كيف يتعامل الإنسان مع الواقع المحيط به؟ سؤال ستصعّب النظارات الذكية الإجابة عنه. فإذا كانت الهواتف الذكية تجبرنا على أن نبقى مطأطئي الرأس، فإن النظارات الذكية ستجعل من حركة الرأس مدخلاً إلى المجهول...
كيف يتعامل الإنسان مع الواقع المحيط به؟ سؤال ستصعّب النظارات الذكية الإجابة عنه. فإذا كانت الهواتف الذكية تجبرنا على أن نبقى مطأطئي الرأس، فإن النظارات الذكية ستجعل من حركة الرأس مدخلاً إلى المجهول.بسام القنطار / صحيفة الأخبار
تستعد شركة غوغل ليوم حاسم هذا العام، تطرح فيه النظارات الرقمية الذكية في السوق، وذلك بعدما استخدمها آلاف المطورين خلال الأشهر الماضية.
وتعكف الشركة حالياً على تحليل تعليقات هؤلاء المطورين على النظارة من أجل إضافة تحسينات إليها قبل طرحها رسمياً للمستخدمين العاديين. تشبه نظارات غوغل النظارات العادية، إلا أنها تتيح تسجيل الفيديو والتقاط الصور وإرسال الرسائل الصوتية وعرض الاتجاهات والبحث على الإنترنت والبحث عن الأصدقاء.
ومن المتوقع أن تتوافر النظارات التي تدمج العالم الحقيقي بقدرات حاسوبية متطورة في الأسواق للمستخدمين العاديين في الولايات المتحدة الأميركية أواخر هذا العام.
وبحسب الصفحة الرسمية للمنتج، فتحت غوغل إمكان اختبار هذه النظارات داخل الولايات المتحدة الأميركية، وتجري الشركة جولات في عدد من الولايات، حيث يجري التعريف بالمنتج وفتح المجال أمام اختباره من قبل الجمهور، ويبلغ سعر النسخ التجريبية من النظارة 1500 دولار أميركي. وفيما بدأت سامسونغ بتطوير النسخة الخاصة بها من النظارة، توقعت شركة «جيونيبر» أن تحقق سوق صناعة الأجهزة القابلة للارتداء 19 مليار دولار بحلول 2018.
«غوغل إكس لاب»
بدأ العمل في مشروع تصميم هذه النظارة منذ اربع سنوات تقريبا، بقيادة باباك بارفيز، المهندس الذي يعمل في قسم التطوير «غوغل إكس لاب» والمتخصص في طرح مبادرات تكنولوجية واختراعات ذكية.
وكانت شركة «غوغل» قد اعلنت في 4 نيسان 2013 المواصفات التقنية لمنتجها الجديد. النظارة المستقبلية من «غوغل» لها ذاكرة فلاش بحجم 16 غيغا بايت (12 منها فقط قابلة للاستخدام الفعلي). الكاميرا تعمل بدقة 5 ميغابكسل للتصوير الفوتوغرافي، و720 بكسل لتسجيل الفيديو. الاتصالات اللاسلكية تضم شبكة «واي فاي» (Wifi - 802.11b/g ) التي تخدم السرعة التي تصل إلى 56 ميغابايت في الثانية. وبالطبع اتصال البلوتوث، والبطارية تسمح باستخدام لمدة يوم واحد «استخداماً نموذجياً». اما بالنسبة إلى التوافق مع الهواتف المحمولة، فإن النظارات الذكية متوافقة مع أي هاتف محمول يدعم اتصال البلوتوث.
نظارة واحدة باستخدامين
أعلنت غوغل الثلاثاء الماضي أنها طورت نسخة خاصة من نظاراتها الذكية Titanium Collection لتتلاءم مع النظارات العادية، بحيث يستطيع كل من يعاني ضعفا في النظر أن يستخدم نظارة واحدة، تتيح له التمتع بجميع المواصفات المتوافرة في النظارة الرقمية، إضافه الى العدسات الخاصة بضعف البصر او تشتته.
وتقول غوغل ان النظارة الخاصة بضعف البصر كانت دائماً ضمن خطة الشركة المتعلقة بالنظارات الذكية، منذ ان طرحت النسخة الخاصة بالمبرمجين في نيسان العام الماضي، وتبلغ الكلفة الإضافية للنظارة المتعددة الاستخدامات حوالى 225 دولارا، حيث طرحت غوغل نماذج متعددة من الاطارات الخاصة بهذه النظارات، على ان يقوم المستخدم بتركيب العدسات بحسب درجة ضعف النظر لديه في أي متجر مختص.
