24-11-2024 04:36 PM بتوقيت القدس المحتلة

"يوتيوب" لفكّ الحصار عن شباب غزّة

لا يمتلك أبو صفية كاميرا أو معدات تصوير، بل يقوم باستعارتها من صديق له وقتما تكون متاحة لذلك. وينشر أعماله على قناة خاصة به أنشأها على موقع "يوتيوب"

صحيح أنّ الحصار يطال مختلف أشكال الحياة اليوميّة في غزّة، إلا أنّه يبقى بعيداً عن العالم الافتراضي، الذي يجد فيه أهل القطاع نافذةً للتعبير عن همومهم وإبداعاتهم وأفراحهم. ويجد الآلاف من خرّيجي الجامعات الفلسطينية في "يوتيوب"، مساحة حرة للتعبير عن واقع صعب يعيشونه، والبحث عن فرصة عمل وإثبات الذات.

محمد فروانة/ جريدة السفير

من بين هؤلاء، محمد أبو صفية (23 عاماً) الذي وجد لنفسه مكانة في التصوير وانتاج الأفلام، في ظلِّ تعثُّر كل محاولاته للبحث عن وظيفة بعدما تخرج من الجامعة في مجال الصحافة والإعلام. اتخذ الشاب من التصوير مهنةً لنقل واقع غزَّة الجميل، بعيداً عن مشهد الحرب والقصف والدمار، وينشر أعماله على قناة خاصة به أنشأها على موقع "يوتيوب". أعمال لم ينتجها ويصورها وحده فحسب، بل شاركه في تنفيذها أصدقاؤه، من مخرجين ومعدين وفنيي صوت ومونتاج وغيرهم.

يواجه أبو صفية نقصاً في المعدات اللازمة لتصوير وانتاج الأفلام، إلا أنه يحرص على متابعة عمله في المجال، من أجل إثبات ذاته وإظهار واقع غزة بكافة أشكاله. لا يمتلك أبو صفية كاميرا أو معدات تصوير، بل يقوم باستعارتها من صديق له وقتما تكون متاحة لذلك. وعن تفاصيل ما يقوم بتصويره يقول أبو صفية: "قبل البدء بالتصوير نتوافق أنا والأصدقاء على فكرة الفيلم وما نريد تصويره، ونحرص على أن يكون مختلفاً عن الموجود، ويعكس واقعا مختلفا لغزة، وغالباً ما نتعمد إظهار الجانب الجميل". ويضيف: "ثلاث سنوات وأنا أحاول أن أثبت نفسي من خلال ما أقوم به، لا أبحث عن الشهرة، بقدر ما أركز كل جهدي على إظهار واقع غزة للعالم من خلال "يوتيوب"، إلى جانب البحث عن الاستقرار الوظيفي".

بلغت نسبة البطالة 50 في المئة في قطاع غزة خلال العام 2013، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وفرض الحصار الإسرائيلي على غزة، ظروفاً صعبة على حركة وتنقل الطلبة والمصورين والموهوبين، من وإلى خارجها، لأجل تنمية وتطوير مواهبهم وقدراتهم، واكتساب المهارات الأخرى. ولا يختلف حال محمد أبو صفية، عن سميحة البنا التي تقول إنّها لا تستطيع إيصال رسالتها إلا من خلال "يوتيوب"، من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين ومن فئات مختلفة في كل دول العالم.

البطالة في غزة أزمة حادةوتقول البنا لـ"السفير"، "إنّ "يوتيوب" أصبح حلقة الوصل بين المؤسسات والإعلاميين والعاملين في مجال الصورة، من غزة وخارجها". وتشبّه البنا البطالة التي ازدادت نسبتها في قطاع غزة بـ"الفيروس" الحقيقي، خصوصاً وأنها لم تجد فرصة عمل تساعدها في شراء مختلف المعدات المطلوبة للتصوير وانتاج الأفلام، رغم أنّها متخرّجة منذ عشر سنوات من قسم الإذاعة والتلفزيون من إحدى الجامعات الفلسطينية، كما حصلت على دبلوم في الفنون السينمائية من جمهورية مصر العربية.

وتقول البنا: "فعلياً، أشعر أنني مظلومة في هذا البلد، لأنّي لم أحقّق حلمي وأحصل على فرصتي كغيري في المجتمع الفلسطيني، فضلاً عن أنه لا يوجد اهتمام بنا من قبل المؤسسات ذات العلاقة".