أكد المسؤول الاعلامي في تيار المرده المحامي سليمان فرنجية أنّ كلّ ما صدر عن الفريق الآخر منذ تشكيل الحكومة لا يمتّ إلى الديمقراطية بصلة، داعياً لاحترام مبدأ تداول السلطة
حسين عاصي
ميقاتي أثبت أنه رجل وطني لا يفرّط بحقوق السنّة
بدعة المذهبية ساقطة والرهان على وعي الشعب
إذا أتى الحريري وقال إسرائيل قتلتني.. لن يصدّقوه
التفاهم ليست تبعية.. ولا نخاف لأننا أصحاب حق
عندما يصبح التشكيك بمحكمة يديرها بشر.. جريمة!
أكد المسؤول الاعلامي في تيار المرده المحامي سليمان فرنجية أنّ كلّ ما صدر عن الفريق الآخر منذ تشكيل الحكومة لا يمتّ إلى الديمقراطية بصلة، داعياً لاحترام مبدأ تداول السلطة، مثنياً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أثبت أنّه رجل وطني لا يفرّط بحقوق السنّة ولا بحقوق رئاسة الحكومة كما أنه رجل مؤمن بعروبة لبنان وبالعدالة.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، استغرب كيف أصبح مجرّد النقاش بأداء المحكمة الدولية وكأنه شراكة في الجريمة ورفض للحقيقة، ملاحظاً أنّ الأدلة الدامغة التي أبرزها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم تقابَل بأيّ جدية تُذكر، معرباً عن اعتقاده بأنّ رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لو أتى من عليائه ليقول أنّ إسرائيل هي التي قتلته فسيرفضون الأمر ولن يصدّقوه.
وتحدث المحامي فرنجية عن تباعد في وجهة النظر بين جمهور الرابع عشر من آذار وقيادات هذا الفريق الجديدة، لافتاً إلى أنه ليس هناك من شارع يتفاعل اليوم مع طروحات 14 آذار، معتبراً أنّ هذا الفريق بات عاجزاً ويعيش اليوم محنة سياسية.
وفيما رأى فرنجية أن المقاومة كسبت المعركة العسكرية مع إسرائيل والقضائية مع المحكمة الدولية والسياسية، أعرب عن ثقته بأنّ أيّ محاولة لتحريك الشارع عبر كلام عشوائي هنا أو هناك لن تجدي، لافتاً إلى أنّ "بدعة" المذهبية والطائفية ساقطة لا محالة لأنّ اللبنانيين يتمتعون بالمناعة المطلوبة.
نشهد اليوم أداءً مماثلاً لرفيق الحريري
المحامي فرنجية أكد لموقع المنار أنّ كلّ ما صدر عن الفريق الآخر منذ تشكيل الحكومة وحتى اليوم لا يمتّ إلى الديمقراطية بصلة، واضعاً خطاب هذا الفريق في إطار تشويه الوقائع عبر استخدام عبارات غير أدبية، ملاحظاً أنّ الكثير من أركان هذا الفريق تناسوا تاريخهم وباتوا يحاضرون بالعفّة اليوم. وإذ أعرب فرنجية عن اعتقاده بأنّ الموضوع برمته يتعلق بخروج رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من الحكم، لفت إلى أنّ لبنان قائم على تداول السلطة، وبالتالي فلا شيء يمكن اعتباره نوعاً من العمل اللاديمقراطي أو الناتج عن ضغوط.
ودافع فرنجية عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وجه ما يتعرض له من حملات، مشيراً إلى أنّ أداءه أقلّه خلال مرحلة تأليف الحكومة أظهر أنّه رجل وطني وأنه لا يفرّط بحقوق السنّة ولا بصلاحيات رئاسة الحكومة، كما أنّه رجل مؤمن بعروبة لبنان وكذلك بالعدالة وضرورة كشف حقيقة جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وهو مؤمن بأهمية رفيق الحريري. وقال: "أن يكون رئيس الحكومة من هذا الطراز إنصاف للطائفة السنّيّة وإنصاف للبنان فأن يكون رئيس الحكومة معادياً للآخرين ويشكّل نوعاً من الاستنفار الدائم ضمن صفوف الشعب ويثير حالة مذهبية عامة هو الأمر المرفوض".