التطبيقات اولاً
منذ الاعلان عن واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بالمنتج، بدأ آلاف المبرمجين والمطورين بالعمل على التطبيقات الخاصة بالنظارة الذكية.
واحد من ابرز تطبيقات المنتج يتعلق بالاستفادة من الكاميرا، ويقوم هذا التطبيق «Moment Camera» بالتقاط الصور كل بضع ثوانٍ حالما يُكتشَف أي وجه جديد، مع الدقة في اختيار اللحظة المناسبة لالتقاط الصور، إضافة الى تخزينها بطريقة تسمح بانتخاب افضل اللقطات في وقت لاحق، علماً أن النظارة تتيح التقاط الصور بمجرد حدوث غمزة العين.
ومن المتوقع ان تفتح نظارات غوغل صفحة جديدة في تاريخ تطوير الالعاب، وخصوصاً تلك التي ستعتمد على حركات الرأس. ونشرت الشركة شريط فيديو يوضح المجالات الواسعة، التي يمكن استخدامها في تطوير ألعاب جديدة، بالاستناد الى مواصفات النظارة الذكية.
ترجمة فورية
ابتكر أحد المطورين العاملين على نظارات غوغل التطبيق الجديد «وورد لينس، Word Lens»، الذي يتولّى ترجمة أي كلمة بأي لغة في العالم، بمجرد النظر إليها.
يساعد التطبيق الجديد المستخدمين الذين يسافرون على نحو دائم إلى العديد من الدول حول العالم، التي تكون غالباً لغتها الرسمية غير مفهومة بالنسبة إلى المستخدم، حيث تساعد النظارة على ترجمة أي العبارات الموجودة على لوحات الإشارات، أو حتى اللوحات التحذيرية. وتقوم النظارة بترجمة الكلمة إلى اللغة المرغوب فيها، وما على المستخدم إلا النظر إلى الكلمة والطلب من النظارة من خلال الأوامر الصوتية ترجمتها إلى اللغة الرئيسية المثبتة على النظارة.
يعمل التطبيق الجديد في الوقت الحقيقي، كما يملك قاموس بسعة تخزين داخلية تحوي عشرة ألاف كلمة لكل لغة في العالم، كما لا يتطلب التطبيق الاتصال بالإنترنت أو الاشتراك في أي باقة بيانات، مما يسهل الأمر على المستخدم، ويساعده على فهم ما يجري حوله على نحو أفضل.
10 مليون بحلول 2018
كشف تقرير نشرته شركة الأبحاث «جيونيبر» (Juniper) في تشرين الثاني الماضي أن طلبات النظارات الرقمية ستصل إلى 10 ملايين وحدة سنويًا بحلول عام 2018، مقارنة بما يقدر بـ 87,000 لعام 2013.
ولفت التقرير إلى أن هذه الزيادة في عدد الطلبات ستحصل عندما تبدأ أسعار بيع التجزئة لهذه التقنية الجديدة بالانخفاض. ورأت شركة «جيونيبر» في تقريرها الذي جاء تحت عنوان «النظارات الذكية: توقعات السوق 2013-2018»، أن النظارات الرقمية تحتاج إلى الكثير من الأجهزة المكملة لكي تلقى التجاوب من قبل المستهلكين.
وتنقسم الآراء حول مستقبل الحوسبة القابلة للارتداء، بين من يرى أن الساعات الذكية تلقى قبولًا اجتماعيًا وفطريًا، فيما تواجه النظارات الرقمية مشاكل عديدة، أبرزها الخصوصية.
ووجد التقرير الجديد أن الدافع وراء شحنات النظارات الذكية في المقام الأول سيكون من قبل قطاع الخدمات الاستهلاكية، متبوعًا بقطاع المشاريع والعناية الصحية.
أول مخالفة
تسعى غوغل إلى إيجاد حلول تمنع استخدام النظارة في مواضع تسبب في اختراق الخصوصية. وكانت أماكن متعددة في أميركا قد منعت استخدام نظارة «غوغل» بداخلها، كما ظهر عدد من المخاوف الأخرى من النظارة، منها استخدامها عند القيادة، وهو الأمر الذي قد يتسبب في تعريض حياة مستخدمها والآخرين للخطر.
الرابط على جريدة الأخبار