لم تؤكّد الدراسة ما إذا كانت النرجسية نتيجة حتميّة لاستخدام الإعلام الاجتماعي بكثافة، لكنّها تؤكّد أنّ تعاملنا مع "الأنا" على تلك المواقع، لم يعد يتمّ، في أغلب الأحيان، بشكل سويّ.
غفران مصطفى / جريدة السفير
تستند الدراسة إلى عدّة مراجع جامعيّة، وطالت عدداً من مستخدمي "فايسبوك" و"تويتر"، بإشراف في مجال الإعلام والتواصل وعلم النفس. وبحسب الدراسة، فإنّ الدافع الأساسي لاستخدام الإعلام الاجتماعي اليوم، هو صناعة المستخدم صورته الشخصية، ورصد تفاعل "الأصدقاء" مع أخباره وحالاته. تعتبر الدراسة أنّ المستخدمين من فئات عمرية متوسطة، يكونون قد كوّنوا تلك الصورة، فيلجأون بعدها إلى "فايسبوك"، بغية تعزيزها. غير أنّ هناك فئات أخرى، باتوا يقيسون أهميّة آرائهم، وقيمتهم كأفراد، من خلال شعبيّتهم في ذلك العالم الافتراضي.
تعتبر الدراسة أن "فايسبوك" هو المرآة، وأنّ و"تويتر" مكبّر الصوت. وفي تعريف موجز لسمات النرجسيّة، تذكر الدراسة إنها حالة تتشرّب فيها الـ"أنا" كل شيء فينا، وأولها الذات، وتولد عزلة الشخص عن محيطه، ظناً منه أنه الأفضل، بالإضافة إلى أنها تغرقه في وهم، أنه محور مجتمعه. لا يتقبل النرجسي النقد ويعتبره مقصوداً، ويظنّ أنّ كل شيء مباح له، ولا قوانين تسري عليه.

تظهر الدراسة أن هناك أكثر من 36 مليون صورة على "انستغرام" مذيّلة بوسم selfie، و98 مليون صورة بوسم me (أنا). كما تتطرّق إلى تأثير الترويج الذاتي للمستخدمين على "فايسبوك"، وخلصت إلى أنّ نرجسية المستخدمين هي سلوك غير سوي أكثر منه خللاً في الشخصية. ووتبرز أعراض ذلك السلوك عند الأشخاص الذين يحدّثون حالاتهم كلّ خمس دقائق، ويحمّلون صورهم بشكل متواصل، ويكتبون جملاً تعبّر عنهم، بالإضافة إلى التحديث شبه اليومي لمعلومات التعريف العامّة عن أنفسهم. كما يهيمن على هؤلاء شعور باطني بالغضب، في حال لم يتفاعل الناس بكثافة مع ما ينشرونه. وتلفت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يحصدون عدداً كبيراً من الأصدقاء عرضة بشكل أكبر للنرجسيّة، إلى جانب أولئك الذين يجهدون لمواءمة ذواتهم مع المظهر الاجتماعي السائد في العالم الافتراضي.
لم تؤكّد الدراسة ما إذا كانت النرجسية نتيجة حتميّة لاستخدام الإعلام الاجتماعي بكثافة، لكنّها تؤكّد أنّ تعاملنا مع "الأنا" على تلك المواقع، لم يعد يتمّ، في أغلب الأحيان، بشكل سويّ.
الرابط على موقع جريدة السفير