تلقّى السيد فضل الله مزيداً من الاتصالات الَّتي أدانت الهجوم الانتحاري الَّذي استهدف محطّة الأيتام في الهرمل، التابعة لجمعية المبرات الخيرية
دعا سماحة العلامة السيد علي فضل الله، الجميع، إلى اعتماد الجرأة في مقاربة الأوضاع الراهنة، والقيام بعملية مراجعة للخطوات السياسية والخطاب المتوتر، مشدداً على ضرروة الخروج من دائرة الحسابات الضيقة، وإدانة الأسلوب الإجرامي التفجيري، الَّذي لا يحقّق أي أهداف سياسيَّة، بل يرفع منسوب الحقد والتوتر.
تلقّى السيد فضل الله مزيداً من الاتصالات الَّتي أدانت الهجوم الانتحاري الَّذي استهدف محطّة الأيتام في الهرمل، التابعة لجمعية المبرات الخيرية، وعلى رأسها، اتصال من رئيس الهيئة القياديَّة في حركة النّاصريين المستقلين ــ المرابطون، العميد مصطفى حمدان، كما تلقى اتصالات من: مدير المركز الثقافي العراقي في لبنان، الدكتور علي العبادي، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ علي أبو شاهين، ورئيس محترف الفن التشكيلي في راشيا والبقاع الغربي، الفنان شوقي دلال، والدكتور علي الزين.
واستقبل سماحته عدداً من الفاعليات الاجتماعية، وشخصيات دينية وعلمائية، استنكرت الاعتداء على محطة الأيتام في الهرمل. وقد شدد سماحته خلال اللقاءات والاتصالات، على أن نتَّسم جميعاً بالجرأة الأخلاقية والسياسية، التي ينبغي أن تدفعنا إلى القيام بعملية مراجعة شاملة لخطواتنا السياسية، ولخطابنا السياسي والإعلامي، وأن تدفعنا أيضاً إلى الخروج من دائرة الحسابات الضيّقة، إلى الفضاء الرسالي والإنساني الرحب، الذي يدين هذه الأعمال العدوانية الَّتي وصلت إلى مستوى استهداف المؤسسات الإنسانية، مشيراً إلى أن هذا العمل العدواني والإجرامي، لا يمكن أن يحقّق أية أهداف للجهات التي تقوم به، ولكنَّه يرفع منسوب الأحقاد والتوتر في طول الساحة الإسلامية وعرضها، وعلى المساحة اللبنانية كلها، في الوقت نفسه، الذي يتسبب بقتل الأبرياء الذين ينتسبون إلى كل الطوائف والمذاهب.
ورأى أنَّ علينا مراجعة الخطاب السياسي الذي يسبق هذه الأعمال العدوانية أو يليها، حتى لا يستمر الخطاب المتوتر والمتشنج، والذي قد يأخذ بعداً طائفياً أو مذهبياً بطريقة وأخرى، فالقرآن الكريم يدعونا إلى قول الكلمة الأحسن، أو الدفع بالتي هي أحسن.
وأشار إلى أنَّ جمعية المبرات الخيرية، ومؤسسات سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، ستستمر في تأدية رسالتها، باحتضان كل المستضعفين والفقراء والأيتام، بصرف النظر عن هويتهم الطائفية والمذهبية، وستعمل جاهدة على إطفاء النيران داخل الساحتين الإسلامية واللبنانية، وستواصل سيرها في خط الانفتاح الفكري والثقافي والديني والسياسي على الجميع، فلا خيار لنا إلا الوحدة، ولا أسلوب نعتمده إلا أسلوب الانفتاح على الآخر، ومحاورة الجميع، بمن فيهم أولئك الذين نختلف معهم في الأطر السياسية والعقائدية وغيرها.
وكان سماحته قد استقبل وفداً من حزب التحرير، برئاسة صالح سلام، حيث جرى البحث في قضايا الساحة الإسلامية، في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بالمنطقة العربية والإسلامية، ومنها الوضع اللبناني. وشدد الوفد على أهمية تعزيز التواصل داخل الساحة الإسلاميَّة، مستنكراً عمليات التفجير التي تطاول المدنيين والمؤسسات المدنية والإنسانية، داعياً إلى العمل للوحدة داخل الصف الإسلامي، على أساس من المصارحة والوضوح.
ورأى السيّد فضل الله خلال اللقاء، أنَّ المستهدف الأول في كل ما يجري، هو الإسلام الحركي المنفتح، لافتاً إلى أنَّ المرحلة هي مرحلة استنزاف للجميع، وعلينا مواجهتها بالمزيد من رص الصفوف، بعيداً عن الخطاب المنفر والمتوتر والانفعالي.