وتؤكد المصادر أن وزارة التربية كانت أمام خيار إما قبول الهبة بشرط تعديل ما هو مذكور في كتاب الجغرافيا الصادر عن "المركز التربوي للبحوث والإنماء"، و"هذا أمر غير وارد"، وإما قبول الهبة من دون كتاب الجغرا
حصلت وزارة التربية والتعليم العالي على هبة مالية مقدمة من وزارة التنمية الدولية البريطانية، لتغطية ثمن الكتب المدرسية للتلامذة المسجلين في مرحلة التعليم الأساسي في المدارس والثانويات الرسمية باستثناء كتاب الجغرافيا.
وأوضحت المصادر التربوية أن سبب استثناء كتاب الجغرافيا، مرده إلى أن الجهة المانحة رفضت تمويل ثمن كتاب يشير إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بدل "إسرائيل".
وتؤكد المصادر أن وزارة التربية كانت أمام خيار إما قبول الهبة بشرط تعديل ما هو مذكور في كتاب الجغرافيا الصادر عن "المركز التربوي للبحوث والإنماء"، و"هذا أمر غير وارد"، وإما قبول الهبة من دون كتاب الجغرافيا "وهذا ما حصل". وتشير المصادر إلى أن ثمن كتاب الجغرافيا يراوح بين دولارين وعشرة دولارات، تبعاً للمرحلة الدراسية.
وجاء قبول الهبة البريطانية بمرسوم جوال (11067) وقعه كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، ووزيري المال محمد الصفدي والتربية والتعليم العالي حسان دياب، على أن يعرض المرسوم لاحقاً على مجلس الوزراء على سبيل التسوية، لتعذر انعقاد مجلس الوزراء بسبب اعتبار الحكومة مستقيلة.
تبلغ قيمة المساهمة الإجمالية ثمانية مليارات وثلاثمئة وواحداً وثمانين مليوناً وسبعمئة ألف ليرة، أي ما يعادل خمسة ملايين وخمسمئة وستين ألف دولار. ويستفيد من الهبة البريطانية جميع التلامذة المسجلين في مرحلة التعليم الأساسي للعام الدراسي الحالي 2013/2014، لدعم صناديق المدارس الرسمية، تطبيقاً لمجانية الكتاب المدرسي.
وأوضح مصدر مسؤول في الوزارة أنه يمكن تغطية جزئية من ثمن الكتب للعام الدراسي المقبل، بما يتبقى من رصيد الهبة المقبولة، خصوصاً أن معظم التلامذة سبق وحصلوا على الكتب مجاناً، ويمكن تغذية صناديق المدارس من هذه الهبة، لاسيما أنه سبق لها وتولّت دفع ثمن هذه الكتب، في مطلع العام الدراسي الحالي. وتلفت إلى أن هذه الهبة ستساهم في تغذية الصناديق، التي لم تستلم سوى 44 في المئة من مستحقاتها.
وكانت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ، قد أعلنت عن تقديم بريطانيا ثمن مجموعة من الكتب المدرسية (307 آلاف مجموعة من الكتب)، في خلال زيارة قصيرة إلى لبنان. تهدف هذه المبادرة لضمان أن يتوفر لكل طفل يبلغ من العمر بين 6 و15 عاماً يتعلم في المدارس الرسمية في لبنان مجموعة الكتب المدرسية للمواد الأساسية. وهذا يشمل، إلى جانب 80 ألف تلميذ لاجئ فرّوا من القتال في سورية، الأطفال اللبنانيين من المجتمعات المضيفة المعرضين لأن يتضرر تعليمهم.
وتشمل كل مجموعة من الكتب، كتب العلوم والأدب واللغات والرياضيات وغيرها من المواد الدراسية الأساسية، وكل مجموعة منها مخصصة لتناسب حاجات التلاميذ في السنة الدراسية التي يدرسونها.
وفي الوقت الذي تواجه فيه المدرسة الرسمية ضغوطاً متنامية لتوفير أماكن للتلامذة السوريين اللاجئين، باتت مضطرة إلى تعليم هؤلاء التلامذة في مدارسها على دفعتين يومياً، حيث يبدأ اليوم الدراسي التالي بعد انتهاء ساعات الدراسة العادية لأجل تعليم ضعف عدد التلامذة النازحين.
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في مرحلة التعليم الأساسي الرسمي نحو 300 ألف تلميذ لبناني تراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً مسجلين، إلى جانب 33 تلميذاً سورياً لاجئاً، وسبعة آلاف تلميذ فلسطيني لاجئ أتى نحو نصفهم من سوريا، علاوة على أكثر من أربعين ألف تلميذ سوري نازح يدرسون بموجب نظام الدفعة الثانية (بعد الظهر). أي أنه أصبحت المدارس الرسمية تستقبل أكثر من ثمانين ألف طفل لاجئ إضافي نتيجة الأزمة السورية.
وعمدت وزارة التربية والتعليم العالي لتخفيف الضغط عن مدارسها في دوام قبل الظهر من خلال فتح دوام بعد الظهر للتلامذة السوريين النازحين، بعدما تم توزيع أكثر من أربعين ألف تلميذ على 88 مدرسة وثانوية رسمية، بعدما أعطت وزارة التربية الإذن لهذه المدارس البدء بالتدريس، في أعقاب الانتهاء من الأعمال الإدارية واللوجستية، وموافقة الجهات المانحة ("مفوضية الأمم المتحدة للاجئين"، و"اليونسيف")، على تأمين تمويل عملية التعليم، وتكفل وزارة التربية، في تأمين الكادر التعليمي والهيئة الإدارية.
وعلمت "السفير" أن بعض الجمعيات المانحة عمدت إلى دفع مساهمتها عن بدل التعاقد مع المعلمين، في حين أن الجهات الدولية المانحة ("مفوضية الأمم المتحدة للاجئين"، و"اليونسيف")، والتي يقع على عاتقها تأمين تمويل عملية التعليم، قد ابلغت وزارة التربية عن خفض قيمة المساهمة المالية من ستين مليون دولار إلى نحو خمسين، جراء تعثر هذه الجهات في جمع الأموال اللازمة.
وينتظر الكادر التعليمي والهيئة الإدارية، التي أمنتها وزارة التربية لمدارس بعد الظهر، انتهاء الفصل الأول نهاية شباط الحالي، للبدء في أعمال احتساب بدل ساعات التدريس.
وتسلّم عدد من المدارس الرسمية في ضاحية بيروت الجنوبية، بعض المساعدات العينية من منظمة "اليونسيف"، وزعت على التلامذة اللبنانيين، والسوريين النازحين، وحصة كل تلميذ عبارة عن "ثلاثة دفاتر، أربعة أقلام رصاص، أربعة أقلام حبر، علبة تلوين، ممحاة عدد اثنين، مبراة، مقص، ومسطرة".
وأبدى مصدر تربوي مسؤول ترحيبه بكل مساعدة تأتي للنهوض بالمدرسة الرسمية، في ظل الشح المالي الذي تعاني منه هذه المدارس وخلو صناديقها من الأموال.