أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان المحكمة الدولية اليوم هي الطريق لظلم تاريخي يلحق بالمقاومين والشهداء، مؤكدا ان كل التضليل سيذهب هباءً منثوراً.
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان المحكمة الدولية اليوم هي الطريق لظلم تاريخي يلحق بالمقاومين والشهداء، مشددا على ان كل هؤلاء الذين يؤيدون القرار الظني الظالم هم يدعمون الظلم ويتنكرون للحقيقة والعدالة. واكد ان كل التضليل سيذهب هباءً منثوراً وفي نهاية المطاف الحق مشرق ومنتصر وغالب.
واعتبر سماحته ان القرار الاتهامي للمحكمة الدولية بحق عدد من المقاومين الشرفاء هو في سياق الحرب الاعلامية والنفسية والمعنوية التي تخاض ضد المقاومة والتي بدأت بوتيرة تصاعدية كبيرة بعد انتصار المقاومة في حرب تموز نظرا لمستوى التهديد الذي تمثله المقاومة في مواجهة مشروع الهيمنة الاميركي الاسرائيلي.
واضاف السيد نصر الله ان هذه الحرب لن تجدي نفعا مهما جمعتم من وسائل اعلامكم وكذابيكم واقلامكم ونتائج حرب تموز ابرز شاهد على ذلك.
واكد سماحته ان هناك أناسا لا أمل منهم، وإذا أتيت لهم بوثيقة أن بيلمار جلس مع إيهودا باراك ويتلقّى منه الأوامر، فلن يتغير موقفهم، وسيخرج أحدهم في اليوم التالي ليقول: المحكمة هي طريقنا إلى العدالة، وهم على بيّنة من أمرهم، وهم يعرفون ماذا يقولون، ويعرفون أنهم في سياق أي مشروع يتصرفون ويتكلمون.
واشار الى اننا قلنا بعض ما لدينا ولدينا أمور أخرى يمكن أن نقولها في أي وقت. ورد السيد نصر الله على ادعاءات البعض مؤكداً أن حزب الله ليس في عزلة ولا هو خائف ولا مرتبك، مشيراً إلى أن الإسرائيلي يعتبر نفسه اليوم يأخذ بثأر هزيمة عام 2000 و2006.
مواقف سماحة السيد نصر الله جاءت في كلمة ألقاها مساء اليوم الثلاثاء في الاحتفال الذي أقامته مؤسسة الجرحى بمناسبة يوم الجريح في مجمع شاهد ـ طريق المطار.
ومما جاء في كلمة سماحته:
من الأمثلة التضليلية التي نعيشها اليوم في سياق الأزمة الأخيرة هي معادلة العدالة والاستقرار.. هنا نجد مغالطة كبيرة.
أبداً، نحن في حزب الله لا نقايض بين العدالة والاستقرار، أن يتخلى الآخرون عن العدالة من أجل الاستقرار، أبداً، ولا نوافق على مقايضة من هذا النوع، والمقايضة من هذا النوع فيها شبه قبول بالاتهام، وهذا ما نرفضه أساساً.
نحن نقول إنه يجب أن تُحقّق العدالة، والعدالة هي شرط الاستقرار، والاستقرار بلا عدالة هو استقرار هش، وهو أمن مزيّف، وهذه هي القاعدة الحقيقية التي نؤمن بها.
إذاً، لا أحد يختلف مع أحد في لبنان في أنه يجب أن تقوم العدالة وأن تُحقّق العدالة. لكن خلافنا في لبنان مع بعض القوى السياسية، ومع بعض الخارج، ومع كثير من الخارج هو على المصداق: هل ما يجري هو عدالة؟ هل لجنة التحقيق الدولية والمدعي العام والمحكمة التي يرئسها صديق كبير لإسرائيل، هذه المحكمة تحقق العدالة؟
أحب أن أقول لكم شيئاً، نحن يهمنا الرأي العام الذي يضم أناساً منصفين.. هناك أناس لا أمل منهم، وإذا أتيت لهم بوثيقة أن بيلمار جلس مع إيهودا باراك ويتلقّى منه الأوامر، فلن يتغير موقفهم، وسيخرج أحدهم في اليوم التالي ليقول: المحكمة هي طريقنا إلى العدالة. الأمور منتهية عندهم وهم على بيّنة من أمرهم، وهم يعرفون ماذا يقولون، ويعرفون أنهم في سياق أي مشروع يتصرفون ويتكلمون. هذا ليس لديه التباس، نحن نفهم كل شيء، وهم يفهمون كل شيء، وهذا جزء من معركة طويلة لم تتوقف حتى الآن.
