"أنتم من غررتم بأولادنا... أفلتم من العقاب في أفغانستان، وأفلتم في العراق... في سورية المفروض الا تفلتوا"... داوود الشريان لم يكن بطلاً!
"أنتم من غررتم بأولادنا... أفلتم من العقاب في أفغانستان، وأفلتم في العراق... في سورية المفروض الا تفلتوا!"
داوود الشريان لم يكن بطلاً!
ما يقارب سنوات ثلاث أُمعن فيها سفك الدم بأبشع الأساليب، احتاجها الاعلامي السعودي ليتراءى له تكرر مشهد أفغاني مضى عليه عقود ثلاث، وآخر عراقي متفجر منذ عقد كامل.
من على شاشة "mbc" السُعودية أطل الشريان واصفاً سلمان العودة ومحمد العريفي وسعد البريك وعدنان العرعور ومحسن العواجية بأنهم" تجار الدين والفتنة" محملاً هؤلاء مسؤولية التغرير بالشباب المندفعين إلى "الجهاد" في سورية.
صوّب الإعلامي السعودي هجومه على "شيوخ الفتنة" متجاهلاً رأسها.. الصرخة المدوية ضد دعوات "الجهاد" لم تطل أمراء المملكة ممن تغاضوا لسنوات عن هذه الدعوات، وعن خطابات التكفير والتحريض و"شذ الهمم". لم تطرق كلمات الشريان قصور المملكة لأن وجهتها كانت هذه المرة نحو دعاة لطالما وُظفوا في حروب المملكة التي لا يجيد من فيها المعارك الدبلوماسية بقدر إجادتهم حروب الغرائز والعصبيات.
وفيما يشبه الـ "فتوى" السياسية اعتبر وزير خارجية المملكة أن تسليح المقاتلين في سورية "واجب" في آذار/ مارس 2012. في المملكة المحكومة بتحالف الدين (الوهابية) والسياسة (آل سعود) لا يبلغ الشيخ من غير تشريع السياسي. فلماذ تقصر شجاعة الشريان عن انتقاد المشرع، وتقتصر على المبلغ؟
لماذا لم تطل شجاعة الشريان تحكم المشرع بـ"الجماعات الجهادية"؟ ألم يطلع على ما نقلته صحيفة السفير اللبنانية عن رئيس استخبارات بلاده بندر بن سلطان في إحدى الزيارات الى روسيا بأن السعودية هي من تتحكم بمجموعات شيشانية "لم تتحرك في اتجاه الأراضي السورية الا بالتنسيق معنا"؟ وتأكيده على ذلك في في لقاء آخر بالقول لبوتين "فخامة الرئيس، اسمح لي بأن أبلغك تعهدي الشخصي بحماية أمن الألعاب الشتوية في سوتشي. المجموعات الشيشانية هنا (أشار إلى جيبه)"؟
هل قُدر للشريان أن يطلع على وثائق تثبت تورط رأس المملكة في إرسال المقاتلين الى سورية؟
لم يكن الشريان بطلاً ولن يكون كذلك إلا عندما يسدد سبابته نحو الرأس... "المجتمع لازم يحاسبكم، المجتمع لازم يسائلكم" قالها الشريان لدعاة المملكة (المبلغون)، ولم يقلها لرعاة المملكة (المشرعون). ولكن الواقع يقول إن حسابات ومساءلات التاريخ لا ترحم أحداً.