بانوراما إستعرض فيها الكاتب والمحلل السياسي الأزمة السورية ودور الأطراف اللبنانية في تسعيرها مشيراً إلى الإنجاز الذي قام به حزب الله في التصدي للإرهاب التكفيري قبل أن يصل إلى لبنان .
غالب قنديل
مع كل تفجير انتحاري جديد يقوم به التكفيريون في لبنان تنطلق ابواق المستقبل و14 آذار للربط بين هذه الهجمات وقتال حزب الله في سوريا ظنا منهم أن ذلك يمكن أن يضعضع تماسك القوة الشعبية الحاضنة للمقاومة في لبنان وهي القاعدة المتميزة بكونها عابرة للطوائف والمناطق وللتيارات السياسية والعقائدية.
أولا يقتضي ترتيب المسؤوليات وفقا للمنطق الموضوعي الإشارة بداية إلى دور تيار المستقبل وشركائه في الجماعة الإسلامية وجماعات عديدة متطرفة الذين شرعوا منذ اندلاع الاحداث في سوريا بإيواء تنظيمات التكفير وتزويدها بالمال والسلاح الذي جلبته إلى لبنان المخابرات السعودية والقطرية التي أقامت غرف عملياتها في الشمال والبقاع وفي بيروت والتي أنشات شبكات تدخل ومساندة إعلامية وأمنية ولوجستية لصالح الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا .
التدخل اللبناني في سوريا الذي أطلقته الحريرية ورعته طيلة ثلاث سنوات وضع بيد الإرهابيين كميات ضخمة من الأسلحة وشبكات الاتصالات ووسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية المنخرطة هجوميا في الحرب الإرهابية داخل سوريا .
تكفي الإشارة اليوم إلى المسلحين اللبنانيين في قلعة الحصن ويقدر عددهم بأكثر من 150 عنصرا ومئات أخرى في مناطق متعددة من ريف حمص وفي محافظات ريف دمشق وحلب وإدلب وقد قتل منهم العشرات وبعضهم الآن محاصرون ويصدرون استغاثات متكررة بعد بلوغ مغامراتهم الإرهابية حالة حرجة وشديدة الخطورة .
ثانيا الصمت والتواطؤ الذي مارسته السلطات اللبنانية منذ ثلاث سنوات أمام وجود أعشاش وأوكار إرهابية قابلها المسؤولون بإنكار وجودها وتبين بالوقائع الصارخة أنهم لم يقولوا الحقيقة للناس بينما كان اهتمامهم منصبا على منع تسرب المعلومات إلى الرأي العام عبر لفلفة الملفات القضائية خلافا للقانون وشمل ذلك قضية الباخرة لطف الله والكثير غيرها من عمليات تهريب السلاح والإرهابيين وإيواء التكفيريين وحماية مقراتهم وقد لجمت يد الجيش اللبناني عمدا وغير مرة حتى عندما ارتكبت بحقه جرائم موصوفة كالتي وقعت في عرسال .
السلطات السياسية اللبنانية تسترت على وجود الفصائل التكفيرية في لبنان مسايرة للحريرية وشركائها وللمخابرات الخليجية التي ما تزال متورطة في إرسال الأموال والأسلحة وتدير نشاطات داعمة للإرهاب في لبنان وعبره في سوريا تحت ستار هيئات الإغاثة الإنسانية كما فضحت ذلك قضية ماجد الماجد وللأسف فالمسؤولون في لبنان لم يتحركوا ولا مرة ضد أي من زعماء الجماعات الإرهابية إلا بناء على طلب أميركي او إشارة أميركية .
ثالثا لولا قتال حزب الله وتضحياته وشهدائه في سوريا لتمكنت الجماعات الإرهابية من توسيع نطاق انتشارها وحضورها ولارتفعت كثافة عملياتها الإجرامية على الأرض اللبنانية أضعافا مضاعفة وهائلة.
شهداء حزب الله في سوريا هم الشباب اللبنانيون الذين بذلوا أرواحهم لمنع الإرهاب التكفيري من بلوغ اهدافه في لبنان وهم بذلك تكفلوا بحماية جميع اللبنانيين من سائر الطوائف والمذاهب من الخطر الوهابي التكفيري وأي عاقل يعرف انه لولا هؤلاء الشباب لنفذت في لبنان مئات العمليات التكفيرية ولتحول لبنان إلى مسرح لنشاط التكفير الوهابي الدموي .
ان إحباط حزب الله على امتداد السنوات الثلاث الماضية لمحاولات إشعال الفتنة المذهبية ووعي قيادات وطنية وعلمائية وجمهور عريض من الطائفة السنية رسم حدودا ظاهرة لتفشي موجة التكفير والإرهاب وحال دون مخططات العرقنة التي سعت إليها فصائل القاعدة ومثيلاتها بإصرار منذ إشهار وجودها وانطلاق نشاطها الإجرامي في سوريا.
سيكتشف اللبنانيون ،جميعهم ،ولو بعد حين ،ان حكمة قيادة المقاومة هي التي حدت من وطأة المخاطر والتهديدات الجهنمية التي كانت تحيق بلبنان وأن الشهداء المقاومين في سوريا سبقوا الخطر وقاتلوه في المهد دفاعا عن وطنهم وشعبهم وهم كالعادة لم يطلبوا مقابل ذلك شيئا كما فعلوا في نضالهم لتحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني .
الشرق الجديد
http://www.observerme.com/modules.php?name=News&file=article&sid=46955
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه