البتيري هو فنان يؤدّي الـ«ستاند آب كوميدي» في السعوديّة، وقد حازت تجربته على اهتمام الصحف العالميّة، خصوصاً بعدما تحوّل برنامجه «لا يكثر» (بلا كترة حكي) إلى أحد أكثر البرامج الكوميديّة مشاهدة على «يوتيوب».
يسخر فهد البتيري (28 عاماً) من الفساد، في أحد أشرطة برنامج «لا يكثر»، المعروض ضمن قناة «تلفاز 11» على «يوتيوب». يتحدّث الكوميدي السّعودي من دون ذكر أسماء، وتطال سهامه «هيئة مكافحة الفساد»، تلك التي تعتبر المواطن فاسداً قبل المسؤول.
ثم يحكي عن «غزوة الثّقافة السعودية للعالم»، فيعرض فيديو تمّ تصويره في نيويورك، يحاول فيه أحد المشاركين في العمل، منع مواطنة أميركية من قيادة السيارة، كما يرقص مع شخص في الشّارع الرقصة السعودية التراثية.
البتيري هو فنان يؤدّي الـ«ستاند آب كوميدي» في السعوديّة، وقد حازت تجربته على اهتمام الصحف العالميّة، خصوصاً بعدما تحوّل برنامجه «لا يكثر» (بلا كترة حكي) إلى أحد أكثر البرامج الكوميديّة مشاهدة على «يوتيوب». اكتسب البتيري خبرةً في مجال الـ«ستاند كوميدي» العام 2006، حين كان يتابع دراسته في جامعة أوستن في تكساس، كما يقول لـ«السفير». بدأ العمل على «لا يكثر» في العام 2010، واقترح الفكرة على المخرج علي الكلثمي، فعُرض أول إعلان للبرنامج في 10/10/2010.
استمرَّ الموسم الأول من «لا يكثر» سنتين، وتألّف من 17 حلقة. وفي نهاية العام 2012، انتقل العمل الى مستوى الاحتراف، فأخذت الحلقات عناوين، وأصبحت مواضيعها منظمة أكثر، وتركِّز بشكل أكبر على قضايا محلية و«سوالف سعودية» (حكايا). ومن 30 ألف مشاهدة في الأسبوع، باتت الحلقات تحصد أكثر من مليوني مشاهدة. وركَّز الموسم الثاني من «لا يكثر» على التقنيات المرئية، وأصبح له مخرجون عديدون هم مشعل الجاسر، وتركي المحسن، وابراهيم الخيرالله، وابراهيم الشهري. ويقول البتيري إنّ حلقات برنامج «لا يكثر» انتهت لهذا العام، بسبب ارتباطه بتصوير فيلم عن دبي.
بالتّزامن مع انتشار «لا يكثر»، تأسست شركة «سي 3 فيلمز» التي تصدر قناة «تلفاز 11»، وتوسَّعت أعمالها الفنيّة، لتنتج سلسلتي «خمبلة» و«تمساح». ويوضح البتيري أنّ «خمبلة» هي كلمة «مبتكرة» من قبل القيّمين على الأعمال الفنية في البرنامج، والمقصود بها «لا شيء وكل شيء». وتضمّ السلسلة مجموعة أفلام كوميدية قصيرة، تشبه إلى حد ما برنامج «طاش ما طاش» الكوميدي السعودي، مع فارق الجودة. في حين أنّ «برنامج «تمساح» قريب الى المقابلات السريعة، عبر شخصية التمساح التي لا أحد يعرف مَن وراءها، ويحصد البرنامج مليون مشاهدة على الأقل في كلّ حلقة»، يخبرنا البتيري. «أما لا يكثر، فهو أقرب إلى المونولوج والاسكتشات، ونبرته جدية، يتحدث عن مواضيع اجتماعية وسياسية».
الجرأة المبطّنة في أعمال «سي 3 فيلمز» لافتة، خصوصاً في بلد كالسعودية. وفي هذا المجال، يعتبر البتيري أنّ «القضايا الحقوقيَّة مقبولة أكثر عندما نقدمها في قالب كوميدي، كموضوع قيادة المرأة للسيارة». وعن قلّة ظهور نساء في برامج «تلفاز 11»، يقول: «لا تصور نساء معنا لأن لا يوجد اي امرأة في السعودية تريد المشاركة في التصوير، وليس لأنَّنا لا نريد ذلك».
وصول برامج «تلفاز 11» الى نسب مشاهدة عالية جداً، جعل «يوتيوب» يدفع للشركة المنتجة وفقاً لعدد الزّوار، كما تمّ عرض إعلان نسكافيه ضمن أحد برامجه. نجاح البرنامج الساخر، قد لا يكون مرحّباً به في السّعودية، لكن البتيري يؤكد أن «الرقابة لم تكن مصدر قلق لنا، لأن أحداً لم يكن يضايقنا، رغم أننا نتكلم عن الفساد الإداري والحكومة». يضيف: «نحن مَن نضع قيوداً على أنفسنا»، مصراً على أنّ «السعودية هي واحدة من الدول الأكثر تقبّلاً للرأي في مجال الإعلام الجديد».