06-11-2024 01:37 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 28-1-2014: عبد الفتاح السيسي على طريق الرئاسة

الصحافة اليوم 28-1-2014: عبد الفتاح السيسي على طريق الرئاسة

تناولت الصحف المحلية والعربية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 28-1-2014 الحديث عن ملف تاليف الحكومة، اما دوليا فركزت الصحف اهتمامها على الساحة المصرية

 

تناولت الصحف المحلية والعربية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 28-1-2014 الحديث عن ملف تاليف الحكومة، اما دوليا فركزت الصحف اهتمامها على الساحة المصرية بعدما منح المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أمس، وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير عبد الفتاح السيسي الضوء الأخضر للترشح إلى الانتخابات الرئاسية، كما تحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.

 

السفير


استمرت المراوحة في الإتصالات السياسية الرامية إلى حلحلة العقد الطارئة من أمام تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام السياسية

حكومة الاحتمالات المقفلة .. تنتظر معجزة


وكتبت صحيفة السفير تقول "تحوّل التأليف الحكومي إلى تمرين سياسي ونفسي وذهني مملّ جداً، لن يجد من يحوّله إلى تطبيق ذكيّ على غرار تطبيق «أنا على قيد الحياة»، وكل المؤشرات تبين أن لعبة شد الحبال، بعناوين ميثاقية أو شخصية أو سياسية، قد تأخذ البلد الى مطارح صعبة.

رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي لم يفقد الأمل بالتمديد أو التجديد، ينتظر أن يأتيه الرئيس المكلف تمام سلام بتشكيلة قبل نهاية الأسبوع. بدوره، ينتظر سلام من «حزب الله» أن يزوّده بجواب نهائي من العماد ميشال عون حول قضية المداورة. «حزب الله» ينتظر من سلام أن يعطيه توزيعاً للحقائب حتى يعرضه على حليفه المسيحي. رئيس مجلس النواب نبيه بري يروي روايته ويعتصم بالصمت، في انتظار ما سيأتي به حليفه من «حليف الحليف». أما ميشال عون فقد قال ما عنده ولم يعد لديه ما يضيفه و«الكرة باتت في ملعب الآخرين.. ونقطة على السطر».

أما فريق «14 آذار»، فقد حسم أمره سياسياً بأن ركب الموجة السعودية الى حكومة تجمعه سياسياً مع «حزب الله» على طاولة واحدة. يكفي مشهد الرئيس سعد الحريري، وهو «يهجم»، ليل أمس، في فندق جورج الخامس الباريسي الفخم، بالقبلات والعناق على رئيس «حكومة القمصان السود» نجيب ميقاتي. الحريري نفسه يتفهم حراجة موقف حليفه سمير جعجع، فيبارك له تمايزه، لعله يحصد شعبية إضافية، وفي الوقت نفسه، لم يعد يستطيع ضبط رئيس كتلته الرئيس فؤاد السنيورة المندفع الى حكومة حيادية، وفي سلّته أسماء وزراء، للحقائب السنية.. وأيضا المسيحية وأبرزها وزارة الخارجية (رمزي جريج بديلاً لطارق متري).

عند «الكتائب»، قُضي الأمر، وحسم أمر توزير نائب رئيسها سجعان قزي، ولو أنها ستكون محرجة اذا وجدت نفسها في حكومة بلا «الثنائي الماروني»، أما مسيحيو «14 آذار»، فلا شيء يخشونه، ما دام هناك من «يحسب لهم حساباً» سواء كـ«مستقلين» أو من ضمن «اللوائح الزرقاء»، وهم لا يترددون في التعبير عن استيائهم من موقف بكركي، التي أبلغت كل من يعنيهم الأمر أنها ترفض نيل وزراء «المستقبل» حقيبتين سياديتين، فإذا كان من حقهم الفوز بالداخلية، فليتركوا المسيحيين يختارون ممثلهم لوزارة الخارجية.

لا ينفي هذا المشهد وجود لاعبين آخرين، أبرزهم النائب وليد جنبلاط الذي اختار أن يتموضع في مكان يتيح له أن يتناول الفطور في «الديوان» (الملكي) صباحا، وفي «الميدان» الايراني ليلا، ولسان حاله، أنه صار جسراً ومعبراً إلزامياً لتسويات سياسية قادرة على حفظ السلامة الوطنية.. والدرزية.

النائب سليمان فرنجية يتفهم موقف السيد حسن نصرالله وهو لا يناقش لا بالحقائب ولا بالحصص. قضيته الاستراتيجية أن يحمي المقاومة بالسياسة.. لا يجد في هذه الأيام أفضل من الصمت سلاحا، حتى لا يؤذي «الخط».. وإلا فماذا سيقول لجمهوره عند سماعه عبارة الوزير جبران باسيل الذهبية مهدداً بـ«مشاريع غير ميثاقية»؟ هل سيقول إن حليفه يذهب الى حيث قاتل هو ودفع غالياً ضريبة الدم؟

لتمام سلام أن يحرص على دخول «نادي رؤساء الحكومات»، ما دامت الفرصة متوافرة وأن يسعى «بالتي هي أحسن» لتثبيت محمد المشنوق في الداخلية في مواجهة الشهية المفتوحة على الوزارات عند «الزرق».. ولرئيس الجمهورية أن يوقع مرسوم إنهاء مرحلة «حكومة حزب الله»، في نهاية عهده الحالي.. ولنبيه بري أن يعتقد أن السياسة ليست حقيبة بل هي دور ينتزع بالاقتحام والمبادرة وليس بالجلوس على ناصية الطريق، وبالتالي من يعطل ألغام الفتنة السنية الشيعية، يخدم أبناء وطنه أجمعين، ولا سيما المسيحيين أولى ضحايا «حروب» العراق وسوريا وباقي دول المنطقة.

لهؤلاء وغيرهم أن يحددوا وجهتهم، لكن أية احتمالات تنتظر اللبنانيين في ضوء هذه «البانوراما» المعقدة؟

أولا، إما أن يستسلم ميشال عون، بقبوله عرض «الحقائب المغرية» البديلة لـ«الطاقة» وأخواتها، وهو تلقى عرضاً، أمس الأول، سرعان ما أقفل الباب عليه، أو أن يعلن قبوله بالأسباب الموجبة التي فرضت على حليفه «حزب الله» تقديم تنازلات، فيقبل ما أُعطي له، وتتألف الحكومة الجامعة، وهو احتمال ضعيف إن لم يكن صعب المنال.

ثانيا، أن يأتي «وحي ما» لسعد الحريري، ينقله بـ«العدوى» إلى تمام سلام، فيصبح بمتناول جبران باسيل أن يكسر الأعراف ولا يجعل المداورة تمر في وزارة الطاقة، وهو خيار يعتبره الرئيس المكلف «من سابع المستحيلات».

ثالثا، حكومة أمر واقع سياسية (8ـ8ـ8 ومداورة)، يوقع رئيس الجمهورية مراسيمها، فيستقيل منها عون وتلحق به «الكتائب» و«حزب الله» و«أمل»، فتعلن المراجع الروحية والسياسية وخاصة بكركي، «عدم ميثاقيتها»، فيصبح لزاماً اعتبارها مستقيلة (أصلا سيستقيل منها أكثر من ثلثها)، وتبدأ بعد ذلك مرحلة الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة جديد، على أن تتولى «الحكومة البتراء» تصريف الأعمال.

رابعا، العودة جدياً الى حكومة أمر واقع حيادية، يوقع مراسيمها رئيس الجمهورية وتسقط بضربة عدم نيل الثقة النيابية في مجلس النواب، بفضل الالتزام الجنبلاطي مع «الثنائي الشيعي»، فتكلف بتصريف الأعمال، في انتظار التكليف والتأليف الذي سيكون متعذراً، لكن بفارق غير طفيف أن حكومة تصريف الأعمال في هذه الحالة ستكون ميثاقية من وجهة نظر رئيسها ومعظم المكوّنات السياسية والطائفية.

خامسا، وهو أن يبقى تمام سلام رئيساً مكلفاً، ويستمر نجيب ميقاتي في تصريف الأعمال حتى لو بلغنا عتبة الفراغ الرئاسي، وهو احتمال شُطب من حسابات السعوديين الذين أعطوا إشارة واضحة لذلك برصد ثلاثة مليارات دولار للجيش عن طريق رئيس الجمهورية، في انتظار حكومة تتسلم هذه «المكرمة» وتتولى توزيعها بما يخدم وجهة المانح.. أي رشوة الفرنسيين!

عاد ديفيد هيل سفير الولايات المتحدة منتصف ليل أمس من الرياض وتسنى له بعد اجتماعه بمسؤولين سعوديين، بينهم رحاب مسعود مساعد رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، أن يتأكد أن صفحة حكومة نجيب ميقاتي قد طُويت نهائيا.. ولا تصور متكاملا لما بعدها.. وخاصة على صعيد رئاسة الجمهورية، ولو أن الرياض لا تخفي خياراتها: اذا تعذر التفاهم على رئيس جديد للجمهورية ضمن الموعد الدستوري.. فليكن التمديد للرئيس سليمان بديلا للفراغ.

 

من الترقية لرتبة «مشير».. إلى الضوء الأخضر العسكري

مصر: السيسي على طريق الرئاسة


منح المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أمس، وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير عبد الفتاح السيسي الضوء الأخضر للترشح إلى الانتخابات الرئاسية، المتوقع إجراؤها خلال شهرين، ليحسم بذلك التكهنات بشأن الخيارات الرئاسية للرجل القوي في البلاد، والذي بات فوزه في الانتخابات المقبلة شبه مؤكد، في ظل تنامي شعبيته منذ سقوط نظام «الإخوان المسلمين» وغياب اي منافس رئاسي قوي حتى الآن.

وفي بيان متلفز تلاه متحدث عسكري مساء أمس، أشار المجلس المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى أنه «انعقد في جلسة طارئة حيث استعرض ما تمر به البلاد في هذه الأوقات التاريخية الحافلة بالأحداث الكبرى».

واضاف البيان أن «المجلس الأعلى للقوات المسلحة تابع بيقظة واهتمام ما تجلى على الساحة الوطنية منذ ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013، والمسؤوليات الجسام التي تحملتها قوى الشعب والجيش معاً في خندق واحد لتحقيق الأهداف المشتركة في حفظ أمن الوطن واستقراره». 

وتابع البيان أن «المجلس الأعلى استعرض ما قام به الفريق أول عبدالفتاح السيسي منذ توليه مهام منصبه من أعمال وانجازات لتطوير القوات المسلحة ورفع كفاءتها القتالية والارتقاء بمهارات أفرادها وشحذ روحهم المعنوية... ولم يكن في وسع المجلس الاعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع باحترام وإجلال إلى رغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية وهي تعتبره تكليفاً والتزاماً».

وأشار البيان إلى ان المجلس العسكري «استمع إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وقدر أن ثقة الجماهير فيه نداء يفترض الاستجابة له في إطار الاختيار الحر لجماهير الشعب، وقد قرر المجلس أن للفريق أول عبد الفتاح السيسى أن يتصرف وفق ضميره الوطني، ويتحمل مسؤولية الواجب الذي نودي إليه، خاصة وأن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب في صناديق الاقتراع، والمجلس في كل الأحوال يعتبر أن الإرادة العليا لجماهير الشعب هي الأمر المطاع والواجب النفاذ في كل الظروف».

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقد اجتماعه بعد ظهر يوم أمس. وفي ختام الاجتماع، تناقلت وسائل الإعلام المصرية اخباراً سريعة مفادها أن المجلس العسكري فوّض الفريق أول السيسي الترشح للانتخابات الرئاسية.

لكن البيان الرسمي الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يتحدث عن «تفويض»، وذلك لكي لا يوحي بأن السيسي هو مرشح المؤسسة العسكرية، أقله من الناحية الرسمية.

وبحسب ما رشح من اجتماع المجلس العسكري، فإن السيسي أبلغ جنرالات الجيش المصري برغبته في الترشح، وهو ما كان موضع نقاش معمّق حول أهمية هذه الخطوة ومدى انعكاسها على الجيش المصري.

وذكرت مصادر متابعة للاجتماع أن المجلس الأعلى قبل استقالة السيسي، وانه تم التوافق على تولي رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي منصب وزير الدفاع والانتاج الحربي خلفاً له.

لكن البيان الصادر عن المجلس العسكري لم يتضمن اي حديث عن استقالة السيسي او تعيين وزير جديد للدفاع والانتاج الحربي، فيما توقعت مصادر حكومية اتخاذ قرارات في هذا الاتجاه خلال اليومين المقبلين.

بدوره، صرح المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد علي أن المعلومات المتداولة بشأن كبار قادة القوات المسلحة غير دقيقة، موضحاً انه في حالة حدوث أي ترقيات أو تغييرات وظيفية فسيتم إعلام الشعب بها.

وسبق اجتماع المجلس العسكري صدور قرار من رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور بترقية السيسي من رتبة فريق أول إلى رتبة مشير، ليصبح بذلك المشير التاسع في تاريخ القوات المسلحة المصرية.

وتعتبر رتبة مشير الرتبة الأعلى في الجيش المصري، ولا يجوز أن يحملها أكثر من شخص واحد في ذات التوقيت.

وأثار خبر ترقية السيسي جدلاً حول جواز حصول السيسي على رتبة مشير (قائد ميداني)، بالرغم من أنه لم يخض أي حرب. لكن مصدراً عسكرياً نفى أي استثناء في ترقية السيسي، موضحاً أن القيادة الميدانية لا تكون في حالة الحرب فقط.

وأشار المصدر العسكري لـ«السفير» الى ان «السيسي هو القائد العام للقوات المسلحة ويقود كل العمليات الميدانية على الأرض بصفته تلك، ولذلك فهو بالطبع قائد ميداني ويستحق حمل هذه الرتبة».

واضاف: «عموماً، لا يشترط أن يكون حامل رتبة المشير قد شارك في حروب وليست هناك قيود على الترقية في ما يتعلق بالقائد العام للقوات المسلحة».

أما اللواء ممدوح زيدان، خبير إدارة الأزمات والتنمية البشرية في القوات المسلحة سابقا، فكان له تفسير آخر، حيث اعتبر أن الترقية أتت على خلفية قيادة السيسي لـ«الحرب ضد الإرهاب»، موضحاً أن كل من حملوا هذه الرتبة خاضوا حروباً، فيما اعتبر الخبير العسكري محمد زاهر قرار ترقية السيسي تكريماً له قبل ترشحه للرئاسة بسبب الضغوط الشعبية.

وأثار بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة تساؤلات حول استخدامه رتبة «الفريق أول» في معرض الإشارة إلى السيسي، وليس رتبة «المشير». وبحسب مصادر قانونية، فإن المسألة قانونية، وتتعلق بالشكل فقط، إذ ان اللقب الجديد الذي حصل عليه السيسي («المشير») لا يمكن استخدامه إلا بعد نشر قرار الترقية الصادر عن رئيس الجمهورية في الجريدة الرسمية، فيما اوضح المتحدث العسكري أن «قرار رئيس الجمهورية رقم 38 لسنة 2014 يرقى بموجبه الفريق أول عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى رتبة المشير اعتباراً من 1/2/ 2014».

وقال رئيس الحكومة المصري حازم الببلاوي إن السيسي لم يقدم استقالته حتى مساء أمس، لافتاً إلى ان الحكومة في انتظار إعلان موقفه الرسمي من الترشح للرئاسة وما يترتب على ذلك من ضرورة تقديم استقالته. وأضاف الببلاوي أن مجلس الوزراء سيعقد الاجتماع العادي المقرر بشكل أسبوعي وسيحضره المشير السيسي.

وقال مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل، القريب من المؤسسة العسكرية، إن «السيسي لن يتقدم باستقالته قبل فتح باب الترشح للرئاسة».

ويتوقع المصريون ان يعلن السيسي ترشحه للرئاسة رسميا خلال الايام المقبلة، بعد ان اعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الاحد اجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية خلافا لخريطة الطريق التي اعلنت عقب عزل مرسي وتقضي باجراء الانتخابات التشريعية اولا.

وكان ترشح السيسي للرئاسة مطلباً شعبياً لكثير من الجماهير التي اصبحت صورته ملازمة لهم في كل الإحتفاليات والتظاهرات التأييدية. وكان آخر هذه الإحتفالات في ذكرى الثورة قبل أيام حيث احتفلت فئات الشعب المصري في عدة ميادين أبرزها ميدان الثورة والتحرير ومحيط قصر الإتحادية رافعين صور السيسي ومطالبينه بالترشح.