ولفت فرنجية إلى جوّ التوافق والتفاهم القائم حالياً بين الرئاسات الثلاثة باعتباره قمة الأداء السياسي، وأشار إلى أنّ رئيس الحكومة يواكب هذا التفاهم بشكل ممتاز كما أنه يتعاطى بمنتهى النشاط مع الجميع ويتابع أدق التفاصيل، مشيراً إلى أنّ رئاسة الحكومة افتقدت هذا النوع من الشخصيات منذ رفيق الحريري. وقال: "نحن نشهد اليوم أداءً مماثلاً لأداء رفيق الحريري من خلال نجيب ميقاتي".
ماذا عن أدلة السيد نصرالله الدامغة؟
وتوقف المحامي فرنجية عند موضوع المحكمة الدولية باعتبارها نقطة الخلاف الرئيسية في هذه المرحلة، متسائلاً عما إذا كان المطلوب السكوت عن أيّ خطأ يمكن أن يصدر عن المحكمة التي يديرها بشر، لافتاً إلى أنّ رئيس هذه المحكمة أنطونيو كاسيزي ليس يسوع المسيح أو النبي محمد (ص) حتى يكون معصوماً عن الخطأ. واستغرب كيف أصبح مجرّد النقاش بأداء المحكمة وكأنه شراكة في الجريمة ورفض للحقيقة.
وأشار فرنجية إلى ما يقوم به على هذا الصعيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يقدم الأدلة الدامغة ويستعمل كافة الوقائع المنصوص عليها في كلّ الشرائع السماوية وفي المقابل لا يتمّ توضيح كلّ هذه الأمور ولا تجاوب المحكمة على كلّ هذه الأدلة الدامغة وكأنّ التشكيك بالمحكمة ممنوع على قاعدة عنزة ولو طارت. واسترجع المحامي فرنجية، من الناحية القانونية، كلّ المراحل التي قطعها الأمين العام لحزب الله منذ طرحه الفرضية الاسرائيلية في جريمة الاغتيال والأسئلة المشروعة التي طرحها عمّا كانت تفعله طائرات التجسس الاسرائيلية وطريقة مراقبتها لتحركات الحريري من فقرا إلى قطريم وغيرها من الطرق التي لا وجود للمقاومة فيها حتى تستهدفها الطائرات الاسرائيلية، مروراً بكل التحقيقات التي جرت وصولاً إلى الوثائق التي أبرزها بالأمس والتي بيّنت بما لا يدع مجالاً للشك فساد هذه المحكمة سواء عبر رشاوى نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية الأسبق غيرهارد ليمان أو عبر تباهي رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي بأنّه صديق لاسرائيل.
ودعا المحامي فرنجية السيد نصرالله لعدم تعذيب نفسه وقلبه، مشدداً على أنّ الفريق الآخر لا يريد أن يتفاعل مع هذا الموضوع، لافتاً إلى أنّ جمهور المقاومة هو الذي يتفاعل بينما الفريق الآخر لا يريد أن يسمع "فحتى لو أتى رفيق الحريري من عليائه وقال لهم أن إسرائيل من قتله فسيرفضون ذلك ولن يصدّقوا".
فريق 14 آذار يعيش محنة سياسية
من جهة أخرى، تحدّث المسؤول الاعلامي في تيار المرده عن تباعد في وجهة النظر بين جمهور الرابع عشر من آذار وقيادات هذا الفريق الجديدة، لافتاً إلى أنه ليس هناك من شارع يتفاعل اليوم مع طروحات 14 آذار. ورأى أنّ الجرّة انكسرت بعد تكليف نجيب ميقاتي تأليف الحكومة، إذ تبيّن أنّ من نزل للشارع ليس جمهور 14 آذار بل مرتزقة، موضحاً أنّ تحريك الشارع اليوم بحاجة لكثير من الأمور غير المتوفرة اليوم لدى قوى الرابع عشر من آذار.