نحن نقول إن ما يحصل الآن ليس عدالة، هذا ظلم كبير جداً. كل هؤلاء الذين يؤيدون القرار الظني الظالم هم يدعمون الظلم ويتنكرون للحقيقة والعدالة.
ما يجري الآن هو أمران، من خلال المدعي العام والمحكمة الدولية:
الأمر الأول: تغطية القاتل الحقيقي الذي هو إسرائيل. هنا ظلم لرفيق الحريري. الظلم الأكبر لرفيق الحريري هو أن يصرّ بعض الناس ويقول: إسرائيل لا تقتل رفيق الحريري، ولا علاقة لها بقتل رفيق الحريري. هذا ظلم، هذا اتهام، هذا إهانة، مع أننا قدّمنا قرائن وقدّمنا احتمالات وقدمنا تحليلات وقدمنا وثائق. ولكن أنا أقول لكم: هم لم ينظروا إلى هذه الوثائق ولا سمعوا ما فيها، ولا ناقشوا.. الموضوع محسوم لديهم.
إذاً، الظلم الأول أن هناك قاتل يتم التعمية عليه وهو إسرائيل. والظلم الثاني أن هناك مقتول وشهيد يُراد أن يُقال إن إسرائيل لا يمكن أن تقتله وهي ليست متورطة في قتله، وهي إهانة له. والظلم الثالث أن يُتهم زوراً وبهتاناً مقاومون شرفاء بعملية قتل من هذا النوع.
المحكمة اليوم هي الطريق لظلم تاريخي يلحق بالشهداء وبالمقاومين، هكذا نفهم الأمر وهذا ليس بشعارات.
حسنا نحن نتكلم معكم بالمنطق، نأتي ونقول هذه قرينة، هذا دليل، هذا معطى، وأنتم تتكلمون بالشعارات وبالخطابات وبقواعد عامة. نحن نتكلم معكم بما هو على الأرض، ولذلك من يحاول اليوم أن يقف ويقول إن حزب الله أو الثامن من آذار أو الأغلبية الجديدة أو حكومة الرئيس ميقاتي تعطّل العدالة فهذا غير صحيح. أنتم الذين تعطلون العدالة، أنتم الذين تضيّعون الحقيقة وقد ضيعتموها أربع سنوات عندما سجنتم الضباط الأربعة وطلبتم تعليق المشانق لهم، أنتم الذين تدافعون عن الظلم وأنتم جزء من هذا الظلم الذي يحاول أن يلحق بهذه المقاومة وبهذا البلد وبهذا الوطن وبالشهداء الذين قتلوا ظلماً. التضليل سيستمر لكن نحن أيضا في المقابل سنستمر.
قلنا بعض ما لدينا ولدينا أمور أخرى يمكن أن نقولها في أي وقت، وأنا أؤكد لكم أن كل التضليل سيذهب هباءً منثوراً، وفي نهاية المطاف الحق مشرق والحق منتصر والحق غالب.
المسألة هنا ليست غلبة سلاح، أنتم مشتبهون، المسألة هنا غلبة حق، نحن أقوياء بالحق، بالمنطق، بالدليل، بالبينة، بالحجة، بالمصداقية، بالتاريخ، وبالواقع ولسنا أقوياء بالسلاح، السلاح هو وسيلة لتحرير الأرض والدفاع عن البلد وليس له شغل آخر، مشكلتكم ليس أنكم تواجهون السلاح، مشكلتكم أنكم تواجهون المنطق، تواجهون الحق، تواجهون الدليل والحجة والبرهان، هذه هي مشكلتكم ولذلك لن تصلوا إلى نتيجة.