ويقول محمد سمير، أحد الشباب الذين احتشدوا أمام قصر الإتحادية يوم 25 كانون الثاني الحالي لـ«السفير» إن «المشير السيسي اصبح بطلاً شعبياً وترشحه هو تلبية لرغبة الشعب المصري الذي انا منه ولا أرى من هو أحق منه بهذا المنصب»، فيما قالت ربة المنزل نبيلة محمود لـ«السفير» إن «السيسي فخر لمصر ورمز وطني»، مشيرة إلى ان «ترشحه اثلج صدورنا جميعاً فهو الرئيس القوي الذي نتمناه».

وستأتي استقالة السيسي لتتزامن مع تعديل وزاري مرتقب يشمل ثمانية وزارات حسب أخر التقارير الصحافية. وكان الدكتور زياد بهاء الدين، وزير التعاون الدولي ونائب رئيس الوزراء للتنمية الإقتصادية، أول المتقدمين باستقالاتهم رسمياً أمس.

وبرر بهاء الدين استقالته بضرورة بدء مرحلة جديدة على حد قوله. واعتبر بهاء الدين أن إقرار الدستور يؤسس لشرعية جديدة وأن مرحلة أساسية من خارطة المستقبل، كانت تتطلب الحفاظ فيها على وحدة الصف وتجاوز الخلافات لإخراج الوطن من حالة الانهيار الدستوري والاقتصادي التي خلفتها سياسات الحكم السابق، قد انتهت.

وقد أوضح نائب رئيس الوزراء أن دوره خلال المرحلة المقبلة سيكون «اكثر اتساقا وفاعلية من صفوف العمل السياسي والحزبي والقانوني».


الإبراهيمي يستنجد بالروس والأميركيين

جنيف: استدعاء لـ«الجهاديين» والحل البوسني!


محمد بلوط

لا أحد ينتظر معجزات من المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بعد أن أنهى يومه الرابع من محاولات التفاوض بين الوفدين: «الائتلافي» المعارض والحكومي السوري.

ومن امتحان الاستماع إلى قراءات الوفدين لبيان «جنيف 1»، والسنوات الضوئية التي تباعد بينهما، ينتقل الإبراهيمي إلى الاختبار الأصعب اليوم في الجولة الخامسة، للغوص أكثر فأكثر، في لجج البيان السويسري، والبحث إذا أمكن في نقاط البيان نفسه والتوسع في تفاصيله، رغم أنه من الصعب العثور على نقاط مشتركة بين القراءتين لمباشرة هذه الجولة الحاسمة، باعتراف الإبراهيمي نفسه.

وتبدو أيام جنيف مجرد حلقات تفاوض من أجل التفاوض، والإبقاء مهما كلف الثمن على الأنوار مشتعلة في غرفة المفاوضات في قصر الأمم المتحدة، ريثما تحدث المعجزة، ويأتي الاختراق المنتظر.

وتقول مصادر دولية إن الأمل الوحيد بالخروج بإعلان كاف الجمعة المقبل، لمواصلة المحاولة الإبراهيمية، والرجوع إلى جنيف بعد استراحة أسبوع أو عشرة أيام، هو استدعاء المزيد من التدخل الروسي والأميركي للضغط على الطرفين، وإنقاذ المسار السوري، الذي لا يزال بعيداً عن استحقاق التوصيف التفاوضي، في وضعه الراهن. وقال ديبلوماسي يرافق العملية السياسية في جنيف، إنه من دون المزيد من التدخل الروسي والأميركي، الذي سيطلبه الإبراهيمي فلن يكون ممكناً مواصلة اللقاءات.

ويقول ديبلوماسي عربي إن الأميركيين يتخبطون في قيادتهم لمفاوضي «الائتلاف» ويبدو أن السفير الأميركي روبرت فورد، الذي يدير دفة المفاوضات من فندق «الانتركونتينتال» مع فريق من 20 ديبلوماسياً وخبيراً أميركياً، يحاول بأي ثمن تغيير دفتها، ودفعها باتجاه التركيز على المرحلة الانتقالية للالتفاف على محاولة الوفد السوري إدخال النقاش في تفاصيل مبدئية، قد تطول أشهراً، وربما سنوات، من دون التوصل إلى نتائج ملموسة، مع الحرص على خروج إعلان يمنع أي انتخابات رئاسية في سوريا في مواعيدها، تفضي إلى ولاية جديدة للرئيس بشار الأسد.

