27-11-2024 10:36 PM بتوقيت القدس المحتلة

الإرهاب في لبنان جزء من مؤامرة دولية، 14 آذار شريك المجموعات التكفيرية

الإرهاب في لبنان جزء من مؤامرة دولية، 14 آذار شريك المجموعات التكفيرية

إن نشوب الأزمة في سوريا قد أثر على الأمن و الإستقرار في معظم البلدان المجاورة لها, و من ضمنها لبنان. صواريخ, سيارات مفخخة, و أشكال أخرى من الإعتداءات التكفيرية التي هزت الأراضي اللبنانية.

محمد سلامي

 

إن نشوب الأزمة في سوريا قد أثر على الأمن و الإستقرار في معظم البلدان المجاورة لها, و من ضمنها لبنان. صواريخ, سيارات مفخخة, و أشكال أخرى من الإعتداءات التكفيرية التي هزت الأراضي اللبنانية.

و قد إتهم لاعبون سياسيون موالون للغرب في لبنان و الإقليم  والعالم, مدججين بماكينتهم الإعلامية, حزب الله  زوراً بأنه مسؤول عن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي ضربت لبنان, مدعين بأن تدخل الحزب العسكري في سوريا ساهم بدفع المتشددين لتنفيذ جرائمهم في الأراضي اللبنانية المختلفة.

و كانت البداية عندما استهدفت الهجمات التكفيرية مدنا سورية و لبنانية و أيضاً عندما أطلق التكفيريون الصواريخ على مدينة الهرمل و على الضاحية الجنوبية لبيروت. و صعّد بعدها المتشددون التكفيريون إعتدءاتهم من خلال إرسال السيارات المفخخة إلى بئر العبد, الرويس, البقاع و حارة حريك.

دحض إدعاءات 14 آذار

تبرير هذه الهجمات الإرهابية من خلال نسبها الى تدخل حزب الله العسكري في سوريا سيطر على الخطاب السياسي لفريق 14 آذار الذي هدف الى تشويه سمعة الحزب و الى إضعاف إرادة جمهوره, و لكن دون جدوى.
إلا أن الحجة السياسية لهذا الفريق أغفلت الحقائق التي تدحضها و تنفيها بشكل تام.
 و بما أن الغرب قد دبر الأزمة السورية, فقد استغل المشروع الغربي-الضهيوني المجموعات المسلحة المتشددة في في العالم لمواجهة محور المقاومة في الشرق الأوسط, بدءًا من تدمير سوريا-الوطن.

و قد هددت المجموعات التكفيرية فيي سوريا و بوضوح  أنها سوف تستهدف حزب الله و جمهوره قبل أن يفكر حزب الله بالتدخل العسكري في سوريا بوقتٍ طويل.

14 آذار شريك كامل للمجموعات المسلحة

سالم زهران إعتبر المحلل السياسي سالم زهران أن فريق 14 آذار يؤدي دور الشريك الكامل للمجموعات التكفيرية من خلال تزويدهم بالغطاء الأمني و السياسي, و بالتالي, تبرير جرائمهم الإرهابية.

زهران ألمح الى قضية رئيس بلدية عرسال الذي حصل على الحماية السياسية من فريق 14 آذار بعد أن تزعم مجموعة من المسلحين الذين قتلوا و جرحوا عددًا من جنود الجيش اللبناني في البلدة المحاذية لسوريا.

المجموعات الوهابية التكفيرية: لمحة تاريخية

في معركتها ضد الإتحاد السوفياتي, جندت الولايات المتحدة المجموعات الوهابية التكفيرية في أفغانستان لقتال الروس لأنها إعتبرت أن الوهابية هي الأنسب لقتال الشيوعية, الأمر الذي حصّن هذه المجموعات.

زهران قال بأن الاف اللبنانيين إنضموا إلى هذه المجموعات في أفغانستان و أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تمتلك لوائح بأسمائهم.
"ما يحصل الآن هو أن هذه النزعات التكفيرية تتم ترجمتها عملياً في الدول المجاورة لسوريا, و من ضمنها لبنان," أضاف زهران.

و أشار زهران إلى أن الولايات المتحدة أسست المجموعات الوهابية التكفيرية, مستفيدة من الخبرة البريطانية ي هذا السياق. و أضاف أن بريطانيا شكلت معقلاً لهذه المجموعات حيث مكث قادتها فيها بشكل دائم أو مؤقت.

و بما أن الإجراءات في الولايات المتحدة تمنع الإدارة من إحتضان و تمويل هذه المجموعات  بشكل مباشر, تم اختيار السعودية من قبل الأميركيين للعب هذا الدور التخريبي, بحسب زهران.

أسامة بن لادن, الصديق  السابق للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز, تزعم تنظيم القاعدة لقتال الروس في أفغانستان.

و بعد انهيار الشيوعية العالمية, ثار جزءٌ من المجموعات التكفيرية ضد سيدها الأميركي لكنها خدمت مصالحه عبر تشويه صورة الإسلام من خلال تقديمه كدين إرهاب.

كأحد البلدان الضحايا, عانى لبنان من هذا المخطط التكفيري العالمي منذ وقت طويل.

في عام 2000, كمنت مجموعة متشددة و مرتبطة بالقاعدة لدورية تابعة للجيش اللبناني في الضنية, شمالي لبنان, فقتلت و أسرت عددًا من الجنود.

و أضاف زهران أنه بعد إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري, أدى التحريض المذهبي ببيئات سياسية لبنانية الة احتضان المجموعات الإرهابية التي بدأت بتنفيذ الإغتيالات و التفجيرات في المناطق اللبنانية المختلفة.
في عام 2007, كان على الجيش اللبناني أيضاً مواجهة المجموعات التكفيرية فضرب مجموعة فتح الإسلام الإرهابية, في مخيم نهر البارد الفلسطيني, شمالي لبنان.

المعلق السياسي اللبناني كشف أن الإرهابي أحمد الأسير بدأ بتشكيل مجموعات إرهابية خماسية (مؤلفة من خمس عناصر) قبل بداية الأزمة السورية. و لعب دورا تحريضيا فواجه الجيش عام 2013 لكنه سرعان ما فر تاركا عناصره يهزمون على يد الجيش.

 و لفت زهران الى أن المجموعات الوهابية التكفيرية استهدفت عدة دول بينها مصر و تونس و ليبيا رغم أن جيوشها لم تشارك في الأزمة السورية, ما يؤكد أن المشروع التكفيري ماضٍ و لا يتعلق بالوضع السوري فقط.

الإرهاب التكفيري في لبنان يعمل كجزء من مخطط دولي يهدف الى ضرب محور المقاومة في الشرق الأوسط و الى ضرب الجيوش أيضاً في هذه البلدان, لكي يتمكن المشروع الصهيوني من المضي قدماً في المنطقة.

إنما مؤامرة دولية مدعومة و ممولة من الولايات المتحدة, بريطانيا و السعودية لخدمة السياسات الإستعمارية عبر إذكاء الفتنة المذهبية في لبنان و المنطقة.