وفيما تحدّث عن عجز لدى الفريق الآخر، مؤكداً أنه يعيش محنة سياسية بكلّ ما للكلمة من معنى، لاحظ أنّ الأكثرية اليوم تمثل ما يزيد على سبعين بالمئة من مكوّنات الشعب اللبناني وهي تضمّ كلاً من السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجية والرئيس عمر كرامي والرئيس نجيب ميقاتي والوزير طلال ارسلان والرئيس ميشال سليمان وكلّها شخصيات لها باع طويل في العمل الوطني.
ورفض فرنجية اتهام الفريق الأكثري باعتماد الكيدية أو بالسعي لمواجهة المجتمع الدولي، ملاحظاً أنّنا نتكلم هناك عن وطن بأسره مؤمن بأنّ السيادة تأتي قبل الشرعية الدولية "وبالتالي فإذا كان هذا الوطن كله يرفض المساومة على سيادته فهذه ليست خيانة".
المقاومة كسبت المعركة العسكرية والقضائية.. والسياسية
المحامي فرنجية علق على التقارير عن سعي قوى الرابع عشر من آذار لتحريض الخارج على الحكومة اللبنانية وغيرها من الخطوات التي قد تلجأ إليها في المرحلة المقبلة، فلفت إلى أنّ هذه القوى تنتقص بذلك من موضوع السيادة، مشيراً إلى وجود العديد من الأمور التي يمكن أن يستشعرها أي مراقب. وتحدث في هذا السياق عن تقديم أوراق اعتماد من النائب نهاد المشنوق لرئاسة الحكومة ومن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لقيادة فريق الرابع عشر من آذار. وفيما اعتبر أنّ التلويح بهذه الخطوات يشتت الحقيقة، أعرب عن اعتقاده بأنها لا تندرج في خانة الهجوم على الأكثرية بقدر ما هي تقديم أوراق اعتماد.
وتوجه إلى النائب نهاد المشنوق الذي دعا وزراء حزب الله للتنحي من الحكومة، داعياً إياه ليُظهِر ما قدّمه للبنان، خصوصاً أنّ الجميع يعلم ما الذي قدّمته المقاومة للبنان من تضحيات. ولفت إلى أنّ المقاومة تأخذ شرعيتها من الشعب اللبناني وليس من السيد المشنوق، مستغرباً تقديم المشنوق لمذكرة اتهام بحق هذه المقاومة، معتبراً أنها وسام على صدر هذه المقاومة.
وأشار المحامي فرنجية إلى أنّ المقاومة، لو كانت مرتهَنة أو مرتبطة كما يقولون، ما كنا لنرى هذه الحرب العدائية عليها، مشدداً على أنّ المقاومة ليست في نزهة وهي التي قدمت الشهداء من خيرة الشباب. ودعا لتقييم الأمور انطلاقاً من كل ذلك لأنّ المقاومة لا يجوز أن تُكافَأ بهذا الشكل. وقال: "إذا كان ثمة نقاش سياسي فلا يجب أن يصل لحدّ الاستخفاف بعقول الناس".
وخلص إلى أنّ المقاومة كسبت المعركة العسكرية ضدّ إسرائيل في تموز 2006، كما كسبت بالأمس المعركة القضائية مع المحكمة الدولية وهي تكسب كلّ يوم المعركة السياسية، موضحاً أنّ المقاومة التي كانت تتمتع بتأييد يصل لـ50% في الـ2005 باتت اليوم تتمتع بتأييد 70% من الشعب اللبناني. ورأى أنّ هذا الكسب يأتي نتيجة تفاهم حزب الله مع كل الأطراف وتفهمهم لحزب الله، مشيراً إلى أنّ الأطراف التي تتحالف مع حزب الله تتحالف معه من منطلق تفاهم وليس خوف، موضحاً أنّ تيار المرده على سبيل المثال يرى شهادة طوني فرنجية أمانة في أعناق حزب الله كما أنّ التيار الوطني الحر يرى شعارات السيادة والحرية والاستقلال متجسدة في حزب الله، وكذلك النائب وليد جنبلاط لديه جرأة ولو كان يخاف من حزب الله لما أقدم على هذه الخطوة.
