27-11-2024 04:44 AM بتوقيت القدس المحتلة

أصغر صانع للفخار بغزة.. طفل في التاسعة

أصغر صانع للفخار بغزة.. طفل في التاسعة

وسرعان ما يشكلها في دقائق معدودة ويحيلها إلى آنية من الفخار منقوشة بأشكال هندسية فنية

أصغر صانع للفخار بغزة.. طفل في التاسعةبخطواتٍ مدروسة تغوص أنامل محمود عطاالله في كومة من الطين، وسرعان ما يشكلها في دقائق معدودة ويحيلها إلى آنية من الفخار منقوشة بأشكال هندسية فنية. ويواصل عطاالله صناعة الأواني الفخارية أمام دهشة الجميع فصاحب تلك الأنامل كان طفلا يبلغ من العمر تسعة أعوام فقط.

واستطاع أصغر صانع للفخار في قطاع غزة أن يبهر والده وجدّه بعد تمكنه من إجادة صناع الفخار بدقة عالية.

وكانت ثلاثة أعوام من مراقبة الأب والجد كافية لأن يتعلم محمود مهنة “الفواخرجي”، وأن يتقمص حرفة الآباء والأجداد وفق تأكيده في حديثٍ لـمراسل الأناضول.

وهذه الحرفة ليست بابا للرزق فقط، بل هي إرث الآباء والأجداد والتمسك بالتراث الفلسطيني وفق تأكيد عطاالله الذي واصل أمام كاميرا الأناضول صناعة الأشكال الفنية الجميلة.وتابع ” أنا أحب مهنة الفواخرجي كثيرا كنت انظر إلى جدي وأبي بدقة كبيرة عندما كانوا يجلسون خلف دولاب التصنيع وهم يخرجون أشكالا جميلة، وبت أجيد كل حركة يتقنوها ولا أنسى أي شيء “.

ويقول عطا الله وأنامله الصغيرة تنهمك في الغوص في الطين لاستخراج شكلا جديدا :” عندما كان أبي يخرج من المصنع كنت أذهب، من غير معرفته وأعبث بالطين وبدولاب الدوار و أسترجع ما كان يفعله وأطبقه بشكل كامل”.ويتمنى عطا الله أن  يكون طبيباً, و أن لا تكون مهنة الفواخرجي مهنته الرئيسية، غير أنه يستدرك بالقول:” ولكن سأحافظ عليها وستكون من أولوياتي ولن أتخلى عنها مهما حصل “.

وتعدّ صناعة الفخار في فلسطين حرفة تراثية ومتوارثة عند بعض العائلات، وعرفت منذ 4000عام قبل الميلاد.
وكان الفلسطينيون قديمًا يستخدمون الأواني الفخارية في الزينة والطهي والشرب، حيث تتميز تلك الأواني بمنح الماء درجة من البرودة.

وكان لتلك المهنة سوقها المزدهر الذي شهد تراجعًا كبيرًا في العقدين الأخيرين، بسبب الإقبال على الأواني البلاستيكية والزجاجية وغيرها، وبفعل الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على نحو قرابة مليوني مواطن في قطاع غزة.