24-11-2024 04:03 PM بتوقيت القدس المحتلة

«فوتوشوب» لمنتخب «داعش»

«فوتوشوب» لمنتخب «داعش»

وجاءت تلك الصورة مركّبة، إذ تمّ استبدال رؤوس لاعبي المنتخب السعودي، برؤوس رجال دين سعوديين. وللمفارقة، اختارت الصحيفة الإعلامي داود الشريان، «كمدرّب لمنتخب داعش»

فوتوشوب داعشفي زمن باتت فيه التفجيرات الانتحاريّة هاجساً رئيسياً لدول عربيّة عدّة، لم تنجُ الرياضة من معجم الإرهاب.

ففي حادثة فريدة من نوعها، وتعليقاً على مباراة جمعت منتخب العراق الأولمبي ومنتخب السعودية الأولمبي، عنونت صحيفة «النهار» العراقية في رأس صفحتها الرياضية: «منتخبنا في مواجهة مصيرية اليوم ضدّ منتخب داعش»! جاء ذلك قبل يوم واحد من المباراة النهائية لكأس آسيا تحت 22 سنة، والتي جرت أمس الأوّل الثلاثاء في عمان، وانتهت بفوز العراق.

رياض الترك/ جريدة السفير

وأثار ذلك الخيار التحريري استياء جمهور الرياضة في السعوديّة. فالقضيّة لم تتوقّف عند العنوان، بل امتدّت إلى الصورة المرافقة للخبر. وجاءت تلك الصورة مركّبة، إذ تمّ استبدال رؤوس لاعبي المنتخب السعودي، برؤوس رجال دين سعوديين. وللمفارقة، اختارت الصحيفة الإعلامي داود الشريان، «كمدرّب لمنتخب داعش»، رغم أنّه كان قد خصّص الحلقات الأخيرة من برنامجه «الثامنة مع داود»، لمتابعة ملفّ قتال السعوديين في سوريا، معلناً رفضه لإرسال الشباب السعوديين لدعم الإرهاب فيها. كما استبدل وجه مدرّب المنتخب العراقي بوجه رئيس الوزراء نوري المالكي.

وبحسب «النهار»، يضمّ «منتخب داعش» الشيخ عبد العزيز آل شيخ مفتي السعودية، والشيخ محمد العريفي، والشيخ عادل الكلباني، وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وغيرهم. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية الخبر كصاعقة، خصوصاً بعدما صرّح المدرب العراقي الفائز باللقب، موجهاً كلامه إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: «إنّ لاعبي المنتخب العراقي لعبوا المباراة كأي مقاتل يقاتل «داعش» في ساحة المعركة».

ولم يتوقّف السجال عند هذا الحدّ، إذ تعرّض موقع الصحيفة الإلكتروني لعملية قرصنة من «هاكر» سعودي، لقَّب نفسه بـ«سعودي لورد». وترك القرصان على الموقع رسالة للمسؤولين والمشرفين على الصحيفة، قائلاً إنّه «سيكتفي هذه المرّة بقليل من التخريب، لكنه في المرة المقبلة سيُعيد موقع الصحيفة إلى العصر الحجري».

عنوان «النهار» حول المواجهة المتخيّلة مع «داعش»، يُعدّ سابقة لناحية سخرية صحيفة عراقية، من رجال دين سعوديين. كما أنّها المرّة الأولى التي يتمّ فيها استخدام أروقة الرياضة لإيصال الرسائل السياسيَّة. فوصف منتخب السعودية بمنتخب «داعش» لم يكن مجرد مزحة عابرة، بل كان أشبه بـ«ضربة جزاء»، تمّ تمريرها على صفحات الجريدة. ورغم انقضاء يومين على القضيّة، إلا أنّها ما زالت تتفاعل، وتثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فاتحة الباب لتبادل الشتائم المذهبيّة والعنصريّة.