وإذ أكد فرنجية أنّ "تفاهماتنا لم تأت بالقوة"، ميّز بين التبعية والتفاهم. وقال: "إذا كانوا لا يعرفون التفاهم فهذه مشكلتهم لأنّ العمل السياسي ليس تبعية. جوّنا قائم على التفاهم فيما جوّهم قائم على التبعية وعلى الفريق الآخر أن يستدرك ذلك".
أرادوه لنا قبراً فكان لنا فجراً...
وأعرب المحامي فرنجية عن اعتقاده بأنّ الشعب ملهيّ بلقمة عيشه، وبالتالي فإنّ أيّ محاولة لتحريك الشارع عبر كلام عشوائي هنا أو هناك لن تجدي. وأكّد أنّ الرهان هو على وعي الشعب اللبناني، مشيراً إلى أنّ فريقه السياسي لا يخاف من أي سيناريوهات محتمَلة لأنه يدرك أنه صاحب الحق. وذكّر بكلام للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال فيه "أننا كنا بالأمس أمام لبنان الجميل واليوم أصبحنا أمام لبنان الجميل والقوي في آن معاً".
فرنجية حذر من أن "تسليم رقبتنا للغرب يعني تسليم رقبتنا لاسرائيل"، وأكد أنّ اللبنانيين غير مستعدين على الاطلاق ليكونوا محمية لاسرائيل بعد اليوم، مقللاً من شأن التهويلات الأميركية التي ليست بجديدة. وأعرب عن ثقته بأنّ ما أسماه بـ"بدعة" المذهبية والطائفية ساقطة لا محالة لأنّ اللبنانيين يتمتعون بالمناعة المطلوبة، وبالتالي على من يتاجر بسلاح المذهبية أن يذهب ويبحث عن سلاح آخر. وفيما أكد "أننا شركاء في هذا البلد"، أشار إلى نموذج يجب أن يعمّم ويدرّس وهو ما حصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله حيث أنتجت الخصومة الشديدة تفاهماً شديداً.
واستغرب كيف يصرّ البعض على البقاء في زمن الانكسارات والهزائم، وقال: "شرف كبير لنا أننا نعيش في زمن (السيد) حسن نصرالله، الزمن الذي أصبحنا فيه أمام مقولة العدّ العكسي لزوال الكيان الصهيوني وأمام معادلة العاصمة بالعاصمة والمرفأ بالمرفأ والضاحية بالضاحية". وأردف قائلاً: "قلبنا يكبر إزاء كل ذلك، وإذا أصرّ البعض على أن يصغّر نفسه رغم كلّ ذلك، فهذه مشكلة هذا البعض. لا يمكننا أن نفهم كيف يمكن لشخص يعيش في هذا الوطن بطلاً حريته وسيادته فيه مضمونتان أن يفرّط بهذا الوطن وبهذه القوة. أكثر من ذلك، نحن لم نرَ في العالم كله مقاومات تُتّهَم وتُركَّب لها المحاكمات". وأضاف: "هذا عار. فليتذكر التاريخ أنّ رفيق الحريري أمانة في أعناقنا وأنّ أحداً لن يصل لحقيقة اغتياله غيرنا، خصوصاً أنّ اغتياله كان يمهّد لنهاية لبنان".
وجزم المحامي فرنجية في ختام حديثه لموقع المنار أنّ ذكرى رفيق الحريري وروحه هي التي ستنقذ لبنان وستكشف حجم المؤامرة. وانطلاقاً من شعار للمرده "أرادوه لنا قبرا فكان لنا فجراً"، قال فرنجية: "أرادوا أن يكون اغتيال الحريري قبراً للبنان، لكنه سيكون لنا فجراً".