ويدرس الأميركيون أكثر من عرض في المرحلة الانتقالية، لتفادي الاصطدام بالاعتراض الروسي على تغيير النظام، من بينها اقتراح مجلس رئاسي ثلاثي لإدارة المرحلة الانتقالية، على غرار المجلس الرئاسي المثلث الطوائف في البوسنة، الذي تشكل في نهاية الحرب البلقانية. وظهر في أحاديث «الائتلافيين»، بعد الأيام الأربعة في جنيف، ما يعكس مراجعة جارية، حول قرار المشاركة من دون بقية فصائل المعارضة في جنيف. وتحدثت سهير الاتاسي وانس العبدة عن احتمالات تغيير أعضاء الوفد المفاوض في الجولة المقبلة، وفتح أبوابه أمام الفصائل المعارضة الأخرى.

ويبدو التخبط أوسع في قيادة الأميركيين لـ«الائتلاف»، في استمرار رهان فورد على ضم نواة الجماعات «الجهادية» المقاتلة في سوريا الى جنيف، لتعزيز قدرة «الائتلاف» على التأثير في قيادة الأحداث، وتنفيذ التزاماته العسكرية على الأرض من وقف النار، وتنفيذ عملية تبادل للمعتقلين.

وسلّم الابراهيمي، ليلة امس، بأن المفاوضات لن تشهد وقفاً لإطلاق النار، في هذه المرحلة على الأقل. ويقول ديبلوماسي غربي يشرف هو الآخر، من فندق قريب من الأمم المتحدة على دعم «الائتلاف» وتوجيه النصائح، ان تركيا والسعودية تقومان باتصالات مع «الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين»، و«أجناد الشام»، وقد توصلتا الى إقناعهم بالمشاركة في الجولة المقبلة في جنيف.

ونقل مصدر عن فورد قوله إنه تمكن من إقناع هذه الجماعات، التي تضم أكثر من 90 ألف مقاتل، بالمشاركة في المفاوضات، وانها وافقت مشترطة ألا تكون تحت مظلة «الائتلاف». كما نقل المصدر عن السفير الأميركي أن الإدارة الأميركية وافقت لقاء ذلك على استئناف تقديم «المساعدات غير الفتاكة»، بعد أن أوقفتها قبل شهر، اثر هجوم «الجبهة الإسلامية» على «هيئة الأركان» في باب الهوى، واستيلائها على مستودعات الأسلحة. وأكد المصدر أن هذه المساعدات قد استؤنفت بالفعل.

الوسيط العربي الدولي قد يكون وصل إلى منتهى الممكن، لإطلاق «جنيف 2» ووضعه على المسار السياسي وتصويبه باتجاه نحو نواة بيان الثلاثين من حزيران العام 2012: التوافق على هيئة حاكمة كاملة الصلاحيات بحسب التوصيف الدقيق لبيان «جنيف 1». والإبراهيمي نفسه ختم الجولة الرابعة من الاجتماعات بين الوفدين بعرض حصيلة واسعة من الإخفاقات عنوانها الأعرض استحالة وجود أرضية مشتركة بين القراءتين اللتين تقدم بها الوفدان لبيان «جنيف 1».

وفي مفاوضات تدور في ظل خلل عميق لميزان القوى، ترجح كفته بوضوح لمصلحة النظام، لم يكن مفاجئاً أن يتحدث الإبراهيمي عن المعجزات، والحاجة إليها لتعويض تباعد المواقف، واختلال ميزان القوى، وضعف المعارضة. وعدد عناوين الفشل والإحباط «وانه لا وقف لإطلاق النار، ولا حتى تخفيف في مستوى العنف الممارس في سوريا، كما أن القافلة الغذائية لم تدخل حمص». وحمّل المعارضة، من دون تسميتها، المسؤولية عن فشل عملية إخراج الأطفال والنساء من حمص القديمة و«لكن الأمور ليست بالسهولة التي نتصور، والحكومة مستعدة لذلك، وهناك قناصة وغير ذلك».

