخارجية الفرنسي امام الصحافيين بـ"المهاترات الطويلة والعدائية" لوليد المعلم، واعرب عن اسفه لحصول "استثناء" مثله "مندوب حكومة بشار الاسد" الذي قام بـ"مهاترات طويلة وعدائية، خلافا للموقف المسؤول والديموقراطي لرئيس ائتلاف" المعارضة السورية احمد الجربا.واتهم فابيوس نظام الاسد ايضا باقامة "تحالف موضوعي مع الارهابيين"، مشيرا بذلك الى المجموعات الجهادية التي تسيطر على مناطق واسعة في سوريا. وسئل الوزير الفرنسي عن الاجواء المتشنجة منذ افتتاح المؤتمر، فاعتبر انه لا يمكننا الحديث عن "حوار طرشان". واضاف "كلا، الجميع يسمع باستثناء وفد واحد اصم واعمى". وخلص الى القول ان "الوضع بالغ الصعوبة، لا يمكننا ان نتوقع اتفاقا بسهولة".
روسيا
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من "محاولات تسفير هذه الوثيقة بشكل او باخر" في اشارة الى الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا عبر الاتفاق الذي توصلت اليه القوى الكبرى عام 2012 في ختام مؤتمر "جنيف 1".واكد لافروف ان تسوية النزاع الجاري في سوريا "لن تكون سهلة ولا سريعة" مؤكدا على "المسؤولية التاريخية" التي يتحملها اطراف النزاع.
وفي موسكو، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (النواب) أليكسي بوشكوف، أمس على صفحته على موقع تويتر قبيل افتتاح المؤتمر "لن يساهم غياب إيران عن مؤتمر جنيف في إنجاحه.. إنهم يحاربون إيران، لكن القضية الرئيسية في سوريا تكمن في المتطرفين".
تركيا
وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، "إن كل من تلطخت يده بالدماء يجب ألا يبقى.. ومستقبل سوريا يجب أن يكون ديمقراطياً". وأضاف "يجب تحمّل المسؤولية الضرورية وإطلاق مرحلة إنتقالية من شأنها أن تبني سوريا قوية وديمقراطية. وتابع أن الفظاعات المرتكبة في سوريا تشير إلى جرائم ضد الإنسانية، معتبراً أن ما يحدث في سوريا من عنف عار على جبين البشرية".وسأل ما إذا كانت مدناً باكملها "إرهابية لذلك يقصفها النظام عشوائياً بالبراميل المتفجرة".وأشار داوود أوغلو إلى أن "الطائفية أصبحت في تفاقم نتيجة سياسات نظام الأسد".وقال "لا بد من محاسبة مرتكبي الإنتهاكات والجرائم ضد الإنسانية"، وشدد على الإيمان "بالحل السياسي في سوريا".كما أكد أن تركيا ستواصل تبني سياسة الأبواب المفتوحة أمام السوريين، حتى يعود وطنهم آمنا.
إيران
ومن خارج ردهات المؤتمر، شكك الرئيس الايراني حسن روحاني في فرص نجاح "جنيف 2" بدون مشاركة ايران فيه. وقال روحاني بحسب ما نقلت عنه وكالة "مهر" ان "جميع المؤشرات تظهر انه ينبغي عدم تعليق امال كبرى على مؤتمر جنيف-2 بان يتوصل الى حل لمشكلات الشعب السوري ولمكافحة الارهاب"، متحدثا قبل مغادرته طهران لحضور منتدى دافوس الاقتصادي. وتابع "امالنا ضئيلة ايضا في ان يؤدي هذا المؤتمر الى احلال الاستقرار بما ان بعض الداعمين للارهابيين يشاركون فيه".
وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، امس، إن أي تحرّك إقليمي حول سوريا يجب أن يضع مواجهة الإرهاب في أولوياته.وقال بيان للخارجية الإيرانية، إن "أي تحرك اقليمي حول سوريا يتعيّن أن يضع مواجهة الإرهاب في أولوياته ، معربة عن قلقها البالغ من تواجد المجموعات الإرهابية في سوريا".ولفتت الى أن "اتساع نطاق الإرهاب في سوريا يشكل خطراً وتهديداً لكل دول المنطقة"، مشيرة الى أن جرائم الإرهابيين ضد المواطنين السوريين، تشكل جريمة ضد الإنسانية".
واعتبرت أن "داعمي الإرهابيين يتحمّلون المسؤولية تجاه ما يحصل في سوريا، ويتعيّن أن يفوا بالتزاماتهم بشأن منع إرسال الأسلحة والمسلحين الي داخل سوريا".ورأت وزارة الخارجية الإيرانية أن "صناديق الاقتراع والآلية الانتخابية هي المعيار لكي يقرّر الشعب السوري مصيره ، وعبّرت عن قلقها البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا".واعتبرت في بيانها أن "الحصار الاقتصادي وممارسات المجموعات الإرهابية، عاملان موثران في تردي الأوضاع ، ما عبّرت عن الأسف للأوضاع المأساوية التي أوجدتها المجموعات التكفيرية في سوريا، والدعم الذي تتلقاه من الخارج".