كشف كتاب جديد صدر أمس عن برنامج «الطيور المحلقة المهاجرة» في وزارة البيئة، عن آخر المعطيات المتعلقة بحالة الطيور المقيمة والمهاجرة.
كشف كتاب جديد صدر أمس عن برنامج «الطيور المحلقة المهاجرة» في وزارة البيئة، عن آخر المعطيات المتعلقة بحالة الطيور المقيمة والمهاجرة.
بسام القنطار / جريدة الأخبار
يستند الكتاب الذي وضعه أسعد سرحال وباسمة الخطيب من جمعية حماية الطبيعة في لبنان, إلى نتائج مسح عشرات المواقع الطبيعية في لبنان خلال الفصول المختلفة بهدف دراسة الطيور الموجودة في هذه المناطق وأهمية التنوع الحيوي فيها.
يعرض الكتاب ١٥ موقعاً صنفها المجلس العالمي لحماية الطيور Birdlife International، مناطق مهمة للطيور في لبنان، وذلك بالاستناد إلى زيارة 320 موقعاً بما يعادل 3000 ساعة دراسة حقلية. ولقد قدمت جميع هذه الدراسات إلى المجلس العالمي لحماية الطيور في عام ٢٠٠٧ واستوفت ١٥ منطقة المواصفات العالمية، وبذلك صنفت مواقع مهمة للطيور.
وتتوزع هذه المناطق بين ساحلية وجبلية وداخلية وجزرية، أبرزها محمية جزر النخيل الطبيعية التي تُعَدّ موقعاً فريداً للطيور والحياة البحرية. ويصنف مستنقع عميق، وهو أهم موقع للأراضي الرطبة في منطقة البقاع الغربي، مكاناً رائعاً للطيور، والضفادع، والزهور، والزواحف، وهو يعاني منذ عدة سنوات من التداعيات الكارثية لتغير المناخ وانخفاض معدل الأمطار خلال فصل الشتاء، الأمر الذي يشكل تهديداً جديداً للتنوع البيولوجي.
ومن المناطق المهمة للطيور في لبنان محمية أرز الشوف ومحمية إهدن وحمى عنجر وكفرزبد ونهر القرعون مرتفعات ريم - صنين ومحمية أرز تنورين وحمى إبل السقي والمناطق شبه الصحراوية في رأس بعلبك ومنطقة نهر بيروت ومرتفعات عكار – الضنية ومحمية غابة بنتاعل ووادي الرملية ومرتفعات جبل موسى. وتتنوع درجات الحماية لهذه المواقع بين محميات طبيعية بموجب قوانين أو مناطق حمى بقرارات من المجالس البلدية.
ويقدم الكتاب لائحة بعشرة طيور مهددة بالانقراض في لبنان، هي: الشرشير المخطط والعقاب الأرقط وملك العقبان والقطقاط الاجتماعي وبجع دلماشيا والنعار السوري والرخمة المصرية وصقر الغزال والحبارى الكبرى وحبارى ماكويني. ويعرض الكتاب أيضاً لائحة تضم خمسة عشر طائراً على لائحة الأنواع القريبة من التهديد، هي: حجل الصخر والبط الحمراوي وجلم ماء الفحم وصقر أحمر القدم والحدأة الحمراء والنسر الأسود وأبو شردة الباهت والحبارى الصغيرة والشنقب الجهلول الكبير وبقويقة السوداء الذيل وأبو اليسر الأسود الجناح والنورس الأودويني والشقرق المطوق آكل الذباب والدرسة الرمادية.
وتعمل جمعية حماية الطبيعة في لبنان، الشريك الوطني للمجلس العالمي لحماية الطيور، على حماية الطيور المقيمة والمهاجرة من خلال تنظيم الصيد البري، وتعلن حمى مخصصة لصيد الطرائد في الفاكهة – البقاع، وقيتولي – الجنوب، وتسعى إلى إعادة تكريس نظام الحمى في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها، وتطوير «مفهوم الحمى» التقليدي الموروث ليتلاءم مع حاجات التنمية المحلية.
ويعرض الكتاب تجربة ناجحة لحماية طائر النعار السوري من خلال حمى عنجر كفرزبد، حيث استعاد هذا الطائر المهدد بالانقراض حضوره القوي في هذه المنطقة بسبب منع الصيد فيها، وتنظيم إدارة المياه وعمليات التشجير الواسعة النطاق على امتداد السنوات الماضية.
وينتشر طائر النعار السوري عادة في الغابات الصنوبرية وفي المناخ المعتدل، وعلى مقربة من مصادر المياه العذبة من ينابيع وأنهار، وهو يقتات على الحبوب، وقد أصبح هذا الطائر مهدداً بالانقراض بسبب الصيد الجائر.
ويفرد الكتاب فصلاً كاملاً للحديث عن هذا الطائر، وهو من فصيلة الكناري، ويشبه إلى حد كبير أقرانه بلون ريشه وطبيعة تغريده وينتشر فقط في بلدان فلسطين والأردن وسوريا، وبكثرة في لبنان، حيث يمكن مشاهدة أسراب من هذه الطيور في حمى عنجر كفرزبد. وتعمل الجمعية على وضع خطة استراتيجية وطنية لحماية هذه الفصيلة من الطيور، ولا سيما من مخاطر الصيد العشوائي واستخدام الدبق للإمساك به ووضعه في أقفاص بغية بيعه في محالّ الطيور.
ورغم مرور ١٠ سنوات على إقرار قانون الصيد البري في لبنان، لا يزال هذا القطاع متفلتاً من أي رقابة، وفشلت وزارة البيئة في إقرار جميع المراسيم الناظمة لفتح موسم الصيد قبل استقالة الحكومة في آذار الماضي. وزخرت مواقع التوصل الاجتماعي بصور آلاف الصيادين اللبنانيين الذين يعرضون طرائد الصيد وبينها العديد من الأنواع المهددة بالانقراض.
ورغم أن قرار منع الصيد لا يزال ساري المفعول منذ التسعينيات، فإن القوى الأمنية من درك وجيش لا تتعقب المخالفين، وتشير التقارير إلى أن القوى الأمنية تمارس الصيد باللباس العسكري في العديد من المناطق، الأمر الذي يقوض جهود التنظيم التي تسعى وزارة البيئة إلى إنفاذها من خلال المجلس الأعلى للصيد البري.
الرابط على جريدة الأخبار