وقال مسؤول غربي، من المقيمين في فنادق جنيف لتقديم المشورة والدعم لوفد «الائتلاف»، إن الإخفاق في إخراج أطفال ونساء المدينة القديمة يعود خاصة الى رفض الحكومة السورية عرضاً، بمواكبة دولية لقوافل الخارجين من حصار المدينة، وهي المرة الأولى التي يكشف فيها عن وجود عرض من هذا النوع.

وكانت الجلسة الرابعة نفسها قد جرت في أجواء من التشنج بين «الائتلافيين» والوفد الحكومي. واضطر الإبراهيمي إلى رفع الجلسة لتخفيف الخسائر، وحصر الأضرار في العملية التفاوضية.

وكما كان منتظراً، قدم بشار الجعفري مطالعة مختصرة لبيان سياسي يختصر رؤية دمشق لبيان «جنيف 1» وفهمها له. وأخرج الوفد السوري الرسمي مجموعة من المبادئ طالباً التفاهم حولها باعتبارها أسس الدولة السورية، بهدف تأكيد «استمرارية الدولة السورية، وطابعها التعددي وسيادة القانون واستقلال القضاء، والتنوع الثقافي لمكوّنات المجتمع السوري». وطلب الجعفري، في بيان مختصر وسريع، «من الدول الامتناع عن التزويد بالسلاح والتدريب عليه، ونبذ كل أشكال التطرف والأفكار التكفيرية والوهابية».

ودار نقاش بين الجعفري والإبراهيمي الذي طلب فيه عدم التعرض للأديان، رافضاً تدوين الهجوم على الوهابية، فرد الجعفري بأن ذلك موقف حكومته، وليس موقف الإبراهيمي.

وردت مقاعد الوفد «الائتلافي» ، بالتركيز على اعتبار جنيف ناظماً لعملية انتقالية تقوم فيها دمشق بتسليم السلطة. وقال عضو «الائتلاف» المفاوض انس العبدة إن «الائتلاف» يملك قائمة بأسماء الكثيرين من العاملين حاليا في الحكومة السورية، ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء، ويمكن ترشيحهم إلى الهيئة الحاكمة الكاملة الصلاحيات، بمقتضى التوافق المشترك، خلال المرحلة الانتقالية، و«لكننا لن ننشر أسماءهم لأنهم يقيمون في الداخل السوري».

وأدى السجال حول تباعد القراءات إلى سجال بين الوفدين، طلب خلاله الإبراهيمي رفع الجلسة، والمفاوضات، التي استؤنفت عصرا، ولكن في غرف منفصلة، تجنبا للمزيد من التوتر.

وعاد الإبراهيمي، في مؤتمره الصحافي المسائي، لينفي ما صرح به احمد رمضان، لإحدى القنوات الفضائية، من أنه أنّب الجعفري على كلامه «المروع عن أحد الأديان». وقال الإبراهيمي «إن أحدا لم يتحدث بشكل مروع عن الأديان، ولم أؤنب أحداً، وأطلب من الأفراد الذين يتحدثون إلى الصحافة أن يتوخوا المسؤولية وان يحترموا السرية، وإذا لم يحترموا السرية فأطلب منهم عدم المبالغة»."


النهار


العد العكسي للحسم الحكومي بعد جواب عون لـ"حزب الله"

اليوم "الثلاث ثمانات" بمن حضر... وإلا عودة إلى التشكيلة الحيادية؟


وكتبت صحيفة النهار تقول "هل اجهضت حكومة "الثلاث ثمانات" نهائياً أم ان احتمالات تعويمها لا تزال ممكنة في اللحظة الحاسمة؟ وأي بديل منها في حال اصطدام المحاولات الاخيرة بجدار التصلب وعدم الرغبة او عدم القدرة لدى اصحاب الشروط غير القابلة للمرونة على التراجع والتنازل؟

الواقع ان صورة المشهد السياسي المتصل بالمساعي الجارية لتذليل العقدة العونية بلغت ليل امس ذروة التشاؤم في ظل الانسداد المطبق على المساعي الذي لا يزال "حزب الله" يواليها ويطلب تكراراً من الرئيس المكلف تمّام سلام تمديد مهلها